تناولت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الخميس موضوع تطورات الوضع في أوكرانيا على خلفية أزمة الغاز الروسي، والتخوفات الغربية من تدخل محتمل للجيش الروسي في بعض بلدان المنطقة، وردود الفعل بعد تعيين 14 كاتبا للدولة في الحكومة الفرنسية الجديدة. ففي فرنسا عادت الصحف إلى التعليق على مضمون خطاب السياسة العامة الذي ألقاه رئيس الوزراء الجديد مانويل فالس أمام الجمعية الوطنية، معرجة على توسيع الحكومة بتعيين أربعة عشر كاتبا للدولة. في هذا السياق كتبت صحيفة (لاكروا) أن مانويل فالس لا يتوفر في المجال الاقتصادي على فضاء لتصريف خطابه حول السياسة العامة ، مضيفة أنه كان يتعين عليه إيجاد فضاء جديد يمكنه من وضع بصمته وذلك من خلال اقتراح إصلاح طموح في المجال الترابي. وقالت الصحيفة إن مانويل فالس سرع من الوتيرة بإعلانه تقليص عدد الجهات إلى النصف إلى غاية 2017 ، وحذف شرط الاختصاص العام الذي الغي سنة 2010 وأعيد العمل به سنة 2013 والذي يمكن الجماعات الترابية من الاهتمام بكل القضايا. من جهتها اعتبرت صحيفة (لوموند) أنه بعيدا عن "التحدث بصراحة" ستتم محاسبة رئيس الوزراء على الأداء. أما صحيفة (لاتريبون) فقد تطرقت الى الجانب المتعلق بالسياسة النقدية في الخطاب، مذكرة بأن رئيس الوزراء اعتبر أن سياسة البنك المركزي الأوروبي كانت من بين أسباب ضعف انتعاش منطقة الأورو مضيفة أن هذا التحليل لقي رفضا من قبل رئيس بنك فرنسا. أما صحيفة (ليبراسيون) فأكدت أن الرئيس أنهى "الموسم الثاني" بتعيين 14 كاتبا للدولة وبتغيير في قمة الحزب الاشتراكي مشيرة الى أن الحكومة تضمنت مقربين وشخصيات وازنة. وفي إسبانيا تركز اهتمام الصحف حول اختيار وزير الفلاحة والتغذية والبيئة الإسباني ميغيل أرياس كانيتي على رأس لائحة الحزب الشعبي (الحاكم) لانتخابات البرلمان الأوروبي. وكتبت صحيفة (إلباييس) إنه شخصية سياسية محنكة لتلميع صورة الحزب الشعبي الإسباني بالبرلمان الأوروبي، مضيفة أن أرياس كانيتي، الذي كان نائبا أوربيا لسنوات، سيدافع أفضل من غيره عن مصالح إسبانيا في المؤسسات الأوروبية. واعتبرت اليومية أن كانيتي، رجل الأعمال وأحد الوزراء الأكثر موهبة في حكومة راخوي، سيترك منصبه لتولي تنظيم صفوف الشعبيين الإسبان في نضالهم من أجل استعادة السلطة في أوروبا. وبحسب صحيفة (أ بي سي) فإن كانيتي لم يخف قط رغبته في أن يصبح مفوضا أوروبيا، مضيفة أن هذا التعيين سيسمح له بقطع خطوة نحو تحقيق طموحاته. وذكرت اليومية، المقربة من الحكومة، أن اللجنة المركزية للحزب الشعبي ستجتمع اليوم الخميس للتصديق على ترشيح كانيتي الذي اختاره رئيس الحكومة وزعيم الحزب الشعبي لهذا المنصب. أما صحيفة (لا راثون) فذكرت أن راخوي استبعد أي تعديل وزاري واسع بعد اختيار كانيتي على رأس لائحة الحزب الشعبي للانتخابات الأوروبية المقررة في ماي المقبل. وتناولت الصحف البلجيكية من جهتها تطورات الوضع السياسي في فرنسا في ضوء تعيين 14 كاتبا للدولة في الحكومة الجديدة. وكتبت " لوسوار" أن فرانسوا هولاند، و مانويل فالس كانا على حق لما قاما بتعيين أفراد الحكومة على مرحلتين، مشيرة الى أنه لو كان الإعلان عن الحكومة مرة واحدة لربما لم تكن لتلقى نفس الترحيب. وأضافت الصحيفة أن بعض أعضاء الحكومة معروفون بكفاءاتهم مثل المسؤول الاشتراكي هارليم ديزير الذي عين كاتبا للدولة في الشؤون الأوروبية. في روسيا ذكرت صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس) أن الرئيس فلاديمير بوتين ناقش مع قيادة الحكومة الروسية الوضع المقلق السائد في العلاقات الاقتصادية بين روسياوأوكرانيا، حيث أشار الى أن استمرار روسيا في دعم اقتصاد أوكرانيا لا يمكن أن يستمر الى ما لا نهاية. وأضافت أن معطيات وزارة الطاقة تفيد بأن أوكرانيا، ولكي تجتاز الشتاء المقبل بهدوء وبدون مشكلات، تحتاج لكميات من الغاز بقيمة تتراوح ما بين 4 و 5 مليارات دولار. وذكرت الصحيفة بان شركة "نفط وغاز أوكرانيا" أوقفت يوم الاربعاء ضخ الغاز، لانها لا تزال تأمل بإقناع "غازبروم" بالعودة الى السعر السابق 286,5 دولار لكل ألف متر مكعب. وعن نفس الموضوع كتبت "كوميرسانت" مبرزة أن كل التوقعات من اجتماع الأمس كانت تتسم بالطابع القاتم والكئيب. وذكر مصدر في الحكومة للصحيفة انه كان هناك احتمال كبير بوقف توريد الغاز الروسي الى أوكرانيا فورا. ولكن الرئيس بوتين اختار "النموذج السلس" في التعامل مع الموضوع، ودعا الرئيس الحكومة و"غازبروم" الى الامتناع في الوقت الراهن عن استخدام الإمكانيات المنصوص عليها في عقود الغاز الموقعة مع أوكرانيا. وتناولت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) مناقشة وسائل الإعلام الغربية بما فيها الفرنسية للموضوع الأوكراني حيث تتباين وجهات نظر وآراء السياسيين والخبراء والمراقبين وممثلي الرأي العام وغيرهم. وأضافت أن هناك آراء واقتراحات يمكن وصفها بالغريبة والشاذة، حيث صرح عضو سابق في الحزب الشيوعي الفرنسي ألان بيزانسون الذي يعتبر نفسه حاليا خبيرا بروسيا المعاصرة للموقع الالكتروني البولوني "بوليتيس .ب ل" بأن الخطر الحقيقي مسلط حاليا على بولونيا وبلدان البلطيق ومولدوفا، ومصدر هذا الخطر هو موسكو." وتقول الصحيفة إنه لحسن الحظ أن هناك فرنسيين آخرين مثل الكاتب الفرنسي الحائز على جوائز عديدة في مجال الأدب باتريك بيسون الذي نشر في العدد الأخير من مجلة "لوبوان" الفرنسية مقالة يسخر فيها من مخاوف الغرب إزاء روسيا ويصفها بالكوميدية. وفي السويد ، اهتمت الصحف برد فعل حلف شمال الأطلسي في مواجهة التهديد الروسي في أوكرانيا والوضع في شرق أوكرانيا. وكتبت صحيفة "سفينسكا داجبلاديت " أن قوات حلف شمال الاطلسي يمكن نشرها في أوروبا الشرقية لحماية البلدان القريبة من روسياوأوكرانيا، مضيفة أن قادة حلف الأطلسي أكدوا أنه قد يتم نشر القوات الامريكية كجزء من رد على التهديد العسكري الروسي لأوكرانيا. وقالت الصحيفة إن مسؤولي الناتو يدرسون حاليا سبل حماية سلامة أقرب البلدان الأعضاء في الحلف لروسيا، مشيرة الى أن مقترحات سيتم طرحها الاسبوع المقبل في هذا الاتجاه. وفي الوقت نفسه، أوردت الصحيفة تقارير مفادها أن اثني عشر من مقاتلات الناتو ستحلق فوق استونيا ولاتفيا وليتوانيا ابتداء من شهر مايو المقبل. ونقلا عن الجنرال فيليب بريدلوف، قائد قوات حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة في أوروبا ، أكدت صحيفة " داغينس نيهيتر " أن واشنطن قد ترسل قوات إلى أوروبا لضمان سلامة البلدان الأعضاء في الحلف ضد التهديد الروسي. وذكرت صحيفة "افتونبلاديت" ، أن موسكو قد تستخدم اعتقال الناشطين الموالين لروسيا في أوكرانيا كذريعة لغزو شرق البلاد ، مشيرة إلى أن الاستيلاء على مدينتي خاركوف و دونيتسك لا ينبغي قد تتم دون مقاومة كبيرة إن أخذنا بالاعتبار الموقف السلبي للشرطة أثناء الاحتلال مؤخرا لبعض المباني الحكومية من قبل الناشطين الموالين لروسيا . وفي تركيا أبرزت الصحف المخالفات التي شابت الانتخابات البلدية التي جرت في مناخ سياسي متوتر ، وخصوصا في محافظة أنقرة ، حيث جرت في ظل منافسة قوية بين مرشح حزب العدالة والتنمية (الحاكم) وحزب الشعب الجمهوري المعارض. وأشارت صحيفتا "الوطن" و"ميلليت"، على غرار العديد الصحف الى الرفض النهائي للمجلس الأعلى لطلب إلغاء الانتخابات من قبل حزب الشعب الجمهوري بسبب الخروقات التي قال إنها شابت الانتخابات المحلية في أنقرة. وكتبت الصحف، من جانب آخر، أن عددا من النشطاء السياسيين والمجتمع المدني انتقدوا بشدة القانون الجديد لاصلاح جهاز المخابرات الذي من شأنه أن يقوض جهود تثبيت الديمقراطية في تركيا. وبهذا الخصوص كتبت صحيفة "زمان توداي" أن الجمعية الوطنية (البرلمان) بدأت مناقشة مشروع قانون مثير للجدل حول إصلاح أجهزة الاستخبارات التركية، على الرغم من احتجاجات المعارضة التي تندد بهذا القانون الذي من شأنه تحويل البلاد الى "دولة مخابرات" من خلال إعطاء المزيد من القوة لجهاز المخابرات والحصانة القانونية لمسؤوليه.