حثت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس الأحد الدول العربية على فرض عقوبات مشددة على الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو. وعقب يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الحكومة المقالة على اجتماع وزراء الخارجية العرب في عمان الذي بحث آلية التعامل مع حكومة نتنياهو الجديدة 'بأن الحكومة المتطرفة تحتاج إلى موقف عربي واضح وليس الى اجتماع عابر، وان الاجتماعات تعبر عن حالة العجز والتردد'.وطالب رزقة في تصريح صحافي مكتوب الدول العربية بأن تعلن للعالم الأوروبي والغربي أنه 'لا يوجد جديد في المفاوضات وأن القانون الدولي يبيح للمقاومة الاستمرار حتى نيل الحرية، داعيا وزراء الخارجية العرب إلى مطالبة المجتمع الدولي بفرض عقوبات على حكومة نتنياهو'. وقال رزقة 'إن الاجتماع في حد ذاته يعبر عن حالة العجز العربي في مواجهة الواقع السياسي المتطرف في إسرائيل والواقع الدولي المتغير تجاه القضية الفلسطينية'، مشددا على 'أن هذا الواقع الجديد في إسرائيل بحاجة إلى موقف وليس الى اجتماع، وما حدث من عدوان سياسي وعسكري على القطاع كان واضحا وإجراميا جدا'. واضاف 'ان الثقافة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة التي أنتجت الحرب على قطاع غزة هي نفسها التي أخرجت هذه الحكومة اليمينية'، مشيرا إلى أنها صرحت بما لا يدع مجالا للشك أنها غير ملزمة بقرارات أنابوليس وليست معنية بحل الدولتين الذي طرحه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش 'الذي لا يزال يتمسك به المفاوض الفلسطيني'. واعتبر رزقة 'أنه من الممكن أن يكون هناك تنسيق لاتخاذ موقف، ولكن نخشى أن يراوح هذا التنسيق والموقف مكانه وأن تعود الرغبة في التحاور مع هذه الحكومة المتطرفة التي بدأت تدخل في أزمة مع الولاياتالمتحدة من جراء تطرفها'. وفيما تجري التحضيرات لترتيب لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الامريكي باراك اوباما في واشنطن لبحث رفض الحكومة الاسرائيلية الجديدة مبدأ الدولتين لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، اتصل الاول برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاحد لتهنئته بعيد الفصح اليهودي وحثه على العمل مع السلطة الفلسطينية لتحقيق السلام. وعبر عباس في اتصال هاتفي مع نتنياهو عن تهنئته بمناسبة حلول عيد الفصح اليهودي فيما رد الاخير بانه يأمل ان يعملا معا لتحقيق السلام بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي. وعبرت الاوساط السياسية الاسرائيلية عن أملها بأن يكون اتصال عباس بنتنياهو بداية للمفاوضات بين الطرفين، خاصة أنها المكالمة الاولى بين الرجلين منذ أن تسلم نتنياهو منصبه كرئيس للحكومة الاسرائيلية. واكد بيان لرئاسة الوزراء الاسرائيلية ان نتنياهو ذكّر عباس بالتعاون والمباحثات التي اجرياها في الماضي واضاف انه يعتزم ان يكرر ذلك في المستقبل بهدف دفع عملية السلام بيننا وبين الفلسطينيين. وذكرت صحيفة 'يديعوت احرنوت' الاسرائيلية على موقعها الالكتروني الاحد بان نتنياهو ذكّر عباس بالعمل المشترك عندما كان رئيساً للحكومة الاسرائيلية سابقاً وأنه معني باستمرار التعاون مع السلطة وعباس للوصول الى اتفاق سلام. واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى أن مجرد استعداد عباس لإجراء المفاوضات مع حكومة نتنياهو التي حتى الآن لم تعلن موقفا واضحا من مؤتمر أنابوليس وكذلك من حل الدولتين، سوف يدفع الاخير لبحث هذا الامر مع المقربين منه والبدء في المفاوضات مع الفلسطينيين، خاصة وان وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان اعلن ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة غير ملزمة بالمفاوضات التي استؤنفت في انابوليس في نهاية 2007 بدعم امريكي حول القضايا الرئيسية للصراع مع الفلسطينيين. هذا وجاء اتصال عباس مع نتنياهو الذي يطالب بتحقيق السلام الاقتصادي مع الفلسطينيين رافضا فكرة اقامة دولة فلسطينية بجانب اسرائيل في الوقت الذي يجري فيه الجانب الفلسطيني اتصالات مع الادارة الامريكيةالجديدة لترتيب لقاء بين عباس واوباما، لوضعه في صورة وجهة النظر الفلسطينية من التعامل مع الحكومة الاسرائيلية الرافضة لمؤتمر انابوليس للسلام الذي رعته الادارة الامريكية السابقة اضافة لإطلاعه على مطالب الشعب الفلسطيني الذي يعاني تحت الاحتلال الاسرائيلي. واكد وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي 'ان اتصالات تجري حالياً لتحديد زيارة سيقوم بها الرئيس عباس لواشنطن قبل نهاية الشهر الجاري أو مطلع الشهر المقبل للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما'. وأشار المالكي إلى أن هذه الزيارة ستتم كما يبدو قبل زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للعاصمة الأمريكية التي من المتوقع أن تتم في مطلع الشهر المقبل.