"ديربان 2".. انتقادات غربية واسعة لكلمة نجاد شن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، اليوم الإثنين هجوما حادا على إسرائيل؛ انسحب على إثره عدد من الوفود الغربية من الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "دربان 2" في جنيف. وما إن بدأ نجاد كلمته أمام المؤتمر، الذي تنظمه الأممالمتحدة وتستمر أعماله خمسة أيام، خرج محتج من بين الصفوف، صارخا بالإنجليزية "أنت عنصري"، وبعد أن أخرجه رجال الأمن قال نجاد: "أسامح هذا التصرف الذي ينم عن جهل". ثم تطرق إلى إسرائيل محملا الدول الأوروبية مسئولية قيامها: "بعد الحرب العالمية الثانية (1939 ( 1945 لجئوا إلى الاعتداءات العسكرية لكي يجعلوا أمة بأكملها (الفلسطينيين) بلا مأوى تحت ذريعة المعاناة اليهودية". وتابع: "وأرسلوا بمهاجرين من أوروبا، والولاياتالمتحدة، وأجزاء أخرى من العالم من أجل إقامة حكومة عنصرية تماما في فلسطينالمحتلة". وأضاف: "وفي الحقيقة فإنه تعويضا عن العواقب الوخيمة للعنصرية في أوروبا ساعدوا في أن يصل للسلطة في فلسطين أكثر النظم العنصرية قسوة وقمعا"، في إشارة إلى إسرائيل. وعندها انسحب من الجلسة العديد من الوفود الغربية، خاصة الأوروبية، تنفيذا لتهديد وزير الخارجية الفرنسية، برنارد كوشنير، بمغادرة المؤتمر إذا هاجم الرئيس الإيراني إسرائيل أو السامية. وكانت إسرائيل قد سحبت سفيرها لدى سويسرا؛ بدعوى التشاور، فيما يبدو احتجاجا على اجتماع الرئيس السويسري، هانز رودولف ميرز، مع نجاد مساء أمس، وحاول مسئولون إسرائيليون، ولكن بلا جدوى، الضغط على الجانب السويسري لإلغاء هذا الاجتماع. تصفيق متكرر وحظي نجاد بتصفيق متكرر من المشاركين، خاصة حينما تحدث عن الأوضاع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وهاجم إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، والمسئولين عن الأزمة المالية العالمية. ونند بما وصفها ب"الغطرسة والتعالي الأمريكيين" اللتين اعتبر أنهما كانتا الدافع وراء احتلال أفغانستان أواخر أكتوبر 2001، والعراق في مارس 2003، ضمن الحملة التي أطلقتها إدارة بوش، عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، تحت اسم "الحرب على الإرهاب"، وتساءل مستنكرا عن "الرخاء الاقتصادي والوعود المعسولة بالديمقراطية في هذين البلدين". وبالنسبة للأزمة المالية العالمية، فقد حمل نجاد مسئوليتها للدولة الغربية؛ لأنها "فرضت نظما اقتصادية غير صالحة"، ونظام مراقبة مالي "بدون آليات دولية حقيقة للمحاسبة"، وأضاف أن الأزمة الراهنة لم تنتج في إفريقيا ولا آسيا، بل "في الولاياتالمتحدة"، ومنها امتدت إلى أوروبا وبقية دول العالم. وطالب نجاد بضرورة إعادة بناء المؤسسات الدولية الاقتصادية والسياسية، وإلغاء حق "الفيتو" (النقض) في مجلس الأمن الدولي. انتقادات لنجاد معلقا على هذه الكلمة، قال السفير البريطاني، بيتر جودرهام، الذي فضلت بلاده عدم إرسال وزير إلى جنيف: "مثل تلك الملاحظات المروعة المعادية للسامية لا يجب أن يكون لها مكان في منتدى مناوئ للعنصرية في الأممالمتحدة". بينما اعتبر وزير الخارجية النرويجي، يوناس جار شتور، أن كلمة نجاد ترقى إلى حد التحريض على الكراهية، واتهم إيران بأنها جعلت من نفسها "دولة شاذة بتقويضها الاتفاق على إعلان للمؤتمر". وقال روبرت كولفيل، المتحدث باسم نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، التي نظمت المؤتمر، إنها تأسف للغة التي استخدمها نجاد، معتبرا أن "هذه الكلمة غير مناسبة بالمرة في مؤتمر يهدف إلى تعزيز التنوع والتسامح". بدوره، وصف أليخاندرو وولف، نائب مندوب الولاياتالمتحدة الدائم في الأممالمتحدة، إن كلمة نجاد ب""الوضيعة والكريهة". واعتبر وولف أن الكلمة "تسيء إلى الأمة الإيرانية والشعب الإيراني، ونطالب القيادة الإيرانية بتقديم خطاب إيجابي، أكثر وعيا واعتدالا وأمانة للتعامل مع شئون المنطقة". كذلك أدان الأمين العام للأمم المتحدة، باني كي مون، كلمة نجاد قائلا إنه الرئيس الإيراني استغل كلمته "لكي يتهم ويستفز"، ما يتعارض مع هدف المؤتمر، حسب قوله. معاداة الإسلام والسامية وفي كلمته، شدد بان كي مون، أن معاداة الإسلام (الإسلاموفوبيا) تعد شكلا من أشكال العنصرية مثل معاداة السامية. ويهدف هذا المؤتمر إلى وضع برنامج للتصدي للعنصرية، ويعد الأول من نوعه منذ المؤتمر الذي أقيم في مدينة دربان بجنوب إفريقيا 2001، والذي انسحبت منه إسرائيل والولاياتالمتحدة؛ لاعتباره الصهيونية أحد أشكال العنصرية. وتقاطع "ديربان 2" كل من إسرائيل والولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا ونيوزلاندا وهولندا وألمانيا وإيطاليا؛ بدعوى أن الوثيقة الختامية للمؤتمر تتضمن انتقادات لإسرائيل بعد "حملتها العسكرية" الأخيرة على قطاع غزة، والتي أسقطت أزيد من 1400 شهيد و5400 جريح، نصفهم تقريبا من الأطفال والنساء، فضلا عن الدمار الواسع في أرجاء القطاع المحاصر إسرائيليا منذ يونيو 2007. احتجاج على دخول الرئيس الإيراني لقاعة المؤتمر مقتطف من كلمة نجاد مع ترجمة فرنسية