أثبتت إسرائيل مرة أخرى أنها لا تسعى إلى السلام وأنها تضرب عرض الحائط بالقانون الدولي والقرارات الأممية ، وذلك بعد الإعلان عن بناء 1600 وحدة سكنية في القدسالمحتلة ، بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي إلى المنطقة الذي كان يسعى إلى إحياء عملية السلام . وفي الوقت الذي أدان العالم كله القرار الإسرائيلي ، أعلن الرئيس الفلسطيني أنه لن يدخل في مفاوضات مع الإسرائيليين في ظل الظروف الراهنة . أثبتت إسرائيل مرة أخرى أنها لا تسعى إلى السلام وأنها تضرب عرض الحائط بالقانون الدولي والقرارات الأممية ، بل وحتى بجهود حليفتها الرئيسية ، الولاياتالمتحدةالأمريكية ، الساعية إلى إحياء عملية السلام المحتضرة . وجاء هذا الصلف الإسرائيلي بعد المحاولات العديدة التي بذلتها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإقناع الفلسطينيين بالعودة إلى المفاوضات ، رغم أن واشنطن خففت أصلا من ضغوطها على إسرائيل من أجل الوقف الكامل للاستيطان مقابل وعد من الدولة العبرية بتجميد مؤقت لبناء المستوطنات لإعطاء فرصة لمفاوضات الحل النهائي . ورغم أن موقف واشنطن اعتبر فلسطينيا وعربيا تنازلا غير مبرر لإسرائيل ، وخرقا لخارطة الطريق وكافة القرارات الأممية ، إلا أن الضغوط الأمريكية ورغبة إدارة أوباما في تحقيق إنجاز على الأرض في الشرق الأوسط ، جعلت السلطة الفلسطينية ترفع الأمر إلى الجامعة العربية التي عقدت الأسبوع الماضي اجتماعا للجنة متابعة مبادرة السلام العربية ، والتي وافقت على الشروع في مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل ، لمدة لا تزيد عن أربعة أشهر ، معتبرة أن العودة إلى المفاوضات المباشرة لن تتم إلا بعد الوقف الكامل للاستيطان . واشنطن التي اعتبرت قرار لجنة المتابعة ومنظمة التحرير الفلسطينية إشارة مشجعة لإحياء عملية السلام سارعت بإرسال « جو بايدن » ، نائب الرئيس الأمريكي ، إلى المنطقة للاتفاق على جدولة وآليات هذه المفاوضات ، غير أن إسرائيل ستسارع قبل الزيارة بيوم واحد إلى الإعلان عن بناء 1600 وحدة سكانية جديدة بالقدسالشرقية كاشفة عن توجهها الحقيقي أمام العالم أجمع ، وهي أنها دولة خارج القانون . لا مفاوضات قبل وقف الاستيطان القرار الإسرائيلي أثار ردود فعل قوية في مختلف العواصم ، بما في ذلك واشنطن ، وللخروج بموقف يجيب عن هذا التصلب عقدت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اجتماعا عاجلا مساء الاربعاء في القاهرة خرج بقرار يعتبر أن اجراء مباحثات بين اسرائيل والفلسطينيين « غير ذات موضوع» وأوضحت لجنة المتابعة العربية في بيان لمندوبي اعضائها ال13 أنه «في حالة عدم وقف الاجراءات الاسرائيلية فوريا والتي تعمل على تغيير التركيبة السكانية والتشكيل الجغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة ، بما فيها القدسالشرقية وعدم سحب الاعلانات الخاصة ببناء مئات المسستوطنات في القدسالمحتلة ، تخلص اللجنة الى أن المباحثات المقترحة تعتبر غير ذات موضوع» وطالبت «بوقف الاجراءات الاسرائيلية وقفا كاملا قبل أي حديث عن مفاوضات غير مباشرة أو مباشرة والربط الكامل بين هذين الامرين» من جهته أكد الامين العام للجامعة العربية ، عمرو موسى ، الذي حضر الاجتماع ، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبلغني أنه لن يدخل في مفاوضات تحت الظروف الحالية» وأضاف موسى أن «الموقف السياسي واضح ، إنه لا يمكن استئناف المفاوضات سواء المباشرة أو غير المباشرة إذا لم تلغ القرارات الاسرائيلية» بشان الاستيطان. كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ، أكد من جهته أمس الخميس أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ جامعة الدول العربية قراره بعدم استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل قبل إيقاف الاستيطان في القدسالشرقيةالمحتلة. وأضاف عريقات أن «عباس قال أيضا لبايدن «ننتظر قدوم مبعوث السلام ، الامريكي الى الشرق الأوسط جورج ، ميتشل الأسبوع المقبل من أجل إبلاغنا بقرار إلغاء البناء وإلا سيكون من الصعب الذهاب الى المفاوضات›» وفي نفس الإطار قالت مصادر فلسطينية إن وزراء خارجية عرب أجروا الليلة قبل الماضية اتصالات عاجلة مع مسؤولين أمريكيين بشأن القرار الإسرائيلي بإقامة 1600 وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدسالمحتلة. ونقلت صحيفة «الأيام» المحلية الصادرة في رام الله عن ذات المصادر القول إنه تم في هذه الاتصالات إبلاغ المبعوث الأمريكي جورج ميتشل أن قرار لجنة المتابعة العربية الخاص بالموافقة على المفاوضات غير المباشرة لم يعد قائماً على ضوء القرار الإسرائيلي. إدانة عربية ودولية وقد أدان المغرب ، بقوة قرار الحكومة الإسرائيلية بالترخيص لبناء 1600 وحدة سكنية بالقدسالشرقية مؤكدة ضرورة الإلغاء الفوري لهذا القرار. وجاء في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون «على إثر قرار الحكومة الإسرائيلية للترخيص بإقامة1600 وحدة سكنية بالقدسالشرقية ، فإن المملكة المغربية التي يرأس عاهلها جلالة الملك محمد السادس ، نصره الله لجنة القدس ، تدين بكل قوة هذا المشروع الاستيطاني الذي يتعارض مطلقا مع الشرعية الدولية ويعد خرقا سافرا لقرارات الأممالمتحدة بشأن منع تغيير وضع وطبيعة الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيهاالقدسالشرقية». وأضاف البلاغ أن هذا القرار الإسرائيلي الخطير يؤكد استراتيجية الحكومة الإسرائيلية الحالية لعزل القدسالشرقية عن باقي أراضي الضفة الغربية ويعكس محاولاتها المرفوضة لاستبعاد ملف القدس المصيري عن مفاوضات الحل النهائي في الوقت الذي أبدت فيه المجموعة العربية استعدادها لإعطاء الفرصة لإجراء مفاوضات غير مباشرة تحت الرعاية الأمريكية. وفي مصر قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصري إن خطط إسرائيل المعلنة لبناء1600 وحدة استيطانية فى القدسالشرقية «عبث» يستخف بالمواقف الفلسطينية والعربية وأيضا بالوساطة الأمريكية. وأضاف المتحدث أن قرار بناء المستوطنات الجديدة يسعى «لضرب جهود تحقيق السلام فى مقتل من خلال تغيير الأوضاع على الأرض بالمخالفة للقانون الدولى ولالتزامات إسرائيل ولإرادة المجتمع الدولي كافة» وعلى الصعيد الدولي خلف القرار الإسرائيلي إدانات واسعة ، اعتبرتها الأطراف الفلسطينية والعربية مواقف إيجابية غير أنها ليست كافية إذ يتعين على المنتظم الدولي تحمل كامل مسؤولياته لإجبار إسرائيل على وقف سياستها الاستيطانية . وفي هذا الإطار أدانت واشنطن القرار الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذا القرار في غير محله ، خاصة أنه تزامن مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي إلى المنطقة وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس «إن الولاياتالمتحدة تدين القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية، مضيفا أنه لا المضمون ولا الوقت الذي اختارته السلطات الإسرائيلية للقيام بهذا الإعلان مفيدان». كما أدان الاتحاد الأوروبي في بيان له القرار الإسرائيلي ، وجاء في البيان إن «الاتحاد الأوروبي يدين قرار الحكومة الإسرائيلية بناء وحدات سكنية جديدة في القدسالشرقية» داعيا إسرائيل إلى «العودة عن هذا القرار» وجدد الاتحاد الأوروبي تأكيده أن «المستوطنات غير شرعية بنظر المجتمع الدولي»معتبرا أن هذه المستوطنات «تقوض الجهود المبذولة حاليا لإعادة إطلاق مفاوضات السلام ، وتشكل عقبة أمام السلام ، ويمكن أن تجعل من المستحيل قيام حل قائم على تعايش بين دولتين». كما اعتبرت روسيا اليوم الخميس أن خطط إسرائيل الاستيطانية «أمر غير مقبول ومخالف للتشريعات الدولية»