وجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم السبت تحذيرا شديد اللهجة إلى قادة دولة الاحتلال وذلك على خلفية التهديدات المتكررة بقيام جيش الاحتلال بعدوان جديد على قطاع غزة. وقال نجاد "إن أي عملية جديدة تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة ستقرب (الدولة العبرية) من موت محتوم". وجاءت أقوال نجاد تعقيباً على تحذير وجهه نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم وهدد فيه حركة حماس حماس بعملية عسكرية جديدة ضد القطاع إن لم تتوقف عمليات إطلاق الصواريخ على إسرائيل. ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية للانباء، عن نجاد قوله في خطاب ألقاه في سرجان جنوب شرق إيران ونقله التليفزيون الحكومي: "إن الإسرائيليين يبحثون عن ذريعة لمهاجمة غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وتابع: "أقول للصهاينة وللذين يدعمونهم كفى جرائم، إن مغامرة جديدة لن تنقذكم بل ستقربكم من موت محتوم". ولفت الرئيس الإيراني الى ان "الكيان الصهيوني يحاول من خلال ممارسة الضغوط على دول المنطقة فرض هيمنته عليها , حيث ادت ممارساته العدوانية خلال الاعوام الماضية الى مقتل 0300 شخص في لبنان و1300 من سكان غزة". واشار الى ان الشعار التي وعد به الرئيس الامريكي اوباما بالتغيير لم يحدث وانه واصل نهج سلفه. وأوضح رئيس الجمهورية ان الشعب الايراني ليس في عزلة كما تدعي الادارة الامريكية بل هي التي تعاني من العزلة. واعتبر نجاد "أن بناء إيران في الوقت الحاضر يعد أفضل عمل ثوري لانه سيفتح نافذة خلاص للبشرية جمعاء وتعزيز الحركة المطالبة بالعدالة في العالم". واشار الى ان "الهدف الرئيسي لأعداء إيران هو اعاقة تطور البلاد , مؤكدا ان بلوغ ايران قمم التطور يعني سقوط النظريات الغربية". وشدد نجاد علي وجود جبهتين تقفان وجها لوجه في العالم حاليا وقال: "ان هاتين الجبهتين تتمثلان في الشعوب التواقة للحق والعدالة من جهة والمستكبرين والمتغطرسين الاستعلائيين من جهة اخري". تهديدات إسرائيلية كان شالوم قد هدد بقيام جيش الاحتلال الاسرائيلي بهجوم واسع النطاق على قطاع غزة اذا لم توقف حركة حماس اطلاق الصواريخ من القطاع على اسرائيل. وقال شالوم في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية "إذا لم يتوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل، يبدو انه سيتعين علينا رفع مستوى نشاطنا وتكثيف عملياتنا ضد حماس". وأضاف محذراً "لن نسمح مجددا برؤية اطفالنا مرعوبين في الملاجئ، وسيجبرنا ذلك في نهاية المطاف على شن هجوم عسكري جديد". وتابع "آمل ان نتمكن من تفادي ذلك، غير ان هذا من الخيارات التي نملكها واذا لم يكن امامنا من خيار (آخر) فسنستخدمه في المستقبل". وقبل شالوم، دعا وزير المالية الإسرائيلي المتطرف ،يوفال ستاينيتز، المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى "تصفية" نظام حماس في قطاع غزة. كما صدرت دعوات من قادة عسكريين تتراوح بين تكرار اجتياع غزة، وشن ضربات متصاعدة. وقال: "عاجلا ام آجلا، سيكون علينا تصفية نظام حماس العسكري الموالي لايران". واضاف "لا احدد جدولا زمنيا لكننا لن نتمكن من التغاضي عن مواصلة هذا النظام تعزيز نفسه. لا يمكننا ان نقبل باستمرار تكدس صواريخ بعيدة المدى تستهدف صحراء النقب". وفي معرض رده على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ستقوم بحملة عسكرية جديدة ضد قطاع غزة، قال الوزير الإسرائيلي إنه لا يوجد خيار آخر أمام الحكومة، في إشارة إلى احتمال قيام إسرائيل بحرب شبيهة بالتي شنتها العام الماضي وأسفرت عن استشهاد 1400 فلسطيني غالبيتهم من المدنيين. بدوره، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست تساحي هنجبي انه لا مفر من خوض مواجهة مع حركة حماس في ظل استمرار الحركة في التزود بالاسلحة، على حد زعمه. وكان نتنياهو حذر في وقت سابق رجال المقاومة الفلسطينية من أن دولة الاحتلال سترد على أي هجمات من قطاع غزة، وذلك بعد اشتباكات على امتداد الحدود مع القطاع. وقال خلال اجتماع حكومته الأسبوعي، الاحد الماضي، "سياسة الرد حاسمة وحازمة. إنها توفر ردا حازما على أي ضرر يلحق بمواطنينا وجنودنا. هذه السياسة معروفة وستستمر". يذكر أن جيش الاحتلال شن عدوانا على القطاع نهاية العام 2008، بذات الذريعة (إطلاق الصواريخ) مما أدى إلى استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال. "اشعال المنطقة" كانت تقارير صحفية ذكرت في وقت سابق أن نتنياهو، بدأ يعد العدة لإعادة احتلال قطاع غزة وعدم الاكتفاء بعملية اجتياح كبيرة تشبه ما قام به سلفه ايهود أولمرت عام 2008 يوم احتل جيش الاحتلال الإسرائيلي القطاع عدة أسابيع . اضافت أن لجوء نتنياهو إلى هذا النوع من الخطط يعود في الأساس إلى إحساسه بسعي الإدارة الأمريكية إلى إقصائه عن رئاسة حكومة اليمين المتطرفة التي تسعى لاشعال المنطقة غير عابئة بمصالح الولاياتالمتحدة "حليفتها الاستراتيجية ". كما تهدف خطة نتنياهو إلى الخروج من الضغط الذي يمارس عليه أمريكيا لايقاف الاستيطان بالقدس المحتلة والبدء في مفاوضات سلام مع الفلسطينيين، وأوروبيا بعد فضية "الموساد" بدبي في أعقاب اغتيال القيادي في حركة حماس الفلسطينية ، محمود المبحوح في العشرين من يناير الماضي. ويعتقد نتنياهو أن وقف الاستيطان وتقديم التنازلات للفلسطينيين سيطيح به وبحكومته في حين أن أي حرب يشنها على القطاع ستحول الانتباه إلى اتجاه آخر ويبقيه رئيساً للحكومة. ويقول محللون إسرائيليون إن نتنياهو يواجه تحدياً أمنياً لم يواجهه لمدة عام، وذلك على خلفية واقعة مقتل أربعة جنود إسرائيليين بينهم ضابط برتبة رائد خلال أسبوع واحد، وخصوصاً في ظل ظروف يشهد فيها نوعاً من الأزمة المتصاعدة مع الإدارة الأمريكية وأزمة أخرى كبيرة مع الرأي العام الأوروبي والعالمي ومع عدد من الدول الأوروبية ناجمة عن تداعيات فضيحة "الموساد" في دبي. رد فعل حماس في هذه الأثناء، طالب إسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة المجتمع الدولي بالتدخل لوقف التصعيد والعدوان الاسرائيلي، عقب سلسلة من الغارات الاسرائيلية. وأكد هنية في بيان صحافي ان الحكومة تجري اتصالات مع الفصائل (الفلسطينية) للحفاظ على «التوافق الداخلي حماية لشعبنا وتعزيزا لوحدته"، في إشارة إلى توافق حكومته مع الفصائل الفلسطينية المسلحة على وقف إطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل. من جانبه، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس ان "هذه التصريحات تعكس النوايا الاجرامية وتؤكد الاستمرار في ممارسة ارهاب الدولة". واوضح "هذا يتطلب الاسراع في اتخاذ قرارات اقليمية ودولية حاسمة ضد حكومة الكيان الصهيوني وعزلها إقليميا ودوليا والبدء الفوري في محاكمة قياداتها كمجرمي حرب في محاكم الجنايات الدولية". ومن جهته؛ أكد الناطق الإعلامي باسم القسام أبو عبيدة أن الكتائب على جاهزية تامة للتصدي لأي عدوان أو "حماقة" إسرائيلية.