أعلن مسؤول فلسطيني بارز لوكالة فرانس برس أن الموفد الأميركي الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشل، سيصل إلى المنطقة، الأحد المقبل، في زيارة كان جرى إرجاؤها وسط خلاف بين واشنطن وإسرائيل.وقال المسؤول الفلسطيني إن ميتشل "سيأتي الأحد المقبل لبحث آخر تطورات الوضع مع القيادة الفلسطينية والرد الإسرائيلي على الطلب الفلسطيني وقف مشاريع الاستيطان". وكان من المقرر أساسا أن يجري ميتشل هذا الأسبوع محادثات في إسرائيل والضفة الغربية لكن زيارته أرجئت بعد إعلان إسرائيل موافقتها على مشروع بناء مساكن جديدة لمستوطنين في القدسالشرقية. من جهة أخرى، تجددت الاشتباكات في الضفة الغربيةالمحتلة وشمال القدس بين شباب فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد مواجهات عنيفة على خلفية افتتاح إسرائيل كنيس الخراب في البلدة القديمة أصيب خلالها عشرات الفلسطينيين بجروح. وذكرت مصادر فلسطينية لوكالة الأنباء الألمانية أن مجموعة من الشباب رشقوا القوات الإسرائيلية بالحجارة على مدخل حاجز مخيم شعفاط شمال مدينة القدس، في حين ردت تلك القوات بإطلاق الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز المدمعة. وأضافت المصادر أن مواجهات مماثلة اندلعت على حاجز قلنديا هاجم خلالها الجنود بعض الشباب الفلسطينيين بالقنابل الغازية الصوتية. وكان نحو 120 فلسطينيا أصيبوا في المواجهات العنيفة، التي اندلعت بين الشرطة الإسرائيلية ومئات الفلسطينيين على حاجز قلنديا وفي مخيم شعفاط وبلدة العيسوية وواد الجوز وأحياء أخرى في القدس. كما اعتقلت القوات الإسرائيلية عشرات الأشخاص وعززت وجودها في سائر أنحاء المدينة المقدسة, وقال شهود عيان إن عشرات المستعربين جرى نشرهم في أوساط المحتجين. وكانت قوات الاحتلال رفعت في وقت سابق أول أمس الأربعاء، الإغلاق الذي فرضته على الضفة الغربية منذ الخميس الماضي. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها أعادت فتح الحرم القدسي الشريف أمام المسلمين للصلاة فيه دون تحديد للأعمار، كما قالت إنها ستسمح بدخول السياح الأجانب والزوار إليه. ومع ذلك قررت الشرطة الإسرائيلية الإبقاء على الاستنفار في صفوفها. وفي قطاع غزة فرق الجيش الإسرائيلي تظاهرة شارك فيه العشرات من الفلسطينيين في منطقة متقدمة من الحدود بين غزة وإسرائيل للاحتجاج على الحزام الأمني الذي تفرضه إسرائيل على حدود القطاع. وقال مشاركون في المظاهرة التي تنظمها هيئة العمل الوطني -التي تضم فصائل يسارية فلسطينية- إن الجيش الإسرائيلي أطلق النيران وقنابل الغاز باتجاههم ما أدى إلى تفريق المظاهرة. ومنع الجنود الإسرائيليون، الذين يتمركزون على أبراج للمراقبة المتظاهرين من التقدم عبر إطلاق النار بشكل عشوائي عليهم. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات إلا أن عددا من المتظاهرين تعرضوا للإغماء جراء استنشاقهم قنابل الغاز وقدمت لهم الإسعافات الأولية في المكان. من جهة أخرى، رفض وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، دعوات المجتمع الدولي إلى تجميد الاستيطان اليهودي في القدسالشرقية، واصفا إياها أنها غير منطقية، في حين، أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين اشتون، عن أملها في استئناف محادثات السلام. وقال ليبرمان في تصريح صحفي مع اشتون التي بدأت، أول أمس الأربعاء، زيارة تستغرق 48 ساعة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية في إطار جولة إقليمية، إن هذا الطلب بمنع اليهود من البناء في القدسالشرقية غير منطقي بالكامل. وتابع ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا المتشدد، اعتقد أن هذا المطلب يشكل بطرق مختلفة، فرصة للمجتمع الدولي للانقضاض على إسرائيل ولكي يمارس الضغوط على إسرائيل ويطالب بأشياء غير منطقية. وأضاف الوزير الإسرائيلي: انه كما لو أننا على سبيل المثال نمنع العرب في القدسالشرقية من شراء منازل في القدسالغربية (حيث الغالبية من اليهود)، ويقال إن إسرائيل دولة فصل عنصري. واكتفت اشتون بالإعراب عن أملها في أن تبدأ المباحثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في أقرب وقت. وتأتي زيارة اشتون وسط تجميد المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وفي مناخ من التوترات الحادة السياسية الدينية في القدسالشرقية والأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل والولايات المتحدة.