شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي حملة مداهمات واعتقالات الليلة قبل الماضية وفجر الاربعاء في معظم احياء القدس حيث اعتقلت العشرات من الشبان والفتية لمشاركتهم في يوم الغضب الفلسطيني لنصرة الاقصى. واوضحت مصادر محلية الاربعاء بأن قوات الاحتلال اعتقلت الشبان والفتية الذين شاركوا في احتجاجات الثلاثاء بناء على صورة تم التقاطها لهم خلال المواجهات من قبل مصورين من القوات المستعربة التي كانت ترتدي الزي المدني وتتنقل بين المحتجين. وحسب المصادر المحلية تركزت حملة الاعتقالات في حارتي باب حطة والسعدية وشارع الواد داخل القدس القديمة وبالقرب من المسجد الأقصى المبارك، وفي بلدة العيسوية، وسط المدينة، التي شهدت مواجهات هي الأعنف والأشد منذ سنوات الاحتلال واستمرت طيلة ساعات نهار الثلاثاء أُصيب واعتقل خلالها عشرات الشبان. كما تركزت حملات الدهم والاعتقال في مخيم شعفاط وأحياء: شعفاط، راس العامود، سلوان، صور باهر، وادي الجوز، الطور، الصوّانة، وغيرها. وواصلت قوات الاحتلال الاربعاء فرض قيودها الامنية في القدس في حين استمرت حالة التأهب القصوى من قبلها في المدينة المقدسة حيث أعلنت استمرار إغلاق البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك أمام المواطنين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما، لليوم السادس على التوالي. وفي الضفة الغربية التي منعت السلطة الاحتجاج فيها خشية من جر الفلسطينيين الى دائرة العنف التي ترغب بها حكومة بنيامين نتنياهو على حد قول المسؤولين الفلسطينيين، تواصلت بعض المواجهات المتفرقة الاربعاء مع قوات الاحتلال في القرى وبعض المناطق غير الخاضعة لسيطرة قوات الامن الفلسطينية. وفي ذلك الاتجاه تجددت الاربعاء المواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال على حاجز قلنديا العسكري شمال القدس حيث رشق العشرات من الشبان قوات الاحتلال بالحجارة فيما ردت باطلاق قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي ولاحقت الشبان الى داخل مخيم قلنديا للاجئين. وتواصلت المواجهات مع قوات الاحتلال قرب قرية بيتا الفوقا قضاء نابلس وقرية بيت عانون قضاء الخليل احتجاجا على الممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى. كما أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجزي حوارة وبيت فوريك جنوب وشرق المحافظة وفرضت إجراءات أمنية مشددة على حواجز الطنيب غرب نابلس وزعترا جنوب المحافظة. وفي منطقة بيت لحم جنوب الضفة خرج طلاب المدارس في مسيرات احتجاجية الا ان قوات الامن الفلسطينية حالت دون وصولهم الى مناطق التماس مع قوات الاحتلال في حين شهد مفرق قرية بيتللو غرب رام الله مواجهات بين عشرات المتظاهرين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في أعقاب مسيرة احتجاج على الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى والمقدسات. وفي ظل المواجهات المتفرقة مع المواطنين في الضفة الغربية أعلن متحدث عسكري إسرائيلي الأربعاء رفع الإغلاق الشامل المفروض على الضفة منذ خمسة أيام. وقال المتحدث للإذاعة الإسرائيلية إنه 'طبقا لقرار وزير الدفاع إيهود باراك رفعنا خلال الليل الإغلاق الذي كان معمولا به لدواع أمنية منذ خمسة أيام في مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية)'. في الوقت ذاته ذكر المتحدث ان الشرطة الإسرائيلية أبقت على حالة التأهب القصوى في القدسالشرقية خشية وقوع مزيد من المواجهات مع الفلسطينيين. وأوضح أن 'حوالي ثلاثة آلاف شرطي لا يزالون في حالة تأهب في القدس'، مضيفاً أنه تم اتخاذ إجراءات أمنية بحق دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى بمنع من تقل أعمارهم عن خمسين عاما. وكانت مدينة القدس واحياؤها قد شهدت يوم الثلاثاء اعنف المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال اصيب خلالها 91 مواطنا بجروح متفاوتة من بينهم سبعة مواطنين اصيبوا بالرصاص المطاطي في العيون. ومن جهتها ذكرت جمعية المسعفين العرب في القدس الاربعاء أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت في المواجهات مع الشبان والمواطنين المقدسيين أنواعاً جديدة من الغازات السامة. وقال راجح هوارين الصبار أمين سر جمعية المسعفين الاربعاء إن جنود الاحتلال استخدموا غازات غريبة وسامة لم يشهدها الفلسطينيون قبل ذلك، موضحاً أن تأثير هذه الغازات مضاعف على أجساد الفلسطينيين ويؤدي إلي شعور المصاب بحالة اختناق يليها إغماء وتقيؤ وسعال، ولم يُعرف بعد تأثيرها بعيد المدى. كما أكد الصبار أن جنود الاحتلال استعملوا الرصاص الحي بشكل مكثف تجاه المتظاهرين إضافة إلى الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فضلا عن استخدام نوع من الغاز الذي يجذب الكلاب الشرسة تجاه المشاركين في المواجهات. وأوضح الصبار أن عدد الإصابات في القدسالمحتلة قارب المائة، وأن نحو نصفها كان في بلدة العيسوية بعد مواجهات عنيفة.