حذرت السلطة الفلسطينية من تبعات قرار إسرائيل بناء 112 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة «بيتار» غرب بيت لحم، معتبرة القرار استهتارا بالجهود الأمريكية المبذولة لاستئناف مفاوضات السلام، لا سيما أنها جاءت عشية جولة لنائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، في المنطقة. وكانت إسرائيل أعطت الضوء الأخضر لبناء 112 وحدة سكنية في مستوطنة بالضفة الغربية رغم التجميد الجزئي الذي أعلنته الحكومة الإسرائيلية لأعمال البناء في المستوطنات، حسب ما أعلن وزير البيئة الإسرائيلي، جلعاد اردان . وجاء الإعلان الإسرائيلي في خطوة إستباقية لمساعي استئناف المفاوضات التي بدأها نائب الرئيس الأميركي ، جو بايدن ، بعد وصوله إلى القدس، ضمن جولة شرق اوسطية ترمي لحشد التأييد لاستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال وزير البيئة الإسرائيلي: «قررت الحكومة ، في نهاية العام الماضي ، تجميد البناء، لكن هذا القرار نص على استثناءات في حال حصول مشاكل أمنية بالنسبة للبنى التحتية في الورشات التي انطلقت قبل قرار التجميد». وحاول أردان الحد من تأثير هذا القرار على زيارة نائب الرئيس الأميركي، زاعما بان «وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، ونائب الرئيس ، بايدن، يعرفان ان المهم هو أن رئيس الوزراء (نتنياهو) مستعد لبدء مفاوضات مباشرة في اي لحظة ، وسمح بإزالة عدد من حواجز الطرق في الضفة الغربية وقرر تجميدا لبناء المساكن». من جانبه، استنكر احمد قريع (أبو علاء)، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية- رئيس دائرة شؤون القدس، إعلان الحكومة الإسرائيلية قرارها ببناء 112 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة »بيتار عيليت « بالضفة الغربية، والذي يأتي أثناء زيارة جورج ميتشل لمواصلة جهوده كالمبعوث الأمريكي لعملية السلام ومحاولة إحيائها، وعقب قرار لجنة المتابعة العربية، وقرار اللجنة التنفيذية حول المفاوضات غير المباشرة، وقبل زيارة جو بايدن ، نائب الرئيس الأمريكي إلى المنطقة. وأضاف قريع في بيان، توصلت «العلم» بنسخة منه ، «ليس خافيا أن إسرائيل بقرارها هذا أرادت أن تنقل رسالة واضحة لجميع هذه الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية والأمريكية ، خاصة إن سياسة الاستيطان والتوسع الاستيطاني مستمرة، وان سياسة وإجراءات تهويد القدس مستمرة كذلك ولا رادع لها ؛ وباستمرار هذه السياسة فإن جميع الجهود التي تبذل لن تحقق إلا الفشل إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بوضوح وقوة لوقف هذه الانتهاكات التي ستجعل المفاوضات عبارة عن لعبة تستغلها إسرائيل لشراء المزيد من الوقت لاستكمال مشروعها وخططها على الأرض، وفرض حل الدولة مؤقتة الحدود من جانب واحد. بدوره ، أكد محمد دحلان ، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ، المفوض العام للثقافة والإعلام ، بأن الحكومة الإسرائيلية بدأت بزرع الألغام على طريق المفاوضات غير المباشرة التي وافقت عليها القيادة الفلسطينية انسجاماً مع قرارات لجنة المتابعة العربية، وأنها بصدد تفجير الفرصة التي قدمتها القيادة الفلسطينية للإدارة الأمريكية في وجه نائب الرئيس الأمريكي ، جو بايدن. وقال دحلان ، في تصريح صحفي، أن إعطاء الحكومة الإسرائيلية الموافقة على بناء 112 وحدة سكنية في مستوطنة »بيتار ايليت «، جنوبالقدس، تثبت بما لا يدع مجالاً للشك صوابية الرؤية الفلسطينية بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية ليست معنية بالعملية السلمية ولا باستحقاقاتها، وأنها لا تقيم وزناً ولا اعتباراً للإدارة الأمريكية ومواقفها التي عبر عنها جو بايدن عندما قال إن القدس يجب أن تكون ضمن الحل النهائي. كما أدانت كافة الفصائل الفلسطينية ومنظمات حقوق الإنسان القرار الإسرائيلي، واعتبرته انتهاكا صارخا للمواثيق والأعراف الدولية.