لَقِي 22 شخصا على الأقل حتفهم وجُرح نحو 150 آخرين صباح اليوم، الثلاثاء 19 نونبر، في تفجيرين وقعا بالقرب من السفارة الإيرانيةجنوببيروت، وفق ما أعلن عنه وزير الصحة اللبناني، علي حسن خليل. ووقع الانفجار قبيل الساعة الثامنة صباحا بتوقيت غرينيتش في منطقة بير حسن السكنية جنوببيروت معقل حزب الله الشيعي. وأكد مسؤول أمني كبير "وقوع انفجارين الأول في دراجة نارية والثاني بعد لحظات في سيارة على بعد 30 مترا تقريبا من الانفجار الأول"، مضيفا "لا يمكننا القول ما إذا كان هجوما انتحاريا أو تفجيرين عن بعد". وقال وزير الصحة اللبناني إن حصيلة ضحايا التفجيرين بلغت حتى الآن 22 قتيلا و146 جريحا على الأقل، موضحا أنها حصيلة ليست نهائية ويمكن أن ترتفع. وصرح السفير الإيراني في بيروت، غضنفر ركن أبادي، بكون التفجيرين لم يؤديا إلى ضحايا في طاقم البعثة الذي كان داخل المبنى، حسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء الإيرانية مهر. وقال إن "كل الزملاء داخل السفارة في صحة جيدة". من جهته، صرح مصدر حكومي لبناني لوكالة فرانس برس بأن المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية في بيروت، إبراهيم الأنصاري قتل في الانفجار. لكن إيران لم تؤكد رسميا مقتله. وقال المصدر الحكومي إن المستشار الثقافي كان بصدد دخول السفارة وقت وقوع التفجيرين وتوفي في مستشفى في بيروت متأثرا بجروح أصيب بها. وأظهرت لقطات بثتها قنوات تلفزية سيارات مشتعلة وجثث متفحمة وألسنة لهب في مبنى. ويحاول رجال الشرطة إطفاء الحرائق بينما يبدو الدمار واضحا في المنطقة. وقال أحد سكان الحي لفرانس برس إنه سمع دوي انفجارين، الأول قوي تلاه انفجار آخر أقل شدة قبل أن يتصاعد عمود من الدخان في المنطقة. وهو ثالث انفجار يقع في هذه المنطقة التي تعد معقلا لحزب الله المتحالف مع النظام السوري وترعاه طهران خصوصا. وأدان نظام بشار الأسد بشدة هذا العمل واصفا إياه ب "العمل الإرهابي"، ومشيرة إلى أن "رائحة البترودولار تفوح من كل الأعمال الإرهابية التي ضربت في سوريا ولبنان والعراق". ويأتي الهجومان بعد أيام على ظهور نادر لأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، الذي اعتاد بعد "حرب تموز 2006" أن يخاطب مناصريه عبر الشاشة. وفي أول رد فعل لها على الحادث، وجهت إيران أصبع الاتهام إلى "إسرائيل"، محملة إياها المسؤولية. واتهمت وزارة الخارجية الإيرانية "إسرائيل" بالوقوف وراء التفجيرين، حيث نقلت فرانس برس عن المتحدثة عن الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، قولها "إن التفجيرين جريمة نكراء تبين حقد الصهاينة وعملائهم". هذا في الوقت التي تتحدث فيه مصادر إعلامية عن تبني تنظيم القاعدة لهذا الهجوم الذي يبدو أنه يستهدف الإيرانية على وجه الخصوص في انتظار أن تتكشف معطيات جديدة.