أقرت الدول المشاركة في مؤتمر دربان 2 لمناهضة العنصرية، المنعقد حاليا في مدينة جنيف السويسرية، البيان الختامي للمؤتمر بصيغة توافقية تدعو إلى التسامح، وتتجاهل الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، فيما تطرقت إلى المحرقة النازية بحق اليهود. وقال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان إن جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة قبلت نصّ البيان دون اعتراض، فيما عدا تسع دول قاطعت المؤتمر بينها ألمانيا والولايات المتحدة والكيان الصهيوني. وشهد المؤتمر انسحاب الدول الأوربية التي شاركت في المؤتمر مرتين، مرة حين انسحب ممثلي 6 دول أوربية من قاعة مؤتمر الأممالمتحدة حول مكافحة العنصرية المنعقد حاليا في جنيف بعدما وصف ممثل ليبيا إسرائيل بأنها دولة عنصرية. وذلك بعد يوم من مغادرة العشرات من مندوبي الدول الغربية قاعة المؤتمر احتجاجا على كلمة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد هاجم فيها الكيان الصهيوني بسبب سياسته ضد الشعب الفلسطيني ووصفه بأنها كيان عنصري. ووافقت الدول المشاركة في المؤتمر على البيان الختامي الذي يضم 143 بندا، بعدما أكد على تبني الإعلان الأصلي من مؤتمر دربان1 الذي عقد في جنوب إفريقيا في عام 2001 على دعوات لمكافحة أشكال مختلفة من العنصرية والتمييز والتعصب. وكان بيان عام 2001 قد أدان بشكل صريح الممارسات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، ووصف ممارساته تلك بأنها ممارسات دولة عنصرية . لكن البيان الجديد بـ جنيف تضمن ذكر إرث العبودية، وتأثير الفقر، ومحرقة اليهود (الهولوكوست)، وموضوعات أخرى باعتبارها دعوات للدول لاستخدام آليات لمتابعة تقدمها في مكافحة العنصرية. ولم يتطرق البيان إلى الاحتلال الصهيوني لفلسطين، بينما ألقى الضوء على العنصرية ضد طائفة الروما الغجرية في أوروبا والتعصب ضد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز). وبدلا عن ذلك، يشجب البيان الارتفاع العالي لظاهرة العنصرية والتعصب ومنها معاداة الإسلام والعرب، ولم يستعمل البيان كلمة ازدراء كما طالب بها مندوبو الدول العربية التي شاركت في الاجتماع، وأكد البيان على الحاجة للتصدي لهذه الظواهر بحزم بما في ذلك في المناطق الخاضعة للاحتلال الأجنبي. وتم تبنّي البيان الختامي للمؤتمر بعد ساعات قليلة من عودة وفود الدول الأوروبية، التي انسحبت من جلسة الافتتاح احتجاجا على خطاب الرئيس الإيراني، إلى أعمال المؤتمر، وبررت هذه الوفود عودتها بعدم ترك المؤتمر بين أيدي المتطرفين، على حد قولها. ورغم ذلك فإنه منذ يوم الجمعة الماضي عندما تم الاتفاق على النص انسحبت ألمانيا والولايات المتحدة وبلدان أخرى من المؤتمر مطلع الأسبوع الجاري، معللة ذلك بعدة أسباب مختلفة، منها مخاوف من كون اللغة المستخدمة في المؤتمر ستكون مفرطة في انتقاد إسرائيل . وتسببت الكلمة التي ألقاها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس الإثنين والتي وصف فيها إسرائيل بالكيان العنصري في انسحاب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي احتجاجا على الكلمة، وأثارت إدانة فورية من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كما أدانت ليبيا على لسان مندوبها في المؤتمر الكيان الصهيوني العنصري مما أدى إلى انسحاب ست دول غربية احتجاجا على ذلك.