اكد مسؤول فلسطيني الاثنين بان الرئيس محمود عباس سيتوجه اليوم الثلاثاء الى السعودية للقاء العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لبحث عملية السلام المتعثرة والمصالحة الفلسطينية المتوقفة. واكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات الاثنين بان زيارة عباس للرياض اليوم تاتي في اطار تنسيق المواقف مع الجانب السعودي لما له من اهمية على صعيد عملية السلام في المنطقة وتحقيق المصالحة الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال مصدر فلسطيني الاثنين ان مباحثات عباس والعاهل السعودي ستتناول ملف عملية السلام وسبل حشد الجهود العربية وفي مقدمتها الجهود التي تبذلها المملكة من اجل دفع عملية السلام المتعثرة مع اسرائيل، اضافة لبحث ملف المصالحة الفلسطينية. وتاتي زيارة عباس للرياض بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لمصر اليوم للقاء الرئيس حسني مبارك لبحث السبل الكفيلة بدفع عملية السلام للامام وبحث المصالح المشتركة بين البلدين وفق ما اعلنت المصادر الاسرائيلية. وجاءت زيارة عباس للرياض وزيارة نتنياهو لمصر اليوم في ظل تاكيد مصادر اسرائيلية بان تل ابيب اقتربت من الوصول لاتفاق مع واشنطن لاستئناف عملية السلام مع القيادة الفلسطينية. ونقلت المصادر الاسرائيلية عن رئيس حركة 'ميرتس' الاسرائيلية سابقا يوسي بيلين ان نتنياهو قريب من التوصل الى اتفاق مع واشنطن بشان مسار المفاوضات مع السلطة الفلسطينية يمتد الى سنتين، ويناقش مطالبة السلطة بالحدود على اساس حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967، مع تبادل مناطق وترتيبات امنية، وياخذ بالحسبان ما سمي ب'التطورات على الارض'. ونقلت صحيفة 'هارتس' الاسرائيلية الاثنين عن بيلين قوله في جلسة مغلقة لقيادة 'ميرتس'، عقدت الاحد، انه حصل على معلومات من خلال محادثاته مع جهات دولية واسرائيلية، يتضح منها ان نتنياهو ومبعوثه المحامي يتحساك مولخو قد استكملا العمل، في محادثاتهما مع المبعوث الامريكي جورج ميتشل، بشروط بدء المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. وبحسب بيلين فان اتفاق نتنياهو مع الادارة الامريكية يتضمن: جدول زمني للمفاوضات: اتفق نتنياهو مع الادارة الامريكية على تحديد مدة 24 شهرا للمفاوضات، بيد انه رفض ان يصرح بانه في نهاية هذه المدة يكون الهدف هو التوصل الى اتفاق. الحدود: وافق نتنياهو على معادلة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، والتي بموجبها تهدف المفاوضات لانهاء الصراع، والوصول الى تسوية بين الموقف الفلسطيني بشأن اقامة دولة فلسطينية على اساس حدود 67 مع تبادل مناطق متفق عليه، وبين الموقف الاسرائيلي بشأن الدولة اليهودية مع حدود معترف بها وامنة، مع الاخذ بعين الاعتبار التطورات على الارض، والمطالب الامنية لاسرائيل. القدس: وافق نتنياهو بأن تكون القدس ضمن احد المواضيع في المفاوضات، الا انه رفض التعهد بأي شيء قبل بدء المفاوضات. اللاجئون: عرض نتنياهو على ميتشل موقفا بموجبه يكون على استعداد لمناقشة قضية اللاجئين فقط في اطار متعدد الاطراف. الاتفاقيات السابقة: نتنياهو على استعداد للالتزام الاسرائيلي بكافة الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، وبضمنها اتفاقية 'اوسلو' و'واي بلانتيشن' و'خارطة الطريق'. مبادرة السلام العربية: رفض نتنياهو التصريح بأنه على استعداد لتبني او دعم المبادرة، الا انه يوافق على ان 'يأخذ الاطراف بالحسبان المبادرات الدولية التي تدفع باتجاه عملية السلام، مثل مبادرة السلام العربية'. وقال بيلين ان ميتشل من المتوقع ان يزور اسرائيل والسلطة الفلسطينية في الاسبوع الثاني من الشهر القادم لاستكمال المحادثات بشأن لاجراء المفاوضات، مشيرا الى 'ان الشعور الامريكي هو ان ابو مازن سوف يوافق على هذه الصيغة'. ومن جهتها نفت السلطة الفلسطينية على لسان امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه علمها بذلك الاتفاق. وقال عبد ربه للاذاعة الفلسطينية الرسمية بأن القيادة الفلسطينية لا تعلم شيئا عن ذلك الاتفاق ولم يتم اعلامها من قبل اي طرف بذلك الاتفاق، مشددا ان اي اتفاق يجري بين واشنطن وتل ابيب دون علم القيادة الفلسطينية غير ملزم لها. وترفض القيادة الفلسطينية العودة للمفاوضات مع اسرائيل الا بعد اعلان تل ابيب عن وقف تام للاستيطان في جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدسالشرقية الامر الذي ترفضه اسرائيل. وفي ظل مواصلة القيادة الفلسطينية رفضها العودة للمفاوضات مع اسرائيل قبل وقفها الاستيطان حذر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك السلطة الفلسطينية من مغبة استمرار الجمود في العملية السياسية، وقال 'ان البديل للمفاوضات الثنائية هو طريق مسدود سيؤدي لتعاظم مكانة وشعبية حركة حماس'. وشدد باراك خلال حديثه امام لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست ان استمرار السيطرة الاسرائيلية على ملايين الفلسطينيين ستؤدي حتما الى واقع دولة غير يهودية تتنافى مع مبادئ الصهيونية او واقع دولة غير ديمقراطية ستكون دولة تفرقة عنصرية.