اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الخميس٬ بعدة مواضيع أبرزها الوضعية الاقتصادية الصعبة التي يعيشها عدد من الدول الأوروبية٬ وتوصل اليسار واليمين في إيطاليا إلى توافق بشأن دعم ترشيح الرئيس السابق لمجلس الشيوخ فرانكو ماريني لخوض غمار الانتخابات الرئاسية٬ وجنازة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر. وهكذا٬ أشارت صحيفة (الاندبندنت) البريطانية إلى أن مراسم تشييع تاتشر كانت مناسبة بالنسبة لبريطانيا لطي صفحة عهد المرأة الحديدة التي مازالت سياساتها تمزق صفوف البريطانيين. وبعد أن استحضرت الإرث الاقتصادي لرئيسة الوزراء الراحلة٬ أبرزت الصحيفة أن مراسم التشييع شهدت التعبير عن مواقف متناقضة بين التكريم والاحتجاج. وأشارت (الاندبندنت) إلى الأجواء الهادئة التي طاف فيها نعش مارغريت تاتشر في عدد من شوارع لندن بالرغم من الاحتجاجات المحدودة التي نظمتها مجموعة معادية للمرأة الحديدية التي تولت قيادة بريطانيا خلال الفترة ما بين 1979 و1990. وفي السياق ذاته٬ انتقدت صحيفة (الديلي تلغراف) تخصيص مبلغ 10 ملايين جنيه استرليني لتغطية مصاريف تشييع جنازة رئيسة الوزراء السابقة٬ وذلك في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة. واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها٬ أن مراسم التشييع أعادت إحياء التوترات السابقة في مجموع تراب بريطانيا. ومن جهتها٬ كتبت صحيفة (الغارديان) عن الوضع الاقتصادي للمملكة المتحدة وذلك في أعقاب صدور تقرير لصندوق النقد الدولي خلال الأسبوع الجاري وكذا صدور إحصائيات جديدة تكشف ارتفاع مستويات البطالة في البلاد. وأشارت الصحيفة إلى فشل البرنامج الاقتصادي لحكومة ائتلاف المحافظين والليبراليين الديمقراطيين٬ مبرزة دعوة صندوق النقد الدولي لوزير الاقتصاد والمالية جورج أوزبورن إلى إعادة النظر في مخططه التقشفي. وأضافت (الغارديان) أن البطالة بلغت مستويات قياسية٬ بعد مرور ثلاث سنوات على تنصيب الحكومة٬ مشيرة إلى أن التوقعات تنبئ بزيادة تفاقم أعداد العاطلين في السنوات القادمة بسبب موجة تسريحات العمال والموظفين في الشركات. وفي إيطاليا٬ تركز اهتمام الصحف المحلية على إعلان الحزبين الرئيسيين في ايطاليا٬ الحزب الديمقراطي (يسار) وحزب شعب الحرية (يمين) أنهما اتفقا على انتخاب رئيس مجلس الشيوخ السابق فرانكو ماريني (80 عاما) رئيسا للجمهورية. وكتبت صحيفة (لا ستامبا) أن قائدي الحزبين٬ الديموقراطي بيير ليجي بيرساني٬ وشعب الحرية سيلفيو برلسكوني٬ توصلا إلى هذا الاتفاق بعد "يوم طويل من المشاورات٬ احتكما بعده إلى فريقيهما في البرلمان". وفي البرتغال٬ اهتمت الصحف المحلية بالخصوص برفض الحزب الاشتراكي دعوات الترويكا (الجهات الدائنة) والحكومة البرتغالية لدعم السياسات التقشفية التي يتضمنها برنامج الدعم الدولي. وكتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسيايس) أن الأمين العام للحزب الاشتراكي أنطونيو خوسي سيغيرو رفض دعوة رئيس الوزراء إلى التوافق من أجل تطبيق الاقتطاعات المالية في النفقات العمومية٬ مضيفة أن زعيم الحزب الاشتراكي جدد رفضه للسياسات التقشفية التي تطالب بها الترويكا. من جانبها٬ عادت الصحف الإسبانية٬ إلى قضية لويس بارسيناس٬ أمين الصندوق السابق للحزب الشعبي٬ المتهم بتقديم مدفوعات سرية إلى قادة في الحزب الحاكم٬ كما اهتمت بعدد من المواضيع الدولية كالوضع في فنزويلا والتحقيق في تفجير بوسطن. وكتبت يومية (لاراثون)٬ أن بارسيناس أكد في تصريحه يوم 6 فبراير الماضي أمام المدعي العام المكلف بقضايا الفساد أن المخطوطات حول وجود "حسابات سرية" للحزب٬ والمنسوبة إليه٬ هي "مؤامرة" حاكها "كثيرون" تمكنوا من الوصول إلى حسابات الحزب٬ مضيفة أن بارسيناس وجه أصابع الاتهام إلى قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية السابق غارثون بلثزار. وبحسب (لاراثون)٬ فإن بارسيناس أصر على عدم وجود أي "حساب مواز" داخل الحزب الشعبي٬ مشددا على أن "التبرعات تمت دائما وفق المعايير الانتخابية٬ التي تشترط وجود حساب جاري خاص" بهذه العمليات. وذكرت صحيفة (إلباييس)٬ التي كانت أول من نشر هذه الوثائق في يناير الماضي٬ أن بارسيناس بيض ما مجموعه 1,3 مليون أورو خلال خمس سنوات٬ في شكل تبرعات للحزب الشعبي منحتها عدد من المقاولات. وأضافت الصحيفة أن أمين الصندوق السابق للحزب الشعبي قام بين سنتي 2002 و2007 بنحو 56 عملية تحويل بنكي لمبالغ تقل عن 60 ألف أورو٬ وذلك "ليتجنب مراقبة محكمة الحسابات". بدورها أوضحت صحيفة (إلموندو) أن بارسيناس كان يضمن تقديم المقاولات للتبرعات للحزب الشعبي بشكل شخصي٬ مضيفة نقلا عن أمين الصندوق السابق للحزب الشعبي أنه "يمكن للشخص المادي٬ حتى وإن كان مقاولا٬ منح المال دون أن يخرق القانون". وفي باريس٬ اهتمت الصحف المحلية بالنقاش الدائر في البلاد بخصوص مشروع قانون "الزواج للجميع"٬ والذي يتيح للمثليين جنسيا الزواج وتبني الأطفال٬ قبل أيام من المصادقة عليه من طرف البرلمان٬ فضلا عن إقصاء فريق باريس سان جرمان من كأس فرنسا. ولفتت الصحف الفرنسية الانتباه إلى خطر أخذ شعارات المحتجين نبرة أكثر راديكالية٬ وذلك غداة إجراء القراءة الثانية لمشروع القانون في غرفتي البرلمان. وحذرت صحيفة (ليبيراسيون) من مغبة "الاستخفاف بمطالب المحتجين أو عدم المبالاة بها". وفي هولندا٬ تركز اهتمام الصحف المحلية على الحوار التلفزي للملك الهولندي المقبل ويلام ألكسندر والملكة ماكسيما. وذكرت صحيفة (تروو) أن هذا الحوار تم تسجيله يوم 5 أبريل٬ وظهر فيه الملك واثقا من نفسه وصريحا٬ مضيفة أن الملك والملكة المقبلين لهولندا أجابا عن كافة الأسئلة٬ حتى الحساسة منها. وفي إسطنبول٬ استأثر لقاء وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أمس الأربعاء باهتمام الصحف التركية. وخلصت صحيفة (هوييت دايلي نيوز) إلى أن آراء الجانبين بخصوص الأزمة السورية مازالت متباعدة٬ وذلك قبل اجتماع مجموعة أصدقاء الشعب السوري المزمع عقده في إسطنبول بعد غد السبت. وفي روسيا٬ قالت صحيفة (كوميرسانت) أن ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحفيين عقب اختتام لقائه بنظيره التركي أحمد داود اوغلو أمس في اسطنبول٬ يتنافى مع ما جاء في البيان الروسي التركي المشترك الصادر في ختام المباحثات الروسية التركية في اسطنبول. وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي لم يظهر أي خلاف بين روسيا وتركيا في البيان المشترك٬ أظهرت تصريحات لافروف أن وجهات نظرهما حيال مسائل هامة مثل المسألة السورية تتباين إلى حد كبير. وكان لافروف قد اعتبر شرط تنحية الرئيس السوري بشار الأسد٬ غير قابل للتطبيق٬ وشدد على ضرورة بدء التفاوض بين المتحاربين في سوريا بدون شروط مسبقة. وحول نفس الموضوع٬ كتبت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أن أنقرة سعت خلال السنوات الأخيرة لأن تصبح فاعلا إقليميا أساسيا وخاصة بعد اختفاء مصر من الساحة الجيوسياسية نتيجة لأحداث "الربيع العربي". من جانبها قالت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) إن الاختبارات المفاجئة لجاهزية القوات المسلحة الروسية بدأت تنتشر أكثر فأكثر٬ ولم يعد إجراء مثل هذه الاختبارات من صلاحيات القائد العام أو وزير الدفاع فحسب٬ بل أيضا من صلاحيات قادة من مستوى أدنى. وأشارت الصحيفة إلى إصدار فلاديمير شامانوف قائد قوات الإنزال الجوي الروسية٬ أمرا باختبار الجاهزية والقدرة القتالية لكتيبة الإنزال٬ وذلك بمشاركة نحو 500 عسكري و29 مدرعة وأكثر من 30 عربة خاصة.