ذكرت الإذاعتان الإسرائيليتان العامة والعسكرية ، ان مفاوضين إسرائيليين وسوريين عقدوا، أمس الثلاثاء في تركيا ، جولة ثالثة من المفاوضات غير المباشرة. وأشارت وكالة فرانس بريس, في هذا السياق الى أن مارك ريغيف ، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ، رفض تأكيد استئناف المحادثات,مكتفيا بقوله ""لا ندلي بتعليقات على هذا الملف"". وقالت الاذاعتان أن اثنين من مستشاري رئيس الوزراء ، ايهود اولمرت ، شالوم ترجمان ، ويورام توربوفيتز، توجها بالفعل الى تركيا. ويواصل الدبلوماسيون الأتراك لعب دور الوسطاء بين الوفدين السوري والإسرائيلي اللذين كانا في غرفتين منفصلتين. وتأتي هذه الجولة من المفاوضات غداة تبني البرلمان الإسرائيلي في قراءة أولى مشروع قانون يفرض إجراء استفتاء أو الحصول على اكثرية الثلثين في الكنيست ،لإقرار التخلي عن أي أراض ضمتها إسرائيل أي هضبة الجولان السورية والقدس الشرقية. وتم تبني النص بأصوات65 نائبا مقابل18 , لكن ينبغي أن يخضع لقراءة ثانية وثالثة قبل أن يدخل حيز التنفيذ. وقال معلقون أن هذا النص يهدف الى جعل أي انسحاب من الجولان صعبا للغاية. وتطالب دمشق باستعادة مرتفعات الجولان كاملة ,بعد أن احتلتها اسرائيل عام، 1967 ثم ضمتها عام1981 بموجب قانون أقره الكنيست. ويعيش نحو20000 إسرائيلي في الجولان الى جانب18 ألف درزي احتفظوا بهويتهم السورية. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي ، ايهود أولمرت، في ماي الماضي، أن اسرائيل ""مستعدة للذهاب بعيدا في التنازلات التي ستكون مؤلمة بلا اي شك"", في اشارة الى احتمال الانسحاب من الجولان, الذي أدانته المعارضة اليمينية وبعض من الأكثرية. وكان وزير الخارجية السوري ، وليد المعلم ، صرح ، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية النروجي ، يوناس غارستور، ان ""المحادثات الراهنة غير المباشرة بين سوريا واسرائيل في تركيا هي عملية تحضيرية لوضع اسس وعناصر صالحة لانطلاق محادثات مباشرة"". واضاف ""كأي عملية تفاوضية ، هناك صعود وهبوط فيها ، لكن الاهم ان يبقى الطرفان منخرطين في هذه المحادثات الى حين التوصل الى هذه القاعدة"". واكد وزير الخارجية السوري ""توجد فرصة لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة ، نأمل الا يضيعها الاسرائيليون في خلافاتهم الحزبية"". واضاف ""اعتقد لو ان اسرائيل استجابت لقراري مجلس الامن242 و338 ، لجنبت المنطقة الكثير من الاضطرابات التي تشهدها اليوم"". وفيما يتعلق بالمسار الفلسطيني ، أكد الرئيس الفلسطيني ، محمود عباس، أن عقبات كثيرة تواجه المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي, وأن الهوة لا تزال واسعة في مواقف الجانبين. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن عباس قوله, في خطاب ألقاه أمام المؤتمر ال23 للاشتراكية الدولية المنعقد بأثينا, إن التغلب على هذه الهوة لن يكون ممكنا إلا إذا اتخذت الحكومة الإسرائيلية مواقف وإجراءات حازمة تؤكد رغبتها الجدية في حماية هذه الفرصة التي يصعب تكرارها لتحقيق السلام، مشيرا إلى أن هذه الفرصة لا يمكن أن تكون مفتوحة إلى ما لا نهاية. وأضاف محمود عباس أن السلطة الوطنية الفلسطينية أكدت استعدادها لتحقيق سلام تعاقدي وفق خطة «خريطة الطريق»، ومبادرة السلام العربية ، ورؤية الدولتين التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جورج بوش, وبذلت كل ما في وسعها لتوفير أجواء ملائمة لعملية السلام. وقال الرئيس الفلسطيني بهذا الخصوص ""أمامنا طريق طويل يحتاج السير فيه للوصول للنجاح, إلى دعم دولي متزايد وواسع ، وخاصة من جانب الاتحاد الأوروبي, إضافة إلى جهود اللجنة الرباعية الدولية والمجتمع الإنساني عامة"". وأعرب عباس عن أمله مجددا في الوصول إلى اتفاق حقيقي يؤسس لإنهاء الاحتلال ، وللوصول إلى عهد جديد من السلام بين فلسطين وإسرائيل قبل نهاية هذا العام, مؤكدا أن ""السلام والأمن هو حاجة لنا مثلما هو حاجة لإسرائيل, وأن الأمن لا تجلبه القوة العسكرية وحدها ، بل تحققه المصالحة التاريخية والحدود المفتوحة والتسويات العادلة للنزاعات وفق قواعد القانون الدولي والإنساني"". وجدّد الرئيس الفلسطيني الدعم الكامل لمسيرة السلام بين سورية وإسرائيل لإنهاء احتلال الجولان العربي السوري, معتبرا أن ""كل تقدم على المسار بمثابة دعم لمسارنا ولعملية السلام بيننا وبين إسرائيل"", كما أكد أهمية إيجاد حل ينهي احتلال مزارع شبعا من خلال دور الأممالمتحدة.