اهتمت الصحف العربية الصادرة ،اليوم الأحد، بقضايا الإرهاب والجهود التي تبذلها دول الخليج ومصر لتجفيف منابعه وتطورات الأوضاع في اليمن وافتتاح أولى جلسات مجلس النواب الجديد في البحرين، فضلا تناولها لما جاء في كلمة افتتاح المنتدى الاستراتيجي العربي بدبي والمناقشات النيابية في الأردن حول اتفاقية الغاز مع إسرائيل. ففي مصر كتبت جريدة )الأهرام( في مقال رئيسي أنه ما من عربي لا يرجو أن تقف جميع دول الخليج بالفعل صفا واحدا ضد الإرهاب، تسعى لتجفيف منابعه ومصادر تمويله وتحاربه في كل موقع، لا تحبذه ولا تعطيه ملاذا آمنا، ولا تجعل من أجهزة إعلامها أبواقا تدعو إلى نصرته، لأن الإرهاب واحد لا فارق بين القاعدة وداعش، وبين أنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة، وجبهة النصرة وجماعة الإخوان المسلمين، جميعهم متورطون في ارتكاب أفعال أثمة، وجرائم نكراء مزقت العالم العربى وشوهت صورة الإسلام. ومن جانبها تناولت صحيفة (الجمهورية ) موضوع تنظيم رئاسة تحريرها للمؤتمر الدولي تحت شعار "ضد الإرهاب" الذي ينطلق صباح اليوم ، وقالت إن هدف المؤتمر ليس الحديث عن الإرهاب وعقد جلسات وتقديم أوراق عمل وإلقاء خطب رنانة تشجب هذه الظاهرة، ثم الخروج بتوصيات توضع على الرفوف إلى جانب غيرها مما توصلت إليه عشرات المؤتمرات والندوات المماثلة، ولكن تريد "الجمهورية" إبلاغ عدة رسائل من خلال مؤتمرها إلى العالم تؤكد تماسك أبناء هذا البلد ورفضهم لكل ما يعرقل مسيرة التقدم والتنمية، وأن الشعب المصري "يد واحدة.. وصف واحد" في مواجهة أعداء الوطن وخفافيش الظلام الذين يسعون لهدم تاريخ هذه الأمة وحضارتها. وقالت إن مؤتمر "ضد الإرهاب" يحمل رسائل عديدة إلى أبناء الوطن.. وإلى الأمتين العربية والإسلامية.. وإلى العالم.. وهي "نرفض الإرهاب ونعمل معا ضده".. ونؤكد أن مصر التي لم ينل منها الإرهاب من قبل فإنه لن يتمكن من زعزعة استقرارها.. إنها رسائل لمستقبل هذا البلد. وفي موضوع آخر ، كتبت صحيفة ( الأخبار) في تحت عنوان " الازهر ومواجهة الإرهاب" أن التحرك الأخير للأزهر الشريف بعقده المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب ثم القرار الذي أصدره المجلس الإسلامي العال للدعوة والاغاثة برئاسة أحمد الطيب شيخ الازهر بإسقاط عضوية كافة المجالس والجمعيات الاسلامية التي تدعم المنظمات الإرهابية خطوات جيدة علي طريق العودة للمسار الصحيح والإسلام الوسطي الذي تدين به كل الشعوب الاسلامية التي تنبذ العنف والإرهاب. وقالت في هذا الصدد، إن المنظمات الإسلامية المنتشرة في دول العالم بعضها استولى عليه المتطرفون وخلطوا الدين بالسياسة وقاموا بتمويل جماعات التطرف والعنف التي انتشرت في العديد من الدول العربية وتسعي لتخريب الدول وقطع رقاب المسلمين والاعتداء علي المسيحيين بدعوي اقامة دولة الخلافة كما يحدث في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها من الدول العربية بل والاسلامية . وفي قطر كتبت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها بعنوان (لا لسيطرة الحوثيين على اليمن) أن إصرار الحوثيين على السيطرة على المزيد من مفاصل الدولة مسألة غير مقبولة، وتدلل على أن اليمن يتجه نحو فوضى أمنية وسياسية. ودعت المجتمع الدولي، إلى العمل بشكل عاجل من أجل منع انزلاق اليمن نحو الحرب الأهلية، وتفتيت وحدته مشددة أن ذلك مرهون بإلزام الحوثيين على التخلي عن محاولاتهم السيطرة على مؤسسات الدولة السياسية والأمينة والعسكرية والاقتصادية. واعتبرت إن التصعيد الخطير للأوضاع باليمن لم يتوقف على الحوثيين فقط، وإنما تزامن مع تحركاتهم، تحرك جديد للحراك الجنوبي الذي بدأ في تنفيذ مخطط بهدف فصل جنوب اليمن عن البلاد، إضافة إلى ما تقوم به (القاعدة) من أجل التغلغل للسيطرة على مناطق جديدة باليمن. وأكدت أن ما يقوم به الحوثيون حاليا سيقود اليمن إلى مستنقع الحرب الأهلية إذا لم يتدارك اليمنيون والمجتمع الدولي هذه المخططات بصورة عاجلة داعية إلى الضغط على الحوثيين وإلزامهم بالانسحاب فورا من العاصمة، ووقف الزحف على المناطق الأخرى. أما صحيفة (الشرق) فكتبت في افتتاحيتها بعنوان (السودان.. والجنائية الدولية) أن القرار الذي اصدرته المحكمة الجنائية الدولية بوقف التحقيقات في الجرائم التي ارتكبت في اقليم دارفور بغرب السودان واقرار المدعية العامة للمحكمة فاتو بنسودة امام مجلس الأمن الدولي بانها لا ترى أي فائدة من استمرار التحقيقات بالقضية، هو نتيجة ليست غريبة لقضية كانت تحركها منذ البداية دوافع سياسية، اكثر من كونها محاولة لتحقيق العدالة. وأضافت أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير، رغم عدم توقيع السودان على ميثاق المحكمة، أثار حفيظة العديد من دول العالم الثالث التي كانت ترى في اجراءات المحكمة استهدافا لها. ومن الواضح تقول الصحيفة- ان الخلاف السوداني- السوداني في دارفور، أسهم بشكل كبير في صدور القرار بتوجيه الاتهام للرئيس السوداني بارتكاب جرائم في دارفور، حيث استغل المجتمع الدولي خلافات اطراف النزاع في السودان وانقسامهم للتدخل في الشأن الداخلي لبلادهم. وأكدت ان قرار المحكمة الجنائية الدولية الاخير، بوقف التحقيقات، يعزز الرؤية الحكيمة التي ظلت تنادي بها دولة قطر، وهي ان يترك أمر تحقيق العدالة في دارفور، للاتفاق بين الاطراف السودانية المعنية بقضية النزاع في الاقليم. و في اليمن ، كتبت صحيفة ( نيوز يمن) في مقال لها تحت عنوان "الانهيار الوشيك: اليمن بين مطرقة السلطة الرسمية وسندان سلطة الأمر الواقع" ، أن البلاد تعيش بين سلطتين، سلطة رسمية "عاجزة "وسلطة فعلية ، تمثلها حركة الحوثي ،"لا تملك الشرعية" ، مؤكدة أن الحل يتلخص "في مبادرة جديدة محلية أو خليجية أو دولية تؤسس لشراكة حقيقية بين السلطة الرسمية والسلطة الفعلية مضافا اليهما بقية التيارات التي خارج السلطتين، يتم فيها دمج السلطتين عبر تطبيق بنود الشراكة والاستيعاب المنصوص عليها في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني". وأوضحت الصحيفة أنه بالتزامن مع ذلك يتعين الشروع "في سحب المسلحين التابعين للسلطة الفعلية ( جماعة الحوثي) الى مواقعهم التي كانوا عليها (..) ، ثم وفي حالة تطبيق المرحلة الأولى بمصداقية وبشكل مرضي للجميع يتم الانتقال للمرحلة الثانية التي يتم فيها استكمال تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ". وتوقفت صحيفة ( الأولى ) عند تصريحات ،القيادي في حزب( العدالة و البناء) ،عبد العزيز جباري ، الذي طالب " بتشكيل مجلس عسكري لإنقاذ البلد، بسبب التدهور المستمر في جميع النواحي المتصلة بحياة المواطنين، وفي ظل عجز الرئاسة عن تقديم أي حلول على أرض الواقع، من شأنها تغيير الأوضاع، خاصة في الجانبين الأمني والاقتصادي". ونقلت الصحيفة عن جباري قوله "إنه يتحتم على الجميع تقديم مصلحة الوطن فوق كل المصالح، وأن الحل الوحيد في الفترة الحالية هو تشكيل مجلس عسكري لإنقاذ ما تبقى من الدولة"، مبرزا أن الوضع في اليمن أصبح "صعبا جدا في كافة النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية، وبمختلف مناحي الحياة، وهناك عجز واضح في إيجاد حلول للمشاكل التي يمر بها البلد". وفي الشأن الاقتصادي أفادت صحيفة (الثورة ) بأن عائدات اليمن من صادرات النفط بلغت مليار و455 مليون دولار خلال الفترة يناير Ü اكتوبر 2014 ، بانخفاض كبير بلغ 800 مليون دولار عن الفترة المقابلة من العام الماضي. وأوضح تقرير صادر عن البنك المركزي اليمني ، تضيف الصحيفة ، ان الانخفاض الحاد في العائدات يرجع بشكل رئيسي الى تراجع حصة اليمن من كمية النفط المصدر إلى قرابة 14 مليون برميل خلال ذات الفترة بنقص كبير بلغ قرابة سبعة ملايين برميل قياسا بالفترة المقابلة من عام 2013 إضافة إلى أن الاعتداءات التخريبية التي طالت أنابيب النفط ساهمت في تراجع كمية الصادرات وحصة السوق المحلي من الوقود. وفي البحرين، اهتمت الصحف بافتتاح مجلس النواب الجديد أولى جلساته، اليوم، حيث كتبت صحيفة (الوطن) أنه كلما ابتعد المجلس عن قضايا الناس وهمومهم ومعيشتهم، كلما شكل ذلك أكبر فشل له، مشددة على ضرورة أن يلتصق النواب بهموم الشارع، وأن ينظروا نظرة شاملة للبحرين بأسرها بعيدا عن نظرة النائب الضيقة لدائرته الانتخابية. وأعربت الصحيفة في مقال بعنوان "هل يمسح هذا المجلس الصورة السابقة¿"، عن الأمل في أن يكون هذا المجلس عونا للمواطن، وليس عبئا عليه، قائلة إن "معاناة أهل البحرين كانت كبيرة خلال مجالس سابقة، إما بسبب الطائفية التي تخرج بها كتلة بعينها وتوتر المجلس والشارع (...) وإما لأن بقية المجالس كان أغلبها يعاني من ضعف الأداء". من جهتها، ترى صحيفة (أخبار الخليج) أن المرحلة التشريعية الجديدة تحاصرها جملة من التخوفات، على رأسها غياب أحد أعلامها، خليفة بن أحمد الظهراني الذي "قاد مسيرة مجلس النواب على مدى الفصول التشريعية الثلاثة الأولى، وهو الذي كان بمثابة (رمانة الميزان) في هذه المسيرة". ومن بين هذه التخوفات أيضا، تضيف الصحيفة في مقال بعنوان "اليوم تبدأ مرحلة جديدة"، انتخاب مجلسين للنواب والشورى "ليسا بدرجة القوة التي كانت للمجالس السابقة بغرفتيها النيابية والشورية.. وخاصة خلوهما من فقهاء وجهابذة القانون والاقتصاد الذين كانوا قد توافروا بكثرة عبر الفصول التشريعية الثلاثة السابقة". من جانبها، دعت صحيفة (البلاد) النواب إلى "حسم المعركة أولا مع الإرهاب"، باعتبار أن "أشد ما تواجه البحرين اليوم هو الإرهاب والأدمغة المغذية للتطرف والتخريب، والإعلام الكاذب المعزول تماما عن المصداقية والحقائق"، مشددة على أنه يتعين على النواب "التحرك سريعا لإغلاق هذا الملف الذي أتعب البلد كثيرا وأكل اليابس والأخضر وسبب لنا مشاكل اقتصادية". وترى الصحيفة أن أهم ملف يجب البدء فيه قبل ملفات الإسكان والرواتب وتعديل المعاشات التقاعدية وغيرها هو ملف الإرهاب والجماعات المتطرفة، قائلة إن "المواطن يريد من المجلس النيابي الجديد تنفيذ مهمة ذات طابع عاجل في ما يخص الإرهاب والقضاء عليه، يريد مواجهة وتجاوز هذا الملف نهائيا وحسم المعركة (معهم)، ولا يريد ردود فعل وقتية". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد)، عن تأكيد سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على ضرورة انكباب الحكومات العربية على بلورة سياسات مرنة لاستيعاب التغييرات الاجتماعية وتبني استراتيجيات مختلفة لتجاوز التحديات الاقتصادية، إلى جانب التحلي بالكثير من الحكمة لعبور الاختناقات السياسية. وأشارت الصحيفة إلى أن الشيخ محمد بن راشد شدد في كلمة وجهها ، قبيل افتتاح المنتدى الاستراتيجي العربي الذي تحتضنه دبي اليوم، على أن المنطقة العربية مقبلة على تغيرات اقتصادية وسياسية واجتماعية متسارعة خلال الفترة المقبلة. وأبرز أنه للنجاح " في هذا العالم المتغير نحتاج دائما لرؤية واضحة وراسخة طويلة المدى وخطط مرنة ومتغيرة ومواكبة على المدى القريب"، مضيفا أن دولة الإمارات العربية المتحدة أضحت تتمتع اليوم بثقل سياسي واقتصادي في المنطقة والعالم " لأننا بدأنا مبكرا في دراسة المستقبل وما يحمله من تغيرات، مما ساعدنا بشكل كبير على اتخاذ الكثير من القرارات والسياسات الصحيحة ضمن رؤية طويلة المدى لتحقيق الرفاهية لشعبنا". من جانبها، دعت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها إلى اتخاذ خطوات سريعة نحو "مصالحة وطنية فلسطينية حقيقية" مؤكدة أن " الوحدة الوطنية الفلسطينية تشكل ضرورة عاجلة لمواجهة جرائم الاحتلال، وقد تضافرت العديد من الظروف التي تجعل تحقيق هذه الوحدة إمكانية واقعية قابلة للتطبيق". وقالت الصحيفة إن الإصرار على إنجاز الوحدة الداخلية سيشكل "البوابة الرئيسية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها المستمرة"، مشددة على أن استمرار الانقسام بين الفلسطينيين ينعكس سلبا على الشعب الفلسطيني ويفتح المجال أما قوات الاحتلال لمضاعفة جرائمها دون أي محاسبة. أما صحيفة (الخليج) فتساءلت في افتتاحيتها حول ما اذا كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية حارسة ومؤتمنة على الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. وأبرزت في هذا الصدد أن القيم الأمريكية التي يتم الترويج لها في العالم ولاسيما في المنطقة العربية، باعتبارها قيما انسانية وحضارية مثلى وعليا، لا تتطابق مع حقيقة القيم التي يتم تطبيقها وممارستها على أرض الواقع. وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة، استطاعت بفضل ما تتمتع به من تأثير وهيمنة وقوة، الترويج لقيم غير حقيقية، مضيفة أن جوهر القيم الأمريكية الحقيقية يقوم على الإبادة والعنصرية والقوة والحروب. ومن جانبها، حثت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها، الاتحاد الأوروبي، على الاستفادة مما تتوفره عليه الدول العربية من معلومات و معايير وقوائم من أجل بلورة رؤية وتصور حول الإرهاب، يمكن من القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد أمن العالم. وأشارت في هذا الصدد إلى أنه في الوقت الذي يبحث فيه الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على ليبيا ، فإن السؤال الذي يطرح نفسه " ضد من ستكون تلك الإجراءات هل ضد أشخاص أم مؤسسات أم جماعات علما أن ليبيا تفتقد مؤسسات واضحة المعالم، كما تفتقد كيان الدولة بصورته المعروفة، حيث أن هناك قوى عديدة تحتل أجزاء ومناطق وأقاليم ليبية وهو ما يجعل الإجراءات متفاوتة في التأثير". وخلصت (الوطن) إلى ضرورة أن يتوجه الاتحاد الأوروبي إلى طلب المعونة والمعرفة من دول المنطقة مثل تونس والمغرب والجزائر ومصر ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ليشكل رؤية موحدة مع بقية الدول والمنظمات والقوى التي آلت على نفسها محاربة الإرهاب الذي يتوحد في أساليبه وأهدافه ورؤاه وتكتيكاته أحيانا. وفي الأردن، تطرقت صحيفة (الرأي)، في مقال بعنوان "قرار نيابي غير ملزم"، لصفقة شراء الأردن للغاز الإسرائيلي، فقالت إن ما حصل حتى الآن بخصوص الغاز الإسرائيلي ليس اتفاقا رسميا بين حكومتين، "بل مجرد كتاب نوايا" بين شركة مساهمة عامة أردنية وشركة أمريكية تستثمر في الغاز، مضيفة أن مجلس النواب "يعبر عن مشاعر الشعب، ويتجاوب مع القناعات والضغوط الشعبية، وهي واضحة (...)، لكن الحكومة مكلفة باتخاذ قراراتها على ضوء المصلحة الاقتصادية التي لا ينكرها معارضو الصفقة". واعتبر كاتب المقال أن هذه النوايا والاتفاقات "ليست شأنا حكوميا أو نيابيا، ولا تحتاج لموافقة الحكومة أو مجلس النواب، ولكن الشركة الأردنية مملوكة بالكامل للحكومة، أي أنها (شركة) من حيث الشكل ولكنها (دائرة حكومية) من حيث الواقع، ومن هنا فقد رغبت الحكومة في بحث الموضوع مع النواب ظنا منها أنها ستحصل منهم على غطاء نيابي في قضية خلافية ومثيرة للجدل"، ليخلص إلى أن ما جرى في مجلس النواب من نقاش وقرار بتوصيات "يعني أن على الحكومة أن تدرس وتقرر وتتحمل وحدها المسؤولية كاملة". وعن الموضوع ذاته، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "ترددوا قليلا قبل التوقيع"، أن المناقشات النيابية حول اتفاقية الغاز مع إسرائيل "لم تغير من مواقف المؤيدين والمعارضين"، لكن "ما يمكن ملاحظته من الحوارات العامة مع المواطنين، أن هناك كتلة وازنة من المترددين، أو الحائرين"، معتبرة أن أفضل ما يمكن أن تفعله الحكومة اليوم هو "الإنصات إلى شريحة المترددين، ورصد سلوكهم. بمعنى آخر يتعين على الحكومة أن تتخذ هي بذاتها موقفا مترددا (...)". وأضافت أن الحاجة ملحة لمصادر الطاقة الرخيصة، "لكن ما يزال أمامنا وقت قبل إقفال باب النقاش"، موضحة أن خطاب الحكومة "يجعل من الغاز الإسرائيلي الخيار الوحيد المتاح، بينما يقدم المعارضون سلة مليئة بالخيارات البديلة، بعضها واقعي، وبعضها الآخر غير عملي في هذه المرحلة على الأقل". ومن جهتها، قالت (العرب اليوم)، في مقال بعنوان "في خضم الحرب على الإرهاب"، إنه كان واضحا لدى حلفاء الحرب على الإرهاب، أثناء وبعد زيارة العاهل الأردني لواشنطن، خاصة، أن "الدور الأردني، في هذه الحرب، دور لا غنى عنه"، مضيفة أنه "طرحت على الجميع، وأثناء زيارة جلالة الملك لواشنطن، ضرورة التفكير، في إعادة ترتيب أولويات المهتمين" بالحرب الدولية على الإرهاب، لاجتثاث كل الأسباب القريبة والبعيدة التي أوصلت العالم لما وصل إليه، اليوم. واعتبر كاتب المقال أن "هذه الحالة من حروب، كثير منها على الأرض حروب بالنيابة، صارت تستشري في الجسم العربي كمرض معد (...)" وهي، لذلك، "ستكون حربا طويلة، عسكرية الطابع على المدى القصير، لتتحول بعدها، في المدى المتوسط، إلى حرب أمنية، ثم أيديولوجية، على المدى الطويل". أما صحيفة (الدستور)، في مقال بعنوان "مؤتمر موسكو أو اللعب في الوقت المستقطع"، إن فرص نجاح مهمة الموفد الروسي ميخائيل بوغدانوف لجمع الحكومة والمعارضة السوريتين حول مائدة واحدة في موسكو تبدو "ضئيلة للغاية، حتى لا نقول معدومة". وبعد أن استعرضت الصحيفة مختلف مواقف بلدان المنطقة بشأن الأزمة السورية، رأت أن الولاياتالمتحدة، ومعها بعض "المحافظين الأوروبيين الجدد" بالتحديد في باريس، لا تبدو في الظاهر على خلاف مع روسيا في مسعاها، "لكن المؤكد أنها لن تسمح لموسكو بالتقرير بشأن هوية المتحاورين وجدول أعمال وأهداف الحوار ومآلاته ...". ورجحت أن "شروط هذه التسوية، لن تنضج قبل الربيع القادم، وما قد يأتي به من تطورات، خصوصا في ملف العلاقات الأمريكية الإيرانية".