شددت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاربعاء في رام الله على عزم الولاياتالمتحدة المضي قدما في عملية السلام في الشرق الاوسط وقيام دولة فلسطينية.والتقت كلينتون الاربعاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقره برام الله واكدت على دعمها الكامل له في صراعه على السلطة مع حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وذلك في اول زيارة لها للاراضي الفلسطينية بعد تسلمها لمهامها كوزيرة للخارجية. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفلسطيني ان ادارة عباس في الضفة الغربية هي 'الحكومة الشرعية الوحيدة للفلسطينيين'، مشددة على ان ادارة اوباما ستعمل معه ومع رئيس الوزراء لحكومة تسيير الاعمال الدكتور سلام فياض لمعالجة مجموعة من القضايا ومنها الميزانية والامن والبنية التحتية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. واضافت كلينتون 'ان الولاياتالمتحدة تهدف الى دعم الظروف التي يمكن ان يتم فيها اقامة دولة فلسطينية بشكل كامل'. وقالت كلينتون اثناء المؤتمر ان 'الولاياتالمتحدة تعمل على توفير ظروف من شأنها ان تسمح بقيام دولة فلسطينية'. وقالت كلينتون التي تقوم باول جولة في الشرق الاوسط منذ تولي ادارة الرئيس باراك اوباما الجديدة السلطة في كانون الثاني (يناير) 'نحن عازمون على المضي قدما.. ان الوقت يداهمنا'. واعلنت ان المبعوث الامريكي الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل سيعود الى المنطقة ما ان يتم تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة. وانتقدت كلينتون قرار اسرائيل اجلاء نحو 1500 من سكان القدسالشرقية بحجة ان منازلهم، وعددها تسعون تقريبا، ليس لها تراخيص بناء. وقالت ان 'هذا النوع من النشاطات لا يساعد ولا يحترم التزامات خارطة الطريق (خطة السلام الدولية) ونعتزم التطرق الى المسالة مع الحكومة الاسرائيلية وبلدية القدس'. من جهته قال محمود عباس 'ان من يفعل ذلك لا يريد السلام' ودعا الحكومة الاسرائيلية المقبلة الى احترام حل الدولتين لتسوية النزاع. وقال عباس 'نحن نحترم خيار الشعب الاسرائيلي ونحترم الانتخابات (الاسرائيلية) لكننا نطالب الحكومة المقبلة باحترام خارطة الطريق وحل الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية' مشددا على وقف الاستيطان في الضفة الغربية. كما دعا الى فتح معابر قطاع غزة لوضع حد 'لمعاناة الشعب الفلسطيني' في القطاع والسماح باعادة اعماره بعد الهجوم الاسرائيلي الذي خلف 1430 شهيدا فلسطينيا. كذلك دعت هيلاري كلينتون اسرائيل الى 'تخفيف معاناة' فلسطينيي قطاع غزة بتسهيل عبور المساعدات الغذائية. من جهة اخرى دعا الرئيس الفلسطيني ايران الى عدم 'التدخل' في الشؤون الفلسطينية واتهمها 'بالتدخل فقط لتعميق الانقسام بين الفلسطينيين'. واعربت كلينتون عن ارادتها في ان تكون مهندسة 'دبلوماسية قوية' في المنطقة حيث وعدت ايضا بالاهتمام بالملف السوري. واعلنت ارسال موفدين امريكيين الى دمشق لاقامة اتصالات سياسية على اعلى مستوى مع النظام السوري منذ اربع سنوات. ومن جهته انتقد رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني احمد قريع زيارة كلينتون التي وصفت بالاستطلاعية قائلا "كفى إستطلاعاً ومضيعة للوقت وكفى شعبنا إنتظاراً". وطالب قريع في تصريح صحفي شديد اللهجة ادارة الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما بان تقول كلمتها بشأن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي دون مواربة. واضاف قريع: هيلاري كلينتون والإدارة الأمريكيةالجديدة تقول أنها في مرحلة استطلاع لمواقف زعماء المنطقة، وكأن جميع استطلاعات الإدارات الأمريكية السابقة منذ عام 1967 ، لم تطلع الإدارة الأمريكية على الاوضاع والممارسات والانتهاكات والمواقف، وكأن ما حاولت القيام به ادارة ريغان وما قامت به ادارة بوش الأب باطلاق عملية مدريد، أو إدارة كلينتون في استوكهولم وكامب ديفيد وطابا، أو إدارة بوش الأبن بمقولة (حل الدولتين) غير المحدد وغير المعرف بالنسبة للأرض والقدس واللاجئين خاصة، وخريطة الطريق وأنابوليس ، غير كافية لتقول الادارة الامريكية موقفها من الحل إستناداً الى الشرعية الدولية والقانون الدولي في حل القضايا ، وهل هناك من قرارات دولية لأية قضايا أكثر من القضية الفلسطينية ، يكفى للادارة الامريكية لاستطلاع الأوضاع والمواقف ، ولتقل كلمتها دون مواربة بحل هذا الصراع على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وكفى إستطلاعاً ومضيعة للوقت وكفى شعبنا إنتظاراً. ورجحت مصادر فلسطينية ان يكون استبعاد عباس لقريع من لقاء كلينتون في رام الله الاربعاء مؤشرا على احتدام الصراع بين الرجلين وعلى اتخاذ الرئيس الفلسطيني قراره النهائي باستبعاده الاخير عن رئاسة طاقم المفاوضات النهائية مع اسرائيل. وكان قريع قد اتهم من قبل ادارة الرئيس الاميركي الراحل جورج بوش بانه عرقل التوقيع على مذكرة تفاهم لحل الصراع بين عباس واولمرت في عهد بوش. وبشأن المفاوضات مع اسرائيل قال قريع : أن المفاوضات مجمدة ومعلقة بإنتظار تغيير جذري في السياسة الإسرائيلية حيال العدوان على الأراضي الفلسطينية وخاصة على قطاع غزة والحواجز العسكرية وتقطيع أوصال الضفة الغربية إلى معازل، والاستيطان والتوسع الاستيطاني المستمر والمتواصل بشكل متصاعد، والأخطر هو ما يتبع من سياسات وإنتهاكات غير مسبوقة في تهويد القدس وتفريغها من سكانها وترحيلهم في عملية ترانسفير خطرة لعزل القدس تماماً عن محيطها وضمها. واضاف في تصريح صحفي: أمام هذه الممارسات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة يوما بعد يوم فإن أي أحد منا كقيادة وكمفاوضين يشعر بالخجل تماماً من استمرار عملية التفاوض في مثل هذه الأوضاع وهذه الممارسات الإسرائيلية وإصرار إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة على المضي فيها رغم الالتزام الموقع من قبل إسرائيل في الاتفاقات مع منظمة التحرير . وحول امكانية استئناف المفاوضات قال قريع : أن هذا يتطلب أول ما يتطلب وقف هذه الممارسات والسياسات الاسرائيلية شرطاً ملزماً وبضمانة دولية وخاصة من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تتحمل أكثر من غيرها مسؤولية إلزام إسرائيل بذلك وذلك كشرط لعودة المفاوضات بشكل جاد وبمصداقية، وتتطلب كذلك أن يرتفع الجميع الى مستوى المسؤولية وتلمس مواطن الخطر الحقيقي على قضيتنا وعلى مصير شعبنا وحقوقنا الوطنية المشروعة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مما يتطلب التوجه بكل الجدية والامانة والاخلاص لمشروع الحوار الوطني الفلسطيني لإعادة اللحمة والوحدة للصف الوطني الفلسطيني والعمل على إنجاح الحوار وعدم السماح بإفشاله، لأن إفشاله هو إفشال لكل مسيرة النضال الوطني الفلسطيني وإفشال لقضيتنا وحقوقنا. واشار قريع الذي يرأس وفذ فتح لحوار القاهرة الى ان الحوار الذي رعته مصر قطع مرحلة التأسيس والانطلاقة الأولى الهامة بالاتفاق على وقف الحملات الإعلامية والتحريض، وتحريم الاعتقال السياسي والنظر في القضايا التي مارستها حركة حماس في قطاع غزة ضد كوادر حركة فتح وقضايا السجناء في الضفة الغربية والاتفاق على مهام عمل اللجان الخمسة لينطلق العمل على التفصيلات المتممة للحوار يوم 10/3/2009 لمدة عشرة أيام. واضاف قريع :" كفى، ولنعد إلى رشدنا ولنضع قضيتنا وحقوق شعبنا فوق كل اعتبار حتى نعود متفقين إلى شعبنا ليقول كلمته فالوحدة هي الأساس، والوحدة هي الشرط الأساسي والأهم في أي انتصار أو حتى في أي إنجاز وطني، وبدونها الجميع مهزوم، وليستمر الحوار بروح إيجابية بناءة حماية وإنقاذاً لقضية شعبنا من هذه الممارسات الاسرائيلية البشعة، وحماية لغزة من العدوان الاسرائيلي ولإتاحة الفرصة لإعادة إعمار ما دمره العدوان الأخير على قطاع غزة، فإننا نتوجه إلى هذا الحوار ونستمر فيه بروح إيجابية بناءة وبقلوب مفتوحة إيماناً منا بالحوار كوسيلة وحيدة لبحث قضايانا، وبالوحدة الوطنية كشرط أساسي جداً للانتصار وتحقيق حقوقنا".