صوت الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) أول أمس الأربعاء، على مشروع قانون يقضي بإجراء استفتاء شعبي حول أي قرار حكومي بالتنازل مستقبلا عن القدس أو الجولان، وهي خطوة وصفت بأنها تضع عراقيل خطيرة في مسيرة السلام المتوقفة أصلا مع الفلسطينيين والسوريين.ووافق على المشروع، الذي أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تأييده، 68 نائبا من أصل 120 هم عدد أعضاء الكنيست. ولكي يصبح هذا المشروع قانونا، ينبغي الموافقة عليه في اقتراعين آخرين، وهو ما قد يستمر بعض الوقت. وكان الكنيست قد أقر في قراءة تمهيدية مشروع القانون الذي قدمته مجموعة من النواب من كتل مختلفة في يوليوز الماضي. ويمكن لهذا الإجراء أن يعرقل أي انسحاب من مرتفعات الجولان السورية أو من القدسالشرقية التي يعمل الفلسطينيون جادين لجعلها عاصمة دولتهم المستقبلية. وضمت إسرائيل الجولان والقدسالشرقية بعد احتلالهما في حرب عام 1967 ولم يجر الاعتراف بهذا الإجراء دوليا. ورغم أن هذا المشروع لا ينطبق نظريا على الضفة الغربيةالمحتلة، فإن عشرات المستوطنات اليهودية تمثل عائقا عمليا دون إمكان قيام دولة فلسطينية حقيقية هناك. ووقعت إسرائيل حتى الآن معاهدتي سلام مع كل من مصر في عام 1979 ومع الأردن في عام 1994 انسحبت بموجبهما من أراض محتلة، دون إجراء أي استفتاء شعبي. وأعلن وزير الدفاع، إيهود باراك، معارضته المطلقة للقانون في اجتماع وزراء حزب العمل الذي يرأسه مطلع الأسبوع الحالي. وفي أول رد فعل فلسطيني، وصف رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض مشروع القانون بأنه معارض للقوانين والشرعية الدولية ولعملية السلام. من جهة أخرى، زعم نائب وزير الخارجية الإسرائيلية، دانيال أيالون، أن القوات الأمنية التركية أحبطت عملية كان حزب الله اللبناني يعتزم تنفيذها في تركيا ضد أهداف إسرائيلية، انتقاماً لمقتل قائده العسكري، عماد مغنية، الذي اغتيل بانفجار استهدف سيارته خلال وجوده بالعاصمة السورية دمشق. وأضاف أيالون أنه شكر السلطات التركية على "جهودها الناجحة وتعاونها" في هذا الصدد، دون أن يحدد طبيعة الهدف الإسرائيلي الذي كان عرضة للهجوم. ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن تركيا كانت قد أصدرت قبل شهر تحذيرات إلى كبار قادة أجهزتها الأمنية بالعمل على إفشال خطط يعتزم حزب الله تنفيذها ضد أهداف ومصالح أميركية وإسرائيلية على أراضيها. وأضافت الصحيفة أن مجموعة من التقارير الأمنية التركية تشير إلى أن الحزب نجح في بناء شبكة من العملاء الإيرانيين الذين ينشطون في تركيا، وتحديداً في مدينة إسطنبول، متخفين كسياح، وذلك بالتنسيق مع الاستخبارات الإيرانية. وبحسب الجهات الإسرائيلية، فإن هذه العملية هي المحاولة الثالثة من قبل حزب الله لضرب أهداف إسرائيلية حول العالم انتقاماً لمقتل مغنية الذي يحمّل الحزب تل أبيب مسؤولية مقتله في 14 فبراير 2008. وتضيف تلك الجهات أن أذربيجان أحبطت مطلع العام الجاري محاولة من الحزب لتفجير السفارة الإسرائيلية على أراضيها وقامت باعتقال المشتبه بهم، في حين ألقت السلطات المصرية القبض على ما يعرف ب"شبكة حزب الله" خلال الأشهر الماضية، بعد اتهام أعضائها بمراقبة ورصد السياح الإسرائيليين. وخلال نوفمبر الماضي، قام روبرت مولر، رئيس مكتب التحقيق الفيدرالي الأميركي، بزيارة أنقرة، طالباً من الجهات الأمنية فيها المساعدة على كشف "النشاطات الإرهابية التي تعبر الأراضي التركية" بالاعتماد على قاعدة البيانات المحلية المتوفرة. يشار إلى أن إسرائيل كانت قد صعّدت حملتها على حزب الله ولبنان قبل أيام، حيث هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاثنين بتحميل الحكومة اللبنانية إلى جانب الحزب مسؤولية أي هجوم تتعرض له بلاده. واعتبر أن حجم التشابك بين الطرفين بات كبيراً إلى درجة يمكن معها اعتبار أن الحزب "حل محل الجيش اللبناني الحقيقي،" وذلك بعد بيان تأسيس الحكومة اللبنانية الذي شرّع عمله. ولفت نتنياهو، الذي كان يتحدث أمام لجنة الشؤون الخارجية والأمنية في الكنيست الاثنين، إلى أن لبنان كان يعتبر قوة عسكرية ثانوية، ولكن هذا الوضع تغيّر في ظل وجود حزب الله الذي يسعى إلى تعزيز قدراته وتسليح نفسه على غرار الجيوش النظامية.