تركزت اهتمامات الصحف الأوروبية ، الصادرة اليوم السبت، على مواضيع مختلفة، من أبرزها الأزمة الأوكرانية والانتخابات في كل من فرنساوتركيا، إلى جانب مجموعة من المواضيع ذات طبيعة محلية. ففي إسبانيا تطرقت الصحف، لعدد من المواضيع، لاسيما نشر الحكومة لنسبة العجز العمومي وقرارها عدم تقييد فضاء المظاهرات بعد أحداث الأسبوع الماضي بمدريد. وهكذا كتبت صحيفة (أ بي سي)، الموالية للحكومة، أن العجز العمومي بإسبانيا بلغ 6,62 في المائة من الناتج الداخلي الخام في 2013، مشيرة إلى أن هذا الرقم تجاوز الهدف الذي حددته حكومة ماريانو راخوي ب1,12 في المائة فقط. وأضافت أن عجز 2013 الذي أعلن عنه وزير المالية والتنافسية كريستوبال مونتورو، يؤكد انتعاش الاقتصاد الإسباني الذي خرج من الركود في الربع الثالث من السنة الماضية، مشيرة إلى أن الاقتصاد يستعيد ثقته من خلال مؤشرات إيجابية. ومن جهتها ذكرت صحيفة (إلباييس) أن إسبانيا على وشك بلوغ هدفها بخصوص العجز العمومي والوفاء بالتزاماتها تجاه الاتحاد الأوروبي، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الرقم النهائي سيكون أقل بمجرد ما أن يعاد حساب الناتج الداخلي الخام وفق مشروع أوروبي لمواءمة الإحصاءات الاقتصادية. وأضافت اليومية أنه بحسب الوزير مونتورو، فإن "تطبيق المعايير الجديدة سيخفض العجز إلى الحد الذي يمكننا من القول بأن إسبانيا حققت هدفها خلال سنة صعبة مثل سنة 2013". كما عادت صحيفتا (أبي سي) و(إلباييس) وكذا صحف أخرى مثل (لا راثون) و(إلموندو) إلى قرار الحكومة رفض اقتراح تقييد فضاءات التظاهر في الأماكن العامة بعد أحداث السبت الماضي بمدريد، التي خلفت عشرات الإصابات في صفوف الشرطة والمتظاهرين. وفي فرنسا واصلت الصحف الاهتمام بالدور الثاني للانتخابات البلدية مشيرة إلى خطر تحقيق اليمين المتطرق لاختراق، وإلى احتمال إجراء تعديل وزاري في أعقاب هذه الانتخابات. ونشرت صحيفة (لوموند) حديثا مع زعيمة الجبهة الوطنية تحت عنوان "استراتيجية مارين لوبين للوصول إلى السلطة" قالت فيه إنه بإمكان الحزب أن يحصل على ألف مستشار بلدي وتحقيق الانتصار في 15 مدينة خلال الدور الثاني. من جهتها كتبت صحيفة (لوفيغارو) أن الحزب الاشتراكي سيعرف ما لم يحشد ناخبيه خلال الدور الثاني هزيمة تاريخية، مشيرة إلى أنه ليس أمرا غريبا أن يعاقب الناخبون الاحد الماضي المرحلة الاولى من ولاية الاشتراكيين التي افتقدت إلى الانسجام والفعالية . بدورها تساءلت صحيفة (ليبراسيون) عما إذا كان الدور الثاني من الانتخابات البلدية سيشكل بداية للحد من مد اليمين المتطرف، مبرزة أن الرئيس فرانسوا هولاند أكد أنه سيحصل تغيير واسع في إشارة الى التعديل الوزاري المتوقع. أما في روسيا فتناولت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) آفاق تطور الاقتصاد الروسي في الظروف الحالية، حيث ابرزت أن روسيا لن تتعرض لعقوبات اقتصادية مباشرة ولكن التهديد بفرضها يمدد فترة التوقف المؤقت في قدوم الاستثمارات إلى روسيا، ويسرع عملية خروج رؤوس الاموال من البلاد. ولاحظت الصحيفة أن ذلك يهدد بتصفير النمو الاقتصادي في العام الجاري، لكن روسيا تملك أفضليات كبيرة ومن بينها المستوى المتدني لديون الدولة والاحتياطي الضخم من الذهب والعملات الصعبة وأسعار النفط والغاز المرتفعة ، حيث لايزال النظام المصرفي الروسي يظهر ثباتا واستقرارا، ولا يحتاج لدعم الدولة. صحيفة (كوميرسانت) أشارت من جانبها إلى أن كبار المسؤولين عن القطاع المالي والاقتصادي الروسي قدموا خلال منتدى البورصات في موسكو، الشكل المفترض لدعم الاقتصاد الوطني في حال حدوث ركود اقتصادي في البلاد، نتيجة العقوبات المفروضة ضد روسيا. ويتضمن ذلك بشكل عام المحافظة على سياسة النقد والقروض الحالية وتوزيع ودائع صندوق الرخاء الوطني على مصارف المنظومة البنكية وتسريع تنفيذ البرامج الاستثمارية للشركات الاحتكارية التابعة للدولة. وعن نفس الموضوع نقلت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) عن بعض الخبراء قولهم ،"إن معظم قطاعات الاقتصاد الأساسية لا تمر في الوقت الراهن بأفضل مراحلها، ولذلك يفضل تقديم قروض بتسهيلات للمنتجين والمستهلكين لتشجيع الطلب. وفي بلجيكا تطرقت الصحف للانتخابات في فرنسا، حيث كتبت (لاديرنيير أور) أنه أسبوعا بعد الصفعة الأولى للانتخابات، يأمل الحزب الاشتراكي الحاكم بفرنسا في الحد من أضرار الأحد الماضي في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية التي يتوقع أن تؤكد تقدم اليمين وتكريس اليمين المتطرف في البلاد. ومن حهتها اعتبرت صحيفة (لا ليبر بلجيك) في مقال بعنوان ''الحزب الاشتراكي يخشى الاندحار مرة أخرى'' أن الحزب الاشتراكي وحلفاؤه قد يفقدون جميع المدن التي فازوا بها في 2008، أي نحو مائة، مشيرة إلى أن التصويت الذي عاقب فرانسوا هولاند قد يكون أقوى من ذاك الذي لحق أسلافه بالإليزي نيكولا ساركوزي وفرانسوا ميتران. وتحت عنوان "اليسار الفرنسي يستعد للأسوأ" كتب صحيفة (لوسوار) أنه يتوقع أن يتلقي الاشتراكيون في الجولة الثانية من الانتخابات البلديات الفرنسية صفعة أخرى بعد تلك التي تلقوها الأحد الماضي، مشيرة إلى أن رد هولندا على رسالة صناديق الاقتراع ستأتي من خلال القيام بتعديل وزاري. في السويد استأثرت الأزمة الأوكرانية ومخاوف الغرب من تدخل روسي عسكري في هذا البلد باهتمامات الصحف الصادرة اليوم، حيث أوردت (داغينس نيهيتر) في هذا الصدد المكالمة الهاتفية أمس الجمعة بين الرئيسين الروسي والأمريكي والتي ناقشا فيها "حلا دبلوماسيا" للأزمة بأوكرانيا، مضيفة أن أوباما طلب بوتين "ردا مكتوبا" حول هذا الموضوع. ومن جانبها ذكرت صحيفة (افتونبلاديت) أن وزيرا خارجية روسيا وأمريكا سيجتمعان قريبا لمناقشة الأزمة في أوكرانيا، وأن أكثر ما يخشاه الغرب هو غزو روسي لأوكرانيا، مشيرة إلى أن موسكو وواشنطن قدمتا نسختين مختلفتين للمكالمة الهاتفية بين بوتين وأوباما. بدورها نقلت صحيفة (سفنسكا داغبلاديت) عن مستشارين سابقين للرئيس الروسي أنه إذا فشل الغرب في وقف القوات الروسية بأوكرانيا، فإن موسكو قد تسعى إلى استعادة حدودها القديمة ودمج دول البلطيق وفنلندا. أما في بريطانيا فاهتمت الصحف بتأكيد حالتي إصابة في البلاد بداء السل من قبل الباحثين في الوكالة البيطرية المتخصصة في مجال الصحة الحيوانية، وانتقال المرض من قطط إلى أصحابها، في دراسة أنجزت السنة الماضية على "تسع قطط أليفة مصابة بالفيروس في بيركشاير (شرق) وهامبشاير (جنوب)". واتهمت صحيفة (تايمز) الوكالة البيطرية المتخصصة في مجال الصحة الحيوانية باستخلاص استنتاجات متسرعة، وتوصية أصحاب القطط المنزلية المصابة بالفيروس بالتخلص من هذه الحيوانات الأليفة بسبب الخطر الذي تشكله على الصحة العامة. وبحسب صحيفة (السان) فإن اكتشاف الحالتين الأولتين يؤكد انتقال السل من القطط إلى أصحابها وهو ما دفع الباحثين للاعتقاد بأن الكلاب المصابة قد تنقل بدروها هذه البكتيريا الخطيرة. وبدورها عادت (الغارديان) إلى هذه القضية واستشهدت برأي مسالح الصحة العمومية بالمملكة المتحدة التي أشارت إلى أن حالات انتقال مرض السل من القطط إلى البشر تبقى ظاهرة نادرة، مشيرة إلى إمكانية إصابة الانسان بالسل باستنشاقه الجراثيم التي تنقلها هذه الحيوانات الأليفة. وفي البرتغال اهتمت الصحف بالتوقعات حول عدد سكان البرتغال في 2060، إلى جانب تدابير التقشف التي قد تؤثر على الأجور والمعاشات. فبشأن موضوع تعداد ساكنة البرتغال كتبت (جورنال دي نوتيسياس) استنادا إلى بيانات المعهد الوطني البرتغالي للإحصاء أن هذه الساكنة قد تتراحع من 10,5 مليون نسمة إلى8,6 مليون بحلول 2060، مضيفة أن البلاد قد تفقد في أقل من 50 سنة خمس ساكنتها الحالية. ومن جهتها ذكرت صحيفة (بوبليكو) أن "ضمان توازن للهجرة أضحى ضرورة وطنية للبلاد"، مشيرة إلى تصريحا كاتب الدولة المساعد المكلف بالهجرة، والمنحى ذاته سارت عليه صحيفة (إي) التي اعتبرت أن تراجع عدد السكان ، كما يتوقعه المعهد الوطني للإحصاء "أمر خطير للغاية". كما تطرق الصحف إلى خفض الأجور والمعاشات في 2014 و2015 مشيرة إلى أن الرئيس أنيبال سيلفا كافاكو أشار إلى أنه ليس هناك أي إجراء في هذا الاتجاه وأن لا علم له بخفض جديد سيتم تنفيذه. وفي إيطاليا، استأثر تنفيذ التدابير التي أعلنها رئيس الحكومة الإيطالية لإنعاش الاقتصاد الوطني باهتمام الصحف لاسيما قرار الحكومة ل خفض الرواتب العليا ابتداء من أبريل المقبل. وكتبت (لا ريبوبليكا) في هذا الصدد أنه "سيتم تحديد رواتب مديري الشركات العمومية ابتداء من ابريل القادم"، مشيرة إلى أن أقصى أجر لرؤساء المؤسسات العمومية لن يتجاوز 331 ألف أورو سنويا، وهو المبلغ الذي يتقاضاه رئيس محكمة النقض. وتحت عنوان "مديرو الدولة، إعطاء الضوء الأخضر لخفض الأجور'' أوضحت (إل ميسجرو) أن مديري الشركات العمومية المدرجة في البورصة ستخفض رواتبهم بنسبة 25 في المائة، مشيرة إلى أن تصريحات محافظ بنك إيطاليا إغناسيو فيسكو التي قال فيها أن "جمود الشركات والنقابات يعوق البلاد". وأضافت الصحف أنه إلى جانب خفض أجور كبار مديري الوظيفة العمومية وبيع نحو 152 سيارات فاخرة تابعة للوزارات، تستعد الحكومة لعرض، ابتداء من بعد غد الاثنين، الإصلاح على مجلس الشيوخ ، وهو "تحد حقيقي" بالنسبة لرئيس الحكومة ماتيو رينزي بعد قانون الانتخابات. وفي تركيا تركز اهتمام الصحف حول التسريبات المثيرة على الانترنت لمحتوى لقاء سري حول سورية، مما أدى إلى حجب الوصول إلى شبكة "يوتيوب"، والانتخابات البلدية التي ستجرى غدا الأحد. وهكذا عادت (الصباح)، على غرار عدد الصحف الأخرى، إلى رد فعل السلطات التركية حول هذه التسريبات، التي استنكرتها واعتبرتها خيانة وهجوما جديدا من فتح الله غولن، الداعية التركي الذي يقود مجموعة إسلامية متهمة بتشكيل بنية موازية "داخل جهاز الدولة من أجل اسقاط حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم عشية الانتخابات البلدية لغد 30 مارس. ومن جهتها أشارت صحيفة (حريات ديلي نيوز) إلى أن السلطات التركية فتحت تحقيقا شاملا لتحديد هوية المسؤولين عن هذه التسريبات على موقع "يوتيوب"، التي تظهر رئيس الدبلوماسية، أحمد داود أوغلو ونائبه فريدون سينيرليوغلو ورئيس المخابرات هاكان فيدان وجنرال في الجيش خلال اجتماع عقد يوم 13 مارس بوزارة الشؤون الخارجية في أنقرة. وفي سوسيرا اهتمت الصحف بالانتخابات البلدية لغد الأحد في تركيا، مؤكدة أن الأمر يتعلق ب" انتخابات محفوفة بالمخاطر" و "تحديا شخصيا" للمستقبل السياسي لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وكتبت (لوتون) تحت عنوان "انتخابات حاسمة في تركيا" أن هذا الاستحقاق يعد "الاختبار الأخطر منذ تفجر الفضيحة المالية التي أضعفت حزب العدالة والتنمية، حزب أردوغان الحاكم، والتي تعتبر بالنسبة إليه تأكيدا لشرعيته". ولاحظت صحيفة (تريبيون دو جنيف) أنه حتى في وسط الأناضول، معقل أردوغان، فإن حزب العدالة والتنمية قلق على خلفية قضية الفساد التي هزت أكبر حزب في البلاد، مشيرة إلى أن جماعة الإمام فتح الله غولن أقسمت على إسقاط الحزب الحاكم غدا الأحد. أما بالنسبة لصحفية (الصباح) فإن الانتخابات البلدية التي ستجرى غدا الأحد هي بمثابة استفتاء بالنسبة لرئيس الحكومة التركية، الذي هزته منذ أسابيع اتهامات خطيرة بالفساد أضعفت موقفه.