تناولت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم السبت جملة من المواضيع ذات الطابع المحلي والدولي ، كان أهمها الانتخابات الرئاسية التونسية المزمع إجراؤها يوم الأحد المقبل، وانتقاد منظمة العفو الدولية للعنف غير المبرر للشرطة اليونانية في حق الطلبة، وسياسة الرئيس الأمريكي حول الهجرة، وتداعيات الأزمة الاوكرانية. ففي فرنسا اهتمت الصحف بالانتخابات الرئاسية المقررة الاحد بتونس مشيرة الى أن زعيم حزب (نداء تونس) الباجي قايد السبسي يعتبر المرشح الاوفر حظا في هذا الاستحقاق. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (لوموند) أن الباجي قايد السبسي يطمح بعد فوز حزبه في الانتخابات التشريعية ليوم 26 أكتوبر ، متقدما على اسلاميي حزب النهضة، الى تولي منصب رئاسة الدولة في اعقاب انتخابات رئاسية تنظم منذ ثورة 2011 ، مؤكدة ان السبسي الذي شغل منصب وزير في عهد بورقيبة يدخل غمار هذه الانتخابات بموقف قوي. وأضافت الصحيفة أن عدد المرشحين في هذه الانتخابات بلغ 27 مرشحا من ضمنهم امرأة ، لكن الحملة الانتخابية تحولت بسرعة الى مواجهة سياسية بين مرشح (نداء تونس) الذي يعتبر نفسه الضامن لتونس حديثة، ومنصف المرزوقي الرئيس المنتهية ولايته الذي يقدم نفسه كحصن ضد عودة النظام القديم الذي قال ان خصمه يجسد هذا التوجه. وقالت الصحيفة إن الغائب الاكبر عن هذه الانتخابات هو حزب النهضة الاسلامي الذي لم يرشح احدا من اعضائه وهو الذي يمثل نحو ثلث الناخبين . من جهتها اعتبرت صحيفة (ليبراسيون) انه اذا كان الدستور الجديد لا يمنح للرئيس المقبل سوى سلطات محدودة فإن سباق الوصول الى قصر قرطاج يعرف منافسة 21 مرشحا للدور الاول من هذا الاستحقاق. وأضافت ان الصراع يحتدم بين الباجي قايد السبسي المرشح الاوفر حظا ، والرئيس المنتهية ولايته منصف المرزوقي منافسه الرئيسي مبرزة أن حدة التنافس بينهما ميزت الحملة الانتخابية. وفي اليونان اهتمت الصحف ببيان لمنظمة العفو الدولية ينتقد ما أسماه العنف غير المبرر للشرطة في حق الطلبة خلال تعاملها مع مظاهرات الاثنين الماضي المخلدة للذكرى ال 41 للانتفاضة الطلابية ل 1973 التي قادت الى زوال الحكم العسكري. وأضافت استنادا للبيان أن هذا العنف لم يسلم منه حتى الصحافيون الذين كانوا يغطون المظاهرات، ويعد مصدر قلق وخطر بالنسبة لحرية التعبير، مشيرة الى ان هذا العنف موثق بالصوت والصورة. وقالت المنظمة ان لديها أدلة عن ممارسة الشرطة لعنف غير مبرر في حق طلبة كانوا فقط يبحثون عن الهرب. ونددت بعنف الشرطة وما وصفته تجاهل المسؤولين للأمر. كما تناولت الصحف مظاهرة نظمها أمس الجمعة نحو 1500 من الطلبة والآباء والاساتذة أمام مبنى وزارة التعليم للاحتجاج على خطط للحكومة لإصلاح التعليم، مشيرة الى أن التظاهرة اختتمت باستخدام شرطة مكافحة الشغب للقنابل المسيلة للدموع كما اعتقلت اثنين من المتظاهرين . وأضافت أن مجموعة من الطلبة حاولوا تسلق مبنى الوزارة والدخول إليه ما حذا بالشرطة للتدخل وإطلاق قنابل مسيلة للدموع. وتشمل الاصلاحات المتوقعة إدخال تغييرات على أنظمة الامتحانات وتجميع الثانويات والتقليص من الاساتذة والمقررات. ومن جهة أخرى اهتمت الصحف بتقديم الحكومة اليونانية يوم الجمعة لمشروع ميزانية 2015 للبرلمان مشيرة الى أن الميزانية تتوقع تحقيق معدل نمو من 9ر2 في المائة ، وفائضا أوليا من 6ر5 مليار أورو أو نحو 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام. وأضافت أن المشروع يتوقع انخفاضا في معدل البطالة من 27 في المائة حاليا الى 22 في المائة كما وعدت الحكومة بالعمل على التقليص في الضرائب والرسوم كلما تحسنت المؤشرات المالية الكبرى. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بالمبادرة التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما من خلال تسوية وضعية خمسة ملايين مهاجر غير شرعي أي ما يعادل نصف عدد الأجانب المقيمين بطريقة غير قانونية وإبداء رغبته في إرساء نظام للهجرة. واعتبرت صحيفة (ماركيشه أودرتسايتونغ) أن أوباما لم يبق لديه شيء ليخسره لكن في بعض الأحيان يقوم بالشيء الصحيح خاصة فيما يتعلق بسياسته في الهجرة. أما صحيفة (مانهايمر مورغن) فكتبت في تعليقها أن أوباما لا يفوت الفرصة إلا أنها تساءلت عما إذا كان هناك الوقت الكافي لاتخاذ حزب الرئيس الأمريكي لقرارات لفائدة المهاجرين غير الشرعيين. وأضافت الصحيفة أن إعلان أوباما أثار جدلا سياسيا كبيرا سيعيق العلاقات بين الكونغرس والبيت الأبيض أكثر خلال الفترة المتبقية من ولايته ، خاصة بعد الفوز الكبير للجمهوريين في انتخابات منتصف الولاية الأخيرة، معتبرة أن قرار أوباما رغم أنه أحادي الجانب ويجعل وضعه صعبا ، إلا أنه قرار شجاع . أما صحيفة (باديشه تسايتتونغ) فكتبت أن محتوى انتقادات المعارضة الأمريكية لقرار أوباما مثير للشفقة لأن ما تدعيه من خرق للدستور ليس له أي أساس مشيرة إلى أن الجمهوريين غاضبون ويرغبون في عرقلة مبادرة أوباما قضائيا. من جانبها أشارت صحيفة (دي فيلت) إلى أن أكثر من أحد عشر مليون مهاجر غير شرعي يعيشون حاليا في الولاياتالمتحدة لذلك ، تقول الصحيفة ، فالمشكلة أكبر من أن يتم تجاهلها. صحيفة (نوي أوسنايبركه) من جهتها اعتبرت أن حسابات أوباما بدأت تظهر خاصة بالنسبة للانتخابات الرئاسية في عام 2016 حيث أن المهاجرين المتجنسين يشكلون مجموعة كبيرة يحتاجها الديمقراطيون من أجل الفوز. وأضافت الصحيفة أن الجمهوريين إذا فكروا في الانتقام من خلال الميزانية فإن ذلك من وجهة نظر سياسية ، سيعتبر غباء . صحيفة (زاخسيشن تسايتونغ) كتبت في تعليقها أن باراك أوباما يذكر مواطنيه ، من خلال مبادرته ، أن الولاياتالمتحدة هي أمة للمهاجرين ، مشيرة إلى أن مبادرته ، من وجهة نظره ، مشروعة لكن البلاد ، تضيف الصحيفة ، تحتاج في هذه المسألة إلى إجماع وطني وقانون يعتمده الكونغرس . وفي روسيا اهتمت الصحف بالضغوط التي تمارسها المفوضية الاوروبية على صربيا ومطالبتها بالانضمام إلى العقوبات الغربية المفروضة ضد روسيا ، مشيرة الى أن المفوضية وجهت انذارها الى بلغراد تحذرها فيه انه لا يمكن تحقيق أي تقدم في المباحثات حول الانضمام الى الاتحاد الاوروبي بدون تشذيب السياسة الخارجية الصربية وجعلها تتوافق مع السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي بما في ذلك الانضمام الى العقوبات المفروضة ضد روسيا. وأوضحت الصحف الروسية أن سلطات صربيا أعلنت انها لا تخطط للانضمام الى العقوبات ضد روسيا وأنها تصر على ان يتم تنسيق السياسة الخارجية الصربية مع بروكسيل بشكل تدريجي. وفي هذا السياق ذكرت صحيفة (كوميرسانت) أن صربيا تمكنت حتى الآن من موازنة علاقاتها مع روسيا ومع الغرب مشيرة الى انه وبعد اطلاق الغرب لآلية العقوبات ضد روسيا، أعلن قادة صربيا مرات عديدة ان بلادهم لن تنضم الى العقوبات. وأضافت الصحيفة أن صربيا استفادت كثيرا من ذلك لأنها أخذت تصدر الى روسيا الكثير من المواد الغذائية التي كانت روسيا تستوردها سابقا من الغرب. نفس المنحى اتخذته صحيفة (روسيسكايا غازيتا) مشيرة الى أن هذا الامر غير مسبوق وأن الاتحاد الاوروبي فرض شروطا على دولة مرشحة كالمطالب التي تفرض على الدول الكاملة العضوية. وتساءلت الصحيفة هل ستتمكن صربيا من الصمود لاحقا امام الضغوط المتزايدة من جانب الاتحاد الاوروبي. وأضافت اليومية أن الدعوى التي رفعها المدعي العام تتهم أرتور ماس واثنين من معاونيه بجرائم العصيان والاختلاس والإخلال بالواجب. أما صحيفة (أ بي سي) فكتب أنه بعد شد الحبل بين الادعاء العام والحكومة المركزية وحكومة كطالونيا، قدم المدعي العام بهذه الجهة ، أخيرا ، النص نفسه الذي كان قد وجهه طوريس دولسي يومين بعد عقد الاستشارة الرمزية في التاسع من نونبر. وفي سياق متصل أوردت (لا راثون) أن الزعيم الكطالوني قدم رؤيته الحزبية بالدعوة لهذه الاستشارة الرمزية حول استقلال هذه الجهة، رغم تعليقها من قبل العدالة ، مشيرة إلى أن الزعيم الكطالوني قد يواجه المنع من ممارسة مهامه لعشر سنوات. وفي بولندا، أثارت الصحف الاتهامات التي وجهتها أوكرانيا إلى روسيا والتي تفيد بأن موسكو استأنفت قصف أراضي أوكرانيا للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق السلام يوم 5 شتنبر في مينسك، بروسياالبيضاء. ولاحظت صحيفة (بولسكا) أن اتهامات أوكرانيا تم تأكيدها من قبل الولاياتالمتحدة حيث حذر نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن روسيا من مزيد من العزلة اذا استمرت في المشاركة في الأزمة الأوكرانية. وأشارت الصحيفة التي ذكرت أن البرلمان الأوكراني الجديد تهيمن عليه أغلبية موالية للغرب ، إلى أن العلاقات بين كييف وموسكو ستشهد مزيدا من التدهور في أعقاب نوايا منسوبة إلى رئيس أوكرانيا ، بترو بروشينكو عن رغبة بلاده إلى الانضمام إلى حلف شمال الاطلسي. من جهتها كتبت صحيفة ( لاغازيت جوريديك) في هذا الصدد أن الحلف الأطلسي لم يرد بعد على طلب عضوية أوكرانيا ، لكنه أمينه العام ينس شتولتنبرغ حذر موسكو من تعزيز الوجود العسكري الروسي على الحدود الروسية - الأوكرانية. وقالت الصحيفة التي أشارت إلى أن القصف الروسي استهدف ضواحي ماريوبول وهي مدينة أوكرانية استراتيجية تزخر بميناء هام مما جعلها تثير اهتمام روسيا ، إن موسكو تسعى إلى دخول أراضي شبه جزيرة القرم التي ضمتها في مارس الماضي. ولاحظت الصحيفة أن استئناف القصف الروسي على الأراضي الأوكرانية تزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتظاهرة ساحة (ميدان) في كييف التي أعطت دفعة قوية لانطلاق الاحتجاج الشعبي الذي أدى إلى سقوط نظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وأشارت الصحيفة إلى أن استئناف توجيه ضربات لأوكرانيا هو بمثابة إعلان عن مواجهة جديدة بين موسكو والغرب بشأن الأزمة الأوكرانية بعد عام من بداية التغييرات في هذا البلد والتي ترفض موسكو الاعتراف بها.