اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بالانتخابات الرئاسية في مصر والوضع الأمني بها، وبجهود إنقاذ عملية السلام في الشرق الأوسط ونتائج الانتخابات البلدية في تركيا، إضافة إلى مستجدات المشهد السياسي في اليمن والزيارة المرتقبة لأمير دولة قطر إلى السودان، والجدل الذي أثاره الإعلان عن نتائج برنامج الخوصصة في الأردن، وكذا تكريم النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في البحرين. فبخصوص الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر، كتبت صحيفة (الأهرام)، تحت عنوان ''في اليوم الأول لفتح باب الترشح.. سباق لجمع التوكيلات''، أنه في الوقت الذي صوبت فيه كاميرات الفضائيات والمصورين الصحفيين عدساتها نحو الباب الرئيسي لمقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، لرصد أولى لحظات الترشح، فوجئ الجميع بأنه لم يتقدم أحد، وسمح الأمن بدخول بعض المواطنين الذين قالوا إنهم يرغبون في معرفة شروط الترشح، بعد أن تم منعهم من الدخول لبعض الوقت. أما صحيفة (الأخبار) فأشارت، في مقال لها تحت عنوان ''حرب التوكيلات تشعل السباق الرئاسي"، إلى توافد عشرات "المغمورين" على مقر اللجنة يطمحون في الرئاسة العليا، مضيفة أن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أكدت، خلال اجتماعها صباح أمس، في أول يوم لفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، ضرورة مراعاة بعض التعليمات للمرشحين. ومن جانبها، قالت صحيفة (الجمهورية) إن السباق الرئاسي بدأ بين المرشحين عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحى وأربعة غير معروفين، واشتعلت أمس حرب التوكيلات في مكاتب الشهر العقاري والتنسيق في محافظات الجمهورية. وفي الشأن الأمني، كتبت (الأهرام)، تحت عنوان "الخسائر 10 ملايين جنيه ..طلاب الإخوان بالأزهر يحرقون سيارات الأساتذة"، أن "طلاب الجماعة الإرهابية بالأزهر أحرقوا ثلاث سيارات خاصة بأعضاء هيئة التدريس بمستودع الجامعة، وحطموا زجاج أربع سيارات أخرى، واحتجزوا رئيس الجامعة داخل المبني الإداري، ثم قطعوا الطريق أمام الجامعة". وفي معرض تعليقها على الجولات المكوكية التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بالشرق الأوسط في محاولة لإنقاذ مفاوضات السلام، اعتبرت صحيفة (الراية) القطرية، في افتتاحيتها، أن "على كيري أن يدرك أن جولاته المكوكية ليست ذات جدوى ما لم تتقدم أمريكا بموقف واضح يلزم إسرائيل الوفاء بتعهداتها، خاصة في ما يتعلق بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين، والتي ربطت إطلاق سراحهم بمطالب جديدة لا تعني الجانب الفلسطيني الذي قدم تنازلات كبيرة في سبيل السلام، ولم يجد إلا المماطلة والتسويف من إسرائيل". وتوقعت (الراية) أن جهود كيري "ستذهب سدى نظرا لعدم رغبة نتنياهو في استئناف جهود السلام ونظرا لفشل الإدارة الأمريكية في الضغط عليه"، مسجلة أن كيري ومن خلال جولته الجديدة بالمنطقة "لن يقدم علاجا لهذا الصراع القاسي بل يزوده على الأكثر بالمهدئات، وإن إعلانه أن الجانبين اتخذا خيارات صعبة خلال الأشهر الماضية لا يزال حبرا على ورق، خاصة من الجانب الإسرائيلي". وبدورها، كتبت صحيفة (الوطن) أنه "جولة من بعد جولة، في المنطقة، لوزير الخارجية الأمريكي، ولا تزال عملية السلام من تعثر إلى تعثر"، معتبرة أن كيري، "لن يكون أوفر حظا في مهمته المستحيلة، من أسلافه وزراء خارجية الإدارات الأمريكية السابقة، الذين كانوا يذرعون المنطقة جيئة وذهابا، في جولات مكوكية، بحثا عن سلام، أثبت التاريخ أنه لا يزال بعيد المنال". وحملت الصحيفة إسرائيل "بكل تاريخها المخزي مع العنجهية والفظائع والالتفافات"، المسؤولية عن التراجع عن كل الالتزامات، مبرزة أن هذا الكيان الاحتلالي "ما كان ليظل (...) طوال تاريخه، متنكرا للسلام، لو أن وسيط السلام، كان حازما بما يكفي (...) أو نزيها لا يميل باستمرار للمغتصب، صاحب التاريخ الطويل مع الابتزاز". وفي قراءتها للنتائج الأولية للانتخابات البلدية في تركيا التي أظهرت تقدم حزب العدالة والتنمية الحاكم، اعتبرت صحيفة (الشرق) أن "تركيا قدمت درسا جديدا في مسارها الديمقراطي، بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع التي توجت حزب العدالة والتنمية بثقة الشعب (...) والتي صعدت برئيس الوزراء، رجب طيب اردوغان، كقائد لتطلعات تركيا الحديثة، ونال صكا بقبول زعامته رغم ما واجهه من حملة شرسة من خصومه لدمغ حكمه بالفاسد". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (العرب) أن حصول حزب العدالة والتنمية لحد الآن على نحو 46 في المائة من أصوات الناخبين، بزيادة ما يقارب 9 في المائة عن الانتخابات المحلية السابقة "له مؤشرات كثيرة على رأسها، وعي الشعب التركي وتمييزه بين الحقائق والدسائس، وتقديم عقله على نقل الإعلام غثه وسمينه"، مؤكدة أن على "الحكام أن يتعلموا من تجربة الشعب التركي، إذ أن الشعوب هي كلمة سر انتصارهم، وهي إكسير بقائهم". وحول زيارة أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني غدا للسودان، كتبت صحيفة (الخرطوم) السودانية أن الزيارة "تحمل عدة رسائل، منها أنها تؤكد للقيادات الإسلامية أن قطر سوف تنجز ما وعدت به في تقديم الدعم الاقتصادي للخرطوم، إضافة إلى تسريع وتيرة التقارب بين الإسلاميين في السودان ممثلين في الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، حسن الترابي ورئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم عمر البشير، علما أن الدوحة بذلت جهودا كبيرة لتوحيد الطرفين بعد قطيعة بينهما دامت 15 سنة". ومن جهتها، قالت صحيفة (التغيير) إن "الزيارة تأتي في وقت يتطلع فيه السودان إلى دور أكبر لهذه الدولة الخليجية التي بدأت تلعب أدوارا مهمة في المنطقة ككل"، ملاحظة أن "العلاقات السودانية القطرية من أميز العلاقات عربيا، حيث بدأ التمثيل الدبلوماسي الكامل منذ عام 1972، كما تشهد علاقات الخرطوموالدوحة تطورا مطردا في مختلف مجالات العمل المشترك، وقد أسهمت قطر بشكل كبير في توقيع وثيقة الدوحة للسلام في دارفور ... كما شاركت في إعادة التوطين والإعمار بدارفور من خلال مشروعات القرى النموذجية، ودخلت أكبر ثلاث شركات قطرية في مجال الاستثمار إلى السودان". وعلى صعيد آخر، تحدثت صحيفة (الانتباهة) عن الانتخابات البلدية في تركيا، مبرزة أن هذه الانتخابات التي "حقق فيها حزب العدالة والتنمية، برئاسة أردوغان، فوزا كبيرا وتقدما كاسحا، شغلت العالم لاحترار واشتداد الصراع السياسي الداخلي في هذا البلد الإسلامي الكبير الذي يقع في قلب الأحداث المشتعلة في العالم من الأزمة السورية إلى ما يجري في شبه جزيرة القرم ... المشهد التركي له ظلال على المحيط الإقليمي والدولي وسيكون له ما بعده، فالشعب التركي أعطى أردوغان ثقته ومنحه تفويضا ثمينا وغاليا". وأشارت صحيفة (اليوم التالي) إلى أنه "بإعلان فوز حزب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات المحلية يكون الإسلاميون في مختلف بلدان العالم قد حافظوا على رمزيتهم في دولة الخلافة الإسلامية السابقة"، مبرزة أن أردوغان "يحظى في السودان بشعبية كبيرة، خاصة وسط مناصري التيارات الإسلامية، وقد تمددت العلاقة بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم وحزب العدالة والتنمية حتى وصلت مرحلة تبادل الزيارات بين كبار القادة في البلدين". أما في اليمن، فقد اهتمت الصحف بتطورات المشهد السياسي في ضوء الحديث الصحافي للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي نشر أمس، وفي ظل الجدل السياسي الحاد الدائر بين القوى السياسية، ممثلة بالخصوص في حزب المؤتمر الشعبي العام، بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وحزب التجمع اليمني للإصلاح الاسلامي، حول عدد من القضايا، خاصة قضية الصراع الدائر بين الحوثيين والإسلاميين. وأبرزت صحيفة (الثورة)، في هذا الإطار، قول الرئيس هادي أن "اليمن تجاوز الكثير من الأخطار وعلى جماعات العنف أن تحذر من غضب الحليم"، وأن "نظام الأقاليم سيحافظ على الوحدة ... ومخرجات الحوار أعادت الاعتبار لأبناء الجنوب". وأشارت الصحيفة اليمنية الرسمية، من جهة أخرى، إلى قول الرئيس، في حديثه لصحيفة (الحياة) الصادرة بلندن، "ليس لدينا رغبة في التصعيد مع إيران ... وندعوها إلى التوقف عن دعم التيارات المسلحة والمشاريع الصغيرة في اليمن". أما صحيفة (الأولى) فرأت في هذا الحديث "خروجا لهادي عن صمته وكشفا لموقفه، بحيث خاطب "الحوثيين" (ضمنيا) بالقول "لن تكونوا أقوى من الدولة"، وخاطب "الاخوان" (حزب الإصلاح الإسلامي) بالقول "السعودية حرة بأمنها ونحن على تنسيق معها". وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (أخبار اليوم) أنه "وسط مخاوف من حدوث منعطف خطير في مسار العملية السياسية وانتقال السلطة في اليمن"، يتساءل من أسمتهم الصحيفة بÜ "المراقبين" عما إذا كان "هادي والجماعات المسلحة سيمثلون أدوات لمواجهة الإسلام السياسي¿". وتساءلت الصحيفة ثانية عما "إذا كان هذا المنعطف قد يجر العملية السياسية وانتقال السلطة في اليمن إلى حلقات تندرج ضمن الحلقة الأوسع في معارك القوى الإقليمية والدولية التي تخوض صراعا محموما مع ما تسميه الإسلام السياسي". وفي ما يتعلق بالجدل الذي أثاره الكشف عن نتائج عمليات الخوصصة في الأردن، عقب الإعلان عن تقرير لجنة تقييم برنامج الخوصصة، خلال العقدين الأخيرين، كتبت صحيفة (الرأي)، أنه يفترض في النتائج التي خلص إليها التقرير أن تكون دليلا استرشاديا عند وضع خطط وبرامج المستقبل، وهو ما حظي بنسبة 30 في المائة من مساحة التقرير، فيما أشبع في ال70 في المائة المتبقية الاتفاقيات تحليلا وتفكيكا، ما يمهد إلى عودة الجدل حول البرنامج إلى المربع الأول. وأضافت "مخطئ من يعتقد أن التقرير قدم مسوغات قانونية لنقض الاتفاقيات، فهي لا تخص طرفا واحدا، وهو الحكومة يتفرد في القرار بشأنها، فللطرف الثاني وهم جمهور المستثمرين رأي آخر وحقوق لا تحصى، وإن كانت ثمة أخطاء فهي مسؤولية المخطئ الذي باع وليس المستثمر الذي اشترى"، محذرة "من أن أية خطوة لإجراء قانوني ستواجه بدعاوى كبيرة ومكلفة لحفظ الحقوق، وإن كانت من نوايا لمثل هذه الخطوات، فمن الأفضل أن تتم مع المستثمرين وديا، أو تضمين الملاحظات عند تجديد الاتفاقيات، أو عقد أخرى تكميلية". ومن جهتها، كتبت صحفية (الغد) أنه رغم حساسية الموضوع للرأي العام الأردني وللجهات الحكومية في آن معا، فقد قدمت اللجنة عرضا أكثر من محايد بشأن تقييم عمليات الخوصصة، لناحيتي تنفيذ عمليات البيع وآثارها، لنحو 19 شركة ومؤسسة، تمت خوصصتها خلال العقدين الماضيين. وأضافت أنه "في النهاية، لدينا اليوم وثيقة مهمة تؤشر على الأخطاء، والعثرات، والتطاول على المال العام. والأولى أن تستفيد الحكومات من التجربة في قادم الأيام، خصوصا أن الأردن مقبل على مشاريع ضخمة، تؤسس لشراكة جديدة بين القطاعين العام والخاص، قيمتها مليارات الدولارات". وسجلت أن "لجنة تقييم الخوصصة، في نهاية المطاف، ليست جهة قضائية لاتخاذ الأحكام المطلوبة، لكنها تقدم معلومات غنية تتعلق بكامل العملية، وتساعد على بناء موقف شعبي يتابع ما يجري مستقبلا، كما تفرض على الحكومات الالتزام بمعايير الشفافية والإفصاح، ووقف الصفقات من تحت الطاولة". وفي البحرين، أبرزت الصحف وقائع حفل تكريم أقيم، مساء أمس، برعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، للشيخ خالد بن حمد النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى بمناسبة إنجازه تحديا رياضيا تمثل في قطع مساحة 42 كيلومترا سباحة بين السعودية والبحرين وخصص ريعه لمرضى السرطان. كما أوردت صحف (الوسط) و(الوطن) و(أخبار الخليج) و(الأيام) و(البلاد) فحوى حديث صحفي أدلت به وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، الناطقة الرسمية باسم الحكومة، سميرة رجب، لموقع (إيلاف) الإلكتروني، واعتبرت فيه أن "المشروع الذي ينفذ في المنطقة كبير، والبحرين أول من قاوم المشروع الدولي للتغيير ونجحت في ذلك". وأكدت الوزيرة أن البحرين "بحاجة إلى أذرع كثيرة في مواجهة المشروع الذي يسري في المنطقة، مشروع نشر الفوضى عبر العنف والإرهاب"، مبرزة أن "هذا المشروع بدا واضحا أمام العالم، بينما دولنا تسير برتابة، فيما يتفاعل الإعلام الدولي في تغيير هذه الصورة ليظهرنا كدول غير مستقرة وفاشلة ولا سيادة للقانون فيها".