واصلت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، اهتمامها بالمواجهة بين روسيا والغرب وتطورات الوضع بأوكرانيا بعد سيطرة موالين لموسكو على مباني حكومية شرق أوكرانيا، إلى جانب مواضيع أخرى ذات طابع وطني. ففي ببلجيكا، واصلت الصحف اهتمامها بالوضع في أوكرانيا، معبرة عن الخشية من أن يؤدي تكثيف المتمردين الموالين لروسيا هجومهم شرق أوكرانيا إلى تقسيم البلاد بين شرق ناطق بالروسية وغرب ينظر إلى أوروبا. وهكذا كتبت صحيفة (لو سوار)، في مقال افتتاحي بعنوان "أوكرانيا، روسيا الآن هي الفائزة"، أن "الرئيس الروسي، الذي واصل اختلاق مجموعة من الأحداث بأوكرانيا بهدف زعزعة الاستقرار، بات يحذر العالم الآن، مدعيا أنه يرغب في تفادي هذا الأمر، الذي يخدم هدفه المتمثل في ضم هذا البلد، كليا أو جزئيا، إلى دائرة نفوذه". ومن جهتها، أوردت صحيفة (لزيكو) أن القضية الأوكرانية معقدة جدا، وأنه لكسر الجمود يتعين على البعض، بما في ذلك روسيا، التفكير في حل على الطريقة البلجيكية، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بإقامة نظام فيدرالي أو كونفدرالي، يمنح حكما ذاتيا كبيرا لشطري البلاد، الغرب المؤيد لأوروبا والشرق الناطق بالروسية، مع إمكانية إبرام اتفاقات أو توقيع معاهدات مع الاتحاد الأوروبي من ناحية، ومع روسيا من ناحية أخرى. وفي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بتصاعد التوتر في أوكرانيا أيضا وردود فعل الدول الغربية، إذ كتبت صحيفة (أ بي سي) أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى تقسيم أوكرانيا، مشيرة إلى أن المجموعات شبه العسكرية، الموالية لروسيا، تصر على مهاجمة الإدارات العمومية الأوكرانية في الشرق رغم إنذارات كييف. وقالت اليومية إنه مقابل ردود الفعل الأوروبية الدافئة يواصل الموالون لروسيا تقدمهم في خطتهم والمتمثلة في تحدي السلطات الأوكرانية. وفي السياق ذاته، أوردت صحيفة (إلباييس) أن المتمردين الموالين لروسيا يواصلون تحديهم لكييف بمهاجمة مزيد من المباني في عدد من المدن، مشيرة إلى أنه أمام هذا الوضع، طلب الرئيس الأوكراني مساعدات عسكرية من الأممالمتحدة. وأضافت اليومية أنه في محاولة للتخفيف من حدة التوتر، طلب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، من نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، إقناع المتمردين المسلحين الموالين لروسيا شرق أوكرانيا نزع سلاحهم. وأردفت أن أوباما أعرب، أيضا، عن "قلقه العميق إزاء دعم الحكومة الروسية لأنشطة الانفصاليين المسلحين الموالين لروسيا، والتي تهدد بتقويض وزعزعة استقرار الحكومة في أوكرانيا". ومن جهتها، أوضحت (إلموندو) أنه سمح للجنود الأوكرانيين باستخدام أسلحتهم لصد تقدم الموالين لروسيا في الشرق. وفي بريطانيا، واصلت الصحف أيضا اهتمامها بتطورات الوضع في أوكرانيا والتوتر بين الدول الغربية وروسيا، إذ أوردت (الغارديان) المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسيº والتي طلب فيها باراك أوباما من فلاديمير بوتين استخدام نفوذه لإقناع المتمردين المسلحين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، بنزع سلاحهم وإخلاء المباني العمومية التي يحتلونها منذ أيام. ومن جانبها، عادت صحيفة (الدايلي تلغراف) إلى المخاوف التي عبرت عنها واشنطن بشأن الدعم المقدم من قبل الحكومة الروسية لأنشطة الانفصاليين المسلحين الموالين لموسكو لزعزعة استقرار الحكومة الأوكرانية، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي رفض، مع ذلك، الاتهامات الغربية حول تورط بلاده في الاضطرابات التي تشهدها حاليا بعض المناطق الناطقة باللغة الروسية في أوكرانيا. أما صحيفة (الأندبندنت)، فركزت على مشاهد العنف وحالة الفوضى شرق ووسط أوكرانيا، حيث استولت المجموعة المسلحة الناطقة بالروسية على المباني الحكومية، وطالبت بالحماية الروسية والانضمام إلى موسكو. وفي هولندا، تطرقت الصحف، بدورها، للمواجهة القائمة بين حكومة كييف والناشطين الموالين لروسيا، إذ كتبت صحيفة (فولكسكرانت)، تحت عنوان "مواطنون روس على القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي"، أن اتحاد ال28 قرر توسيع لائحة المسؤولين الروس والموالين لروسيا المعنيين بعقوبات الاتحاد الأوروبي. ومن جهتها، حاولت صحيفة (إن إر سي)، تحت عنوان "كيف فقدت أوكرانيا في أسبوع واحد السيطرة على الشرق"، العودة إلى الأحداث التي ميزت الصراع بين كييف وموسكو منذ سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، مشيرة إلى أن الخبراء يعتقدون أن بعض أجزاء من شرق أوكرانيا قد تعيش السيناريو نفسه. أما صحيفة (تراو) فكتبت، تحت عنوان "هل هي حرب أهلية أم لا¿.."، أنه على الرغم من خطورة الأحداث التي وقعت مؤخرا بشبه جزيرة القرم وفي الشرق، فإن الحكومة الأوكرانية اقتصرت على التهديدات دون التدخل حتى الآن، متسائلة عما إذا كانت الانتخابات ستجري في موعدها المقرر يوم 25 ماي، أو أن العنف سيدفع الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ ، وبالتالي تأجيل الرئاسيات إلى موعد لاحق. وببولونيا، تساءلت الصحف حول الجدوى من العقوبات الغربية للتأثير على موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودفعه لوقف دعم المجموعات الموالية لروسيا التي تحتل المباني الإدارية شرق أوكرانيا. وتساءلت (لاغازيت إلكتورال)، في هذا الصدد، عما يتعين فعله لكي يعاقب الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةروسيا على ما قامت به في أوكرانيا...¿، معتبرة أن العقوبات الغربية ضد روسيا "لينة" و"غير فعالة"، وأن العقوبات الحقيقية ضد موسكو لم تتخذ بعد. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (بولسكا) أنه يتعين انتظار طبيعة العقوبات التي وعد البيت الأبيض بفرضها على روسيا، وأن هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها واشنطن عن تدابير عقابية "أكثر أهمية" من السابقة، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة تتهم روسيا بإثارة الأزمة في أوكرانيا قبيل الانتخابات في هذا البلد، رغم أن الكرملين نفى في أكثر من مناسبة أية علاقة له بما يجري شرق أوكرانيا. وبدورها تأسفت صحيفة (لا ريسبوبليكا)، التي دعت إلى فرض عقوبات أكثر صرامة ضد موسكو، لعدم قدرة السلطات الأوكرانية الجديدة على ضمان الأمن شرق البلاد. وفي البرتغال، خصصت الصحف تعليقاتها على عزم الحكومة خفض العجز العمومي إلى النصف كما أوصت بذلك ترويكا الدائنين الدوليين بالنسبة للسنة الجارية. وكتبت صحيفة (دياريو دي نوتسياس)، في هذا الصدد، أن الحكومة أعلنت نيتها خفض العجز العمومي بأقل بكثير من الهدف المتفق عليه مع الجهات المانحة، مشيرة إلى أن الوزير الأول، بيدرو باسوس كويلو، يهدف إلى تحقيق عجز عمومي أقل من 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام هذه السنة، مقابل هدف 4 في المائة. وبدورها، أوردت صحيفة (دياريو إيكونوميكو) أنه بمجرد الموافقة على هذه الرزنامة الجديدة من التدابير التقشفية سيتم تقديمها للترويكا من أجل تمكين البلاد من اختتام المرحلة 11 وما قبل الأخيرة من خطة المساعدات. وفي تركيا، تركز اهتمام الصحف حول مواضيع وطنية متنوعة، منها، على الخصوص، المواجهة بين الحكومة وشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"، إلى جانب الحرب التي شنت ضد حركة غولن في إطار فضيحة الفساد التي هزت حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم.