شهد المسجد الأقصى منذ احتلال الصهاينة لأرض فلسطين عام 1948 سلسلة طويلة من الاعتداءات ومحاولات الاقتحام من قبل جنود الاحتلال أو الجماعات الصهيونية المتطرفة، وذلك في محاولة مكشوفة لتهويد المسجد الأقصى تحت عناوين عدة أبرزها التنقيب عن الهيكل المزعوم. وفيما لم تمحّ بعد صورة اقتحام رئيس وزراء الاحتلال السابق آرئيل شارون وجنوده باحة المسجد عام 2000، التي لا تزال تردداتها تتفاعل شيئا فشيئا داخل الكيان الصهيوني، قامت جماعات صهيونية متطرفة بالدعوة إلى اقتحام الأقصى في مناسبة "عيد الغفران اليهودي"، مما أدى إلى اندلاع مواجهات بين المصلين الذين احتشدوا في باحة المسجد للدفاع عنه والى وقوع إصابات في صفوفهم. إن هذه المحاولة الجديدة لتدنيس المسجد الأقصى من قبل الصهاينة، والتي قد تؤدي إلى اندلاع انتفاضة جديدة استدعت مواقف فلسطينية وعربية شاجبة ومنددة بالاعتداء الصهيوني السافر على المسجد الأقصى ومطالبة باحترامه كرمز ديني مهم للأمة العربية كلها. وفي التفاصيل فقد أسفرت المواجهات بين المصلين الفلسطينيين والشرطة الصهيونية في المسجد الأقصى ومحيط الحرم القدسي عن سقوط 40 جريحًا من جرَّاء استخدام الشرطة الرصاص وقنابل الغاز واعتدائها بالهراوات على مئات المصلين. وكان جيش الاحتلال قد فرض طوقا امنيا شاملا على الضفة الغربية، كما رفعت درجة التأهب في كل أنحاء فلسطينالمحتلة تحسبا لامتداد المواجهات إلى مناطق أخرى. ردود الفعل الغاضبة والدعوات إلى حماية المسجد الأقصى ونجدة القدس - مسيرات غاضبة في غزة: نظمت حركة المقاومة الإسلامية- حماس مسيرات جماهيرية في مدينة غزة وخان يونس احتجاجًا على الأحداث التي وقعت في المسجد الأقصى بمدينة القدس. ودعا النائب مشير المصري القيادي في حركة "حماس"، الرئيس محمود عباس لوقف كافة اللقاءات والمفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، واصفًا ما جرى في الأقصى أمس "بأنه ثمرة اللقاء الثلاثي الذي عقد بواشنطن بين عباس ونتنياهو وأوباما". وانطلقت المسيرة من ميدان فلسطين وسط مدينة غزة وردد المتظاهرون شعارات تطالب باستئناف المقاومة والعمليات ضد "إسرائيل". وفي مدينة خان يونس، دعا صالح الرقب القيادي في حركة "حماس" العرب إلى قطع العلاقات التجارية والسياسية مع "إسرائيل"، مطالبًا الجماهير العربية بالخروج بمسيرات غاضبة نصرة للمسجد الأقصى، داعيًا السلطة إلى وقف التفاوض والتنسيق مع "إسرائيل". - الحكومة الفلسطينية: قال رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية إن قوات الاحتلال تستخدم اللقاءات السياسية التي جرت مع السلطة الفلسطينية في نيويورك غطاء لاعتداءاتها ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، ووصف في تصريحات للصحفيين في غزة ما حدث بأنه تصعيد إسرائيلي خطير. وأكد إسماعيل هنية أن الشعب الفلسطيني سيواصل رباطه ودفاعه عن المسجد الأقصى ومدينة القدس، مشددًا على أن ما يجري الآن هو تنفيذٌ لخطة صهيونية شاملة لتغيير معالم "الأقصى" بشكل يشبه ما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، وخطوةٌ على طريق التهويد وسلب الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدسالمحتلة. - وزارة الإعلام: أهابت وزارة الإعلام المواطنين بشد الرحال إلى المسجد، والوقوف في وجه الجماعات اليهودية المتطرفة، داعية جماهير الأمتين العربية والإسلامية ومحبي العدالة في العالم إلى الاحتجاج على "الجريمة" ورفضها بشتى الوسائل المشروعة. وحثت دول العالم ومجلس الأمن الدولي وهيئات حقوق الإنسان والأممالمتحدة ومجالسها المختصة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي للقيام بدورها في توفير الحماية للمسجد الأقصى الذي يتعرض لمؤامرات لا تتوقف تستهدف وجوده، وتمنع المصلين من ممارسة شعائرهم فيه بحرية. وتوجت الوزارة الدعوة لوسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية إلى ممارسة دورها في تعرية الوجه "القبيح" لدولة الاحتلال، التي لا تقيم وزنًا للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتمنع حرية العبادة، وتطلق نارها على المصلين، وتواصل حفرياتها التي تهدد بقاء المسجد الأقصى. - "المجلس التشريعي الفلسطيني": حذّر الدكتور أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، الاحتلال من عواقب المساس بالمسجد الأقصى، محملاً حكومة الاحتلال نتائج أفعالها وجرائمها وتدنيسها للمسجد المبارك، ودعا بحر في تصريحٍ صحفي جماهير الشعب الفلسطيني لهبة جماهيرية للدفاع عن المقدسات. وحيَّا النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي المقدسيين ودفاعهم الشجاع والبطولي عن المسجد الأقصى، مؤكدًا أن تحرير الأقصى لا يتم إلا بالمقاومة. وقال:" إن طريق المفاوضات العبثية التي يقودها محمود عباس وزمرته لا يوقف الاعتداءات ولا يحرر المسجد الأقصى، وإن هذا الاعتداء ما كان أن يتم لولا اللقاء العبثي الذي عقده عباس مع نتنياهو، والذي شجع الاحتلال في مواصلة اعتداءاته إلى جانب التنسيق الأمني في الضفة الغربية ومطاردة المقاومة ومنعها من الدفاع عن المسجد الأقصى". وطالب بحر باسم "رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني"، دول العالم العربي والإسلامي بضرورة التحرك العاجل على كافة المستويات الرسمية والأممية لحماية المسجد الأقصى ومدينة القدس من الخطر المحدق الذي يتربص بها من الاعتداءات الصهيونية المبرمجة والتي تستهدف تهويد تلك المدينة المقدسة. كما طالب برلمانات العالم الدولي والعربي والإسلامي والمؤسسات الدولية والأممالمتحدة بضرورة حماية المدينة المقدسة وضمان حرية العبادة للمسلمين في المسجد الأقصى من الانتهاكات الصهيونية المنافية لجميع الأعراف والقوانين الدولية. - "كتلة التغيير والإصلاح": استنكرت كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية في المجلس التشريعي الفلسطيني الاعتداء على المسجد الأقصى الشريف وعلى المواطنين الفلسطينيين ومحاولة اقتحام المسجد الأقصى. وحذرت الكتلة في بيان لها من تواصل الأعمال "الإجرامية" بحق القدس والتي تهدف في المحصلة النهائية إلى تفريغ المدينة من أهلها وتهويدها وصولا إلى هدم المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل "المزعوم" مكانه. ودعت كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية الأمتين العربية والإسلامية إلى صحوة ضمير من أجل إنقاذ الأقصى والمقدسات ومن أجل إنقاذ الشعب الفلسطيني من القتل والدمار والحصار والتشريد. كما دعت إلى الوقف الفوري لكافة اللقاءات والمفاوضات مع القادة الإسرائيليين، معتبرة أن تلك المفاوضات تشكل طوق نجاة للاحتلال ولا تخدم إلا قادته. - "رابطة علماء فلسطين": من جانبها، عبرت رابطة علماء فلسطين عن "خطورة ما يجري في ساحات الأقصى من محاولات محمومة من قبل غلاة المتطرفين بدعم ومساندة علنية من قبل قوات الاحتلال". وأوضحت الرابطة "أن انتفاضة الأقصى التي اندلعت في مثل هذا الشهر عام 2000، إنما كانت بسبب اقتحام المجرم آرئيل شارون لباحات الأقصى، وإن الشعب الفلسطيني لقادر وعلى أهبة الاستعداد للانتفاض من جديد حماية لمقدساته". وأكدت الرابطة على "ضرورة التحرك في مختلف أنحاء العالم لنصرة الأقصى، رفض المخططات الصهيونية الرامية إلى طمس المعالم العربية والإسلامية في مدينة القدسالمحتلة". الفصائل تتوعد ب"إراقة دم الصهاينة" برغم ما بين بعضها من خلافات دامية اجتمعت الفصائل والمؤسسات الفلسطينية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة على التوعد ب"إراقة دم الصهاينة" ردا على محاولات اقتحام المسجد الأقصى المبارك، ودعت الشعوب الإسلامية كافة إلى الاستنفار، وحكامهم إلى عقد قمة طارئة لإغاثة المسرى، إثر محاولة يهود متطرفين اقتحامه الأحد 27-9-2009 بالتزامن مع الذكرى التاسعة لاقتحام رئيس الوزراء الأسبق آرئيل شارون للمسجد برفقة 3 آلاف جندي إسرائيلي مما فجر انتفاضة الأقصى آنذاك. وحملت تلك التهديدات سلسلة من البيانات التي أصدرتها الفصائل والمؤسسات الفلسطينية بعد أن نجح المصلون المرابطون داخل الأقصى منذ ساعات الفجر الأولى في إحباط مخطط جماعات يهودية متطرفة لاقتحامه بعد مواجهات عنيفة، علت خلالها التكبيرات من حناجر المرابطين وهم يرمون المتطرفين بالحجارة، مما أفزع هؤلاء المتطرفين، ودفع القوات الإسرائيلية إلى التدخل بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز لتفريق المصلين الذين أصيب منهم 16 شخصًا. - حركة "حماس": وصفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ما حدث اليوم من محاولات المغتصبين وجنود الاحتلال الصهيوني اقتحام المسجد الأقصى وإطلاق النار على المصلين وإصابة العشرات منهم؛ بأنه يمثل تدنيسًا للمسجد الأقصى وانتهاكًا لحرماته واستفزازًا لمشاعر العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. ودعت حركة حماس جماهير الأمة الإسلامية والعربية والعلماء وقادة الفكر إلى النزول للشارع تضامنا مع المسجد الأقصى ومنع المحاولات المستمرة من قبل مجموعات يهودية متطرفة لاقتحام باحاته. وأكد سامي أبو زهري الناطق الإعلامي باسم حركة حماس بان محاولات اقتحام المسجد الأقصى على يد المستوطنين وجنود الاحتلال وإطلاق النيران على المصلين والتصعيد بأنه سيكون له تبعاته. وقال أبو زهري: إن الاحتلال الإسرائيلي غير معنى بأي هدوء"، محملا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن كل التطورات المترتبة على هذا التصعيد. ودعا الناطق باسم "حماس" سلطة رام الله وحركة "فتح" إلى التوقف عن مسلسل اللقاءات العبثية مع الاحتلال التي توفر له غطاءً للاستمرار في هذه الجرائم، كما طالب الحكومات العربية بالتوقف عن المراهنة على الموقف الأمريكي، وبالتخلي عن حالة الصمت تجاه الجرائم ضد المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني. وقال أبو زهري: "تدعو حركة "حماس" محمود عباس إلى رفع العصا عن المقاومة في الضفة المحتلة وإطلاق سراح المعتقلين ليقوموا بدورهم في حماية الشعب والمقدسات وتمكين أهلنا في الضفة للتعبير عن غضبهم في وجه المحتل". وطالب في بيانه العلماء وقادة الفكر باستنهاض الشارع العربي والإسلامي تضامنًا مع المسجد الأقصى، داعيًا في الوقت ذاته جماهير الأمتين العربية والإسلامية إلى النزول إلى الشارع تعبيرًا عن الغضب والتحذير من نتائج أي استهدافٍ للمسجد الأقصى. وفي ختام بيانه حيَّا المرابطين في مدينة القدس الذين هبُّوا لنصرة المسجد الأقصى والدفاع عنه، ودعا جماهير الشعب الفلسطيني إلى المشاركة في المسيرات الجماهيرية المعلن عنها، "وعلى أهل الضفة المحتلة أن يتحدَّوا القهر الأمني وينزلوا إلى الشارع تضامنًا مع المسجد الأقصى". وفي سياق متصل دعت "حماس" في تصريح صحفي لها اليوم "جامعة الدول العربية" و"منظمة المؤتمر الإسلامي" إلى اجتماع عاجل، وتحمُّل مسؤولياتهما والقيام بواجبهما باتخاذ مواقف وخطوات عملية والضغط على الأطراف المعنية لوقف الاعتداءات التي يتعرَّض لها المسجد الأقصى المبارك. - "كتائب القسام": قالت "كتائب القسام" في بيان لها إنه يومًا بعد يوم تزداد الهجمة الصهيونية الشرسة ضد المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماء، ويتخذ العدو من صمت المسلمين وتخاذل العرب وتنسيق السلطة مطيّة لمزيد من التنكيل بالأقصى والقدس في محاولة للوصول إلى مرحلة الحسم النهائي وتهويد القدس وهدم الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه. ومن هنا تأتي جريمة اقتحام المسجد الأقصى صباح اليوم من قبل قطعان المغتصبين وشرطة الاحتلال كسلسلة في حلقة متواصلة ومبرمجة للنيل من أقصى المسلمين، ويقف الأقصى وحيدًا إلاّ من رجاله المرابطين المقدسيين الذين يتمترسون داخله وفي أكنافه يصدون عنه كيد الصهاينة الحاقدين ويشكلون حصنًا منيعًا ودرعًا واقيًا للمسجد الأقصى المبارك. وإننا في "كتائب الشهيد عز الدين القسام" وإزاء ما جرى ويجري في المسجد الأقصى نؤكد ما يلي: 1) أن الاعتداءات المتكررة والمساس بالمسجد الأقصى هو نذير خطير لما هو قادم، وإننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام استباحة أحد أقدس مقدسات المسلمين. 2) أن الأقصى هو الشعلة التي يبدأ عندها الانفجار، وسندافع عن الأقصى بكل الوسائل وعلى العدو أن يتوقع وينتظر بفارغ الصبر ما يسوؤه. 3) أن زعماء العرب والمسلمين عمومًا والسلطة المُقامة في الضفة خصوصًا يتحملون المسئولية عن إعطاء الغطاء اللازم الكفيل باستمرار جرائم الصهاينة ضد المسجد الأقصى. 4) نحيِّي بكل فخر وإكبار فرسان الأقصى وأبطاله المرابطين فيه وحوله، وندعوهم للمزيد من الثبات والصمود، ونعدهم بأن نبقى معهم نقاتل عنهم ونساندهم دفاعًا عن أقصانا الحبيب. "الجهاد الإسلامي": اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أن الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى "دليل على تصعيد خطير". وأوضحت في تصريح صحفي للقيادي البارز فيها، خالد البطش، أن "هذه الاعتداءات هي بداية لمرحلة جديدة من العدوان الذي يتوسع لتنال شظاياه أطرافا عربية متعددة". وحذرت من أن "استمرار الصمت العربي إزاء ما يجري من جرائم وبقاء حالة الانقسام الداخلي يعطي للكيان الصهيوني مثل هذه الفرص التي يستغلها العدو لتنفيذ مخططاته في تهويد القدس". ودعت الحركة إلى "تصعيد المقاومة ضد جرائم العدو والرد على عدوانه.. والعمل على توحيد الصف الفلسطيني للتصدي لسياسات الاحتلال العدوانية". ومن جهته ناشد الشيخ الشامي أبناء شعبنا بضرورة توحيد الصفوف ونبذ الخلافات والوقوف في وجهة المخططات الصهيونية الرامية إلى المس بقدسية المسجد الأقصى وتهويد مدينة القدس، داعيًا إلى النفير العام وشد الرحال إلى مدينة القدس. وأكد الشامي أن محاولات الصهاينة اقتحام المسجد الأقصى ستبوء بالفشل في ظل صمود وثبات المواطنين المقدسيين، ودفاعهم الأسطوري عن أولى القبلتين وثاني المسجدين. ودعا كافة أذرع المقاومة الفلسطينية أن تقوم بالرد السريع و المناسب على إجرام الاحتلال الصهيوني. وأكد الشيخ الشامي في تصريحات لإذاعة القدس أن أذرع المقاومة مطالبة بنصرة المسجد الأقصى والدفاع عنه، جاء ذلك في تعليقه على الأحداث الدموية الجارية في المسجد الأقصى المبارك. وأضاف الشامي "إن الاحتلال تجرأ على فعل ذلك بعد حالة الهزال التي وصلت إليها الزعامة الفلسطينية عندما تكافئ العدو المجرم نتنياهو لى قراراته التوسعية الاستيطانية وتلتقي به، ويعززه حالة الصمت العربي والإسلامي". واعتبر الشامي أن هذا الحادث يتوج معركة شاملة ضد الأرض والإنسان، قائلاً "القتل متواصل ضد أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان، واليوم يعلن الاحتلال حرب شاملة ويريد أن يدمر المسجد الأقصى ويمكن قطعان المستوطنين من اقتحامه وهذا يشجعه حالة الانقسام التي تعيشها الساحة الفلسطينية". وأوضح الشامي أن هذا الواقع يلقي العبء على كاهل الشعب الفلسطيني، مطالبًا الجماهير الفلسطينية بهبة جماهيرية لنصرة المسجد الأقصى والدفاع عنه. وأكد الشامي أن الحصار على الفلسطينيين في غزة وتكبيلهم في الضفة لن يمنعهم من نصرة المسجد الأقصى والقيام بواجبهم تجاه مقدساتهم وقضيتهم على أكمل وجه. - حركة "فتح": من جانبها، نددت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" باقتحام المسجد الأقصى المبارك، مشددة على "أهمية مواصلة اليقظة والحرص والتوحد في وجه الاحتلال". وطالبت الحركة على لسان الناطق باسمها، فهمي الزعارير، الدول العربية والإسلامية إلى "مزيد من المساندة ووضع قضية القدس على رأس أولوياتها لتعزيز صمود أهلها في وجه مخططات الاحتلال". - "الجبهة الشعبية": دانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اقتحام ساحات المسجد الأقصى من قبل الاحتلال والمستوطنين، وطالبت الجبهة الرئاسة الفلسطينية بالكف الفوري عن أية لقاءات أو مفاوضات مع حكومة نتنياهو، وبوقف أية خطوات عربية "تطبيعية" معها، ومقاطعتها وملاحقتها وقادة جيشها أمام القضاء الدولي ومؤسسات الأممالمتحدة ومحكمة الجنايات الدولية. وجددت الجبهة دعوتها للرئاسة والقيادة الفلسطينية بالتمسك بعقد المؤتمر الدولي كامل الصلاحيات تحت إشراف الأممالمتحدة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبالوقف التام لكافة أشكال اللقاءات والمفاوضات الثنائية والانفرادية بعد أن تبددت أوهام الضغط الأمريكي ومبعوثه ميتشل على حكومة الاحتلال لوقف الاستيطان ووضع حد لتنكيله بالشعب والأرض والمقدسات. - "لجان المقاومة الشعبية": من جانبها دعت لجان المقاومة الشعبية الجماهير في الضفة الغربيةوغزة إلى الخروج في مسيرات غضب تعبر من خلالها عن تمسكها بالمقدسات ودعمها لخيار المقاومة. وقالت: "إن جناحها العسكري كتائب الناصر صلاح الدين لن يبقى مكتوف الأيدي أمام جرائم الاحتلال ومستوطنيه"، مؤكدة على حق الشعب الفلسطيني في الرد على هذه "الجرائم". وقالت في بيان لها: "على شعوب امتنا العربية والإسلامية الخروج عن حالة الصمت لان الصمت على تدنيس المقدسات جريمة تمس العقيدة لهذا فهم مدعوون للخروج في مسيرات دعم ومساندة لجهاد شعبنا ولحقوقه المشروعة". - "جماعة الإخوان المسلمين": اتهمت "جماعة الإخوان المسلمين" الأنظمة العربية ب"التواطؤ" في اقتحام اليهود لباحات المسجد الأقصى، وقالت الجماعة في بيان: "إن تقاعس الحكومات العربية والإسلامية عن القيام بواجبها في الدفاع عن الأقصى واسترداد الأرض المحتلة شجَّع الصهاينة على محاولة اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك". وأوضحت الجماعة في بيانٍ لها نُشر على موقعها الإلكتروني؛ أن عملية تدنيس المسجد الأقصى تمَّت بعد أيام من اجتماع رئيس سلطة رام الله برئيس وزراء الكيان الصهيوني برعايةٍ أمريكية؛ لينكشف بذلك تواطؤ عباس مع الاحتلال، ويُفضَح زيفُ دعاوى التسوية وأوهام السلام المزعوم. وأشارت إلى أن ما حدث أمس لم يكن مجرَّد تحرُّك عشوائي لمجموعة من المتطرفين، ولكنه سياسة منتظمة لسلطات الاحتلال التي تحمي اليهود الذين يدنِّسون المسجد الأقصى ويعتقلون المقدسيين ويصيبونهم؛ في حلقةٍ من حلقات الاعتداء على الحرم القدسي منذ سقوطه في يد الصهاينة عام 1967م. ووجَّهت الجماعة التحيةَ لأهل فلسطين الصامدين المرابطين المدافعين عن الأقصى، وعن ترابِ وطنهم، مطالبةً كلَّ عربي ومسلم حاكم أو محكوم؛ بالقيام بواجباته ومسؤولياته أمام الله سبحانه وتعالى، ثم أمام الأمة والتاريخ؛ لردع الصهاينة ووقف غيِّهم وعدوانهم، ودعت علماء الأمة ومفكِّريها إلى استنهاض قوى الأمة، والعمل بجد ورويَّة لمواجهة مخططات الصهاينة. وأكدت أن الأمة لن تنسى فلسطين، ولن تنسى القدس والمسجد الأقصى، وستظل متمسكةً بحقِّها الذي لا يُنازع؛ في عودة فلسطين السليبة إلى أهلها، محذرةً من اليأس والقنوط؛ بسبب استسلام الحكومات وقلة حيلة الشعوب؛ لأنه حتمًا سيزول الباطل ويندحر الاحتلال؛ فتلك سنة الله في الكون. - "الجبهة العربية الفلسطينية": وفي ظل ردود الفعل، أدانت الجبهة العربية الفلسطينية، محاولة اقتحام الأقصى، وحملت "حكومة الاحتلال المسئولية الكاملة عن هذه الأحداث وما قد ينتج منها". وأوضحت في بيانها "أن الاحتلال لم يستفد من الدروس التي تلقاها على مدى تاريخ المواجهة ولم يدرك بعد مكانة المسجد الأقصى في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني واستعداداهم لبذل الغالي والنفيس دفاعا عن قدسيته وعروبته". وناشدت الجبهة جماهير الأمة العربية والإسلامية وكافة الأحرار في العالم بالخروج في مسيرات حاشدة وتشكيل دعم شعبي وأممي للمناضلين في مدينة القدس. - "الجبهة الديمقراطية": وفي ذات السياق، أدان طلال أبو ظريفة، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، محاولة اقتحام المسجد الأقصى، واعتبر هذه الخطوة، تأتي في إطار ممارسات الاحتلال وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني. وشدَّد أبو ظريفة على أن مثل هذه "الأعمال الإجرامية التي تنتهجها حكومة نتنياهو التوسعية، بدءا من الاستيطان وهدم منازل المقدسيين، تسعى إلى تهجير المقدسيين وعزل مدينة القدس عن كافة أجزاء الضفة الغربية، بما يمنع إقامة الدولة الفلسطينية". واعتبر هذه المحاولة "تحديا واستخفافا واضحا بمشاعر المسلمين، وتأتي في إطار الصمت الإقليمي والدولي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، مما يستدعي عقد قمة إسلامية عاجلة تتخذ قرارات وتضع آليات عملية". - "اللجنة الوطنية العليا للقدس": وقالت اللجنة الوطنية العليا للقدس عاصمة الثقافة العربية: "إنه لطالما تم التحذير من خطورة ما يخطط ويدبر للأقصى والمقدسات"، واعتبرت أن "الاعتداءات الإسرائيلية بحق القدس والأقصى وصلت اليوم إلى حد لا يمكن السكوت عنه، ولا يمكن المرور عليه مرور الكرام؛ مما يستدعي وقفة عربية وإسلامية جادة"؛ لأن هذه الاعتداءات تأتي "ضمن مخطط معد مسبقا، تتوالى الحكومات المتعاقبة على تنفيذه بهدف إخفاء أي معالم تدل على إسلامية وعربية القدس وطمس إرثها الثقافي والحضاري الأصيل". وحذرت اللجنة الاحتلال من "الاستمرار في تدنيس المسجد الأقصى والاعتداء على مقدساتنا، وحملته كافة تبعات هذه الإجراءات التعسفية". - النقابات المهنية: بدوره أدان "تجمع النقابات المهنية الفلسطينية"، "حالة الصمت العالمي إزاء ما يحدث من جرائم وانتهاكات في المسجد الأقصى، مطالبا ب"التحرك الجاد لوقف تلك الانتهاكات". ودعا التجمع إلى "هبة جماهيرية عارمة من أجل إنقاذ المسجد الأقصى"، محذرًا من "خطورة المخططات الإسرائيلية". وأكد التجمع أن "الخطر الصهيوني الذي يهدد المسجد والمدينة المقدسة يتطلب مواقف سياسية رسمية وشعبية حازمة، والوقوف بجانب الأهل في القدس ودعم صمودهم، وتبني قضاياهم، ودعمهم ماليًّا وسياسيًّا وإعلاميًّا". - "المبادرة الوطنية": واعتبر النائب مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن ما جرى في القدس اليوم هو "انتهاك فاضح للأعراف الدولية ومساس بحرمة المسجد الأقصى". وأضاف البرغوثي: "أن حكومة نتنياهو شجعت ووفرت الحماية للمستوطنين لتدنيس المسجد الأقصى مما يؤكد الطابع العنصري لدولة الاحتلال وحجم الاضطهاد الديني الذي يعاني منه الفلسطينيون". كما اعتبر ما جرى "يندرج في إطار سياسة التهويد والتطهير العرقي التي تنتهجها سلطات الاحتلال في القدس لفرض واقع جديد في المدينة". - فلسطينيو 48: وفي داخل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948، حذر النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، من "أن حكومة إسرائيل تسعى إلى تصعيد دموي جديد للتهرب من استحقاقات العملية التفاوضية، وهذا ما يمكن استنتاجه من الاعتداء الدموي الخطير على الحرم القدسي الشريف اليوم الأحد، وإصابة عدد كبير من الفلسطينيين فيه". ودعا بركة في بيانٍ له المجتمع الدولي إلى "الوقوف على الجرائم الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني ومقدساته، وسعيها الحثيث لتفجير الوضع الأمني من أجل جر المنطقة مجددًا إلى دوامة خطيرة تبعد الحكومة الإسرائيلية عن مستحقات العملية التفاوضية والحل الدائم". وفرضت قوات الاحتلال إغلاقا شاملا على الضفة الغربية ومدينة القدس اعتبارا من منتصف ليلة أمس ولمدة يومين حتى انتهاء العيد اليهودي، ولن يسمح خلال هذه الفترة للفلسطينيين بدخول إسرائيل إلا في الحالات الإنسانية والطبية الاستثنائية. - "شبكة مساجدنا الدعوية" دعت شبكة مساجدنا الدعوية في غزة "أصحاب الضمائر الحية إلى فداء المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدسالمحتلة بالأرواح والمهج"، مؤكدة على أن كافة الوسائل مشروعة أمام حماية المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدسالمحتلة بما في ذلك استئناف العمليات الفدائية داخل المدينة المقدسة. وطالبت الشبكة الجميع للوقوف أمام مسؤولياته وأن تجهز كل جهة وهيئة ومنظمة ومؤسسة وحكومة ومجلس ورئاسة ومملكة وجمهورية الإجابة أمام الله تعالى عما فعل من أجل حماية مدينة القدسالمحتلة والمسجد الأقصى المبارك. الشخصيات الوطنية والإسلامية: - أبو حلبية: أكد أحمد أبو حلبية مقرر لجنة القدس في المجلس التشريعي أن ما يحدث في المسجد الأقصى جريمة ويحتاج إلى وقفة جادة من قبل الجميع لإنقاذ المسجد الأقصى من تدنسه من قبل الاحتلال. وأشاد أبو حلبية بجهود المرابطين في المسجد الأقصى، داعيا الله أن يحمهم في وجه المحتلين وطالب كافة الفصائل للتوحد في وجه الاعتداءات المستمرة في وجه الاحتلال. - التميمي: جدد قاضي قضاه فلسطين تيسير التميمي دعوته لشد الرحال اليوم إلى القدس لنصرة المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدس والتي تتعرض لاستهداف مبرمج من قبل المستعمرين المتطرِّفين. واعتبر التميمي أن السلاح الفلسطيني لمواجهة أخطار الاستعمار والتهويد في مدينة القدس هي الوحدة الوطنية، قائلا:" الإسلام دعانا للتوحد خوفا من سوء العاقبة، وما نراه الآن هو سوء العاقبة فالقدس تضييع والأطراف الفلسطينية مختلفة فيما بينها. - عكرمة صبري: اعتبر رئيس الهيئة الإسلامية العليا عكرمة صبري أن السلطات المحتلة تريد أن تفرض سيطرتها على المسجد الأقصى. وقال "القوات الخاصة الإسرائيلية تحاصر المدينة من جميع الجهات ولكن هذا كله لم يمنع المسلمين من التواجد ومنع الاحتلال من دخول المسجد الأقصى". ووجَّه صبري نداء استغاثة للمسلمين لإنقاذ الأقصى من الخطر المحدق، محملاً الدول العربية المسؤولية أيضًا في الدفاع عن الأقصى عن الهجمة التي تشنها حكومة نتنياهو على المسجد الأقصى والتمسك بواجبها تجاه القدس بإسناد النضال الوطني الفلسطيني "العادل" من اجل استعادة الحق المقدس في القدس الشريف والذود عنها أمام المحاولات الدائمة لتهويدها وطمس معالمها التاريخية والحضارية العربية والإسلامية وتشريد. - النائب محمد بركة: حذر النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، من "أن حكومة إسرائيل تسعى إلى تصعيد دموي جديد للتهرب من استحقاقات العملية التفاوضية، وهذا ما يمكن استنتاجه من الاعتداء الدموي الخطير على الحرم القدسي الشريف اليوم الأحد، وإصابة عدد كبير من الفلسطينيين فيه". وقال بركة في بيان إلى وسائل الإعلام، "إن الهجوم على باحات المسجد الأقصى المبارك اليوم مخطط له، وهذا ما ينعكس من الإجراءات المشددة التي فرضت على الدخول إلى الحرم، ومنع جمهور كبير من المصلين من الدخول إليه، وهذا لم يكن صدفة؛ إذ إن سلطات الاحتلال والأجهزة الأمنية التي تقودها، مدعومة من المؤسسة الحاكمة، تعرف تماما مدى قدسية وحساسية المكان، وكما علمت التجربة، فإنها تخطط لاستفزاز دموي وتصعيد خطير بدءا من هذا المكان بالذات". ودعا بركة المجتمع الدولي إلى الوقوف على الجرائم الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني ومقدساته، وسعيها الحثيث لتفجير الوضع الأمني من أجل جر المنطقة مجددًا إلى دوامة خطيرة تبعد الحكومة الإسرائيلية عن مستحقات العملية التفاوضية والحل الدائم، كما دعا بركة إلى أوسع وحدة وطنية في التصدي للمحتل ومؤامراته. - النائب سميرة حلايقة: استهجنت النائب في المجلس التشريعي سميرة حلايقة الصمت العربي والإسلامي تجاه حملة التهويد التي تنظمها الجمعيات والحكومة الإسرائيلية في مدينة القدس. وقالت "إن هذا الصمت هو جزء من التواطؤ العربي مع هذه الإجراءات والتي تعطي الضوء الأخضر لحكومة الكيان للاستمرار في حملتها ضد المقدسات الإسلامية". ودعت الحلايقة "العالمين العربي والإسلامي الوقوف بجانب المرابطين في المدينة المقدسة الذين يدفعون ثمن صمت الأمة باتجاه تلك الاعتداءات". - علماء مكةالمكرمة: طالب علماء مكةالمكرمة الحكومات العربية والإسلامية باتخاذ مواقف صريحة للمحافظة على المسجد الأقصى، وعدم الدخول في أي مفاوضات أو اتفاقيات يتم فيها التنازل عن القدس أو أي جزء من فلسطين، مشددين على أن أي تنازل أو اعتراف للعدو بأي جزء من فلسطين هو خيانة للأمة والملة، لأن كل أراضيها حق مشترك للأمة جمعاء. وأدان العلماء في بيانٍ لهم جميع أشكال التهويد في المسجد الأقصى المبارك والإجراءات التعسفية ضد أبناء الأمة في بيت المقدس، واستنكروا اقتحام الصهاينة المتكرر للمسجد الأقصى، وتدنيسه من قبل السياح غير المسلمين صباحًا ومساءً. ودعا البيان -الذي وقع عليه اثنان وعشرون عالمًا بارزًا- الأمة بكل أطيافها لدعم القدس والمسجد الأقصى داعين إلي بذل كل الجهود من أجل تثبيت وجود أهلها فيها. وحذر العلماء الحكومات من الاستسلام للضغوط الغربية الداعية للتطبيع مع العدو الصهيوني، ونبهوا إلى العواقب الوخيمة للتطبيع مع الصهاينة. وأهابوا بعلماء العالم الإسلامي "للتجاوب مع هذه الأرض المقدسة التي بارك الله فيها وحولها، وبيان الحق والصدع به"، وطالبوا وزارات الأوقاف في الدول العربية والإسلامية بتوجيه الخطباء والدعاة وأئمة المساجد لحث المسلمين على الوقوف بجانب إخواننا في القدس، وبيان مكانتها الشرعية، وخطورة الإجراءات التهويدية وشدد البيان على أن ما يجري اليوم في القدس والمسجد الأقصى القبلة من إصرار صهيوني على الاستيلاء على المدينة وطمس معالمها الإسلامية، وحفر الأنفاق الكثيرة تحت المسجد المبارك، وهدم بيوت المسلمين فيها، والعمل الدءوب على تهجير أهلها وطردهم منها، والإعلان المتكرر بادِّعاء القدس العاصمة الموحدة والأبدية للكيان الصهيوني، ليدلل على تمسك أولئك المعتدين الغاصبين بمخططاتهم التي أرادت أن تؤسس لدولة يهودية في فلسطين". وأكد العلماء على أن الذي أغرى اليهود في عدوانهم على القدس هو هذا الصمت الرهيب من الأمة بكل فئاتها، مما أدى لتسلط الإدارة الصهيونية وتفرغها لتهويد القدس عن طريق هدم المسجد الأقصى وإنشاء الهيكل المزعوم مكانه. وقال البيان "إن ما يجري اليوم يُحمِّل جميع المسلمين وفي مقدمتهم علماء الأمة مسؤولية شرعية وتاريخية تستوجب الصدع بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونبذ جميع أشكال العلاقات أو التطبيع مع ذلك العدو المجرم". وختم العلماء بيانهم بالتوجه لأهل فلسطين بقولهم: "نوصيكم بالصبر والثبات والصمود ضد هذا المحتل كما عودتمونا، فإن النصر قريب، وإن الفرج لآت، وإن مع العسر يسرًا". والعلماء الموقعون على البيان هم: الدكتور سليمان بن وائل التويجري عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقًا، ود. ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على موقع المسلم، ود. محمد بن صامل السلمي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، ود. عبد الله بن عمر الدميجي عميد كلية الدعوة وأصول الدين سابقًا بجامعة أم القرى، وأ.د. أحمد بن سعد الغامدي أستاذ الدراسات العليا بجامعة أم القرى، ود. خالد بن عبد الله الشمراني أستاذ الفقه المشارك بجامعة أم القرى، ود. محمد بن سعيد القحطاني أستاذ العقيدة المشارك بجامعة أم القرى سابقًا، ود. عبد الله بن عبد الكريم الحنايا أستاذ الفقه بجامعة أم القرى، ود. ستر بن ثواب الجعيد عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، ود.عبد الله بن علي المزم أستاذ الفقه وأصوله بجامعة أم القرى، ود. إبراهيم بن علي الحذيفي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، وخالد بن زريق الشهراني عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، وفهد بن محمد القرشي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، وبدر بن إبراهيم الراجحي قاضي بالمحكمة العامة بمكة، ومحمد بن سليمان الفعيم قاضي بالمحكمة الجزئية بمكة، وداود بن أحمد العلواني رئيس كتابة عدل متقاعد، وإبراهيم بن خضران الزهراني مساعد رئيس كتابة عدل بمكة، وأحمد بن حمد السعيد آل عبد القادر عضو الدعوة والإرشاد بمكة، وحمود بن عبد العزيز التويجري إدارة التعليم، وعبد العزيز بن سعود عرب عضو الجمعية الفقهية السعودية، وشجاع بن ساعد الذويبي باحث شرعي، ومحمد بن سليمان الفعيم قاضي بالمحكمة الجزئية بمك. ردود الفعل الدولية على محاولة اقتحام المسجد الأقصى توالت ردود الفعل العربية والفلسطينية على محاولة قوات إسرائيلية وجماعات يهودية متشددة اقتحام المسجد الأقصى المبارك في القدسالمحتلة، فدانت الجامعة العربية بشدة ما وصفته بالانتهاكات الإسرائيلية، فيما عدّ حزب الله اللبناني ما جرى إهانة كبرى للأمة الإسلامية والعربية. - جامعة الدول العربية: أصدرت جامعة الدول العربية بيانا مساء أمس حمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عما وصفه بانتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقيات جنيف الرابعة، ودانت ما قالت إنه "عدوان وحشي" على المسجد الأقصى المبارك. وطالب البيان إسرائيل بوقف ممارساتها "العدوانية" وإبعاد عناصر وقوى الأمن لدولة الاحتلال عن المسجد الأقصى، ودعا اللجنة الرباعية ومجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة للتدخل الفوري لوقف محاولات اقتحام المسجد الأقصى المتكررة. - المغرب: أدان رئيس لجنة القدس ملك المغرب محمد السادس المحاولات الإسرائيلية لاقتحام المسجد الأقصى، ووصفها بأنها عمل شنيع ومستفز لمشاعر المسلمين. وقالت مصادر مغربية رسمية إن محمد السادس "بوصفه ملكا للمغرب ورئيسا للجنة القدس الشريف يعبر عن إدانته القوية للعمل الشنيع الذي تعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات مبيتة ومستفزة لمشاعر المسلمين". وأضافت المصادر أن الملك المغربي "عبر أيضا عن شجبه المطلق للاعتداءات العنيفة التي أصابت مجموعة من الفلسطينيين من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي المتواطئين في التطاول على حرمة المقدسات الإسلامية واقتحام باحات المسجد الأقصى خاصة باب المغاربة". وجاءت التصريحات المغربية بعد ساعات من دعوة وجهها رئيس الحكومة الفلسطينية إلى لجنة القدس التي يرأسها الملك المغربي وناشدها الاجتماع العاجل لمناقشة تطورات محاولة جماعات يهودية متشددة اقتحام الأقصى. - الأردن: قال الأردن أنه استدعى لقائم بالإعمال الإسرائيلي في عمان احتجاجا على مصادمات في الحرم القدسي وقعت يوم الأحد بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية معتبرا أن هذا عمل استفزازي يقوض جهود السلام. وقالت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن وزارة الخارجية طلبت من القائم بالأعمال الإسرائيلي في عمان إبلاغ حكومته "استهجانها واستغرابها لهذا الاعتداء السافر وتوقيته على المصلين العزل". وتظاهر أكثر من مائتي شخص من أحزاب المعارضة والنقابات المهنية وطلبة الجامعات في اعتصام دعت إليه النقابات المهنية يوم الاثنين منددين بما اعتبروه انتهاكا إسرائيليا لحرمة المسجد الأقصى، وطالبوا الحكومة الأردنية بإعادة النظر في معاهدة السلام التي وقعها الأردن مع إسرائيل عام 1994 وطرد السفير الإسرائيلي. وقال نقيب المهندسين ورئيس مجلس النقباء عبد الله عبيدات: "إذا كان اليهود يحترمون معاهدة السلام مع الأردن الأولى بهم أن يحترموا مسؤولية الحكومة الأردنية على الأقصى". - المعارضة الأردنية: نفذت المعارضة الأردنية من أحزاب ونقابات وشخصيات مستقلة اليوم الاثنين اعتصامًا أمام مبنى مجمع النقابات المهنية في عمان، احتجاجًا على اقتحام المسجد الأقصى أمس الأحد من قبل متطرفين يهود، ما أوقع عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين. ورفع المشاركون في الاعتصام الذين ناهز عددهم عن 200 شخص يافطات تدعو الشعوب الإسلامية إلى الانتصار للمسجد الأقصى، كما رفعوا يافطات تدعو الحكومة الأردنية إلى طرد السفير الإسرائيلي من عمّان، وإلغاء معاهدة السلام الموقعة مع تل أبيب في العام 1994. وقام المشاركون بحرق العلم الإسرائيلي في ساحة مجمع النقابات المهنية، وهتفوا "لبيك يا أقصى"، و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى". وتصدر قادة الحركة الإسلامية الاعتصام، فيما دعا رئيس مجلس النقباء ونقيب المهندسين عبد الله عبيدات في كلمة له خلال الاعتصام الشعوب الإسلامية إلى التصدي للمحاولات الإسرائيلية للاستيلاء على المسجد الأقصى، منتقدًا الموقف الرسمي العربي من الأحداث التي شهدتها ساحة المسجد الأقصى. كما طالب القيادي في الحركة الإسلامية نجيب أبو محفوظ الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل بقطع هذه العلاقات. وأصدرت النقابات المهنية (14 نقابة) بيانًا استنكرت فيه اقتحام المسجد. وقال البيان "إن محاولات المستوطنين الصهاينة المستمرة اقتحام باحات المسجد الأقصى بحماية الشرطة الصهيونية هو بمثابة تطور خطر وتصعيد غير مسبوق لتهويد المسجد الأقصى وتحدٍ سافر للمسلمين كافة على وجه الأرض". وتساءل البيان عن "دور منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية والمتهافتين كافة على اللقاءات العبثية والتطبيع مع العدو الإسرائيلي والداعمين له"، مهيبًا بكل "أحرار العالم التصدي لهذه الممارسات، ومحذرًا في الوقت عينه من مغبة الاستمرار في هذا النهج في ظل صمت عربي وإسلامي مطبق". وكانت الحكومة الأردنية أدانت بشدة اقتحام المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى، واستدعت القائم بالأعمال الإسرائيلي في عمّان مساء أمس، وسلمته احتجاج شديد اللهجة، في إجراء هو الثالث من نوعه خلال العام الحالي. وسبق وأن استدعي القائم بالأعمال الإسرائيلي في العاصمة الأردنية في يناير الماضي خلال عملية الرصاص المصبوب على قطاع غزة، كما استدعت الخارجية الأردنية السفير الإسرائيلي في مايو الماضي، وسلمته احتجاجًا على مناقشة الكنيست لموضوع الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن. - تركيا: تظاهر آلاف من المواطنين الأتراك في ميدان "تقسيم" بمدينة إسطنبول؛ احتجاجًا على ما تقوم به القوات الصهيونية في القدسالمحتلة، ومحاولة المغتصبين الصهاينة اقتحام المسجد الأقصى. وردَّد المتظاهرون شعاراتٍ مؤيدةً للمقاومة الفلسطينية، رافعين صور قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشهداء، وأحرقوا الأعلام الصهيونية. وألقى بولنت يلدريم رئيس "هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية" التركية (IHH) كلمةً باسم منظمات المجتمع المدني التي نظَّمت المظاهرة، حذَّر فيها من المساس بالمسجد الأقصى، مشيرًا إلى المخططات الصهيونية التي تستهدف الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم. ودعا يلدريم الجماهير التركية إلى التضامن مع المرابطين في المسجد الأقصى؛ لحمايته من اقتحام المغتصبين الصهاينة بمساعدة قوات الاحتلال. ولفت بلدريم إلى أن القدس والمسجد الأقصى ملكٌ لجميع المسلمين، وبالتالي يجب حمايتهما على مليار ونصف مليار مسلم. وطالب القيادة التركية باتخاذ موقف رسمي مما يحدث في المسجد الأقصى، مشددًا على أن الاعتداء على المسجد الأقصى لا بد أن يعتبر كالاعتداء على الأراضي التركية. كما طالب يلدريم منظمة المؤتمر الإسلامي بالتحرك العاجل قبل هدم المسجد الأقصى من قِبَل الصهاينة، وأن يعقد اجتماعًا طارئًا لاتخاذ قرارات تمنع الصهاينة من المساس بأولى القبلتين للمسلمين. - "حزب الله": كما أصدر حزب الله بيانا مساء أمس الأحد دان فيه بشدة محاولات الاعتداء على المسجد الأقصى، وقال "إن الأمة العربية والإسلامية لا سيما تلك الأنظمة المهرولة لتضع بلدانها ومقدرات شعوبها تحت تصرف المشروع الأمريكي الصهيوني تتحمل كل المسؤولية عما يجري داخل فلسطينالمحتلة". واعتبر أن "ما جرى لا يمكن السكوت عنه أبدا"، ودعا "الجميع إلى الارتقاء إلى مستوى المسؤولية التي تحتمها الاعتداءات والتجرؤ الصهيوني على حرمة المسجد الأقصى"، وأكد أن المقاومة وحدها هي السبيل لانتزاع كل الحقوق ولتحرير كل الأرض". - سورية: وفي سورية خرج العشرات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بمظاهرات منددة بالانتهاك الإسرائيلي للحرم. - المغرب: أدان العاهل المغربي الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس يوم الاثنين مصادمات الأقصى ووصفها بأنها عمل شنيع ومستفز لمشاعر المسلمين. وقالت مصادر رسمية إن العاهل المغربي "بوصفه ملكا للمغرب ورئيسا للجنة القدس الشريف يعبر عن إدانته القوية للعمل الشنيع الذي تعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات مبيتة ومستفزة لمشاعر المسلمين". وأضافت أن "صاحب الجلالة عبر أيضًا عن شجبه المطلق للاعتداءات العنيفة التي أصابت مجموعة من الفلسطينيين من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي المتواطئين في التطاول على حرمة المقدسات الإسلامية واقتحام باحات المسجد الأقصى وخاصة باب المغاربة".