ارتفع عدد الإصابات بين صفوف المواطنين الفلسطينيين في أحداث الأقصى والقدس إلى أكثر من تسعة عشر إصابة، تم نقل معظمهم إلى مشفى المقاصد الإسلامية في حي الطور لتلقي العلاج، كما استدعت حالات بعض المُصابين إلى نقلهم إلى مستشفى العيون لصعوبة حالاتهم. واندلعت المصادمات في ساعة مبكرة من صباح يوم أمس الأحد في باحة المسجد الأقصى عندما رأى فلسطينيون داخل المجمع مجموعة من 15 يهوديا متدينا يحاولون الدخول. ولم يستطع اليهود دخول المجمع بسبب بدء مئات الفلسطينيين الذين تأهبوا لذلك الاحتمال احتجاجا صاخبا. وردت الشرطة الاسرائيلية باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والعيارات المطاطية. وامتدت الصدامات بعد ذلك إلى محيط المسجد الأقصى والأحياء القريبة منه في مشاهد تذكر باندلاع انتفاضة الأقصى عام 200 حينما اقتحم أرئيل شارون باحة المسجد الأقصى. ووقعت مواجهات عنيفة في منطقة باب العامود، أحد بوابات البلدة القديمة من القدسالمحتلة. وأفاد شهود عيان بأن المواجهات اندلعت بعد منع قوات الاحتلال لجموع المواطنين من الدخول من باب العامود إلى البلدة القديمة والتوجه إلى الأقصى المبارك، حيث أُصيب خلالها عدد من الشبان. وأضاف الشهود أنه تم اعتقال أكثر من عشرة مواطنين، نقلوا إلى مركزٍ بوليسي في البلدة القديمة قبل نقلهم إلى مركز التوقيف والاستجواب المسكوبية. وفي وقت سابق وقعت مواجهات مع قوات الاحتلال عند بابي الاسباط وحطة ما اسفر عن اصابة العديد من المواطنين بحالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز المدمع، بينما اصيب آخرون برضوض وخدوش جراء تعرضهم للضرب المبرح. وكانت سلطات الاحتلال قد أغلقت في وقت مبكر من فجر الأحد كافة بوابات المسجد المبارك قبل اقتحامها بقوة معززة من جنود وشرطة الاحتلال لقمع وتفريق جموع المُصلين الذين احتشدوا في باحات الأقصى منذ صلاة فجر اليوم للتصدي لأي محاولة اقتحام للأقصى من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة التي أعلنت عزمها اقتحام الأقصى وأداء طقوسٍ تلمودية في باحاته بمناسبة ما يسمى ب عيد الغفران اليهودي. وقامت شرطة وجنود الاحتلال الآن باقتحام مُصليات المسجد الأقصى، وخاصة المسجد القبلي المسقوف ومسجد قبة الصخرة المشرفة والمرواني، فيما تقوم قوة أخرى بإطلاق وابلٍ من القنابل الغازية السامة والمُسيلة للدموع على جموع المثصلين والرصاص المطاطي والحي، في الوقت الذي لم يتم التأكد منه من عدد المُعتقلين من المُصلين من باحات الأقصى. وكان المئات من المواطنين المقدسيين استجابوا لنداءات القيادات الدينية والوطنية بشد الرحال اليوم إلى الأقصى المبارك للتصدي للمتطرفين. وتقول الشرطة الإسرائيلية أن الجماعات التي قدمت للصلاة في القدس هم مجموعة سياح يهود وليسوا مستوطنين. وعرف من بين المصابين، وفقا لمصادر طبية: محمد الجولاني ( 73 عاما) أصيب بعيار مطاطي في العين وحالته خطيرة، والشاب رامي صالح الفاخوري ( 20 عاما) عيار مطاطي في العين، وعادل السلوادي ( 31 عاما) عيار مطاطي في الصدر، ومهدي العباسي ( 31 عاما) رضوض في مختلف أنحاء الجسد، وسمير أحمد العلمي ( 44 عاما) رضوض في مختلف أنحاء الجسد نتيجة الاعتداء عليه بالضرب بالهراوات. كما اعتدت قوات الاحتلال على رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب أثناء دخوله المسجد الأقصى المبارك من باب الأسباط. وقالت مصادر إسرائيلية إن 12 رجل شرطة أصيبوا بجراح طفيفة ونقلوا للعلاج في مستشفيات إسرائيليية. . وعلى إثر ذلك قررت الشرطة الإسرائيلية رفع درجة التأهب في كافة أنحاء البلاد في أعقاب المواجهات التي اندلعت بين قوات الاحتلال ومتظاهرين فلسطينيين في باحة الحرم القدسي وفي الأحياء الفلسطينية المحيطة، تحسبا لامتداد المواجهات إلى مناطق أخرى.