واصلت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، اهتمامها باستقالة حكومة جان مارك أيرو، غداة الهزيمة التاريخية التي مني بها اليسار الحاكم في الانتخابات البلدية، وبتعيين وزير الداخلية مانويل فالس رئيسا للوزراء، وبنتائج الانتخابات البلدية الفرنسية وأثرها على المستقبل السياسي للبلاد، وأيضا بنتائج الانتخابات المحلية في كل من تركيا، إلى جانب اللقاء بين وزيري الخارجية الروسي والأمريكي في باريس الذي لم يسفر عن تحقيق التقدم المتوقع. ففي فرنسا، كتبت صحيفة (لاتريبون) أن الرئيس فرانسوا هولاند غير الأسلوب بتعيينه لمانويل فالس، متسائلة عن مكونات الحكومة المقبلة. واعتبرت الصحيفة أنه من المنتظر أن تحافظ بعض الوجوه البارزة والداعمة لمانويل فالس على مكانها في الحكومة المقبلة، من بينها وزير الدفاع، جان إيف لودريان. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (لاكروا) أن تغيير الأشخاص ينم عن إرادة فرانسوا هولاند لتوجيه إشارة قوية بعد هزيمة انتخابية، مشيرة إلى أن تعيين رجل سلطة رئيسا للحكومة يشكل أيضا مؤشرا على الرغبة في إنهاء النقاش القوي حول المسار الاقتصادي للحكومة. أما صحيفة (ليبراسيون)، فقالت إن الرئيس هولاند اختار تعويض جان مارك أيرو بالوزير الأكثر شعبية من أجل تقوية رئاسة الحكومة وتجنب مخاطر حصول شرخ في الأغلبية، فيما اعتبرت (لوفيغارو) أن رئيس الوزراء الاشتراكي الجديد يتميز بخاصية متفردةº حيث تمكن من بناء هوية وشعبية عبر انتقاده للحزب الاشتراكي. ومن جانبها، رأت صحيفة (لوموند) أن الرئيس هولاند أدى فاتورة بداية ولاية فاشلة، بالنظر لعدم تقديم مشروع واضح، فضلا عن ضعف جهازه السياسي سواء في الإليزي أو الحكومة والحزب الاشتراكي، وكذا عدم إحراز نتائج على جبهات محاربة البطالة وتخفيف العبء الضريبي على الطبقات المتوسطة وغياب إيديولوجية قادرة على إقناع الفرنسيين بنجاعة المسار الاقتصادي للحكومة. وفي بلجيكا، ذكرت (لا ليبر بلجيك) أن مانويل فالس سيرأس حكومة ستتولى تنفيذ الإصلاحات لمعالجة الأوضاع في البلاد والعودة إلى المسار الصحيح للنمو وخفض العجز. وأبرزت الصحيفة أن فالس يعتبر الوحيد القادر على التحكم في معالجة هذه الوضعية وقيادة سفينة ظلت لمدة 22 شهرا وهي تمخر عباب مياه مضطربة. وكتبت صحيفة (لوسوار) أن فرنسا غيرت القائد، لكن بالتأكيد لا يزال القارب نفسه والمسار السياسي الواجب اتباعه هو الذي سيتم تحديده من قبل الرئيس في بداية السنة من خلال سياسة تهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية للشركات في محاولة لإنعاش النمو. وفي اسبانيا، كتبت صحيفة (إلباييس) أن "هولاند عين رجله القوي على رأس الحكومة بعد الهزيمة في الانتخابات"، مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي لم يتأخر في الرد بعد النتائج المذلة للاشتراكيين الفرنسيين في الجولة الثانية التي جرت أول أمس الأحد. وأضافت اليومية أنه إلى جانب تكليف مانويل فالس، وزير الداخلية السابق من أصل إسباني، بتشكيل الحكومة، أعلن هولاند، أيضا، عن سلسلة من الإصلاحات وخفض الضرائب وذلك من أجل استعادة ثقة المواطنين. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (إلموندو) أن "هولاند استدار جهة اليمين، وعين مانويل فالس رئيسا للوزراء"، مضيفة أن رئيس الدولة الفرنسي استدعى وزيره الأكثر شعبية لإنقاذ الحكومة. وأوضحت اليومية أنه إضافة إلى دفاعه عن تطوير الإنتاج المحلي لخلق فرص العمل، أراد هولاند تلميع صورته بعد الهزيمة التاريخية التي قد تهدد مستقبل الاشتراكية الفرنسية. كما تطرقت الصحف الإسبانية لحفل التأبين الرسمي الذي أقيم أمس الاثنين لرئيس الوزراء الإسباني السابق أدولفو سواريث الذي توفي في 23 مارس الماضي بعد صراع طويل مع المرض. وذكرت أن الحفل أقيم بكاتدرائية المودينا في مدريد، تحت رئاسة الملك خوان كارلوس الأول، وبحضور الملكة صوفيا وأميرا أستورياس، وأسرة أدولفو سواريث، والسلطات العليا في الدولة الإسبانية، وعشرات الشخصيات الأجنبية. وفي البرتغال، علقت الصحف اليومية على الأرقام الجديدة للعجز العمومي في وقت تعمل فيه السلطة التنفيذية على وضع استراتيجية للميزانية للفترة ما بعد الترويكا. وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة (دي نكوسيوس ) أن العجز العمومي في البرتغال وصل إلى 4.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي سنة 2013، وهو أقل بكثير مما كان متوقعا 5,5 في المائة الذي حدد من طرف الحكومة ودائنيها الدوليين، موضحة أن هذه النتيجة غير المتوقعة ستمكن البلاد من تحقيق احتياطات أكبر تقدر ب 1,1 مليار أورو في الميزانية للسنة الجارية. وفي هولندا، اهتمت الصحف اليومية بتعيين مانويل فالس رئيسا للوزراء في فرنسا بعد استقالة حكومة ايرولت، وبوصول المرشحة الاشتراكية عمدة للعاصمة الفرنسية وبالوضع في شبه جزيرة القرم. وفي ألمانيا، ركزت الصحف على مواضيع عديدة من أبرزها نتائج الانتخابات المحلية في كل من تركياوفرنسا، حيث علقت (ماركيشه أودر تسايتونغ) على الأداء الضعيف للاشتراكيين في فرنسا، معتبرة أن النتيجة التي حصلوا عليها كانت بمثابة "زلزال" مثير، وأنها جاءت كرد على أداء الحكومة وسط وضع فرنسا الذي وصفته الصحيفة بأنه "في تدهور مستمر". أما صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) فاعتبرت أن اختيار الرئيس هولاند وزير الداخلية مانويل فالس وتعيينه في منصب رئيس الوزراء كان "اختيارا جريئا" في الحكومة الجديدة التي تم تعيينها إثر هزيمة الاشتراكيين في الانتخابات المحلية، مشيرة إلى أن فالس يمكن أن يحقق، عبر اشتراكية أكثر ليبرالية، الخطة التي أعلن عنها هولاند في يناير الماضي. ومن جهتها، أشارت صحيفة (دي فيلت) إلى أن نتائج الانتخابات تدل على أن الرئيس هولاند فشل بعد مرور سنتين على ولايته من تحديد خط واضح لسياسته. ومن جهتها، أشارت صحيفة (برلينر تسايتونغ) إلى ضرورة إجراء تغيير في فرنسا لوقف تدهور الاقتصاد وخفض الزيادة القياسية الجديدة في معدل البطالة التي أعلن عنها مؤخرا، وأيضا إلى ضرورة انكباب هولاند على استنفار جزء كبير من الاشتراكيين لتحريك عجلة الاقتصاد وتوفير مناخ مناسب للاستثمارات حتى لا تفقد فرنسا ثقة الأسواق، وتتمكن بالتالي من الوفاء بالتزاماتها الأوروبية. ومن جهة أخرى، اهتمت الصحف بتعليقها على فوز حزب أردوغان في الانتخابات البلدية لتركيا، حيث اعتبرت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) أن توعد أوردوغان، عقب الإعلان عن النتائج، بمواجهة المعارضين السياسيين، كان "مقلقا"، ملاحظة أن رئيس الوزراء التركي ظهر، خلال الحملة الانتخابية، كخير أب للأمة، قبل أن يكشف يوم الأحد الماضي عن عدائه للمعارضة ويتوعد بمواجهتها. واعتبرت صحيفة (داس فلينسبورغه تاغبلات) أن أوردوغان، الذي يرى دائما في المعارضين السياسيين والمنتقدين أعداء للدولة، يكون بتوعده ذاك لمعارضيه قد دمر كل أمل في أن تستجيب تركيا وبالسرعة المطلوبة لمعايير الديمقراطيات الغربية. ومن جهتها، أكدت صحيفة (هانوفريشه أليغماينه تسايتونغ) على ضرورة احترام الاتحاد الأوروبي لنتائج تصويت الناخبين الأتراك، وبالتالي ضرورة التزام تركيا بالحقوق الديمقراطية الأساسية. وفي روسيا، أجمعت الصحف على أن اللقاء بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري في باريس، والذي دام أربع ساعات، لم يسفر عن تحقيق التقدم الحاسم المتوقع. وكتبت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) أنه في وقت تطالب فيه واشنطن بسحب أكثر من 40 ألف عسكري روسي من منطقة الحدود مع أوكرانيا، تقول روسيا إنهم يتواجدون بها في إطار مناورات وتدريبات عسكرية، تصر موسكو في المقابل على استخدام النظام الفيدرالي في أوكرانيا، بما يثير تخوفات واشنطن من ارتباط محتمل للمقاطعات الجنوبية والشرقية الأوكرانية، حيث تقطن الغالبية الناطقة باللغة الروسية، بالدولة الروسية المجاورة. ومن جهة أخرى، وتحت عنوان "روسيا تبحث عن طريق للخروج من الركود الاقتصادي"، نقلت (نوفيه ازفيستيا) عن وزير التنمية الاقتصادية الروسي أليكسي أوليوكايف قوله إن "إجمالي الناتج المحلي لروسيا قد يتراجع في السنة الحالية بنسبة 1,8 في المائة في حال إذا ما فاق مستوى نزوح رؤوس الأموال 150 مليار دولار". وأوضحت الصحيفة أن هذا التقييم يتطابق مع التوقعات الأخيرة للبنك الدولي، مشيرة إلى أن وزارة التنمية الاقتصادية الروسية قدرت قيمة نزوح رؤوس المال من روسيا ما بين 65 و70 مليار دولار، خلال الربع الأول من العام الجاري. وفي بولونيا، أشارت (لاكازيت اليكتورال ) إلى أن من شأن بدء انسحاب القوات الروسية من منطقة الحدود بين روسياوأوكرانيا أن يقلل من حدة التوتر في جميع أنحاء أوكرانيا. وبخصوص موقف موسكو الداعي إلى إقامة نظام فيدرالي في أوكرانيا، عزت الصحيفة رفض السلطات الجديدة في كييف للنظام الفيدرالي إلى ما قد يترتب عنه من نهاية أكيدة للدولة وفتح الباب على مصراعيه للجاليات الناطقة باللغة الروسية القريبة من موسكو. وفي تركيا، علقت الصحف على نتائج الانتخابات البلدية ليوم الأحد، كما ركزت على النزاع في سورية، مع الإشارة إلى الحوادث العسكرية التي وقعت على الحدود السورية-التركية. وفي السويد، اهتمت الصحافة بنتائج استطلاع للرأي سلط الضوء على تزايد شعبية زعيم حزب الديمقراطيين الاشتراكيين، ستيفان لوفين، حيث أشارت صحيفة (داغينس نيهيتر) الى أن 45 في المائة من السويديين يثقون في لوفين الذي ارتفعت شعبيته بنسبة ثلاثة في المائة عن أكتوبر الماضي، مقابل 46 في المائة بالنسبة لرئيس الوزراء الحالي فريدريك راينفيلدت.