- اندلعت مواجهات عنيفة بين الشباب الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في أنحاء متفرقة من مدينة القدس داخل أسوار البلدة القديمة وخارجها، فيما واصلت إسرائيل إغلاق بوابات المسجد الأقصى لليوم الخامس على التوالي أمام المصلين، الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاماً.مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائلية في القدس (أ ف ب) فقد تجدّدت المواجهات بين المواطنين الفلسطينيين وطلبة المدارس من جهة والقوات الإسرائيلية في العديد من أحياء مدينة القدس داخل أسوار البلدة القديمة وخارجها. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن شهود عيان في القدس، أن شباباً من بلدة العيسوية، التي تقع على أراضيها مباني الجامعة العبرية ومستشفى هداسا، رفعوا رايات فصائل العمل الوطني والإسلامي في كافة أنحاء وشوارع البلدة "ما يؤكد أن العمل انتقل من الحالة العشوائية العفوية إلى العمل المُنظم والمُوحّد"، على حد قولها. وفي تطور لاحق اقتحمت، قوة معززة من الجنود الإسرائيليين بلدة العيسوية وشرعت بإطلاق مكثف للقنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، فيما رد الشباب برشق الجنود وسياراتهم بالحجارة وإشعال الإطارات المطاطية وسط الشوارع الرئيسية لتعطيل حركة السيارات العسكرية، فيما تحلق طائرة مروحية فوق البلدة لمساندة جنود الاحتلال في ملاحقة الشباب وطلبة المدارس. وأوضحت "وفا" نقلاً عن مراسلها بأن مواجهات أخرى اندلعت في محيط الحاجز العسكري المُقام على المدخل الرئيسي لمخيم شعفاط وسط مدينة القدس، حيث هاجم طلبة المدارس الجنود على الحاجز بالحجارة والزجاجات الفارغة والآلات الحادة. كما أفاد شهود عيان، أن مواجهات أخرى تدور في عدة أحياء من البلدة القديمة، وخاصة في حارتي حطة والسعدية وشارع الواد الملاصقة للمسجد الأقصى. وفي الجليل الغربي، أوقفت الشرطة الإسرائيلية حافلة كانت تقلّ "ركاباً مسلمين" في طريقها من مجد الكروم إلى القدس، وأرغم سائق الحافلة على العودة من حيث أتى، واعتقلت الشرطة أحد الركاب على ذمة التحقيق، بزعم "اعتدائه" على ضابط شرطة إسرائيلي، وفق الإذاعة الإسرائيلية. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن قوات الأمن ستقوم بتفتيش أي حافلة في طريقها إلى القدس "وذلك بإقرار وتأييد المستشار القانوني للحكومة" الإسرائيلية. بدورها قالت الحركة الإسلامية - الجناح الشمالي إن الشرطة أوقفت حافلتين، وقال الناطق بلسان الحركة "إن من يعيقون توجه المصلين إلى المسجد الأقصى سوف يتحملون المسؤولية في نهاية اليوم عن أي سيناريو قد يحدث". من جانب آخر، واصلت أجهزة الأمن الإسرائيلية "حملات دهمها لمنازل المواطنين المقدسيين في معظم أحياء المدينة واعتقلت خلالها عددا من الفتيان والشباب". إلى ذلك، واصلت القوات الإسرائيلية "حصارها المشدد على البلدة القديمة من مدينة القدسالمحتلة، وواصلت إغلاق بوابات المسجد الأقصى لليوم الخامس على التوالي أمام المصلين، الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاماً" وفقاً لوكالة "وفا". وفيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن حكومته ستواصل أعمال الاستيطان في القدس "على غرار السنوات الاثنتين والأربعين الماضية"، وأنها ستواصل أعمال البناء في الضفة الغربية بعد انقضاء الشهور العشرة على "تجميد" الأنشطة الاستيطانية، ورغم الأزمة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، التي وصفها السفير الإسرائيلي لدى واشنطن بأنها الأخطر، منذ 35 عاماً، أعلن أن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، أجل زيارته للمنطقة. وقالت مصادر إن المبعوث الأميركي الخاص، جورج ميتشل، أجل جولته في المنطقة بانتظار رد إسرائيل على مطلبها بالتراجع عن قرار الاستيطان في "المناطق المتنازع عليها في القدسالشرقية"، حسب مصادر. وكان من المقرر أن يعود ميتشل إلى المنطقة في وقت لاحق من الأسبوع الجاري للبدء بالمفاوضات غير المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.