أولت الصحف العربية، الصادرة اليوم الجمعة، اهتماماتها، بكيفية خاصة، لمآل اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في قطاع غزة، وللأوضاع في بلدة عرسال اللبنانية التي شهدت معارك عنيفة بين الجيش اللبناني من جهة، وتنظيمي (النصرة) و(داعش) من جهة أخرى، وأيضا لاجتماع قادة فصائل الجبهة الثورية المتمردة ووفد من أحزاب المعارضة المدنية السودانية بباريس. ففي قطر، سلطت الصحف الضوء على مصير اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه بين الوفد الفلسطيني المفاوض والكيان الإسرائيلي لمدة 72 ساعة، من أجل التفاوض حول تهدئة دائمة. وكتبت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، أنه "يبدو أن حكومة الكيان الصهيوني، التي تعودت على التهرب والتنصل من تعهداتها، مستغلة التناقضات الفلسطينية الداخلية وحالة الانقسام العربي، أمام طريق مسدود هذه المرة، بعد أن جاء ممثلو الشعب الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات بوفد موحد، مسنودين بجبهة داخلية قوية وإرادة شعبية غير مسبوقة لإنهاء الحصار، فضلا عن مقاومة أثبتت صمودها وقوة عزيمتها أثناء العدوان، وذلك من خلال سلسلة من العمليات النوعية التي فاجأت العدو وأربكت حساباته". وترى الصحيفة أنه لا مجال أمام حكومة "الكيان الصهيوني اليوم غير دفع استحقاقات وقف العدوان، وتلبية المطالب الفلسطينية". وبدورها، أكدت صحيفة (الراية) أن على إسرائيل والدول الداعمة لها أن تدرك أن الوفد الفلسطيني الموجود بالقاهرة للتباحث بشان وقف إطلاق النار وإعلان اتفاق تهدئة مع إسرائيل "لن يعود إلا بشروط المقاومة والتي هي شروط الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته وفصائله، وأن الحرب مع إسرائيل لم تنتهö بعد، وأن عليها أن تدرك أن كافة الخيارات ستظل مفتوحة أمام المقاومة بغزة، في حال رفض الاحتلال الاستجابة لمطالب الشعب الفلسطيني". ومن المهم، تضيف الصحيفة، أن تدرك إسرائيل أن الشعب الفلسطيني ومن خلال مقاومته "لن يقبل بأي وقف لإطلاق النار، دون رفع الحصار عن قطاع غزة، وتلبية شروط المقاومة، التي لا تزال هي صاحبة الكلمة في الميدان وإن محاولات إسرائيل الإيحاء بالاتفاق على تمديد هدنة الÜ72 ساعة والتي دخلت حيز التنفيذ منذ يوم الثلاثاء الماضي ليست ذات جدوى لأن القضية الأساسية للشعب الفلسطيني ليست في البحث عن وسائل لتمديد الهدنة". وفي السودان، تركز اهتمام الصحف من جديد على الاجتماع بين قادة فصائل الجبهة الثورية المتمردة ووفد من أحزاب المعارضة المدنية بباريس. وكتبت صحيفة (الانتباهة) أن "التوقعات تشير إلى أن الاجتماع الأول من نوعه بين الصادق المهدي زعيم حزب الأمة والجبهة والثورية، منذ تأسيسها، سيفضي إلى التوقيع على إعلان مشترك حول الحوار الوطني ومتطلباته والعمل سويا من أجل قيام حوار حقيقي يقود إلى تغيير شامل وتوحيد مواقف القوى الوطنية حوله". وأبرزت أهمية "التحرك المفاجئ للمهدي في ظل الراهن السياسي المتميز بخلافات أصابت كيان الحوار، خاصة وأنه كان حتى وقت قريب أكثر فاعلية داخل التحالف المعارض، ويسعى لتوحيد المعارضة والحركات المسلحة في إطار ما يسميه الحل السياسي الشامل". ورأت صحيفة (الخرطوم) أن الصادق المهدي "يعرف أنه ذهب إلى باريس ليقوم بتوسيع هامش المناورة مع النظام الحاكم في السودان". فالرجل "المنزعج من صعود حسن الترابي"، تقول الصحيفة، إلى مسرح الحوار الوطني متخوف من مآلات هذا الحوار "الذي يقف خلفه الشيخ ويحشد له المؤيدين والموافقين ويبذل الجهود لاسترضاء المقاطعين"، مشيرة إلى أن "الجبهة الثورية لن تقتنع ولن تقبل بأجندة الصادق المهدي المتمثلة في النظام الجديد لأنها تدرك أنه ينتهج سياسة المعايشة مع الحكومة وهي سياسة تقوم فكرتها على المحافظة على عظم النظام مع تسخين الخطاب ضده من حين لآخر". وتساءلت صحيفة (المجهر السياسي) عن السر وراء ارتفاع وتيرة اهتمام فرنسا، بصفتها راعية لهذا الاجتماع وحاضنة لجميع فصائل المعارضة السودانية، بالوضع السياسي في السودان وبمستقبل الحكم فيه، معربة عن اعتقادها بأن "هذا الاهتمام الزائد لن يخدم بإيجابية ترسيخ الاستقرار والسلام في السودان بدون التعامل والتعاون مع حكومته الشرعية والبحث عن طريق للحوار مع الرئيس البشير ومساعديه في الحزب الحاكم"، معربة عن أملها في أن تدرس فرنسا تجارب رعاية ودعم الحركات المتمردة خلال العشر سنوات الماضية كي لا تكرر ذات الأخطاء وتضم السودان لقائمة أعدائها في إفريقيا". وأشارت صحيفة (التغيير)، من جهة أخرى، إلى إعلان الحكومة بشكل رسمي عن تنظيم الانتخابات العامة المقبلة في موعدها المحدد، ملاحظة أن الإعلان عن تنظيم هذه الانتخابات بالتزامن مع استمرار الحوار الوطني مع بقية الأحزاب المعارضة، أمر ترفضه تلك القوى السياسية، وتعتبره بمثابة تجاوز لحق ثابت من حقوقها التي يكفلها القانون. وفي لبنان، واصلت الصحف اهتمامها بالوضع ببلدة عرسال شرق البلاد، حيث جرت معارك عنيفة بين تنظيمي (النصرة) و(داعش) . وكتبت (النهار) أن "المواجهة الشرسة التي خاضها الجيش مع مسلحي (جبهة النصرة) و(داعش)، منذ السبت الماضي، أفضت في يومها السادس إلى إخلاء المسلحين بلدة عرسال ولكن مع نشوء أزمة أسرى لا يزال مصيرهم مهددا بفعل احتجازهم على أيدي التنظيمين في الأماكن التي انسحبوا إليها خارج عرسال، مشترطين تنفيذ طلبات معينة، مما يعني أن الهدنة التي واكبت انسحابهم ستبقى غامضة وهشة في انتظار جلاء مصير الأسرى العسكريين والأمنيين". وأضافت أن "المفاجأة التي برزت في هذا السياق هي أن عدد الأسرى فاق ما كان متداولا، إذ كشفت مصادر عسكرية مساء أمس أن 22 عسكريا و17 من أفراد قوى الأمن الداخلي هم في عداد الأسرى لدى (جبهة النصرة) و(داعش)، علما أن قائد الجيش العماد جان قهوجي كان أكد قبيل حضوره جلسة مجلس الوزراء أمس أن الأسرى كانوا أصلا خارج عرسال، مما يعني أن المسلحين نقلوهم إلى خارج مسرح العمليات منذ تمكنهم من أسرهم". وعلقت (الأخبار) على الموضوع قائلة "خرج المسلحون من عرسال. كانت قيادة الجيش تشترط انسحابهم من لبنان وتحرير الجنود المخطوفين، قبل وقف إطلاق النار. لكن السلطة السياسية منعت العسكر من القتال، وذهبت إلى التفاوض من دون أن تكون يدها على الزناد. والنتيجة الطبيعية لهذا الأداء، خروج المسلحين بأمان، وتحول الجنود المخطوفين ورقة للمساومة بيد المسلحين. إنها تسوية الذل". وأشارت إلى أن "وسائل الإعلام أطلقت قبل أيام اسم (السيف المصلت) على العملية العسكرية التي يخوضها الجيش ضد المجموعات الإرهابية التي احتلت بلدة عرسال، واعتدت على مراكزه. الجيش لم يتبن التسمية. لكن يبدو أن السلطة السياسية أخذت بها، ومنحتها للمسلحين الذين ينتمي معظمهم إلى (تنظيم القاعدة) في سورية و(جبهة النصرة) و(داعش). فهؤلاء المسلحون صاروا، بعد خروجهم من عرسال إلى جرودها، سيفا مصلتا على البلدة، يهددون بالعودة إليها متى شاءوا". وكتبت (السفير) من جهتها تقول "ها هي عرسال تستعيد الوطن إليها، بعدما أهملها طويلا، وكاد التناسي يحولها (إمارة) تكمل مسلسل (إمارات الإرهاب) المستجدة من حولنا"، مضيفة "عادت عرسال، إلى حضن الدولة، لكن 36 عسكريا لبنانيا من الجيش وقوى الأمن لم يعودوا بعد...هؤلاء تحولوا إلى رهائن لدى المجموعات المسلحة التي نقلتهم، على الأرجح، إلى الأراضي السورية، وعلى جدول أعمالها المعلن، قبيل عملية عرسال، الخوض في عملية مقايضة مع سجناء في سجن روميه". وخلصت إلى أن "عرسال منكوبة، بعد انكفاء المجموعات المسلحة عنها. من بقي من أهلها خرج يتفقد نفسه وجيرانه وممتلكاته ويلملم أجساد الشهداء، ويضمد المفتوح.. من الجراح". وفي مصر، اهتمت الصحف بالمفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية التي تحتضنها القاهرة، ومحاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك، والإعلان عن زيارة مرتقبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى كل من المملكة العربية السعودية وروسيا، فضلا عن مشروع حفر قناة سويس ثانية موازية. وأبرزت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحية "تحت عنوان وما بعد الاستقلال الوطني والأمن القومي .. السياق الأكبر لقناة السويسالجديدة"، الانعكاسات البعيدة المدى لإطلاق مشروع حفر قناة السويسالجديدة الموازية على الاقتصاد الوطني. وأضافت أن المشروع، الذي لقي ترحيب القوى السياسية بالبلاد، يندرج ضمن خطوات الإصلاح الاقتصادي والذي من شأنه أن يعيد لمصر مكانتها في التجارة العالمية الإقليمية. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الأخبار)، في مقال تحت عنوان "المفتي يرفض إعدام إخوان مسجد الاستقامة"، أن إعادة محكمة الجنايات إحالة ملفات عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، ومنهم المرشد العام للجماعة محمد بديع على مفتي الجمهوري للحصول على حكم شرعي بخصوص الحكم بإعدامهم يعد سابقة، مذكرة بأن المحكمة كانت قد أحالت في السابق ملف هؤلاء المتهمين على مفتي الجمهورية دون أن تحصل على رد. ومن جانبها، تناولت (الجمهورية)، في مقال تحت عنوان "الطيران المدني وأزمة ليبيا"، الجهود التي تبذلها السلطات المصرية من أجل المواطنين المصريين العاملين في ليبيا الهاربين منها عن طريق تونس. ومن جهة أخرى، تناولت الصحف المصرية مجموعة من المواضيع المحلية الأخرى ومنها السماح بغياب الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك عن جلسات محاكمته لتدهور حالته الصحية.