فيما صادق وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاثنين على بناء المئات من الوحدات الاستيطانية الجديدة في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 طالبت السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي والادارة الامريكية باتخاذ موقف حاسم من القرار الاسرائيلي. ودعا الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة المجتمع الدولي وتحديدا الادارة الامريكية، الى اخذ موقف حازم وحاسم تجاه سياسة التوسع الاستيطاني التي تنتهجها حكومة بنيامين نتنياهو. وصادق باراك الاثنين على بناء 455 وحدة سكنية جديدة في الكتل الاستيطانية الكبرى المقامة على اراضي الضفة الغربية. واوضحت الاذاعة الاسرائيلية ان من ضمن الوحدات السكنية التي تمت المصادقة على اقامتها 149 وحدة في منطقة 'غوش عتصيون'، و84 وحدة في 'موديعين عيليت' و89 وحدة في 'معاليه ادوميم'، و76 وحدة في 'غفعات زئيف' بالاضافة الى وحدات في عدة اماكن اخرى. وبين الوزير الاسرائيلي دان مريدور وهو من اعضاء الطاقم الوزاري الاسرائيلي المصغر ان المفاوضات الجارية مع الجانب الامريكي حول مسألة وقف البناء في المستوطنات تقترب من نهايتها. واكد انه لن يكون هناك تجميد مطلق لاعمال البناء الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية. ومن جهته قال ابو ردينة، تعقيبا على القرار الاسرائيلي ان 'استمرار سياسة الاستيطان تحد للرئيس اوباما والمجتمع الدولي، وبذلك اسرائيل لا تريد سلام وهي تقوم بعملية تضليل وخداع للعالم وتعمل على اضاعة الوقت'. واضاف 'الجانب الفلسطيني يجري اتصالات عربية ودولية لمتابعة هذا الامر ولوقف هذه النشاطات، خاصة ان السياسة الاسرائيلية يجب ان يكون عليها رد حازم وحاسم من الجانب الامريكي'. وتابع ابو ردينة 'هذه سياسة تضليل وخداع وتهرب من استحقاق عملية السلام، وعلى المجتمع الدولي ان يتخذ الاجراءات لردع اسرائيل عند الاستمرار في سياسة التوسع الاستيطاني'. ومن جهته اتهم رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الاثنين الحكومة الاسرائيلية بممارسة 'الخداع' في ما يتعلق بالموقف من المطلب الدولي بتجميد الاستيطان. وقال عريقات لاذاعة 'صوت فلسطين' 'ان الامر الوحيد الذي تجمده الحكومة الاسرائيلية هو عملية السلام وما تقوم به هو عملية خداع واستمرار للانشطة الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية'. واكدت الحكومة الاسرائيلية الاحد عزمها بناء 'مئات المساكن' في مستوطنات الضفة الغربيةوالقدس على الرغم من سيل الانتقادات التي اثارها هذا المشروع في العالم. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان نتنياهو يعتزم السماح ببناء مئة مبنى تضم 500 مسكن في المستوطنات بالضفة الغربية حيث يقيم اصلا 300 الف اسرائيلي. واستنكر حزب الشعب الفلسطيني قرار حكومة نتنياهو بالموافقة على بناء 500 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنات لتضاف هذه الى 2600 وحدة استيطانية يجري بناؤها في المستوطنات ، واعتبر الحزب في بيان وزعه على وسائل الاعلام هذه الخطوة امعانا من قبل حكومة نتنياهو في تعطيل ونسف الجهود الرامية لاحياء عملية السلام على اسس عادلة، كما انها محاولة مرفوضة لتكريس الامر الواقع وقطع الطريق على امكانية اقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس على كافة الاراضي المحتلة عام 1967، وفي نفس السياق شدد الحزب على اهمية ثبات القيادة الفلسطينية وعلى راسها الرئيس ابو مازن على الموقف الفلسطيني الرافض لاستئناف المفاوضات قبل الوقف التام للاستيطان. كما دعا الحزب في بيانه للقيام بتحرك دولي واقليمي لمواجهة هذا الخطر الاستيطاني والعمل على تنظيم زيارات دولية للاطلاع على الاوضاع الراهنة في فلسطين في ضوء التصاعد المتواصل للهجوم الاستيطاني خاصة في مدينة القدس ومحيطها. واشار الحزب في دعوته هذه الى ضرورة العمل الجاد لطرح هذا الامر، في كافة المحافل الدولية وخاصة مجلس الامن الدولي والامم المتحدة والمطالبة بفرض عقوبات على اسرائيل نظرا لانتهاكها المتواصل لكافة المواثيق والاعراف الدولية. وصرح مسؤول سياسي كبير في اسرائيل الاثنين بأن كافة القرارات التي تصدر عن الحكومة الاسرائيلية بخصوص البناء في المستوطنات تأتي بالتوافق مع الادارة الامريكية وكذلك بالتنسيق مع المبعوث الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل. وجاءت اقوال المسؤول لصحيفة 'هآرتس' بعد القرار الصادر عن باراك ببناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في مستوطنات الضفة الغربية. واكد 'ان كافة القرارات الصادرة بخصوص البناء جاءت بعد محادثات مع الادارة الامريكية، وان جورج ميتشل في صورة هذه القرارات، ولا يمكن ان نعمل من خلف الادارة الامريكية'. وقالت وسائل اعلام اسرائيلية الاثنين، ان بناء الوحدات السكنية سيشمل مستوطنات 'هار جيلو' المقامة على اراضي مدينة بيت جالا وقرية الولجة في منطقة بيت لحم وكذلك مستوطنة 'موديعين' غرب مدينة رام الله و'كيدار' جنوب شرق القدس و'جفعات زئيف' جنوب غرب رام الله، وغور الاردن. وتقول مصادر اسرائيلية ان المصادقة على بناء استيطاني جديد في الاراضي الفلسطينية ياتي قبل امكانية اعلان نتنياهو تقليص الاستيطان في الاراضي الفلسطينية استجابة لضغوط من ادارة اوباما التي تسعى للحصول على تطبيع عربي مع اسرائيل مقابل تجميد الاستيطان. وفي ذلك الاتجاه نقلت صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية الاثنين عن مسؤول امريكي ان الادارة الامريكية استطاعت الحصول على تعهدات من عدد من الدول العربية بالقيام بخطوات تطبيعية تجاه اسرائيل. وحسب المسؤول الامريكي فان الولاياتالمتحدة حصلت على تعهدات من عدد من الدول العربية بالقيام بخطوات تطبيعية متفاوتة تجاه اسرائيل مثل فتح ممثليات اسرائيلية في اراضيها، ودول اخرى وافقت على منح تاشيرات لرجال الاعمال وسياح اسرائيليين، ووافقت دول اخرى على الارتباط بشبكة الهواتف الاسرائيلية، فيما وافقت بعض الدول على عقد لقاءات علنية على مستوى رفيع مع مسؤولين اسرائيليين، ووافقت دول اخرى على السماح للطائرات الاسرائيلية بالتحليق في اجوائها، او الموافقة على هبوط الطائرات الاسرائيلية في مطاراتها.