اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، على الخصوص، بتطورات الوضع في أوكرانيا في ضوء التهديدات الروسية بقطع إمداد أوكرانيا بالغاز وانعكاس ذلك على أوروبا، وباحتمال نشوب مواجهة بين روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ففي بلجيكا واصلت الصحف اهتمامها بالأزمة الأوكرانية في ضوء تهديدات موسكو بقطع إمداد أوكرانيا بالغاز. وكتبت صحيفة (لافونير) أن بوتين يهدد بوقف إمداد أوكرانيا بالغاز إذا لم تدفع ديونها للشركة العملاقة "غازبروم" الروسية. وأضافت أن بوتين، الذي بعث برسالة في هذا الاتجاه إلى 18 من زعماء بلدان أوروبا الغربية والشرقية، انتقد الأوروبيين لكونهم لم ينفذوا التزاماتهم في شأن مساعدة أوكرانيا على دفع ديونها المترتبة عن استيراد الغاز من روسيا. وذكرت صحيفة (لوسوار) أن موسكو تمارس الابتزاز نحو كييف، مشيرة إلى أن أوكرانياوروسيا كانتا دائما على خلاف بشأن موضوع الإمداد بالغاز. وأضافت أن روسيا من خلال إشعار الأوروبيين بتأمين دفع المليارات من ديون أوكرانيا تضع الشرق والغرب في دوامة أسوء أزمة منذ نهاية الحرب الباردة، مضيفة أنه في الوقت نفسه، يتواصل الصراع بين الانفصاليين الموالين لروسيا والموالين لكييف في شرق أوكرانيا، على الرغم من العفو الذي أعلنت عنه السلطة في حق الانفصاليين. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بالتعيينات الأخيرة في الحكومة والإليزيه وبالتغيير الذي حصل على رأس الحزب الاشتراكي،حيث كتبت صحيفة (لوفيغارو) تحت عنوان "تعيينات هولاند تثير الجدل" أن الرئيس الفرنسي أراد إعادة النظام لكل مستويات الدولة من الحكومة الى الإيليزي ثم الحزب مشيرة الى أن تعيين الرئيس السابق للحزب الاشتراكي هارليم ديزير في منصب كاتب الدولة للشؤون الاروبية لم ينظر اليه بعين الرضى سواء في اليمين أو اليسار. وأضافت الصحيفة أن هذه التعيينات التي لم يكن هولاند يتصورها في بداية ولايته خلقت استياء لدى الاشتراكيين المصدومين بنتائج الانتخابات البلدية والحائرين مع قرب الانتخابات الأوروبية. من جهتها اعتبرت صحيفة (لوموند) أن الهزيمة في الانتخابات البلدية اضطرت رئيس الدولة الى تعديل فريقه على مضض، مؤكدة أن فرانسوا هولاند لم يكن يتوقع كل ذلك أو يرغب في تغيير رئيس الوزراء في غضون 22 شهرا فقط. وقامت الصحيفة بقراءة لهذه التغييرات الواسعة التي تقررت في غضون بضعة أيام، مبرزة أن هذه السلسلة من القرارات أملتها صحوة ضمير رجل أدرك بعد 22 شهرا من الممارسة أن "المعيار الوحيد لقوة الأداء يتمثل في اختيار رجالاته الرئيسيين. وفي إسبانيا عادت الصحف لقضية الفساد المالي المتورط فيها أمين المال السابق للحزب الشعبي (الحاكم) لويس بارسيناس وللتصريحات التي أدلى بها أمام القاضي. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (إلباييس)، واسعة الانتشار والمقربة من الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (معارضة)، أن بارسيناس صرح أمام القاضي بأنه كانت للحزب الشعبي حسابات غير رسمية بجميع المناطق الإسباني. وأضافت أن أمين المال السابق للحزب الشعبي بين 1990 و2008، ذكر أن الحسابات الموازية، وتعرف ب"حسابات ب"، تستخدم في جزء منها لتمويل الحملات الانتخابية للحزب، مشيرة إلى أن بارسيناس اعترف بأن قادة الحزب كانوا على علم بهذه العمليات. وبحسب صحيفة (إلموندو) فإن بارسيناس قال، أيضا، أمام القاضي بابلو روث أن الأمناء العامين ورؤساء الحزب الشعبي كانوا على علم بوجود حسابات موازية، مضيفا أن هذه الحسابات السرية مولت جزئيا الحملة الانتخابية التي قادها سنة 2004 رئيس الحكومة الحالي ماريانو راخوي. وأوضحت اليومية أنه نفى، مع ذلك، أي صلة بين هذه الحسابات السرية وبين 48,2 مليون أورو التي كشف عنها في حسابات بالبنوك السويسرية، مؤكدا أنه لم يستخدم قط سلطته كأمين للمال لتحويل أموال إلى حساباته في سويسرا. أما صحيفة (لا راثون) فأوردت أن بارسيناس أشار إلى أنه جمع هذا المال من خلال المكاسب التي حصل عليها من المعاملات المالية ومن مبيعات الأعمال الفنية. وفي روسيا تناولت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) بدء الاستعدادات لأول مفاوضات حول مستقبل أوكرانيا في موسكو وواشنطن وبروكسيل وكييف بالتزامن مع التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم توقف ضغطها على أوكرانيا. ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن لقاء رباعيا بين ممثلين عن روسياوأوكرانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن تسوية الأزمة السياسية الداخلية في أوكرانيا سيعقد في نهاية الأسبوع المقبل في إحدى العواصم الأوروبية، وسيشارك في المفاوضات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون والقائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني أندريه ديشيتسا. وكتبت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أن الشعب في شرق أوكرانيا ليس لديه خيار في الانتخابات الرئاسية المرتقبة لأنه مضطر إلى الاختيار بين من يقترح إلقاء قنبلة ذرية على جنوب شرق أوكرانيا ومن يستعد لتسليم بلاده إلى الاتحاد الأوروبي والناتو. وأشارت الصحيفة إلى أن نواب الرادا (مجلس النواب) يتشبثون بالسلطة بشتى الوسائل ويتبنون قوانين تشدد المسؤولية على جرائم موجهة ضد الأمن القومي وخيانة الدولة، مضيفة أنهم نسوا أن أنصارهم كانوا يستولون منذ فترة على المستودعات العسكرية ومنعوا القوات المسلحة من ممارسة نشاطها. أما صحيفة (كوميرسانت) فأشارت الى أن مجموعة السداسية وإيران تمكنت من وضع الأساس لعقد اتفاقية تسوية الملف النووي الإيراني التي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، وسيبدأ العمل لصياغة نصها في الأسابيع القليلة المقبلة ليكون جاهزا قبل الÜ 20 يوليوز المقبل. وبالرغم من ذلك، تضيف الصحيفة، بقيت عدة مسائل أساسية دون حل مع إضافة عوامل إزعاج جديدة إلى تلك التي أزعجت الأطراف سابقا. وأضافت الصحيفة أن السداسية (أعضاء مجلس الأمن الدائمين وألمانيا) وإيران نسقت خلال المفاوضات التي استغرقت يومين واختتمت أمس في فيينا الأسس الرئيسية لهذه الوثيقة "الشاملة وطويلة الأمد،" الأمر الذي لم يكن بالمستطاع التوصل إليه طيلة العقد الماضي. على حد قول الصحيفة. وفي البرتغال، ركزت الصحف على الإعلان عن نية الحكومة اتخاذ قرار بشأن كيفية الخروج من خطة المساعدات الدولية قبل الاجتماع المقبل لوزراء مالية منطقة اليورو. وكتبت صحيفة (دياريو إيكونوميكو) أن الحكومة أكدت عزمها على اتخاذ قرار بشأن الخروج من خطة الإنقاذ قبل 5 مايو، مضيفة أن هذا الموعد سوف يتزامن مع الاجتماع الأخير لمجموعة اليورو وقبل اختتام فترة خطة المساعدة المقرر تنفيذها في 17 مايو المقبل. وقالت الصحيفة، نقلا عن المتحدث باسم مجلس الوزراء، لويس ماركيز غيديس إنه من خلال ذلك، سيسير البرتغال على نهج إيرلندا، أول بلد في منطقة اليورو يستغني عن المساعدة المالية لشركائه. وذكرت صحيفة (بوبليكو) أنه لحد الآن لم تتخذ الحكومة أي قرار في شأن الطريقة المناسبة لإبرام اتفاق حول الخروج من برنامج المساعدة المالية مضيفة أن الحكومة ستبلغ البرتغاليين بمجرد اتخاذ القرار. وفي هولندا، اهتمت الصحف بشكل خاص بالوضع في أوكرانيا و بحكم محكمة العدل الأوروبية المتعلق بحظر التنزيلات من مصدر غير قانوني. وحول النزاع في أوكرانيا، أفادت (فولكس كرانت) بأن حلف شمال الأطلسي نشر صور الأقمار الصناعية التي تبرز الوحدات العسكرية الروسية المتمركزة في الحدود الأوكرانية، مشيرة الى ان عدد هذه القوات يتراوح بين 35 ألف و40 ألف. ونقلت عن رئيس منظمة حلف شمال الأطلسي أن المزيد من الاستفزازات الروسية ضد كييف ستكون له "عواقب وخيمة" على هذه الأخيرة، كما سيؤدي الى فرض عقوبات اقتصادية ضد موسكو. وكتبت صحيفة (تراو) أن بريطانيا العظمى وبولندا والسويد اقترحوا إرسال بعثة للشرطة تابعة للاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا لتعزيز قوات حفظ النظام المحلية، ولاستعادة الثقة في سيادة القانون. أما صحيفة (إين ري سي) فتناولت حكم محكمة العدل الأوروبية الذي يجبر هولندا ، حيث لا يزال يسمح بتحميل الأفلام والموسيقى عبر قنوات غير شرعية، على حظر التنزيلات من مصدر غير قانوني. وفي بولونيا ركزت الصحف على العلاقات الأوروبية الروسية في ضوء نزاع الغاز بين موسكو و كييف وتردد الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات جديدة ضد روسيا. وكتبت صحيفة " لاغازيت إليكتورال" بعنوان" بوتين يبتز أوروبا "، أن قرار الكرملين للحد من صادرات الغاز الروسي إلى أوكرانيا ، سوف يؤثر على شحنات الغاز الروسي الى أوروبا . ووفقا للصحيفة ، فقد أرسل بوتين رسائل إلى 18 دولة أوروبية بما في ذلك بولونيا ، يبلغها أن عدم دفع فواتير الغاز في أوكرانيا سيكون له عواقب على أوروبا ، وهو تحذير على شكل ابتزاز ردا على عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد موسكو. وفي السويد ، شكلت التهديدات التي أطلقها بوتين بشأن إمداد أوكرانيا بالغاز الروسي والاجتماع الذي سيعقد بجنيف الأسبوع لمناقشة الأزمة في أوكرانيا أهم اهتمامات الصحف. فتحت عنوان " بوتين يهدد بقطع الإمداد بالغاز " ، أشارت صحيفة " داغينس نيهيتر " إلى أن الرئيس الروسي حذر من قطع الإمدادات بالغاز على اوكرانيا ما لم تدفع مقدما ثمن الغاز ، مضيفة أن التهديد ينطبق أيضا على البلدان الأوروبية الأخرى. وحسب الصحيفة فقد أكد بوتين في رسالة إلى قادة 18 دولة أوروبية ، أن شركة "غازبروم الروسية" قد تعلق إمدادات الغاز إذا لم تدفع كييف فاتورة بقيمة 2.2 مليار دولار. وأضافت الصحيفة أن ما يقرب من 15 في المائة من إجمالي الغاز المستهلك في أوروبا يمر عبر أوكرانيا ، مشيرة الى أنه إذا ما نفذت روسيا تهديداتها فإن العديد من البلدان الأوروبية ستعرف مشاكل مرتبطة بالطاقة. من جانبها، لاحظت صحيفة " افتونبلاديت " أن موسكو من خلال رسالة بوتين تواصل إثارة التوتر في العالم . وأوضحت الصحيفة أن خطر المواجهة المسلحة وارد مضيفة أن ممثلي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة و أوكرانياوروسيا سيجتمعون خلال الأسبوع المقبل لمناقشة الصراع في أوكرانيا.