تواصلت احتجاجات الفلسطينيين في أنحاء مختلفة من القدسالشرقية والضفة الغربية، احتجاجاً على افتتاح كنيس يهودي في البلدة القديمة من القدس، حيث قام الفلسطينيون برمي الحجارة وحرق الإطارات في الشوارع، فيما أطلقت الشرطة الإسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.مسلمون يؤدون الصلاة خارج باحة المسجد الأقصى بعد منعهم من دخوله (أ ف ب) وأسفرت الاشتباكات عن إصابة عشرات فلسطينيين بالرصاص المطاطي في منطقة جبل الزيتون، بينما قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن 38 شخصاً أصيبوا بجروح خلال الاشتباكات، فيما اعتقل عدد آخر من المتظاهرين. واعتقلت القوات الإسرائيلية عشرات الشباب بمدينة القدس، وأوضحت مصادر محلية أن عملية الاعتقال هذه جاءت خلال المواجهات التي تجددت، أول أمس الثلاثاء، بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في العديد من أحياء مدينة القدس وداخل أسوار البلدة القديمة وخارجها. وذكر شهود عيان في القدسالشرقية، أن القوات الإسرائيلية نشرت عشرات المستعربين بين الشباب، عدا عن التعزيزات المكثفة لقواته في سائر أنحاء المدينة المقدسة، إضافة إلى التحليق المكثف للطيران الإسرائيلي في سماء المدينة، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". وكانت مواجهات عنيفة بين الشباب الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية قد اندلعت ظهر الثلاثاء الماضي، في أنحاء متفرقة من مدينة القدس داخل أسوار البلدة القديمة وخارجها، فيما واصلت إسرائيل إغلاق بوابات المسجد الأقصى لليوم الخامس على التوالي أمام المصلين، الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاماً. إذ تجدّدت المواجهات بين المواطنين الفلسطينيين وطلبة المدارس من جهة والقوات الإسرائيلية في العديد من أحياء مدينة القدس داخل أسوار البلدة القديمة وخارجها. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن شهود عيان في القدس، أن شباباً من بلدة العيسوية، التي تقع على أراضيها مباني الجامعة العبرية ومستشفى هداسا، رفعوا رايات فصائل العمل الوطني والإسلامي في كافة أنحاء وشوارع البلدة "ما يؤكد أن العمل انتقل من الحالة العشوائية العفوية إلى العمل المُنظم والمُوحّد"، على حد قولها. وفي تطور لاحق اقتحمت، قوة معززة من الجنود الإسرائيليين بلدة العيسوية وشرعت بإطلاق مكثف للقنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، فيما رد الشباب برشق الجنود وسياراتهم بالحجارة وإشعال الإطارات المطاطية وسط الشوارع الرئيسية لتعطيل حركة السيارات العسكرية، فيما تحلق طائرة مروحية فوق البلدة لمساندة جنود الاحتلال في ملاحقة الشباب وطلبة المدارس. وأوضحت "وفا" نقلاً عن مراسلها أن مواجهات أخرى اندلعت في محيط الحاجز العسكري المُقام على المدخل الرئيسي لمخيم شعفاط وسط مدينة القدس، حيث هاجم طلبة المدارس الجنود على الحاجز بالحجارة والزجاجات الفارغة والآلات الحادة. كما أفاد شهود عيان، أن مواجهات أخرى تدور في عدة أحياء من البلدة القديمة، خاصة في حارتي حطة والسعدية وشارع الواد الملاصقة للمسجد الأقصى. وفي الجليل الغربي، أوقفت الشرطة الإسرائيلية حافلة كانت تقلّ "ركاباً مسلمين" في طريقها من مجد الكروم إلى القدس، وأرغم سائق الحافلة على العودة من حيث أتى، واعتقلت الشرطة أحد الركاب على ذمة التحقيق، بزعم "اعتدائه" على ضابط شرطة إسرائيلي وفق الإذاعة الإسرائيلية. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن قوات الأمن ستقوم بتفتيش أي حافلة في طريقها إلى القدس " بإقرار وتأييد المستشار القانوني للحكومة" الإسرائيلية. من جهة أخرى، رفعت إسرائيل، أمس الأربعاء، الإغلاق التام الذي فرضته لخمسة أيام متتالية على الضفة الغربيةالمحتلة، في حين أبقت على تأهب الشرطة في القدسالشرقيةالمحتلة خشية، وقوع مواجهات جديدة. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس أنه طبقا لقرار وزير الدفاع ايهود باراك رفعنا خلال الليل الاغلاق الذي كان معمولا به (منذ 12 مارس) في يهودا والسامرة (الضفة الغربية). وهي المرة الأولى منذ سنة التي تعمد فيها إسرائيل إلى فرض إغلاق تام على الضفة الغربية لدواع أمنية وليس لمناسبة عيد يهودي. من جهته، قال المتحدث باسم شرطة الاحتلال الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إن حوالي ثلاثة آلاف شرطي ما يزالون من جهتهم في حالة تأهب في القدس، لا سيما في القدسالشرقية، التي احتلتها إسرائيل في 1967 وضمتها إليها في قرار لم يعترف به المجتمع الدولي. وذكرت مصادر فلسطينية أن عددا من الفلسطينيين أصيبوا في مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية في واد الجوز وحي الصوانة والعيسوية. وأشارت إلى أن الشرطة الإسرائيلية، أطلقت خلال المواجهات، الأعيرة النارية والقنابل الغازية.