انصب اهتمام الصحف العربية، الصادرة اليوم الخميس، مجددا على الجهود المبذولة دوليا لمكافحة ظاهرة الارهاب في ضوء التحالف الدولي الذي بدأ يتشكل لمواجهة تنظيم (داعش) المتطرف، وعلى تطورات المشهد السياسي في عدد من بلدان المنطقة، إلى جانب مجموعة من القضايا ذات الطابع المحلي. ففي مصر، جاء في مقال لصحيفة (الأهرام) تحت عنوان "محور الشر في الشرق الأوسط" للكاتب مكرم محمد أحمد أنه "ما لم يتم تصفية بؤر الشر في سوريا وليبيا اللتين تشكلان أكبر حاضنتين لجماعات الإرهاب، لن ينعم الشرق الأوسط بالاستقرار المنشود"، ملاحظا أن "ليبيا تقف الآن على مشارف حرب أهلية، وتكاد تتحول إلى قاعدة لجماعات إرهابية "تهدد أمن بلدان الجوار. وفي عمود نشرته نفس الصحيفة تحت عنوان "تفكك التحالف ضد (داعش)''، يرى المحلل السياسي محمد ابو الفضل أن "تفكك أو تماسك التحالف ضد تنظيم (داعش)، سيتوقف على مدى الإجماع على خوض حرب شاملة تتجاوز الأبعاد الخاصة بحسابات ومصالح دول بعينها، وتصل إلى ضرورة معالجة المشكلة من جذورها السياسية والأمنية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية". في الشأن السياسي، لاحظت صحيفة (الوطن) في تعليق لها أن عددا من الأحزاب السياسية المصرية انتقدت البيان الذي قدمه الاتحاد الأوربي عن الأوضاع الداخلية في مصر أمام الدورة العادية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أول أمس الثلاثاء، مؤكدة أن هذا البيان يمثل "رسالة لتنظيم (جماعة الإخوان المسلمين) المحظورة بالتصعيد ضد النظام المصري وتقديم الدعم اللوجستي لهم لزعزعة الاستقرار والأمن في مصر". وفي الأردن، تناولت الصحف، بالخصوص، مواضيع الحرب الدولية على تنظيم "داعش" ومواجهة التطرف على المستوى المحلي، والهجرة غير الشرعية في شرق المتوسط، إلى جانب عمل مجلس الأمة (النواب والأعيان). وهكذا، كتبت صحيفة "الرأي"، في مقال بعنوان "وبدأت الحرب"، أنه بعد كل الاجتماعات والجولات واللقاءات الدولية والإقليمية يمكن القول إن الحرب التي تقودها أمريكا على تنظيمات التطرف في العراق وسوريا ودول أخرى قد بدأت، مضيفة أن "الأدوار تم توزيعها على الدول والخطوات بدأت". وأشارت إلى أنه "لا يمكن توقع المشهد الأخير للمنطقة مع نهاية هذه الحرب"، لأن الأهداف "تتغير، ولن تكون النهاية منطقة دون تطرف، ولا منطقة تحكمها قوى الاعتدال، بل معادلة جديدة قد تصلح لسنوات قبل أن تكون هناك حاجة لحرب من نوع آخر". وفي علاقة بالموضوع، قالت صحيفة "الغد" إن مواجهة التطرف في الأردن تحتاج ل"ثورة ثقافية، تطيح بوجوه كثيرة تتصدر المشهد في عديد المؤسسات التعليمية والدينية والقيادية. وتحتاج لقيادات تنويرية، مثقفة وعلمانية، في الصفوف الأولى، تتولى وضع الخطط لحرب الأفكار الجارية". كما تحتاج هذه المواجهة، قبل ذلك كله، وفقا للصحيفة، إلى "توفر الشروط الموضوعية لإدارة الصراع، وفي المقدمة شرط الديمقراطية كأساس لبناء ثقافة الولاء للبلد، والشعور بحق المواطنة، وتكافؤ الفرص، وسيادة القانون على الجميع". أما صحيفة "السبيل" فكتبت أن وتيرة الهجرة غير الشرعية شرق المتوسط ارتفعت ودخلت اليونان وقبرص وايطاليا بقوة إلى نادي الدول الأوروبية التي تستقبل المهاجرين أو تتعامل مع الكوارث البحرية التي تواجههم إلى جانب تركيا ومصر. وتوقفت عند حادثة غرق 400 من المهاجرين أغلبهم من الفلسطينيين، فقالت إنها "تعطي مؤشرا مهما على الوضع الهش الذي بلغه إقليم شرق المتوسط وعلى عمق الأزمات التي تعيشها المنطقة، فلم يعد المهاجرون في جلهم من الأفارقة جنوب الصحراء بل من العرب سوريين وعراقيين ومصريين وفلسطينيين. ولا ندري من سينضم إلى هذا النادي البحري مستقبلا، فالمنطقة مليئة بالأزمات الظاهر منها والباطن". وتطرقت "الدستور" لعمل مجلس النواب الأردني، على خلفية رد الملك عبد الله الثاني لإقرار التقاعد المدني لفائدة أعضاء مجلسي البرلمان ورفضه المصادقة عليه، فقالت إنه "يمكن الجزم، كنتيجة للمتابعة اللصيقة لأداء المجالس النيابية الستة السابقة (بما فيها الحالي)، بأن جزءا من ضعف هذا الأداء وارتباكه، إنما يعود للنظام الداخلي للمجلس النيابي، وعدم التزام الرئاسات المتعاقبة للمجلس بتنفيذه من جهة، والعمل على إصلاحه وتطويره من جهة ثانية، يضاف إلى ذلك، إخفاق المجلس في تبني مدونة سلوك تحكم تصرفات وأعمال أعضائه". أما في لبنان، ركزت الصحف على عودة التوتر الى بلدة (عرسال) قرب الحدود السورية بعد تعرض حاجز للجيش لهجوم من قبل مجموعة من الأشخاص، وإقدام مسلحين على خطف جندي بنفس المنطقة، علاوة على تطرقها للجدل السياسي حول الانتخابات النيابية المزمع تنظيمها في نونبر المقبل. فقد، اعتبرت (الحياة) أن بلدة عرسال البقاعية أصبحت من جديد "في دائرة الضوء أمس جراء استمرار القلق من الحوادث شبه اليومية على أطرافها وتسلل المسلحين السوريين المتمركزين في جرودها وفي منطقة القلمون السورية المحاذية لها. وخطف المسلحين أمس جنديا لبنانيا من أبناء البلدة"، مضيفة أن "تكاثر عمليات تسلل المسلحين الى البلدة هو لمحاولة الاستيلاء على حاجيات يسعون الى تخزينها قبل حلول الطقس البارد، لا سيما مادة المازوت للتدفئة". أما (المستقبل)، فأشارت الى أن المفاوضات الرسمية بخصوص الملفات الأمنية وفي صدارتها ملف العسكريين الأسرى، "تتواصل عبر قنوات الوساطة القطرية بهدف تأمين تحريرهم من قبضة خاطفيهم بعيدا عن أجواء التشنج والإثارة الإعلامية، بينما جدد تنظيم (داعش) أمس تهديداته بتصفية أحد العسكريين الأسرى لديه، خلال 24 ساعة، ردا على ما وصفها، المماطلة في المفاوضات". من جهتها، كتبت (السفير) أن "الهواجس الأمنية المذيلة بتوقيع (داعش) و(النصرة) وأخواتهما، تلاحق اللبنانيين، من عرسال المحتلة الى البقاع المشرع على الرياح الساخنة، الى طرابلس المتوترة، الى ملف العسكريين المخطوفين المتأرجح بين مد وجزر وفق مزاجية الخاطفين". وبخصوص الملف السياسي، علقت (الشرق) قائلة "إن إقفال باب الترشيحات الى الانتخابات النيابية، أول أمس، أطلق سيلا من القراءات والاحتمالات، التي وإن اختلفت في بعض التفاصيل، إلا أنها التقت عند نقطة جوهرية، وهي العمل بأقصى سرعة لفك أسر مجلس النواب، تحت عنوان تشريع الضرورات" ، مبرزة أن "العمل جار على خط التسويات العديدة لمنع انهيار الدولة، تحت بند التأكيد على أهمية تشريع الأمور الحياتية لمجلس النواب". أما في قطر، فقد أبرزت الصحف المحلية الأهمية التي تكتسيها الزيارة التي يقوم بها حاليا أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى المانيا، حيث أشارت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها إلى أن القمة التي عقدها الشيخ تميم مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، "كانت بالغة الأهمية من خلال الملفات التي جرى بحثها، والتي شملت العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي والاستثماري، بجانب القضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها السلام في الشرق الأوسط والتطورات في سوريا والعراق ومكافحة الإرهاب "، مضيفة أن العلاقات الاقتصادية الجيدة بين البلدين مرشحة لتطورات هائلة في المستقبل، خصوصا في مجال البنية التحتية، والتعاون المهم على مستوى الاتحاد الاوروبي في مجال الطاقة والغاز المسال والذي من المتوقع أن تلعب فيه دولة قطر دورا كبيرا، فضلا عن الاستثمارات المشتركة. من جهتها، نشرت جريدة (العرب) تصريحات لوزير الاقتصاد والتجارة القطري الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، خلال مشاركته في اشغال المنتدى الاقتصادي القطري الألماني الذي عقد أمس في برلين أكد من خلالها أن "حجم التبادل التجاري بين قطر وألمانيا زاد في عام 2013 بنسبة 12,5 في المائة"، معتبرا أن ذلك "يعد شاهدا على النمو المستمر في حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين". وتحت عنوان "مسار سياسي واقتصادي متميز للعلاقات القطرية-الألمانية"، أشادت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها بمستوى العلاقات بين البلدين، مشيرة الى أن هذه العلاقات "تكتسب حاليا، عبر هذه الزيارة ، تعزيزا جديدا، بما يشف عن المزيد من خطوات ترسيخ وتطوير الشراكة والتعاون الاقتصادي المرموق بين الدولتين". ومن جهتها، أبرزت الصحف البحرينية إعلان ديوان ولي العهد، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، في بيان أمس، عن تنفيذ ما تم التوصل إليه في المحور السياسي من حوار التوافق الوطني عبر القنوات الدستورية، وعرض ما يتطلب منه على السلطة التشريعية في الفصل التشريعي المقبل. وكتبت صحيفة (الوطن) أن عبارة "عبر المؤسسات الدستورية" الواردة في بيان الديوان "أنهت جدلا وأنهت حالة اللاحسم التي كانت سائدة طوال السنوات الأربع الماضية"، مؤكدة أنه "لا إقرار لأي تعديل من الآن فصاعدا خارج المؤسسة الدستورية". وشددت الصحيفة على أن المؤسسات الدستورية "مرجعية تلتزم بها جميع الأطراف في إقرار توافقاتها أو في حل خلافاتها أو في آلية ومنهج إدارة دولتها، ولا يجب أن يسمح لأي طرف من أطراف العقد الاجتماعي القفز عليها، إن كنا نتحدث فعلا عن الديمقراطية وبناء الدولة المدنية"، معتبرة أن "الديمقراطية عملية بناء تراكمي، لا هدم وإعادة بناء في كل مرة بحجة الديمقراطية". ومن ناحيتها، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن "البيان سيطمئن كل من كان يخشى أنه ستكون هناك صفقات تحت الطاولة يستبعد منها المكون السني وتقدم الامتيازات فيها إلى من قاموا بالانقلاب الفاشل، ويوضح أنه لا صفقات، وأن من يريد تغييرا عليه أن يقوم به عبر القنوات الدستورية". وبعد أن أشارت الصحيفة إلى أن البيان "حل جزءا من المشكلة وأراح الناس"، تساءلت "من سيدخل الانتخابات¿ هل سيدخلها من قاد العنف ومن حرض عليه ومن شوه صورة البحرين وقاد الحملات الخارجية ضدها¿"، مبرزة ضرورة تقديم "أجوبة للناس عن هذه الأسئلة والاستفسارات التي تشغل بالهم وتثقل قلوبهم بالهم والشكوى". وخصصت الصحف الاماراتية الصادرة اليوم حيزا واسعا من اهتماماتها لمتابعة القضايا المحلية والعربية الراهنة، وفي مقدمتها الوضع في فلسطين ولبنان والعراق. وكتبت صحيفة (الاتحاد)، عن الزيارة التي يقوم بها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للقاهرة، والتي أكد خلالها حرص الإمارات على دعم ومساندة مصر حتى تنهض وتنطلق من جديد، وتتمكن من مواجهة مختلف التحديات بروح وطنية جديدة تواصل من خلالها مسيرتها التنموية. وخصصت صحيفة (الوطن) افتتاحيتها، للتركيز على إحدى أكبر المآسي الإنسانية خلال السنين الأخيرة والتي تتمثل في غرق قرابة 500 مهاجر في البحر المتوسط أغلبهم سوريون وعراقيون وفلسطينيون من غزة، بعد أن كانوا يحاولون الفرار من الموت المتنقل في أوطانهم بحثا عن حياة تنعم عليهم بالأمان في بلدان ثانية. أما صحيفة (الخليج) فسلطت من جانبها الضوء في افتتاحيتها على حلول الذكرى الثانية والثلاثين لذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا، مؤكدة أن تلك المجازر ستبقى نقطة سوداء في سفر البشرية تحكي للأجيال كيف تم قتل وذبح النساء والأطفال والرجال في أزقة مخيم صبرا وشاتيلا في بيروت أمام أعين العالم. ومن جانبها، أكدت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن التوافقات السياسية وضعت الحكومة العراقية الجديدة على المحك لتعوق تمرير خياراتها للوزارات الأمنية وهو ما أسهم في تمديد الأزمة السياسية التي عطلت البلد أشهرا عديدة وأسهمت بشكل كبير في توجيه الجهد الحكومي صوبها أكثر مما يوجه صوب مكافحة الإرهاب وتقديم خدمات للمواطنين. وفي اليمن، واصلت الصحف تركيز اهتماماتها على التصعيد الحوثي على الصعيدين العسكري والسياسي، مبرزة عددا من ردود الفعل الدولية الرافضة لهذا التصعيد. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (اليمن اليوم) تحت عنوان "حرب في صنعاء ومفاوضات في صعدة" أن المفاوضات عادت أمس الى صعدة برعاية أممية ومشاركة رئاسية، فيما تواصلت المواجهات على مداخل العاصمة وتحديدا في المدخلين الشمالي والجنوبي وسط تقدم ميداني للحوثيين، مشيرة الى وصول المبعوث الاممي لليمن جمال بنعمر، رفقة رئيس جهاز الامن السياسي جلال الرويشان ومدير مكتب رئيس الجمهورية احمد عوض بن مبارك، الى صعدة لاستئناف المفاوضات مع القيادة الحوثية حول اتفاق ينهي الازمة التي تمر منها البلاد منذ أزيد من ثلاثة أسابيع. وتحت عنوان "وساطة بنعمر تتعثر أمام رفض الحوثي"، أشارت صحيفة (أخبار اليوم) الى أن عبد الملك الحوثي زعيم جماعة (أنصار الله) الحوثية امتنع أمس عن استقبال المبعوث الأممي وممثلي الرئاسة، ورأت استنادا لمصادرها الخاصة، أن هذا الامتناع يؤكد أن جماعة الحوثي رفضت توقيع أي اتفاق بإشراف أممي أو في إطار المبادرة الخليجية، مشيرة الى حدوث هذه التطورات بينما مليشيا الحوثي توسع هجماتها في محافظة الجوف والعاصمة، حيث كثفت من تواجد مسلحيها وسط صنعاء وفي محيطها بعدما استقدمت عشرات المسلحين من محافظتي عمران وصنعاء. وفي صحيفة (الاولى) وصف الكاتب عبد الرزاق الضبيبي، في مقال تحت عنوان "اليمن بين شهيق المفاوضات وزفير الفوضى" حال بلاده في هذه المرحلة بأنها "كغيرها من البلدان العربية غارقة تخنقها لفوضى، فنذير الحرب الاهلية يتدلى من فوقها، والفساد ينخرها من تحتها، والمجاعة عن يمينها وشمالها"، مستدركا "ورغم هذا كله يبقى التفاؤل عند اليمنيين دين ومذهب". أما صحيفة (الثورة) فخصصت عنوانها الرئيسي لإعلان لجنة العقوبات الأممية أمس استعدادها لتسريع إجراءات اتخاذ عقوبات ضد معرقلي التسوية السياسية في اليمن بعدما كانت قررت الإعلان عن هذه العقوبات في 25 فبراير 2015، مبرزة حديث اللجنة عن اجرائها تحقيقات حول العنف المسلح لجماعة الحوثي وأنشطة الرئيس السابق علي عبد الله صالح والقاعدة وتخريب المنشئات. أما الصحف السودانية، فاهتمت بقرار لمجلس السلم والأمن الإفريقي يقضي بالتفويض للوساطة الإفريقية لتشرف على عملية الحوار الوطني بالسودان. وهكذا، كتبت صحيفة (المجهر السياسي) أن هذا القرار، الذي يعني ضمنيا انتهاء مبادرة التفاوض بين حكومة الخرطوم ومتمردي قطاع الشمال، وكذا منبر الدوحة المتعلق بدارفور، قد "نقل القضية السودانية إلى مربع جديد يقتضي التعامل معه بصدق وجدية، وقراءة الواقع السياسي والإقليمي والدولي والنظر برفق لأوضاع السودانيين الراهنة، حيث يتعرضون لضائقة معيشية لم تشهدها البلاد من قبل .. وباتت الأغلبية منهم على قناعة بأن الحرب وركوب الرأس سيركبهم قطار المهالك". واعتبرت صحيفة (الخرطوم) أن قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي الذي جاء بعد الاستماع إلى ثامبو امبيكي الوسيط الإفريقي بشأن اتصالاته المكثفة مع مختلف الفرقاء السياسيين ولقائه الأخير بالرئيس البشير، يحمل في طياته أولا قبول الأطراف وبالذات الحكومة مناقشة جميع مشاكل السودان وأن يجلس على الطاولة مسلحون وسلميون سياسيون، وثانيا قبول الأطراف وبالذات الحكومة بأن تبدأ جولات الحوار خارج البلاد في أديس أبابا حتى يطمئن كل طرف للآخر ومن تم تعود للداخل. وقالت صحيفة (التيار) من جهتها "يبدو أن قرارات مجلس السلم والأمن الإفريقي بشأن توحيد منبر التفاوض بين الحركات المسلحة الدارفورية والحكومة من جهة، وبين قطاع الشمال والحكومة من جهة أخرى، أثارت حفيظة دولة قطر التي ظلت ترعى مفاوضات الحركات المسلحة والحكومة في منبر الدوحة منذ العام 2003"، ملاحظة أنه في الوقت الذي عبرت فيه مكونات داخل الحركات المسلحة عن رغبتها في استمرار المفاوضات في الدوحة، لم تعبر الخرطوم حتى الآن عن إي موقف بخصوص الأزمة بين قطر والاتحاد الإفريقي. على صعيد آخر، تناولت صحيفة (اليوم التالي) موضوع العلاقات السودانية الليبية، مشيرة إلى أن هذه العلاقات مرشحة لمزيد من التوترات هذه الأيام لاسيما مع حالة الاحتراب الداخلي التي تشهدها ليبيا بعد سقوط القذافي وبروز مكونات سياسية تتنافس للفوز بالسلطة على حساب الآخرين، لكن أيضا في ظل "تربص وتآمر ومكر" من بعض دول الجوار التي تهمس في أذن ليبيا (الطرية) وتوغل صدرها ضد جارها السودان، الذي تحمل أذى القذافي طوال سنوات حكمه وتنفس الصعداء بعد ذهابه. وتوقفت صحيفة (الصحافة) عند استفحال ظاهرة الصراعات القبيلة بالسودان، مؤكدة أن هذه الصراعات، التي لها تأثيرات سلبية على الأمن والاقتصاد والتماسك الشعبي والقبلي، باتت تمثل مشكلا أمنيا أكثر تعقيدا من ذلك الاضطراب السياسي والاجتماعي الذي ينتج جراء استمرار حروب التمرد.