أعلنت السلطة الفلسطينية الاثنين أن تفاهمات الإدارة الأمريكية السابقة مع إسرائيل بشأن مواصلة الاستيطان 'غير ملزمة' لها ووصفتها ب 'غير الشرعية'، وذلك قبل أيام من زيارة الرئيس عباس لواشنطن للقاء الرئيس باراك أوباما، في وقت رأت فيه حركة حماس أن لقاء عباس أوباما 'استكمال لمشوار الاستجداء والرهانات الخاسرة'. وطالب نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الحكومة الإسرائيلية بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية بما في ذلك النمو الطبيعي للمستوطنات، وفي الكتل الاستيطانية، وفي القدس، وإزالة البؤر الاستيطانية طبقاً لما نصت عليه خارطة الطريق ولما يجمع عليه المجتمع الدولي. وقال 'المطلوب هو وقف الاستيطان بالكامل بما يفتح الطريق أمام مفاوضات جدية تؤدي إلى نتائج حقيقية'. وكان أبو ردينة يرد على تقارير إسرائيلية أفادت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى إبرام تفاهم مع الإدارة الأمريكية يقضي بالسماح بالاستيطان في الكتل الاستيطانية الكبرى، والاستمرار في النمو الطبيعي للمستوطنات وفي القدس مع إخلاء البؤر الاستيطانية على أن لا تتم إقامة مستوطنات جديدة أو مصادرات جديدة للأراضي بغرض الاستيطان. وشدد أبو ردينة أن الاستيطان بكل اشكاله مرفوض 'ويجب أن تزال المستوطنات في إطار الحل النهائي'. وأشار إلى أن هذا المطلب القاضي بوقف الاستيطان سيكون على رأس المطالب الفلسطينية في الاجتماع الذي سيعقده الرئيس عباس مع الرئيس أوباما في 28 من الشهر الجاري. ووصف أبو ردينة مواقف الإدارة الأمريكية الحالية من قضية القدس ب 'المشجعة'، وقال 'نريد أن تقرن هذه المواقف بأفعال وحركة سياسية أمريكية تجاه السلام مختلفة عن تلك التي اعتمدت لدى الإدارات الأمريكية السابقة'. الى ذلك قالت المصادر السياسية في تل أبيب، أمس الاثنين، إنّه بعد مرور أسبوع على لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك اوباما تتواصل المواجهة بين الدولتين، بحيث لم تعد تقتصر على موضوع تجميد المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، إنّما انتقلت إلى مكانة القدس. وأشارت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' إلى أنّ وزارة الخارجية الأمريكية تطرقت أمس لتصريحات نتنياهو الأسبوع الماضي والتي جاء فيها أنّ القدس الموحدة بجزءيها الغربي والشرقي المحتل، لن تقسم ثانية أبداً، وأوضحت بأنّ مكانة القدس ستتقرر في إطار المفاوضات على التسوية الدائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين فقط. وجاء في بيان وزارة الخارجية أنّ إسرائيل والفلسطينيين اتفقوا على حل المسألة من خلال المفاوضات، وأنّ إدارة الرئيس أوباما ستقدم لهم الدعم في مساعيهم للتوصل إلى اتفاق في كل مواضيع التسوية الدائمة. أما نتنياهو من جهته فأعلن في جلسة الحكومة بأنّ إسرائيل لن تجمد البناء في المستوطنات. وزادت الصحيفة قائلة إنّ رئيس الوزراء استعرض خلال جلسة الحكومة الأسبوعية تفاصيل زيارته إلى الولاياتالمتحدة ولقائه بالرئيس اوباما، ونقلت عنه قوله إنّ الدولة العبرية لن تقيم مستوطنات جديدة وستعمل على إخلاء البؤر الاستيطانية المصنفة إسرائيلياً بأنّها غير قانونية. ومن ناحية أخرى قال نتنياهو إنّه لن يجمد البناء في المستوطنات تجميداً تاماً، مضيفاً أنّه ليس من النزاهة عدم توفير جواب للزيادة الطبيعية، أما القدس فليست مستوطنة وسنواصل البناء فيها، على حد تعبيره. وتابع رئيس الوزراء قائلاً إنّه سيتعين عليه خوض حوار مع الإدارة الأمريكية في المسألة، وانضم وزير الأمن وزعيم حزب العمّال إلى أقوال نتنياهو في موضوع استمرار البناء في المستوطنات القائمة وقال إنّه لا يحتمل أن يقصد أحد ما بجدية أن يكون شخص ما اشترى شقة من 54 مترا ولديه طفلان وهو يعيل عائلته، وعندها يقال له إنّ هناك أمراً وصل من الولاياتالمتحدةالأمريكية يحظر عليه توسيع البيت بغرفتين إضافيتين، مؤكداً إنّ هذا الأمر ليس منطقياً، على حد قوله. علاوة على ذلك، دعا باراك في الجلسة إلى إخلاء ال 22 بؤرة استيطانية غير القانونية التي تمّت إقامتها في الضفة الغربية بعد آذار (مارس) من العام 2001. أما وزير المواصلات يسرائيل كاتس، وهو من صقور حزب الليكود، فقال إنّ كل إخلاء للبؤر الاستيطانية يجب أن يكون جزءا من صفقة رزمة أو خطة سياسية شاملة. وادعى وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان بأنّه ينبغي التقدم وفقا لخطة السلام الأمريكية المسماة بخريطة الطريق، فيما اقترح كاتس قوننة البؤر الاستيطانية التي أقيمت قبل آذار (مارس) من العام 2001 مقابل تفكيك البؤر التي أقيمت بعد ذلك، والتي تلتزم الدولة العبرية بشأنها تجاه الولاياتالمتحدة. وقال كاتس إنّه من المحظور الخروج في حملة صيد ضد المستوطنين في يهودا والسامرة، أي في الضفة الغربيةالمحتلة. ومن جهتها أوضحت الاذاعة الاسرائيلية الاثنين أن المستوطنين ينوون تخزين مواد بناء ومواد خام في مناطق مختلفة من الضفة الغربية لإعادة بناء النقاط الاستيطانية المنوي تفكيكها وازالتها. وكان الرئيس أوباما طلب عقب لقائه نتنياهو قبل أيام بوقف الاستيطان في الضفة، الذي أعلن معارضة بلاده له، وطالب إسرائيل بأن توافق على حل الدولتين ضمن اتفاق السلام النهائي. وسيلتقي الرئيس عباس بأوباما الخميس المقبل، ضمن جهود واشنطن لإعادة إحياء عملية السلام المتوقفة. ووجهت حركة حماس أمس نقداً شديداً للقاء المرتقب بين عباس وأوباما، وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم حماس في تصريح صحفي تلقت 'القدس العربي' نسخة منه ان حركته 'لا تعول كثيراً على لقاء أبو مازن بالرئيس الأمريكي أوباما'. ورأى برهوم الذي ترفض حركته مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل التي ترعاها أمريكا أن اللقاء لن يحمل 'سوى المزيد من الضغط على أبو مازن من قبل الإدارة الأمريكية لتقديم التنازلات على حساب حقوق وثوابت واستحقاقات شعبنا'. واتهم المتحدث باسم حماس الرئيس عباس بأنه 'ما زال يستكمل مشوار الاستجداء والرهانات الخاسرة على الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني'. وقال 'نحن نعتبر أن أبو مازن أضعف من أن يحقق أي انجازات لشعبنا الفلسطيني وتحديداً أن ولايته قد انتهت ولم يعد يمثل شعبنا'. وشدد برهوم على أن أي اتفاقية يوقعها عباس مع أي طرف في العالم 'لن تلزمنا'، مشيراً الى وجود انقسام داخل حركة فتح على الرئيس عباس. واتهم برهوم عباس أنه 'لم يقدم الحد الأدنى' لإنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني، وقال انه 'يضع العراقيل والعقبات في طريق الحوار مما يعزز استمرار هذا الانقسام'. وأشار إلى أن إسرائيل لا تزال تحاصر غزة، وتحتل الضفة، وتهود القدس، وأنً الإدارة الأمريكية والرئيس أوباما لم يقدما إلى الفلسطينيين سوى المزيد من 'التمنيات'، واتهمها بان خطواتها لم ترتق إلى أي خطوات عملية. وقال 'في ظل كل هذه الأجواء لا نعتقد أن أبو مازن سيقدم شيئا لصالح القضية الفلسطينية بل سيستمر في سياسة التعاطي مع المشاريع الصهيوأمريكية التي دمرت الشعب الفلسطيني'.وحذر الناطق باسم حماس من المساس ب 'حقوق وثوابت واستحقاقات شعبنا'.