اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، بحادث الانفجار المزدوج الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت، والقمة العربية الإفريقية الثالثة المنعقدة في الكويت، إضافة إلى ملف القضية الفلسطينية. فتحت عنوان "الانفجارات تهز مدنا عربية"، كتبت صحيفة (الأهرام) المصرية أنه مع استمرار الأوضاع الأمنية المتدهورة في أكثر من بلد عربي، شهدت عدة مدن عربية سلسلة من الانفجارات والهجمات أمس، كان أكثرها دموية الانفجار المزدوج الذي وقع قرب السفارة الإيرانية في بيروت، وأسفر عن مقتل 23 شخصا، وإصابة 146 آخرين، كما شهدت دمشق وبغداد ومقديشيو تفجيرات وهجمات مماثلة. أما جريدة (الأخبار) فكتبت تحت عنوان "التصدي للإرهاب يتصدر القمة" أن"إعلان الكويت"، الذي سيصدر في ختام القمة العربية الإفريقية الثالثة، لن يختلف عن مشروع الإعلان، حيث أكد القادة على ضرورة التصدي بحزم للنزاعات والعنف في المنطقتين العربية والإفريقية، وضرورة اتخاذ موقف حازم ضد الإرهاب بجميع أشكاله ومكافحة الجريمة المنظمة. وفي لبنان، تمحور اهتمام الصحف حول الحادث الإرهابي الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت، والذي خلف نحو 24 قتيلا وأزيد من 146 جريحا، حيث كتبت (النهار) أنه على الرغم من "أن الحصيلة الدامية للتفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا أمس السفارة الإيرانية في منطقة بئر حسن بالجناح لم تكن الأكبر قياسا بالتفجيرات الإرهابية السابقة في الضاحية الجنوبية وطرابلس قبل أشهر، فإن هذا التطور الإرهابي الجديد شكل نقلة بالغة الخطورة... من شأنها أن تستبيح لبنان لصراع إقليمي مفتوح على التطورات الميدانية في سورية والصراعات الإقليمية الأوسع". وعلقت (السفير) أن صباح بيروت، بالأمس، "لم يكن طبيعيا، بل كان صباحا مخضبا بدماء 170 ضحية من الأبرياء. فيهم الرجال والنساء والأطفال. وفيهم عابرو السبيل سعيا إلى الرزق، ذنبهم الوحيد، أنهم يعبرون شرايين مدينتهم، يوميا... واعتبارا من صباح أمس، يمكن القول إن لبنان لم يعد ساحة احتياط، بل صار جزءا من اشتباك إقليمي وربما يتحول إلى اشتباك دولي". واعتبرت يومية (الأخبار) أن"قواعد اللعبة تبدلتº دخل "الاستشهاديون"على خط المعركة. وبÜ"الأسلوب العراقي" نفسه، استهدف مبنى السفارة الإيرانية بتفجيرين.الأول تمهيدي لفتح الطريق أمام الثاني.هكذا أعلن "حملة الأحزمة الناسفة" بدء مرحلة جديدة من المواجهة على الأراضي اللبنانية. بكبسة زر، حولوا لبنان من "أرض نصرة" إلى "أرض جهاد". نفذوا التهديدات السابقة، محملين المسؤولية لحزب الله بسبب مشاركته في القتال داخل الأراضي السورية". وفي الإمارات العربية المتحدة، ربطت الصحف الانفجارين اللذين وقعا في بيروت بإحدى مغامرات حزب الله، فكتبت صحيفة (البيان) تحت عنوان "فاتورة الفتنة الطائفية" أنه في ضوء قناعة مطلقة برفض سياسات العنف والعنف المضاد، يمكن استيعاب الانفجارين المزدوجين في بيروت على أنهما بمثابة رسالتين مزدوجتين إلى طهران وحزبها في لبنان. واعتبرت أنه بغض النظر عن الجهة المنفذة للانفجارين، فإنه لا يمكن قراءة حدوثهما وتوقيتهما خارج مسلسل سياسات التدخل الخارجي في شؤون البلدان العربية، و"إلهاب الخلافات بصب الزيت عليها وضخ وسائط العنف المتباينة فيها، " كما لا يمكن فهم الانفجارين بمعزل عن ممارسات إذكاء الفتنة الطائفية في المنطقة". وسجلت اليومية أن مسلسل الانفجارات المتكررة في الضاحية الجنوبية، "يمثل إحدى النتائج الحتمية لمغامرة حزب الله في سورية، مثلما ينطوي المسلسل في أحد تجلياته على تداعيات استقواء الحزب بسلاحه في المشهد السياسي اللبناني". أما صحيفة (الخليج) فكتبت تحت عنوان "شروط المصالحة" أن دعوة "إخوان" مصر للحوار جاءت متأخرة، بعد أن تعمدوا طوال أكثر من خمسة أشهر قطع كل حبال التواصل مع الثورة والدولة والمجتمع والأحزاب، ومارسوا كل أشكال العنف والإرهاب، وأنكروا ما جنت أياديهم من خراب وتخريب على مدى سنة من توليهم السلطة، حيث أدخلوا مصر في صراعات، وعملوا على تمزيق وحدة المجتمع، وجعلوا من أفكارهم ومعتقداتهم المتطرفة نهجا للحكم، وأخرجوا مصر من سياقها التاريخي والحضاري وعمقها العربي. ومن جانبها، سلطت الصحف العربية الصادرة من لندن الضوء كذلك على التفجير الذي استهدف أمس السفارة الإيرانية في بيروت،حيث كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) أن تنظيم القاعدة، وجه أمس، رسالة دموية إلى إيران وحزب الله اللبناني لسحب مقاتليهم من سورية عبر تفجيرين انتحاريين مزدوجين استهدفا السفارة الإيرانية في الضاحية الجنوبيةلبيروت. وأبرزت صحيفة (الحياة) أن الحادث أثار غضبا وقلقا في لبنان والعالم، مشيرة إلى استنكار العديد من قادة الدول والأمين العام للأمم المتحدة بشدة للتفجيرين الإرهابيين، مؤكدين على دعم أمن لبنان واستقراره، فيما أسرع المسؤولون اللبنانيون إلى إدانة التفجيرين، داعين إلى التمسك بالوعي والحوار وتحييد لبنان عن أحداث سورية. وكتبت صحيفة (القدس العربي) أن تنفيذ انتحاريين عمليتين لأول مرة في لبنان، بعد أيام على المواقف التصعيدية التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أثار المخاوف الجدية مجددا من تحول لبنان إلى "ساحة جهاد" جديدة لتنظيمات إسلامية متشددة على وقع اشتداد الصراع الدموي في سورية. ونقلت الصحيفة عن خبراء بالجماعات والتنظيمات الإسلامية الجهادية، قولهم إن العملية قد تنبئ بتحول لبنان إلى ساحة جهادية جديدة لتنظيم القاعدة. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (العرب) أن التفجير أعاد إلى الأذهان عمليات أخرى كانت إيران أو أتباعها في لبنان وراء تنفيذها، مؤكدة على أن هذا العمل الإرهابي يعتبر دليلا جديدا على أن لبنان صار جزءا لا يتجزøأ من الحرب الدائرة في سورية والتي باتت إيران طرفا مباشرا فيها بعدما قررت الذهاب إلى النهاية في دعم النظام العلوي الذي يقف على رأسه الأسد. ومن جهتها لاحظت صحيفة (الزمان) أن الهجوم يعد الأول من نوعه الذي يستهدف إيران منذ بداية النزاع في سورية، مشيرة إلى أن طهران أرسلت خبراء عسكريين، وشجعت حزب الله اللبناني ومقاتلين ينتمون إلى مليشيات قدموا من العراق للقتال إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد. وأضافت أن المهاجمين أرادوا تطبيق خطة مشابهة للتفجير الذي نفذته أحزاب موالية لإيران ضد السفارة العراقية في بيروت نهاية 1981 . وفي قطر، انصبت اهتمامات الصحف على القمة العربية- الإفريقية التي انطلقت أعمالها في الكويت أمس تحت شعار "شركاء في التنمية والاستثمار"، وأجمعت على أن هذه القمة تشكل فرصة حقيقية لإيجاد إطار سياسي واقتصادي مؤثر ضمن تكتلات العالم الجديد. وترى صحيفة (الشرق) "وجود آفاق واعدة ومجالات رحبة للتعاون العربي-الافريقي والارتقاء بهذا التعاون إلى المستوى اللائق بوزن وثقل الكتلتين العربية والإفريقية، إقليميا ودوليا"، مستشهدة في هذا السياق بتأكيد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية،عبداللطيف الزياني، "دعم مجلس التعاون لكل الجهود المخلصة التي تسعى إلى توثيق وتعزيز التعاون والعلاقات المشتركة بين الدول العربية والإفريقية". ولاحظت الصحيفة أن البعد السياسي لهذه القمة رغم طابعها الاقتصادي "حاضر وبقوة، وكان من أبرز نتائجه انعقاد لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية امس برئاسة قطر، وبمشاركة الدول الأعضاء فيهاº والتي حمøلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن الأزمة العميقة التي وصلت إليها المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، نتيجة تكثيف الاستيطان خلال الأشهر الماضية واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية خاصة الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى". ومن جهتها، أعربت صحيفة (الوطن) عن أملها في أن تؤسس هذه القمة "لعلاقات وثيقة بين حكومات وشعوب كلتا المنطقتين، من خلال المشاريع والمشاورات وتبادل الزيارات على أعلى المستويات"، مؤكدة على أن تعزيز العلاقات بين البلدان الإفريقية والعربية، "سوف يترك الكثير من الآثار الطيبة والإيجابية في عالم متغير يحتاج إلى تبادل الخبرات والمعارف والاستثمارات". وفي الأردن، اهتمت الصحف بمطالب بنيامين نتنياهو بالاعتراف بإسرائيل كدولة لليهود، وبخلفيات الزيارة التي قام بها مؤخرا الرئيس الفرنسي إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. ففي مقال بعنوان "مطالب نتنياهو"، تساءلت صحيفة (الرأي)، لماذا يصر نتنياهو وائتلاف القوى الدينية المسيطرة على تسمية إسرائيل بدولة اليهود¿ والجواب لا علاقة له بأوضاع الفلسطينيين، وإنما هي التحولات داخل الجسم الصهيوني، ونتنياهو يريد أن يسمي إسرائيل ارض اليهود، وهي تسمية عنصرية". وكتبت أن ما يجري "لعبة يتابعها العالم دون اهتمام، (...) هي لعبة تثير الضحك والاستهزاء، فلم يبق أمام إسرائيل مهرب من استحقاق السلام سوى قصة اعتراف الرئيس عباس .. وفي الكنيست، بالدولة التي تبحث عن اعتراف بيهوديتها". وبخصوص زيارة الرئيس الفرنسي إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، اعتبرت صحيفة (الدستور)، أن الهدف منها تمثل في "ضمان استمرار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، بعد استقالة الطاقم الفلسطيني المفاوض، عريقات وأشتية، احتجاجا على استمرار الاستيطان وعدم تحقيق تقدم في المفاوضات، بإصرار إسرائيل على موقفها". كما اعتبرت أن هذه الزيارة هدفت أيضا إلى "تمكين العدو من تنفيذ خططه ومخططاته التوسعية بالضغط على الفلسطينيين للاستمرار في المفاوضات، ما يعطيه الوقت الكافي لتهويد القدس والأقصى، وإحكام السيطرة على الوضع الفلسطيني من خلال سياسة فرض الأمر الواقع" وفي اليمن، واصلت الصحف اهتمامها بأنشطة الرئيس عبد ربه منصور هادي في الكويت، ومجريات الحوار الوطني والأوضاع المتفجرة في محافظة صعدة. وفي هذا الصدد، أوردت صحيفة (الثورة) كلمة الرئيس هادي في القمة العربية-الافريقية المنعقدة بالكويت، حيث دعا إلى التركيز على الاستثمار في البنية التحتية والتجارة البينية وبناء المؤسسات المشتركة والقضاء على القرصنة والإرهاب، مشيرة إلى التقائه على هامش القمة بكل من العاهل الأردني وأمير قطر والرئيس المصري ووزير الخارجية السعودي. أما صحيفة (اخبار اليوم) فأشارت إلى عودة حزب المؤتمر إلى لجنة الÜ 16 بعد تطمينات رئاسية بعدم المساس بوحدة البلاد، كما أشارت إلى بيان للقيادي الجنوبي دعا فيه الرئيس هادي إلى منع تصدع الحراك الجنوبي، وأعرب عن رفضه لترحيل قضايا الحوار. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (اليمن اليوم) قول مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص باليمن جمال بنعمر، في تصريحات صحافية ، إن "الصراع في دماج يهدف إلى تعطيل الحوار"، مشيرة إلى هجوم الحوثيين على مسجد دار الحديث بقذائف الهاون. وحول الموضوع نفسه أفادت (أخبار اليوم) بأن "500 مقاتل من العوالق انضموا إلى صفوف نصرة دماج"، وبأن الحوثي منع لجنة برلمانية من دخول المنطقة، مشيرة إلى مقتل شخصين وتدمير 3 منازل بدماج، ومقتل عشرات الحوثيين بينهم القيادي جرمان في معارك كتاف. وفي السودان، انصب اهتمام الصحف، بشكل خاص، على القمة العربية الإفريقية الثالثة بالكويت، وبالوضع الأمني لبعض المناطق حيث تنشط بعض الحركات المتمردة . وهكذا قالت صحيفة (الصحافة) إن القمة العربية الإفريقية عرفت مشاركة عدد من رؤساء دول وحكومات عربية وافريقية، من بينهم الرئيس السوداني عمرحسن البشير، مبرزة أن من شأن هذه القمة، التي يحضرها ممثلون عن منظمات عربية وإقليمية ودولية، أن تشكل بداية حقيقية لبناء شراكة إستراتيجية واقتصادية بين العرب والأفارقة. ومن جهتها، ذكرت صحيفة (التغيير) أن تطبيق القرارات، الصادرة عن القمة العربية الإفريقية الثانية التي عقدت بليبيا، الرامية إلى زيادة الاستثمار والمشاريع التجارية والاقتصادية، كان بطيئا بسبب الاضطرابات التي أعقبت "الربيع العربي" في 2011 ، معربة عن اعتقادها أن القمة الحالية ستوافق على آليات مالية إفريقية عربية لتنفيذ وتشجيع الاستثمارات. أما صحيفة (الخرطوم)، فقد أفادت بأن الرئيس عمر البشير أكد في خطاب له أمام المشاركين في هذه القمة أن السودان وجنوب السودان على استعداد لاستقبال الاستثمارات العربية والإفريقية، مشددا على ضرورة التنسيق والعمل المشترك بين الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي في المحافل الإقليمية والدولية. وعلى صعيد آخر، تحدثت صحيفة (الانتباهة) عن قيام قوات تابعة للحركة الشعبية المتمردة، قطاع الشمال بإطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا على مدينة كادوقلي (عاصمة ولاية جنوب كردفان)، مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وجرح خمسة آخرين، مشيرة إلى أن القصف استهدف المدنيين ولم يستهدف أي موقع عسكري، بينما قالت (السوداني) إن صاروخين سقطا على مدرسة للتعليم الأساسي وإن الصاروخ الثالث أصاب أحد المنازل. وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة (الأهرام اليوم) عن رئيس بعثة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور (اليوناميد) أن العام الحالي يعد الأصعب بالنسبة لأهل دارفور بالنظر لسوء الأحوال الأمنية الناتجة عن النزاعات القبلية بين المكونات السكانية، إضافة إلى المواجهات التي حدثت بين الحكومة والحركات المتمردة.