أولت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، أبرز اهتماماتها لنتائج الانتخابات البلدية في فرنسا والهزيمة القاسية التي مني بها الحزب الاشتراكي في الدور الثاني من الانتخابات البلدية، والانتخابات المحلية في تركيا، ولقاء وزير الخارجية الروسي بنظيره الأمريكي بباريس حول الأزمة الأوكرانية. ففي فرنسا، علقت الصحف على الهزيمة القاسية التي مني بها الحزب الاشتراكي في الدور الثاني من الانتخابات البلدية، حيث كتبت صحيفة (لاكروا) أن هذا الدور أكد النتائج المسجلة خلال الدور الأول، مشيرة إلى أن المرشحين الاشتراكيين أدوا ثمن الصورة الباهتة للجهاز التنفيذي، فيما اكتسح الاتحاد من أجل حركة شعبية (يمين)عددا من معاقل اليسار. وأضافت الصحيفة أن الفرنسيين أكدوا أيضا خلال الدور الثاني رسالتهم المتمثلة في مقاطعة صناديق الاقتراع على الرغم من النتائج المتقاربة في بعض المدن خلال الدور الأول والدعوات إلى التعبئة. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) أن الغضب الذي أدى خلال سنتين إلى تراجع شعبية اليسار الحاكم لا يمكن إلا أن ينعكس على صناديق الاقتراع، مضيفة، في هذا السياق، أن التعديل الوزاري لن يكون ترفا مادام الفريق الحاكم يتسم بعدم الانسجام. وقالت صحيفة (لاتربون) إنه لم تسجل خلال الدور الثاني أية مفاجأة تغير نتائج الدور الأول، مشيرة إلى أن العديد من المدن التي يفوق عدد سكانها 10 آلاف نسمة اتجهت نحو اليمين، مشيرة إلى أن التعديل الوزاري سيتم ابتداء من اليوم الاثنين 31 مارس. وفي بلجيكا، كتبت (لا ليبر بلجيك) أن نتائج الحزب الاشتراكي (اليسار) لم يستطع منذ 18 شهرا، مدة تواجده في السلطة، حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للفرنسيين، مشيرة إلى أن الاشتراكيين يعانون من نقص في الانسجام داخل الفريق الحاكم. ومن جانبها، أشارت صحيفة (لوسوار) إلى أن المشهد الذي يقدمه اليسار هذه الأيام المتبقية لم يكن كافيا لإعادة إشراك ناخبيه، مشيرة إلى أن الحزب الاشتراكي لم يجد وسائل جديدة لمكافحة الجبهة الوطنية. ولاحظت الصحيفة أن جل الشباب لم يعد يتقبل الرموز القديمة من النضال ضد الفاشية. وفي ايطاليا، وتحت عنوان ''مرآة الأزمة الأوروبية"، كتبت صحيفة (ايل كورييري ديلا سيرا) أن الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في فرنسا أكدت، في جزء منها، دلالات الجولة الأولى. ومن جهة أخرى، تناولت صحيفة (المساجيرو) الجدل الدائر حول تصريحات رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي، بييرو غراسو، حول إصلاح مجلس الشيوخ. وفي إسبانيا، كتبت (إلباييس)، تحت عنوان "الاشتراكيون الفرنسيون يمنون بهزيمة تاريخية في الانتخابات المحلية"، وأن الحزب الاشتراكي فقد عددا من المدن الكبرى في البلاد.وأضافت اليومية أن الحزب الاشتراكي، في المقابل، سيتولى عمودية باريس، مشيرة، في سياق متصل، إلى تحقيق اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان نتائج جيدة. وكتبت (إلموندو) أن اليسار الفرنسي مني بهزيمة ثقيلة في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية، مبرزة أن الاشتراكيين لا ينوون تغيير سياساتهم رغم هذه النتيجة الضعيفة التي تظهر شعبية فرانسوا هولاند. وأضافت اليومية أن هذه هي الهزيمة الانتخابية الأولى للاشتراكيين منذ 2007، مذكرة بأن الاشتراكية هيدالغو، من أصل إسباني، ستكون أول امرأة عمدة لمدينة باريس. وإلى جانب الانتخابات البلدية الفرنسية، تطرقت الصحف الإسبانية إلى مواضيع أخرى، من بينها عودة الصحفيين المحليين اللذين كانا مختطفين طيلة ستة أشهر بسورية إلى مدريد. وفي ألمانيا، ركزت الصحف في تعليقاتها على الانتخابات المحلية في تركيا والصراع في أوكرانيا. وبخصوص الانتخابات البلدية التركية، كتبت صحيفة (باديشن نويستن ناخغيشتن) أن حزب العدالة والتنمية تمكن بالرغم من حملة الاحتجاجات التي انطلقت منذ السنة الماضية على حكومة اردوغان واتهامات الفساد الموجهة لها، من الحفاظ على مكانته كأقوى حزب في الانتخابات البلدية، مشيرة إلى أن الأوضاع الاقتصادية الجيدة والشعبية التي يتمتع بها أردوغان كانت وراء نجاح حزبه في الانتخابات. ومن جهة أخرى، تطرقت الصحف الألمانية للانتخابات الرئاسية المزمع خوضها في أوكرانيا، وضمن ذلك لترشح رئيسة الوزراء السابقة، يوليا تيموشينكو التي كانت من أبرز الخصوم السياسيين للرئيس فيكتور يانكوفيتش، وكذا لانسحاب الملاكم السابق فيتالي كليتشكو من سباق الرئاسة لفائدة دعم ترشيح الملياردير بترو بوروشنكو ملك الشوكولاتة، معتبرة أن هذا الأخير هو الأوفر حظا، بالنظر لخبرته الواسعة على المستويين السياسي والاقتصادي. واعتبرت صحيفة (دي شتوتغارته تسايتونغ) أن انسحاب كليتشكو من سباق الرئاسة "قرار معقول وصائب، خاصة وأن شروط استقرار البلاد صعبة للغاية". وفي هولندا، اهتمت الصحف بالانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر، وكتبت صحيفة (فولكس كرانت)، تحت عنوان "مصر تنتخب رئيسا جديدا في أواخر ماي"، أن تعيين اللجنة الانتخابية وموعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية ستكون مابين 26 و27 ماي المقبل، معتبرة أن قائد الجيش، عبد الفتاح السيسي، يتوفر على كل الحظوظ للفوز. وفي البرتغال، أشارت الصحف إلى الخطوط العريضة للاستراتيجية المالية للحكومة للسنوات الأربع القادمة ونتائج الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في فرنسا التي تميزت بهزيمة ثقيلة لليسار. وفي روسيا، سلطت الصحف الضوء على المواجهة بين الغرب وروسيا حول أوكرانيا، مشيرة إلى ظهور، ولأول مرة، فرصة لتحقيق الحل الوسط ، من خلال لقاء وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بباريس، بنظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي من شأنه أن يفرز خطة روسية-أمريكية لتسوية الأزمة في أوكرانيا. واعتبرت صحيفة (كوميرسانت ) أن التوصل إلى الحل الوسط بين الجانبين لن يكون بالأمر السهل، في ظل ما لدى موسكو من معلومات لا يتجاوز العمل على مواصلة التمسك بخطة التسوية المعلن عنها في 17 مارس والمتضمنة لمقترحات حول تشكيل مجموعة دولية لدعم أوكرانيا تضم روسيا والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي. وتقتصر مهمة هذه المجموعة على المساعدة في صياغة دستور جديد لأوكرانيا وإجراء الانتخابات الرئاسية. وفي تركيا، ركزت الصحف اهتمامها على نتائج الانتخابات البلدية التي جرت أمس الأحد والتي أكدت أن حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي احتل المرتبة الأولى يعتبر القوة السياسية الرائدة في البلاد على الرغم من اتهامه بالفساد. وبحسب النتائج غير النهائية، تحدثت الصحف عن فوز حزب أردوغان ب 45 في المائة من الأصوات، يليه حزب الشعب الجمهوري (اليسار) (القوة المعارضة الرئيسية) ب 28 في المائة والحركة الوطنية (اليمين) ب15 في المائة من الأصوات. وفي بولونيا، سلطت الصحف الضوء على اجتماع باريس بين جون كيري وسيرغي لافروف لنزع فتيل الأزمة بشأن أوكرانيا، والذي لم ينته، برأيها، إلى نتائج تذكر غير مواصلة المفاوضات لاحقا.