في ظل المطالبة بالتوجه لمجلس الامن الدولي لعقد جلسة طارئة للرد على قرار حكومة بنيامين نتنياهو المصادقة على بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس شهدت الساحة السياسية الفلسطينية الاربعاء حالة من الاجماع حول اعتبار ذلك القرار صفعة في وجه ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما وفي وجه نائبه جون بايدن الذي يزور المنطقة عقب موافقة وزراء خارجية لجنة المتابعة العربية للسلام الاسبوع الماضي على العودة الفلسطينية للمفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل وفق الاقتراح الامريكي بذلك الخصوص. وفي ذلك الاتجاه اعلن امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه الاربعاء ان دولا عربية ابلغت الادارة الامريكية مساء الليلة قبل الماضية بعد الاعلان عن القرار الاسرائيلي ببناء 1600 وحدة سكنية ان قرار لجنة المتابعة العربية بشأن المفاوضات غير المباشرة لم يعد قائما. واعتبر عبدربه في تصريح لاذاعة 'صوت فلسطين' الرسمية ان القرار الاسرائيلي الاخير يعني رفض انطلاق العملية السياسية والمفاوضات مع الفلسطينيين، واصفا الحكومة الاسرائيلية بانها 'عصابة من العنصريين المتطرفين الذين لا يقيمون وزنا لاي قرارات او قوانين دولية او اتفاقيات سياسية'. واتهم عبد ربه اسرائيل بالعمل على تعطيل الموقف العربي الاخير الذي اتخذ بالقاهرة بدعم الموقف الفلسطيني الخاص بالعودة للمفاوضات غير المباشرة لافتا الى ان القرار الاسرائيلي اعلان واضح بان الحضور الامريكي رفيع المستوى في المنطقة المتمثل في جو بايدن لا يمنعهم من سياسة الاستيطان. وكانت مصادر فلسطينية قالت الاربعاء ان وزراء خارجية عرب اجروا الليلة قبل الماضية اتصالات عاجلة مع مسؤولين امريكيين بشأن القرار الاسرائيلي باقامة 1600 وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدس. ووافقت لجنة المتابعة العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية قبل ايام على مقترحات امريكية لاجراء مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل في مسعى لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة بين الجانبين منذ 15 شهرا. وكان عباس طالب اعضاء لجنة متابعة مبادرة السلام العربية باتخاذ مواقف وخطوات تتناسب مع قرار الحكومة الاسرائيلية بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس بعد قرارها قبل ايام بناء 112 وحدة استيطانية جديدة غرب بيت لحم. ومن جهته قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة الاربعاء ان قرار وزارة الداخلية الاسرائيلية باقامة 1600 وحدة استيطانية في القدس العربية، خطير، وسيؤدي الى تعطيل المفاوضات والحكم بفشل الجهود الامريكية قبل ان تبدأ. واضاف في تصريح صحافي، انه اصبح من الواضح ان الحكومة الاسرائيلية لا تريد مفاوضات، ولا تريد سلاما. من جهته قال اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة ان قرار لجنة المبادرة العربية بالموافقة على استئناف المفاوضات مع اسرائيل شجع الاخيرة على المضي في تصعيد حملاتها الاستيطانية. وقال هنية، للصحافيين في مدينة غزة، ان قرار لجنة المبادرة العربية والسلطة الفلسطينية باستئناف اي شكل من المفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية 'خاطئ' وقد شجع الاسرائيليين على توسيع الاستيطان في مدينة القدس والضفة الغربية. ودعا هنية العرب والفلسطينيين الى الاستفادة من التجربة وعدم 'الهرولة التفاوضية' مع اسرائيل. ومن جهته دعا النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الى الغاء قرار التفاوض الفلسطيني غير المباشر مع نتنياهو الذي يتصرف كرئيس 'لعصابة المستوطنين'. وقال البرغوثي في بيان صحافي 'ان العرب منحوا نتنياهو مهلة اربعة اشهر بينما هو لم يمنحهم مهلة اربع ساعات'، مؤكدا انه لم تمض ساعات على الاعلان عن الاستعداد للعودة الى المفاوضات غير المباشرة مع الحكومة الاسرائيلية حتى سارع نتنياهو الى الرد بسلسلة من اعمال الاستفزاز التي بداها باتخاذ قرار ببناء 112 وحدة استيطانية في مستوطنة بيتار عليت وقراره الآن بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس وقبل ذلك قرارته 'العنصرية بشأن الحرم الابراهيمي الشريف ومسجد بلال واعمال القمع ضد المواطنين من قبل قوات الاحتلال'. واكد البرغوثي على ضرورة التراجع عن قرار التفاوض غير المباشر مع حكومة نتنياهو في ظل ميزان قوى مختل لا يزيد اسرائيل الا صلفا وتعنتا وعنصرية وان اصلاح ميزان القوى لا يتم الا عبر استعادة الوحدة الوطنية واستنهاض حملة المقاومة الشعبية التي من الواضح انها باتت تسبب قلقا حقيقيا لاسرائيل وفرض حملة مقاطعة وعقوبات على حكومة نتنياهو. وكانت وزارة الداخلية الاسرائيلية اعلنت مساء الثلاثاء مصادقتها على بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدسالشرقية والضفة الغربية، فيما اعتبرت السلطة الفلسطينية القرار بانه سيعطل المفاوضات. ومن جهته شدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الامين العام ل'فدا'، صالح رأفت على: ان اعلان حكومة الاستيطان والاحتلال برئاسة نتنياهو عن قرارات جديدة لاقامة (112) وحدة سكنية في مستعمرة 'بيتار عيليت' على طريق بيت لحم- الخليل اثناء زيارة المبعوث الامريكي جورج ميتشل، و(1600) وحدة سكنية في مستعمرة 'رمات شلومو' شمال شرق القدسالمحتلة اثناء زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن يشكل استفزازا كبيرا للشعب الفلسطيني وقيادته وللجنة المتابعة العربية. كما اعتبرها في بيان له ضربة قاضية للجهود الامريكية الساعية لتذليل العقبات من اجل استئناف عملية السلام التي دمرتها الحكومة الاسرائيلية. ودعا رأفت الادارة الامريكية وبقية اطراف اللجنة الرباعية الدولية لاتخاذ قرارات جريئة بتحميل الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تعطيل وتدمير عملية السلام، وبممارسة ضغوط فعلية سياسية واقتصادية على اسرائيل من اجل اجبارها على وقف كل اشكال التوسع الاستيطاني وفي المقدمة بالقدسالشرقيةالمحتلة. وطالب رافت القيادة الفلسطينية والمجموعة العربية للتوجه بدعوة عاجلة لانعقاد مجلس الامن الدولي وكذلك مؤتمر الدول السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف وذلك للبحث في القرارات الاسرائيلية ببناء وحدات استيطانية في المستعمرات القائمة في الضفة الغربية بما في ذلك بالقدسالشرقيةالمحتلة، ولفرض عقوبات على اسرائيل من اجل اجبارها على وقف كل اشكال التوسع الاستيطاني وفي المقدمة بالقدسالشرقيةالمحتلة. كما دعا الى عدم استئناف المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي في ظل الخطوات الاسرائيلية التصعيدية الاخيرة وخاصة مواصلة عمليات التوسع الاستيطاني في القدسالشرقية وسائر انحاء الضفة الغربيةالمحتلة. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصدر سياسي اسرائيلي قوله الاربعاء انه يتوجب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الايعاز الى وزير الداخلية ايلي يشاي بتجميد مشروع بناء ال 1600 وحدة سكنية جديدة في حي رامات شلومو في شمال شرق القدس لعدة اشهر في محاولة لاصلاح الضرر الناتج عن الاعلان مساء الثلاثاء عن هذا المشروع في الوقت الذي يزور فيه نائب الرئيس الامريكي المنطقة.