هددت الولاياتالمتحدة بفرض عقوبات على روسيا بعد موافقة أغلبية سكان شبه جزيرة القرم على الانضمام إليها في استفتاء نظم أ ول أمس الأحد، فيما يتجه الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات مماثلة على موسكو أمس الاثنين، معبرا عن رفضه نتائج الاستفتاء. وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي أول أمس الأحد أن واشنطن وحلفاءها لن يعترفوا «أبدا» بهذا الاستفتاء. وقال البيت الأبيض في بيان، إنه وخلال اتصاله ببوتين «شدد أوباما على أن استفتاء القرم الذي ينتهك الدستور الأوكراني وجرى تحت إكراه بالتهديد من التدخل العسكري الروسي، لن يتم الاعتراف به أبدا من جانب الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي». وأضاف أوباما أن بلاده بالتنسيق مع شركائها الأوروبيين مستعدة لفرض عقوبات إضافية على روسيا بسبب أعمالها. وكان الكرملين أصدر بيانا بشأن هذا الاتصال أكد فيه أن بوتين شدد لنظيره الأميركي على أن الاستفتاء -الذي جرى في القرم الأحد بشأن انضمام شبه الجزيرة الأوكرانية إلى روسيا- «يتطابق تماما» مع القانون الدولي. من جانبه، رفض الاتحاد الأوروبي الاعتراف بنتائج الاستفتاء، واعتبر في بيان أصدره الأحد أنه غير قانوني وغير شرعي ولن يتم الاعتراف بنتيجته. واجتمع وزراء خارجية الاتحاد أمس الاثنين في بروكسل لبحث فرض عقوبات على مسؤولين روس. وعمل دبلوماسيو الاتحاد حتى ساعة متأخرة من مساء أول أمس لمناقشة قائمة من الأشخاص في القرم وروسيا والذين سيفرض عليهم حظر السفر وتجميد أرصدتهم بسبب أعمال «تهدد وحدة أراضي وسيادة واستقلال أوكرانيا». وقال دبلوماسيون إن القائمة المبدئية -التي تضم ما بين 120 و130 اسما من بينها شخصيات كبيرة في المؤسستين العسكرية والسياسية الروسية- ستقلص ربما إلى عشرات الأشخاص على أن يتخذ وزراء الخارجية القرار النهائي بشأنها أمس. ومن المتوقع أيضا أن يلغي الوزراء اجتماع قمة من المقرر عقده بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في سوتشي في يونيو القادم. من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أن ما وصفه بالاستفتاء المزعوم في القرم غير شرعي. واعتبر هاربر -الذي يتوجه إلى أوكرانيا السبت القادم- أن «إجراءات فلاديمير بوتين غير المسؤولة والأحادية الجانب لن تؤدي إلا للمزيد من العزلة الاقتصادية والسياسية لروسيا عن المجتمع الدولي». وفي اليابان قال المتحدث باسم الحكومة يوشيهيدي سوغا إن بلاده لن توافق على نتيجة الاستفتاء، وذكرت صحيفة نيكاي الاقتصادية أن السلطات اليابانية تدرس إمكانية أن تحذو حذو الغربيين في فرض عقوبات اقتصادية على روسيا. من جانبها، دعت الصين إلى الهدوء وضبط النفس، وأكدت أن التسوية السياسية هي الحل الوحيد لحل الأزمة الأوكرانية. وأعلنت سلطات القرم المحلية أمس أن النتائج الرسمية للاستفتاء تشير إلى أن 96.6% من المصوتين اختاروا الانضمام إلى روسيا. وأكد رئيس وزراء القرم سيرغي أكسينوف أن الإقليم سيطلب رسميا الانضمام إلى روسيا. وأوضح أكسينوف أن عملية دمج جميع مؤسسات القرم مع روسيا ستنتهي بعد عام، وأن موظفيها سيبدؤون تلقي رواتبهم من موسكو الشهر المقبل. وفي موسكو، قالت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء إن المجلس الأدنى في البرلمان الروسي سيجيز قانونا يسمح لمنطقة القرم بالانضمام إلى روسيا في «المستقبل القريب جدا». ونقل الوكالة عن سيرغي نيفيروف نائب رئيس المجلس قوله إن «نتائج الاستفتاء في شبه جزيرة القرم أظهرت بوضوح أن سكانها لا يرون مستقبلهم إلا كجزء من روسيا». وأكدت روسيا -على لسان رئيس لجنة موفديها لمراقبة الاستفتاء فاليري ريازانتسيف- أن نتائج الاقتراع صحيحة ولا تدع مجالا للتشكيك في شرعيتها. وعلى الأرض حرك الجيش الأوكراني قوات مشاة وآليات ثقيلة إلى الجنوب من مدينة دونتسك في شرقي البلاد. كما استدعت السلطات عشرين ألف مجند ضمن ما يسمى «الحرس الوطني»، وهو تشكيل أنشئ حديثا. جاء ذلك فيما اقتحم موالون لروسيا مكتب النائب العام ومقرا للاستخبارات الأوكرانية في دونتسك ورفعوا العلم الروسي وطالب بعضهم بتنظيم استفتاء على مصير المدينة. ومع تحذير موسكو من احتمال إرسال قوات لحماية الناطقين بالروسية من القوميين الأوكرانيين، نقلت وسائل الإعلام الأوكرانية عن جماعة يمينية متطرفة بارزة قولها إنها قد ترد على أي غزو روسي بمهاجمة خطوط الأنابيب التي تنقل صادرات الغاز الروسية الى أوروبا الغربية عبر أوكرانيا.