اندلعت أمس في القدسالشرقيةالمحتلة مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي احتجاجا على تدشين إسرائيل لمعبد يهودي يعرف ب «كنيس الخراب» قرب أسوار الحرم القدسي والمسجد الأقصى، وعلى سياسة الاستيطان التي تهدف إلى ابتلاع ما تبقى من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربيةوالقدس. ويقع المعبد على بعد 300 متر من حائط البراق والحرم القدسي والمسجد الأقصى، في وقت بعتزم متطرفون يهود إعلان وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم . وفي غزة تظاهر أمس الآلاف من تلامذة المدارس وطلبة الجامعات في العديد من مخيمات ومدن القطاع تنديدا بالممارسات الإسرائيلية. واعتبر مختلف المراقبين أن حدة المواجهات ورقعة انتشارها تؤشر على اندلاع انتفاضة ثالثة، بعد الأولى التي اندلعت في دجنبر 1987، انتفاضة الحجارة، والثانية في شتنبر 2000 التي اندلعت بعد الزيارة الاستفزازية التي قام بها أرييل شارون إلى مسجد الأقصى. تدشين إسرائيل ل «كنيس الخراب» كان النقطة التي أفاضت الكأس بعد سلسلة من الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف في العمق إعاقة أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وقابلة للحياة. ففي الوقت الذي استطاعت الولاياتالمتحدة إقناع الفلسطينيين والعرب بالعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل رغم عدم التزامها بالمقررات الدولية وعلى رأسها وقف الاستيطان، وخلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي «جو بايدن» إلى المنطقة للاتفاق على تفاصيل المفاوضات أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن بناء 1600 وحدة سكنية في القدسالشرقية، وهو ما جعل الفلسطينيين والعرب يعتبرون أنه لا يمكن استئناف المفاوضات سواء المباشرة أو غير المباشرة إذا لم تلغ القرارات الاسرائيلية. إسرائيل وعوض التراجع عن هذه القرارات، واصلت استهدافها للفلسطينيين، حيث واصلت على امتداد خمسة أيام فرض قيودها على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى للصلاة . المواجهات العنيفة التي اندلعت أمس جاءت استجابة إلى دعوة الفصائل الفلسطينية لجعل يوم الثلاثاء يوم غضب واحتجاج على السياسة الإسرائيلية، كما دعا العلماء وخطباء المساجد في الضفة الغربيةوغزة إلى اعتبار يوم الجمعة القادم يوماً مخصصاً لفضح ممارسات إسرائيل ضد الأقصى. وحسب مصادر صحافية بعين المكان فقد شهدت مختلف الأحياء الفلسطينية بالقدسالشرقية اشتباكات بين جنود الاحتلال والشبان الفلسطينيين، سلاحهم الحجارة وإحراق العجلات المطاطية. واعتقلت قوات الاحتلال عشرات الشبان بمدينة القدسالمحتلة صباح أمس، خلال المواجهات، التي أصيب فيها عدد آخر من المتظاهرين الفلسطينيين. ونقل شهود عيان أن الاحتلال نشر تعزيزات مكثفة لقواته في سائر أنحاء المدينة المقدسة، إضافة إلى التحليق المكثف للطيران الإسرائيلي في سماء المدينة، لكن الفلسطينيين مصرون على مواصلة انتفاضتهم بعد أن أغلقت في وجههم كل المنافذ الممكنة لقيام دولتهم المستقلة .