انطلقت بجنيف أشغال مؤتمر الأممالمتحدة حول مناهضة العنصرية ""دوربان2 "" . وافتتح أشغال المؤتمر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي-مون, بحضور المفوضة السامية لحقوق الإنسان ، نافي بيلاي ، ورئيس مجلس حقوق الإنسان، مارتان أوهوموابي. ويهدف هذا المؤتمر ، الذي تنظمه الأممالمتحدة ، وسط مقاطعة أغلب البلدان الغربية, إلى تقييم وتسريع وتيرة تطبيق الإجراءات المعتمدة خلال المؤتمر العالمي لمناهضة العنصرية الذي احتضنته دوربان ، بجنوب إفريقيا ، حلال سنة2001 , وكذا تقييم الأشكال العصرية للتمييز العرقي, والعداء للآخر, واللاتسامح. ويشكل مؤتمر دوربان2 مناسبة لدراسة وتقييم مدى تطبيق التدابير المعتمدة خلال دوربان1 من قبل جميع الأطراف الفاعلة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. وسيتم خلال هذا الملتقى تقييم فعالية آليات المتابعة القائمة ، وباقي آليات الأممالمتحدة المفيدة في معالجة قضية العنصرية ومايرتبط بها من التمييز العرقي، وكراهية الآخر، واللاتسامح ، بهدف تعزيزها. وقد قاطعت العديد من الدول الغربية هذا المؤتمر، رغم التعديلات التي أدخلت على مستوى مشروع البيان الختامي ، واستبعاد جل النقاط موضع الخلاف, كالإشارة إلى الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني أو الإساءة إلى الأديان. وقد خيمت على أجواء مؤتمر الاممالمتحدة حول العنصرية، المعروف بمؤتمر ""دوربان2 "" ، اجواء من التشكيك بعد اعلان دول غربية عدة تغيبها عنه بدعوى خشيتها ان يتضمن خطاب الرئيس الايراني ، محمود احمدي نجاد ، انتقادات لسياسة للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين. وبعدما ابقت الغموض مخيما حتى اللحظة الاخيرة, اعلنت الولاياتالمتحدة واستراليا وهولندا ، انها لن تشارك في المؤتمر الذي يعقب المؤتمر الاول الصاخب الذي اثار خلافا محتدما، قبل ثماني سنوات في دوربان ، بجنوب افريقيا. وانضمت المانيا - ونيوزيلندا - الى قائمة الدول المقاطعة للمؤتمر، واعرب وزير الخارجية الالماني، فرانك فالتر شتاينماير ، في بيان ، عن خشيته من ان ""يتم تحوير المؤتمر لخدمة مصالح اخرى (غير التي يفترض عقده لاجلها) كما كان الامر في الاجتماع السابق سنة2001 . وهذا الامر لا يمكننا ان نقبله"". اما اسرائيل وكندا فاعلنتا ، منذ وقت طويل ، عدم حضورهما المؤتمر, وصدر موقف مماثل عن ايطاليا ، مطلع مارس الماضي ، وقد اكدته وزارة الخارجية الايطالية أول أمس . في المقابل, اعلنت بريطانيا حضورها ولو على مستوى سفيرها في الاممالمتحدة, فيما اعلن وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، ان فرنسا ستشارك في المؤتمر ممثلة بسفير, محذرا من ان بلاده ستنسحب, مثل غيرها من الدول الاوروربية المشاركة, في حال تلفظ الرئيس الايراني بكلام ""معاد للسامية"". في هذه الأجواء المشحونة ، شن احمدي نجاد هجوما لاذعا على اسرائيل ، واصفا اياها بانها ""رافعة راية العنصرية"". الى جانب هذا ، ظلت معظم الدول الغربية متوقفة عند مسودة البيان الختامي للمؤتمر، التي وضعها الدبلوماسيون ، الجمعة الماضية في جنيف، والتي كانت على ما يبدو موضع اجماع. وحذفت من الوثيقة، التي صادقت عليها لجنة التحضير للمؤتمر , اي اشارة الى اسرائيل والاساءة الى الاديان, وهما ""خطان احمران"" بالنسبة للغربيين, كما تم الابقاء ، نزولا عند طلبهم ، على فقرة حول ذكرى محرقة اليهود, خلافا لما طلبته ايران. واذ اقرت الولاياتالمتحدة بحصول ""تقدم"", الا انها اعربت عن اسفها لاعادة التأكيد في مسودة البيان على اعلان دوربان2001 وبرنامج عمله ، بعدما رفضت آنذاك المصادقة عليهما. ويتضمن اعلان دوربان وبرنامج عمله، فقرتين تتعلقان بالنزاع الاسرائيلي الفلسطيني, تعترض واشنطن عليهما. وتعنى احدى الفقرتين ب""مصير الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الاجنبي"" في فصل ""ضحايا العنصرية"", مما يؤدي الى اعتبار الاحتلال بمثابة فعل عنصري. واعربت نافي بيلاي، المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة ، عن ""صدمتها وخيبتاه العميقة"" من قرار الولاياتالمتحدة ، معتبرة انه ""كان من الممكن تخطي هذه الصعوبة"".