واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس، تسليط الضوء على القضايا الراهنة في المنطقة، ولاسيما منها اعتراف البرلمان البريطاني بالدولة الفلسطينية، والمنعرج الخطير الذي دخله الوضع باليمن، والانتخابات القادمة في البحرين، وتأثيرات السجالات الدولية والإقليمية على الوضع في لبنان. وفي مصر، خصصت صحيفة (الأهرام) افتتاحيتها لموضوع حوادث السير إذ كتبت أن ما يحدث من نزيف دماء على الطرق المصرية نتيجة حوادث السير شيء لا يصدقه عقل. وأشارت إلى أن تقريرا لمنظمة الصحة العالمية برسم سنة 2013 وضع مصر في المرتبة الأولى عالميا في حوادث الطرق، بنحو 12 ألف قتيل و40 ألف مصاب، فضلا عن الخسائر الاقتصادية الفادحة التي يتكبدها اقتصاد البلاد المثقل بالأعباء، نتيجة تلك الحوادث. وكتبت (الأهرام) أنه "يتعين على الحكومة أن تبذل المزيد من الجهود وتتخذ إجراءات صارمة، وتدخل نظام المراقبة عبر الكاميرات إلى الشوارع والطرق، كما فعلت دول العالم حتى توقف نزيف الدم اليومي، وتحمى أرواح مواطنيها". وكان آخر تلك الحوادث المروعة، تضيف الصحيفة، حادث طريق أسوان Ü إدفو المفجع، الذي أودى بحياة أكثر من 30 صيادا بريئا وإصابة 15 آخرين كانوا في طريق عودتهم إلى مسقط رأسهم بالفيوم. وفي موضوع آخر، قالت الصحيفة إن "المجتمع الدولي يرغب بشدة في إغلاق ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر تسوية عادلة وسريعة تضمن قيام دولة فلسطينية على أرض الضفة والقطاع عاصمتها القدس الشرقية إلى جوار دولة إسرائيل". وأضافت (الأهرام) أن إعمار غزة يفتح أبوابا واسعة لتحقيق التهدئة الشاملة وتعزيز وحدة الصف الفلسطيني، وإجراء مصالحة وطنية تنهض على انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة، وإنهاء انفصال غزة عن الضفة لتصبح جزء من الدولة الفلسطينية. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الأخبار) في مقال تحت عنوان "من خارج الصندوق، هل نريد النجاح لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي" أن الهدف من المؤتمر المزمع عقده في فبراير 2015 هو حصول مصر علي استثمارات مباشرة حقيقية، وتمويل ضخم لمشاريعها التنموية. وقالت إن "مصر تحتاج إلى تدفقات استثمارية سنوية لا تقل عن عشرين مليار دولار سنويا على مدار الخمس سنوات القادمة لرفع معدلات النمو الاقتصادي إلى7 في المائة ولخفض معدلات البطالة إلى أقل من 9 في المائة، والحد من معدلات الفقر إلى أقل من 25 في المائة". أما صحيفة (الجمهورية) فكتبت في افتتاحية بعنوان "التوعية والردع ضد الإرهاب" أن "التفجير الإرهابي الذي وقع مساء أمس في وسط القاهرة يثير المزيد من مشاعر الغضب والاستياء لدى الرأي العام المصري الذي ضاق ذرعا بمحاولات الجماعة الإرهابية وحليفاتها تعطيل الحياة اليومية للمواطنين ومس الأمن العام والاستقرار والعمل والإنتاج". ودعت إلى ضرورة تشديد الإجراءات الأمنية ورفع مستوى الوعي بأخطار التفجيرات لدى المواطنين كي يسهموا مع رجال الأمن في كشف هذه التفجيرات قبل وقوعها". ومن جانبها، كتبت صحيفة (الوفد) في كلمة العدد، التي اختارت لها عنوان "حلم تنفيذ ديوان العدالة"، أن "فكرة إنشاء ديوان العدالة تحتاج إلى مستشارين ومتخصصين في كافة المجالات، لديهم قدرة خاصة على تجاوز العقبات والأزمات، وإصدار قوانين"، مشيرة إلى أن هذه الفكرة لن تؤثر على أي أجهزة رقابية أخرى بل هي مكملة لها ومساعدة في حل الأزمات والمشاكل. وقالت "لابد من إنشاء هذا الجهاز المقترح سواء كان اسمه العدالة أو المظالم أو خلاف ذلك، ولو اقتضى الأمر إجراء تعديلات دستورية طالما أن هذا يحقق حلم المواطن في الحياة الكريمة". وفي البحرين، واصلت الصحف الاهتمام بموضوع الانتخابات القادمة مع فتح باب الترشح لها، إذ اعتبرت صحيفة (الوطن) أنه لا يمكن للمعارضة التي أعلنت المقاطعة أن تصل إلى شيء مع شركاء الوطن خارج البرلمان، مشيرة الى أن "الانتصارات تتحقق داخل مبنى البرلمان وليس خارجه"، وأن جمعيات سياسية "بدل أن تركب القطار المنطلق إلى المستقبل تريد أن تقف في وجهه وتمنعه من الانطلاق وهو ما ليس ممكنا". ومن جانبها، قالت صحيفة (أخبار الخليج) "كنا نتمنى أن تؤسس الجمعيات ليس على أساس طائفي أو مذهبي، بل كنا نتمنى أن يتم تجميع أهل الوطن وإشعارهم بأنهم كتلة واحدة يتم التعامل بينهم بالعدل والإحسان"، قائلة إن المرشحين للمجلس النيابي شرعوا في تسجيل أسمائهم في خطوة أولى للدورة البرلمانية القادمة، و"سيكون لكل منا دوره في إنجاح العملية الانتخابية سواء كان مرشحا أو ناخبا وسواء كان فردا أو مؤسسة، جهة رسمية أو أهلية (...)". وفي تحليل مغاير، يرى رئيس تحرير (الوسط) أن التعويل يتوجه حاليا نحو تكوين نخبة سياسية بديلة عن المعارضة يمكنها أن توفر الخدمات للناس، وأن تكون حلقة وصل بينها وبين الدوائر الرسمية في مختلف المجالات، وأن تيسير الخدمات سيخفف من حدة الوضع بشكل من الأشكال، مستطردا أن "هذا الطرح - فيما لو تحقق - لا ينفع كثيراº لأن القضايا التي نعاني منها لا تنحصر في خدمات حياتية، وإنما ترتبط بقضايا سياسية ستبقى عالقة مادامت الحلول تبتعد عنها (...) وينبغي أن تكون هناك مراجعة شاملة بحثا عن نهج مختلف للتعامل مع كل نوع من أنواع التحديات على حدة، سعيا لإشراك جميع اللاعبين في عملية سياسية جامعة". وباليمن، وفي ظل المنعرج الخطير الذي يشهده الوضع في البلاد، خاصة مع مطالبة المحافظاتالجنوبية الانفصال عن الشمال، نشرت صحيفة (الأيام) الخطوط العريضة للبيان الذي صدر في أعقاب التجمع الجماهيري الضخم الذي شهدته مدينة (خور مكسر) التابعة لمحافظة عدن، تحت شعار "الجنوب للجنوبيين" والذي طالب السلطات في صنعاء "بإجلاء منسوبيها وموظفيها وتسليم كافة المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية لمنسوبيها الجنوبيين ومكوناته الجنوبية التي تناضل من أجل تحرير الجنوب واستقلاله". وتحت شعار "الجنوب.. خطوة في طريق الاستقلال"، لاحظت صحيفة (الاولى) أن المهرجانات القائمة في المحافظاتالجنوبية بمناسبة الذكرى الواحدة والخمسين لثورة 14 أكتوبر "اكتسبت زخما إضافيا، بعد التطورات التي عصفت بالوضع الداخلي، إثر سيطرة جماعة الحوثيين على عدة محافظات شمالية، حيث علت دعوات حثيثة لاستغلال هذا الوضع وتقرير مصير المحافظاتالجنوبية"، مبرزة أن القادة السياسيين في المحافظاتالجنوبية يعملون حاليا على "تهيئة الملعب السياسي لخطوات قادمة، يقولون إنها تمهيدية لفصل جنوب البلاد عن شمالها". وفي تعليق لها على هذا التطور، قالت صحيفة (الثورة) "لقد بدت مرعبة ومقلقة للجميع تلك الشعارات والهتافات الانفصالية والانفصامية التي تم إطلاقها في ذكرى الثورة"، مشددة على أن قضية الوحدة اليمنية "هي إيمان بالنسبة لكل فرد ولكل مواطن، وقوة بالنسبة لكل المجتمع، ولابد أن تسير في الطريق التي جاءت بها، ورسمتها هي بنفسها لنا عبر اختيار نهج ديمقراطية الحوار الأخوي المسؤول والبناء". وأكدت الصحيفة أن الوحدة اليمنية "تبقى اللبنة الجوهرية الخالدة، وقوتنا في الحاضر والمستقبل للتغلب على أعتى المؤامرات وأعتى التحديات (..) وبفضلها ستظل بلادنا قادرة على أن تحقق غايات الشعب وطموحاته وأمانيه، إذ لا قيمة لليمن ولا قيمة لأي بلد كان بدون وحدته وتماسكه". وفي قطر، كتبت صحيفة (الراية) في افتتاحية بعنوان (لا لتفتيت اليمن) أنه من المهم أن يدرك الحوثيون أن إنقاذ اليمن من الفوضى الأمنية والسياسية ومنع انزلاق البلاد نحو الحرب الأهلية مسؤولية الجميع، ولذلك فإن محاولاتهم، بعد السيطرة على العاصمة، فرض الأمر الواقع عبر الزحف على مناطق أخرى غير مقبولة. وأكدت أن اعتراف الحوثيين بسيادة الدولة وتسليم جميع المرافق والمباني التي احتلوها أصبح أمرا ملحا لا ينتظر التسويف، مشيرة إلى أنه يتعين كذلك على الحراك الجنوبي وقف جميع الأنشطة الانفصالية والالتزام بالمبادرة الخليجية التي قادت إلى الحوار الوطني . وشددت (الراية) على أن ما تقوم به حاليا جماعة الحوثي بالشمال من احتلال للمدن والموانئ والمؤسسات أمر غير مقبول وساهم في إذكاء النعرة الانفصالية للحراك الجنوبي بجنوب اليمن الذي أصبح يطالب بالانفصال علنا في تحد واضح لإرادة الشعب اليمني المتمسك بالوحدة، معتبرة أن مثل هذه الممارسات من الطرفين تدل على أنهما لم يلتزما حتى الآن باتفاقية السلم والشراكة الوطنية، "ولذلك فإن هذه الممارسات هي المعوق الأساسي لمساعي تشكيل حكومة إنقاذ وطني تضم الجميع". أما صحيفة (الوطن) فخصصت افتتاحيتها لموضوع تنظيم قطر لمونديال 2022 وتجديد دول الخليج تضامنها معها، وقالت إن الموقف القوي الذي عبر عنه وزراء الإعلام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس، بتأكيد تضامنهم مع دولة قطر بشأن ما تتعرض له من حملات إعلامية مغرضة، تستهدف التشكيك في أحقيتها بتنظيم المونديال، هو موقف طبيعي يعبر عن قوة التضامن الخليجي. وأكدت أن هذا الموقف القوي من قبل وزراء الإعلام الخليجيين يعزز الرؤية التي تطرحها قطر في تصديها للحملات المغرضة والمشبوهة التي صدرت عن عدة أطراف سعت إلى تشويه عظمة الإنجاز القطري ونيل الدوحة لثقة (الفيفا) لتنظيم المونديال في عام 2022. وتناولت صحيفة (الشرق) الموضوع نفسه فقالت إن قطر فازت عن جدارة واستحقاق بشرف تنظيم هذا المونديال لأن ملفها كان مبهرا وجديرا بلفت الأنظار والتصويت لصالحه. واستطردت أن مسيرة دولة قطر نحو الإنجاز التاريخي ماضية، رغم ما تتعرض له من حملات مغرضة، تشكك في أحقيتها في التنظيم، ولذا ليس غريبا أن تعرب دول الخليج عن تضامنها مع الدوحةº لأن ما حققته هو إنجاز يسجل باسم دول الخليج،" ولا نتجاوز الحقيقة إن قلنا إنه إنجاز تفتخر به الأمة العربية بأسرها". وبالأردن، تطرقت صحيفة (الرأي) لموضوع أسعار المحروقات، حيث اعتبرت أن تراجع أسعار السولار أو البنزين تبعا لتراجع أسعار الخام "ليس بالضرورة"، فالأولى محكومة بعوامل منها العرض والطلب وكلفة التكرير، أما الثانية فتتأثر، بالإضافة إلى العرض والطلب، بعوامل سياسية واقتصادية وغيرها. وأضافت الصحيفة أن "الاستهلاك المفرط للبنزين للاستهلاك المجرد لا يواجه إلا بأسعار تتناسب معه"، لكن الأمر بالنسبة للخدمات مختلف، إذ أن كلفة المحروقات بالنسبة لقطاع نقل الركاب مثلا مرتفعة، لتخلص إلى أنه "بالرغم من كل شيء سيبقى التشكيك في آلية تسعير المشتقات النفطية سيد الموقف ما لم يتم تحرير السوق بالكامل". وكتبت صحيفة (الغد) أن الحديث عن الأحوال الاقتصادية، في غمرة الانشغال بالتطورات السياسية والأمنية، والحديث عن مآلات الحرب ضد تنظيم "داعش"، يفقد بريقه. وقالت "صحيح أن حالة عدم اليقين مسيطرة، لكن مسؤولية الحكومة تتمثل في التخفيف منها وتبديدها، ليتسنى جذب استثمارات بحجم كاف لتحقيق النمو المطلوب، وتوفير فرص عمل للشباب"، مؤكدة أن ثمة دورا ضروريا كبيرا على صعيد تسويق الأردن كوحدة منفصلة عن الإقليم، من حيث تميز المملكة بالاستقرار الأمني. وفي مقال بعنوان "رئيس وزراء مسيحي.. لم لا"، كتبت صحيفة (العرب اليوم) تقول "تحتاج المملكة الرابعة إلى قفزات حقيقية في تكريس القانون والدستور، والخروج على المألوف"، معتبرة أن هناك حاجة "إلى قرارات جريئة وحكيمة غير متوقعة"، تمكن من هو أكثر كفاءة من "اعتلاء سدة المناصب العليا في الدولة مسلما كان أم مسيحيا". وأضافت "وسوف نتفاءل أكثر إذا وصلت سيدات من صاحبات الكفاءة والخبرة والعطاء والسيرة الديمقراطية، ممارسة وعملا، إلى أعلى المناصب". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الدستور) أن ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي من أنه لا يسعى إلى إيجاد حل مع الفلسطينيين بل إلى إدارة الصراع بين الطرفين "ليس غريبا"، وانه "لم يقل شيئا جديدا". وأضافت الصحيفة أن موشيه يعالون "كان صريحا فقط"، في تعبيره عن المؤسسة العسكرية والدينية في إسرائيل، معتبرة أن "من يعيشون في الطوابق العليا في القرار العربي، يعرفون أن لا دولة فلسطينية واقعية على الأرض". وتطرقت صحيفة (السبيل) للشأن اليمني، فقالت إن الحوثيين اليوم ليسوا مستضعفين ولا ناقصي حقوق، "لكنهم أقوياء وسارقو حقوق الأغلبية ومتسلطون على السلطة في اليمن"، معتبرة أنهم يسيرون "على درب حزب الله الذي يرفع شعار ولاية الفقيه في لبنان، ليكونوا القوة ذات الكلمة العليا في البلد، إن لم يكن أبعد من ذلك". وأعرب كاتب مقال في الصحيفة بعنوان "كل يمن وأنتم بخير" عن اعتقاده بأن "من أراد الإصلاح، فيكون من خلال الوطن، وليس من خلال السعي إلى إلحاقه بدولة تطل على الخليج وما تزال تصر، بالرغم من تسمية نفسها الجمهورية الإسلامية، على تسميته بالفارسي". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) عن اعتماد السلطات المحلية، لمشروع إنشاء شبكة الإمارات لجودة الهواء تتكفل برصد معطيات بيئية موحدة على مستوى الدولة لتوفير احصائيات دقيقة حول جودة الهواء على مستوى البلاد. وأشارت إلى تأكيد سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على الأهمية التي توليها دولة الإمارات للمحافظة على البيئة، ومساهمتها في الجهود الدولية التي تهدف لتطبيق استراتيجية الاقتصاد الأخضر إلى جانب اعتماد استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء. وكتبت صحيفة (البيان) في افتتاحية بعنوان "دولة فلسطين.. اعتراف يتسع"، أن الأوروبيين بدأوا يدركون أخيرا حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة في حدود معترف بها دوليا، وتيقنوا أن الطريق إلى هذه الدولة ليس الحوار وطاولة المفاوضات غير المتوازنة، التي تحركها إسرائيل متى وكيف شاءت. وأبرزت أنه بالرغم من الترحيب العربي والإسلامي الكبيرين الذين قابلا الاعتراف البريطاني بدولة فلسطين، لكن "ينبغي أن تخرج الأمور من طور الآمال والأماني إلى مرحلة العمل الدبلوماسي مع كل دول العالم وبرلماناتها، من قبل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بما تملكان من نفوذ، لتضييق الخناق على الاحتلال الإسرائيلي وإجباره على مشروع تسوية يعلن ميلاد الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشريف". واعتبرت صحيفة (الخليج) في افتتاحية بعنوان "بريطانيا والدولة الفلسطينية"، أن تصويت مجلس العموم البريطاني بأكثرية ساحقة إلى جانب قرار يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حتى وإن كان القرار ليس ملزما للحكومة البريطانية، إلا أنه يوجه رسالة قوية مفادها أن هناك ما يشبه الإجماع بين ممثلي الشعب البريطاني على ضرورة الإقدام على هذه الخطوة، وخروج الحكومة البريطانية من تحت تأثير اللوبي الصهيوني والتبعية للولايات المتحدة. وفي افتتاحية بعنوان "أي سلام تريد إسرائيل¿"، أبرزت صحيفة (الوطن) أن اسرائيل تدرك قبل أي جهة أخرى أن السلام هو الوحيد الذي يضمن بقاءها، موضحة أن هذه الأخير تريد سلاما مشروطا بشروطها ومرهونا بقراراتها وأمنها ويهوديتها وزعامتها في المنطقة، وهذا ما يخل بكل المبادرات والمناشدات والمشروعات التي قدمها العالم من أجل التوصل إلى سلام. وفي لبنان، كتبت صحيفة (الجمهورية) أن "دقة الوضع اللبناني المرتبط بعوامل داخلية وأخرى خارجية، فضلا عن الأزمات المتفجرة في المنطقة، تجعل أي اتفاق أو خلاف سعودي إيراني ينعكس ارتياحا أو قلقا في لبنان". وأوضحت أن "هذا الأمر طبيعي وبديهي، لأن عوامل الاطمئنان والاستقرار خارجية أكثر منها داخلية، وتتوقف على تقاطع القوى الإقليمية على تحييد لبنان، باعتبار أن تصادمها لابد أن ينعكس صداما في بيروت". واعتبرت الصحيفة أن "هذه المعادلة القديمة - الجديدة ما زالت تشكل مصدر قلق لدى اللبنانيين التواقين الى تحييد لبنان عن صراعات المحاور، أو الوصول إلى تسوية إقليمية - إقليمية برعاية دولية تدخل المنطقة برمتها في مرحلة من الاستقرار والازدهار". وفي ذات السياق، أشارت صحيفة (الشرق) الى أن "الخلاف الإيراني السعودي يطفو على السطح مجددا، بعدما كانت لاحت في الأفق منذ أمد ليس ببعيد بشائر تقارب بإمكانه أن ينعكس على منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي برمته، خصوصا في ظل تأجيج الصراع المذهبي السني الشيعي". وأوضحت أن "هذا التوتر سيتأثر في الساحة اللبنانية مع ما يكتنفها من تجاذبات وسجالات وخطابات تحريضية من شأنها أن تساهم في تأجيج الصراع المذهبي، الذي هو في الأصل، +نار تحت الرماد+ مع استمرار (حزب الله) في القتال الى جانب النظام السوري، إضافة الى التأخير في انجاز الاستحقاق الرئاسي الذي كان يراهن لإنجازه على التقارب السعودي الإيراني". أما صحيفة (السفير) فقاربت الموضوع من زاوية أخرى، إذ أبرزت أن "الوساطة القطرية" في ملف العسكريين المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية، "لا يمكن أن تثمر سريعا، لأسباب تتعلق بطبيعة المجموعات الخاطفة، والجهات التي ترعاها خارجيا، وأين تكمن مصلحتها في توفير مخارج لقضية يمكن أن +تستثمرها+ جهات أخرى هي في خضم اشتباك إقليمي معلن معها". وخلصت صحيفة (النهار) من جانبها الى أنه و"وسط تداخل الهواجس الأمنية والأزمات الداخلية مما يجعل المشهد اللبناني تحت وطأة غموض شديد، برزت أمس مجددا تحذيرات دولية من تطورات المواجهة مع الإرهاب على لبنان وحض على المضي في تسليح الجيش". وقالت إن " آخر هذه التحذيرات" جاءت على لسان الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لتنفيذ القرار 1559 تيري رود - لارسن الذي أبرز "الخطورة البالغة" التي يواجهها لبنان حاليا بسبب ما تضمره (داعش) و(جبهة النصرة) وغيرهما من الخلايا الإرهابية النائمة تحديدا ل(حزب الله)".