خصصت الصحف الصادرة اليوم الجمعة حيزا هاما للحديث عن إسقاط الطائرة الماليزية فوق الأراضي الأوكرانية وتداعياتها المحتملة على العلاقات بين روسيا والغرب، وتبادل الاتهامات حول المسؤولية وراء الحادث بين أوكرانياوروسيا، وأزمة المهاجرين القاصرين بالولاياتالمتحدة. وكتبت (نيويورك تايمز) أن إسقاط الطائرة الماليزية، أمس الخميس، في منطقة حرب فوق الأراضي الأوكرانية يمكن أن يعطي دفعة لجهود الرئيس باراك أوباما الرامية لعزل روسيا إذا ثبت أن الانفصاليين المدعومين من قبل موسكو وراء تحطم الطائرة. وأضافت أنه في حال توصل المحققون إلى تأكيد أن طائرة الخطوط الجوية الماليزية أسقطت بسبب إطلاق صاروخ أرض جو من قبل المتمردين الموالين لروسيا، فهذا يعني أنه على الأوربيين، الذين يبدون أكثر ترددا حيال فرض عقوبات على موسكو خوفا من أثرها السلبي على مصالحهم الاقتصادية، أن يحذوا حذو الولاياتالمتحدة التي أعلنت فرض عقوبات جديدة ضد روسيا. وتزعم الصحيفة أن إدارة أوباما أعدت عقوبات إضافية ضد موسكو بعد تلك المعلنة يوم الاربعاء الماضي. في السياق ذاته أبرزت صحيفة (واشنطن بوست) أن إسقاط الطائرة الماليزية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة في أوكرانيا وزيادة حدة التوتر بين روسيا والغرب. واعتبرت الصحيفة أن هذا الحادث يدل على إرادة استخدام أسلحة أكثر قوة في الأزمة بأوكرانيا، وهو ما يمكن أن يطلق شرارة المواجهة المباشرة بين أطراف الصراع. ومن جهتها، أشارت (وول ستريت جورنال) إلى أن الوكالات الأمريكية منقسمة إزاء تحديد المسؤولية عن إطلاق الصاروخ بين الجيش الروسي أو المتمردين الموالين لروسيا، هؤلاء يفتقرون إلى الخبرة اللازمة لإصابة طائرة تحلق على علو مرتفع، حسب المسؤولين الأمريكيين. أما صحيفة (لو سولاي) الكندية، فقد أشارت إلى أنه مهما كان مصدر الصاروخ الذي دمر الطائرة الماليزية، فقد نقل الحادث الأزمة الأوكرانية إلى مستوى آخر، إذ بدأ هذا النزاع ذو الطبيعة المحلية يأخذ ملامح أزمة دولية، مشيرة إلى أن هذا الهجوم يأتي بعد 24 ساعة فقط من فرض عقوبات أمريكية صارمة على الكرملين، أما إذا ثبت أن مسؤولية الحادث تقع على عاتق موسكو، فقد تجد روسيا نفسها في موقف لا تحسد عليه. ومن جانبها، أبرزت صحيفة (لا بريس) أنه رغم أن كل الدلائل تشير إلى أن الطائرة أسقطت بسبب إطلاق صاروخ من منصة متطورة من صنع روسي، إلا أنه لا يمكن الجزم في المسؤولية عن الحادث بين الانفصاليين والجيش الأوكراني ويتعين أخذ تصريحات الطرفين بكثير من الحذر، مشددة على أن الرئيس الروسي يبقى هو المسؤول الرئيسي عن هذه المأساة لكونه من ضم شبه جزيرة القرم وساعد الانفصاليين شرق أوكرانيا، كما أن حلف شمال الأطلسي يتحمل جزء من المسؤولية لردة فعله الشديدة على المناورات الروسية بأوكرانيا وجورجيا ومولدافيا. وتطرقت صحيفة (لو دوفوار) إلى تبادل الاتهامات، طيلة أمس الخميس، بين الانفصاليين والسلطات الأوكرانية وموسكو حول المسؤولية على هذا الحادث الذي سيفاقم الوضع بالحدود الروسية الأوكرانية، مضيفة أن عددا من البلدان طالبت بإجراء تحقيق دولي شامل وشفاف من أجل تحديد المسؤولية حول تحطم الطائرة وقتل 283 من المدنيين و15 من أفراد الطاقم. بخصوص أزمة هجرة القاصرين غير المرافقين بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ذكرت صحيفة (واشنطن تايمز) أن الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون بوينر، استبعد، أمس الخميس، أي احتمال لتمرير مشروع قانون حول تدفق المهاجرين القاصرين غير الشرعيين قبل عطلة غشت بسبب اختلاف وجهات النظر بين المعسكرين الديمقراطي والجمهوري. وأفادت الصحيفة بأن سيناتورات رفضوا طلب الرئيس أوباما لإجراء تغييرات على التشريعات المعمول بها لتسهيل طرد المهاجرين غير الشرعيين، فيما يبدو أن الجمهوريين ليسوا على استعداد لقبول طلب أوباما الحصول على ميزانية قدرها 3.7 مليار دولار أمريكي قبل تغيير القانون. وببنما، توقفت صحيفة (بنماأمريكا) عند الأزمة الداخلية للحزب الثوري الديمقراطي خاصة مع إصرار رئيس هذه الهيئة السياسية، بينيسيو روبينسون، على المضي قدما في خارطة الطريق المحددة لتجديد هياكل الحزب رغم استقالة عدد من القيادات احتجاجا على طريقته في تدبير الأزمة، مشيرة إلى أن روبينسون أظهر، أمس الخميس، مدى سيطرته على الحزب بعدما صادق المجلس التنفيذي الوطني على تعديل خارطة الطريق لإجراء انتخابات في شتنبر المقبل لتعويض الأعضاء المستقيلين من اللجنة التنفيذية وعقد المؤتمر الوطني، وهو ما يعني مواصلته إحكام سيطرته على قيادة الحزب. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن المرشح الرئاسي السابق أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، رئيس الحزب الجديد حركة التجديد الوطني (مورينا) سيعود من جديد، ابتداء من فاتح شهر غشت المقبل، إلى الإعلانات الرسمية بالراديو والتلفزيون، بالدعوة للانضمام لحزبه الذي وصفه بكونه يمثل "أمل المكسيك"، مشيرة إلى أن الحملة الترويجية للحزب ستبدأ في 1 غشت في إطار ممارسة كافة الأحزاب السياسية لحقها بالمرور بالراديو والتلفزيون. أما صحيفة (لاخورنادا) فتطرقت للهجرة غير الشرعية للأطفال بالولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أن الأطفال المكسيكيين والمنحدرين من أمريكا الوسطى أثاروا أزمة لدى القيادة السياسية الأمريكية التي تساهم في النقاش حول موضوع الهجرة، الذي أضحت في بعض الأحيان تراجيدية، بعواقب سياسية وإنسانية خطيرة. بالدومينيكان، تطرقت صحيفة (هوي) إلى إعلان السلطات القضائية عن ارتفاع معدل جرائم قتل النساء التي ارتكبها أزواجهن أو أشخاص مقربين منهن منذ بداية السنة الجارية، في وقت بلغ المتوسط الشهري للأشخاص الذين يعتقلون بسبب العنف المنزلي إلى حوالي 300 شخص، وذلك رغم جهود السلطات المعنية لمكافحة العنف المنزلي والاستجابة الفورية للنساء المعنفات، مبرزة ارتفاع المطالب بتوفير المزيد من الامكانيات المادية والبشرية وتعزيز التنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة المعنية بالحد من الجرائم المرتبطة بالنوع الاجتماعي. من جهة أخرى، أشارت صحيفة (إل ديا) إلى انعقاد المؤتمر العام للحزب الثوري، أهم حزب معارض، يوم الأحد القادم، إذ سيقوم 537 ألف منخرط باختيار الهياكل الحزبية، خاصة مناصب رئيس الحزب والأمين العام والمندوبين الجهويين، مبرزة أنه تم تخصيص 58 بالمئة من المناصب الحزبية للنساء والشباب أقل من 35 سنة. وأضافت الصحيفة أن رئيس الحزب الثوري، ميغيل فارغاس، أكد أنه سيجري تحالفا مع عدة أحزاب لها قواسم مشتركة من أجل تشكيل (كتلة الأمل) لاستعادة السلطة من حزب التحرير خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة لسنة 2016.