اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الأربعاء بقضايا محلية من قبيل ردود الفعل حول خطاب السياسة العامة الذي ألقاه رئيس الوزراء الفرنسي الجديد مانويل فالس أمام الجمعية العامة ، وبالندوة الصحافية التي عقدها الحزب القومي الفلاماني في بلجيكا لتقديم برنامجه الاجتماعي ، وبنتائج النقاش البرلماني في إسبانيا حول الاستفتاء في إقليمكاطالونيا ، فيما واصلت صحف أخرى اهتمامها بتطورات الأوضاع في أوركرانيا. ففي فرنسا خصصت الصحف تعاليقها لخطاب السياسة العامة الذي ألقاه رئيس الوزراء الجديد مانويل فالس أمام الجمعية العامة ،حيث كتبت صحيفة (لاكروا) ان رئيس الوزراء اجتاز بنجاح من حيث الشكل اختباره الشفوي ، مشيرة الى انه أعلن عن إصلاحات في المجال الترابي حظيت بتصفيقات النواب. وأضافت أن مانويل فالس سلط الضوء على مكامن الضعف في المجتمع الفرنسي مبرزة أن مصطلحات الحقيقة والفعالية والتهدئة شكلت مفاتيح خطابه. من جهتها قالت صحيفة (لاتريبون) إنه يستفاد من خطاب فالس أن الأولوية ستعطى من الآن فصاعدا الى النمو عن طريق تخفيضات ضريبية. أما صحيفة (لوفيغارو) فاعتبرت تحت عنوان "فرصة ضائعة" أن مانويل فالس لن يكون المصلح "الذي ننتظره" مشيرة الى انه يتحدث لغة التوازن. واشارت الصحيفة الى خطورة الوضع في فرنسا مضيفة أن لهجة رئيس الوزراء الجديد تجعله يشكل استمرارية لعمل جان مارك أيرو. وفي بلجيكا هيمنت الأخبار السياسية المحلية على صفحات الصحف المحلية من خلال تغطية الندوة الصحافية التي عقدها الحزب القومي الفلاماني (التحالف الفلاماني الجديد) لتقديم برنامجه الاجتماعي. وكتبت صحيفة "لوسوار" أن توقيت عقد هذه الندوة " لم يكن من قبيل الصدفة، لأن الهدف الرئيسي للحزب الفلاماني هو " السيطرة على المجال خلال الأسبوع الأول من عطلة عيد الفصح الذي يتميز عادة بنوع من " الكساد السياسي" وبالتالي تقديم الحزب كبديل للحزب الاشتراكي الذي يتولى السلطة في البلاد. وذكرت صحيفة " لاليبر بلجيك" في تحليل لخطاب زعيم الحزب القومي دي يفر أنه يتعين أخذ برنامج الحزب ككل وأنه من المستحيل فصل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والنزعة القومية في هذا الخطاب . وأضافت أن دي يفر يرغب في الحصول على انخراط شعبي في برنامجه حين يدعو الى التصويت المفيد على برنامجه لأنه يعتبر نفسه جاهزا للحكم سواء في منطقة فلامانيا ولما في بلجيكا. وفي إسبانيا اهتمت الصحف بنتائج نقاش وتصويت مجلس النواب على مخطط رئيس إقليمكاطالونيا أرتور ماس إجراء استفتاء حول تقرير المصير بهذه الجهة الواقعة شمال شرق إسبانيا. وهكذا كتبت صحيفة (إلموندو) تحت عنوان "رفض قوي من ماريانو راخوي وألفريدو بيريث روبالكابا للمسار الانفصالي لماس" أن راخوي أكد أمس الثلاثاء أنه لا يمكنه "تصور كطالونيا خارج إسبانيا وأوروبا". وأضافت أن رئيس الحكومة أكد أن الدستور، الذي اعتمده الإسبان قاطبة، لا يسمح بإجراء مثل هذا الاستفتاء، مؤكدا أنه "لم يحدث قط في التاريخ، أن كان لكاطالونيا مستوى من الحكم الذاتي كما هو الحال اليوم". ومن جهتها كتبت صحيفة (إلباييس) أن "الدستور أوقف الاستشارة"، مذكرة بأن النواب رفضوا ب299 صوتا مقابل 47 وامتناع واحد، طلب برلمان إقليم كطالونيا منحه صلاحية تنظيم هذه الاستشارة. ولاحظت اليومية أنه على الرغم من هذا الرفض دعا رئيس الحكومة الإسبانية القوميين الكطالونيين لتقديم مقترحات لإصلاح الدستور في إطار الحوار والتوافق. أما بالنسبة لصحيفة (لا راثون) فاعتبرت أن مجلس النواب قال "نعم" لكاطالونيا ولإسبانيا وللحوار والتوافق. وفي روسيا وتحت عنوان "العلاقات بين روسياواوكرانيا في مجال الغاز في طريقها إلى التأزم" كتبت (كوميرسانت) ان كل الاطراف اخذت تستعد لتكرار سيناريو سنة 2009 عندما توقف توريد الغاز الروسي الى اوروبا عبر اوكرانيا لمدة أسبوعين. وأشارت الصحيفة الى ان الرئيس فلاديمير بوتين سيجتمع اليوم مع قيادة الحكومة لمناقشة الوضع الاستثنائي الذي اخذ يتراكم في التعاون الاقتصادي مع اوكرانيا، بما في ذلك مجال الحوار حول الطاقة. ولم يستبعد مصدر حكومي روسي للصحيفة ان يتم خلال هذا اجتماع بحث موضوع وقف توريد الغاز الروسي الى اوكرانيا. ونقلت صحيفة (فيدوموستي) عن نائب مدير صندوق امن الطاقة الوطني الروسي أليكسي غريفاتش قوله ،ان الجانبين ( اوكرانيا و"غازبروم" ) وبعد الدخول في طريق مسدود، يحاولان تخويف اوروبا بوقف العبور من اجل جرها إلى الحوار لكي تقدم المساعدة المالية لأوكرانيا. وذكرت الصحيفة بان مفوض شؤون الطاقة الأوروبي غيونتر ايتينغر كان قد وعد في بداية مارس بان مجموعة المساعدات لأوكرانيا ستتضمن تسديد ديون الغاز ،ولكن لم يتم حتى الان الوفاء بهذا الوعد. وفي موضوع آخر أشارت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) الى أن وزير الدفاع الامريكي تشاك هاغل قبيل وخلال زيارته للصين طلب من السلطات الصينية مرات عديدة عدم تكرار ما قامت به روسيا . وتطالب الصين كما هو معروف بجزر سينكاكو (دياويو) التي تسيطر عليها اليابان في الوقت الراهن، و كذلك بجزء كبير من حوض بحر الصينالجنوبي. وعزز الوزير الأمريكي ، تضيف الصحيفة ، تحذيره للصين بمعاتبتها لقيامها Ü من جانب واحد Ü بمد منطقة دفاعها الجوي حتى فوق الجزر الصغيرة المتنازع عليها ،وشدد على ان الولايات المتحدة ستدافع عن اليابان في أي نزاع مع الصين. وفي سويسرا ، تناولت الصحف اليومية " حرب الغاز " بين روسيا و دول الاتحاد الأوروبي المتضامن مع السلطات الجديدة في كييف. وكتبت صحيفة " لوتان" أن الاتحاد الأوروبي يشعر بقلق اتجاه الأوضاع في أوكرانيا خاصة في ما يتعلق بالتزود بالغاز حيث يخشى أن يتم استعمال الغاز كسلاح وإغلاق الانبوب الذي يزود أوكرانيا " وبالتالي أوروبا. وحسب الصحيفة، فيتعين الآن الحد من الاعتماد على روسيا من خلال تنويع مصادر التموين ، وربط خطوط الأنابيب واستخدام المزيد من الفحم والطاقات المتجددة لإنتاج الكهرباء" مشيرة الى أن تطبيق هذه البدائل يستغرق وقتا . أما " لاتريبيون دي جنيف " فترى أن كييف لا تزال تحت تهديد زيادة حادة في سعر الغاز من قبل موسكو بعد إعلان عزم روسيا إنهاء اتفاق سنة 2010 الذي يخصم من سعر البيع لاوكرانيا 100 دولار مقابل تمديد عقد الإيجار لأسطول روسيا في البحر الأسود. وأضافت أن من شأن هذا القرار الزيادة في سعر الغاز الروسي ليصل الى 485 دولار لكل ألف متر مربع وهو أعلى سعر مفروض على الدول الأوروبية ، علما أن أوكرانيا تواجه صعوبات اقتصادية كبيرة حسب الصحيفة. وفي هولندا، ركزت الصحف على المفاوضات الحكومية حول ميزانية 2015 مع مواصلة التعاليق حول الازمة في أوكرانيا. وكتبت صحيفة "دي فولكس كرانت " أن الحكومة وأحزاب المعارضة يناقشون الزيادة في ميزانية الرعاية الصحية ب 200 مليون أورو في العام المقبل، مشيرة الى أن الائتلاف الحاكم نجح بالفعل في المصادقة على العديد من البرامج الحكومية المتعلقة بمختلف المواضيع وبدعم من أحزاب المعارضة. وذكرت صحيفة " إن آر سي " أن التقارير التي تفيد بأن رئيس الوزراء الهولندي ورغم سحب خطة الحكومة القاضية بتجريم الهجرة غير الشرعية ، سيعمل على خفض عدد المهاجرين غير الشرعيين ، مشيرة إلى أن مشروع القانون تم سحبه بضغط من حزب العمل حليف اللبراليين في الحكومة. وأردت الصحف تقريرا لرئيس الدبلوماسية الهولندية فرانز تيمرمانز الذي يتحدث عن الآثار السلبية لقرار محتمل لموسكو حول وقف تزويد كييف بالغاز. وفي السويد ، لا تزال آخر تطورات الوضع في أوكرانيا تحظى بعناية الصحف اليومية. وكتبت صحيفة " داغينس نيهيتر " أنه منذ ضم شبه جزيرة القرم من قبل موسكو ، أصبح من الواضح أن روسيا تحاول تقسيم أوكرانيا، مشيرا إلى أن حكومة كييف أصبحت تفقد السيطرة على شرق و جنوب البلاد. من جانبها، كتبت " سفنسكا داغبلاديت " أن تدخلا روسيا في دول بحر البلطيق مثل ما حدث في شبه جزيرة القرم هو سيناريو جد محتمل مضيفة أن السكان الناطقين بالروسية في هذه البلدان يواجهون مشاكل اجتماعية واقتصادية كبيرة.