تناولت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، عددا من المواضيع تهم، على الخصوص، قرار مجلس العموم البريطاني التصويت لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، والحراك السياسي اليمني، والانتخابات البحرينية، والحرب على الإرهاب في المنطقة، والاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، والوضع السياسي والأمني في لبنان. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام)، في مقال بعنوان "تصويت البرلمان البريطاني يلقى ترحيبا فلسطينيا وسخطا إسرائيليا"، أنه رغم كونه رمزيا، فقد فجر قرار مجلس العموم البريطاني بالتصويت لصالح الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة الكثير من ردود الفعل، ما بين ترحيب فلسطيني وسخط إسرائيلي. وأوضحت أن هذه الخطوة لا تعني أي تغيير على الفور في سياسة الحكومة البريطانية، ولا تعدو كونها إجراء رمزيا غير ملزم لحكومة كاميرون. وبخصوص الأحداث التي شهدها الدخول الجامعي الجديد، استعرضت (الأهرام)، في افتتاحية بعنوان "أعيدوا للجامعات هيبتها"، جملة من التساؤلات حول طبيعة ما يجري وإن كان من قبيل الأوضاع الاستثنائية أم الطبيعية أم العرضية المؤقتة، وحول وظيفة الجامعة داخل المجتمع .. هل هو التعليم فقط أم التنشئة السياسية وإعداد الأطر المدربة لسد احتياجات سوق العمل، أم تجهيز قيادات صغيرة، قد تصقل مع الأيام، لتقود المجتمع في المستقبل أم كل ذلك ... ثم كيف لهذه الوظائف أن تتم في ظل تعطل وظيفة التعليم وعدم شعور الطالب بالأمان وهو على مقعد الدرس.. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الجمهورية) أن مصر عاشت على مدى تاريخها حروبا كثيرة وأصعبها الآن مواجهة التطرف والإرهاب، ذلك أنها حرب خفية يتخفى عدوها داخل البيوت وفصول ومدرجات المدارس والجامعات وتستهدف مستقبل الأجيال القادمة، مشددة على أن الجامعات والمدارس للدراسة والعلم فقط، أما التخريب والعنف والحرق والاعتداء على الأمن والشرطة وتنظيم المظاهرات والاحتجاجات فلا مكان له في وطن يبحث على الأمن والاستقرار للقضاء على البطالة والتخلف. أما صحيفة (الأخبار) فأثارت من جديد موضوع سد النهضة، متسائلة باستنكار عن أسباب "سكوت مصر ومرورها مرور الكرام على تسويفات دولة أثيوبيا بشأن موضوع سد النهضة"، مشددة على أن هذا الموضوع "الحيوي الهام والذي يتعلق بالمياه لا يحتمل أي تأجيلات ولا لجان ولا مناقشات". وفي اليمن، كتبت صحيفة (الثورة) أن مساعدة المجتمع الدولي لليمن في حل مشاكله وتعزيز قوة جيشه "واستعادة دوره القوي المسيطر داخليا والمتفاعل خارجيا هو الطريق الأمثل والأنفع لعدم إدخال المنطقة في بؤرة توتر جديدة وهي مازالت غارقة في الرمال المتحركة للوضع السوري والعراقي والليبي والصومالي". وشددت الصحيفة على ضرورة أن لا يترك اليمن بما يمثله من موقع استراتيجي "عرضة لعواصف التجاذبات والمصالح الإقليمية والدولية"، مؤكدة أن الحل الأمثل يكمن في تعزيز سيطرة الدولة في اليمن. ومن جهتها، لاحظت صحيفة (الأولى) أن حزب المؤتمر الشعبي العام، استبق أمس، جلسة مجلس الأمن الدولي، بمهاجمة المبعوث الأممي، جمال بن عمر، معتبرا أن العقوبات التي لوح بها بنعمر أمس على أعضاء في حزب المؤتمر بتهمة عرقلة المرحلة الانتقالية في اليمن "تعد بمثابة رصاصة الرحمة على دوره الدولي في اليمن". ونقلت الصحيفة عن قيادي بحزب المؤتمر قوله، "إن التلويح بعقوبات على اليمن أو المؤتمر الشعبي العام أو قياداته، يعني أن بن عمر يعلن موت التسوية السياسية التي شهدت خلال الأسابيع الماضية متغيرات عميقة جعلت من خيار التلويح بالعقوبات أمرا تجاوزته الأحداث، وأن صدور أي قرار في هذا الشأن لا يخدم التزام الأطراف اليمنية بأسس التسوية". وفي قطر وصفت صحيفة (الراية)، في افتتاحية بعنوان (أهمية الاعتراف البريطاني بفلسطين)، موقف البرلمان البريطاني الداعي إلى الاعتراف بدولة فلسطين بأنه "انتصار تاريخي للقضية الفلسطينية". وقالت إن التصويت بأغلبية ساحقة (274 صوتا مقابل 12 صوتا) يدل على أن الشعب البريطاني يريد تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني الذي افتقدها طويلا، مشيرة إلى أن هذا القرار، الذي يأتي بعد إعلان السويد عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، يؤكد على أن الدول الأوروبية ستلعب دورا حاسما في حل الدولتين إذا ما بدأت مفاوضات سلام حقيقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية دولية. وفي البحرين، أكدت صحيفة (الوطن) أن الكثير من الناخبين عبروا خلال الأسابيع الماضية عن تذمرهم بسبب اعتقادهم أن القائمة الطويلة من المترشحين التي تجاوزت 250 شخصا تخلو من "الكفاءات"، موضحة أن المسؤولية الأكبر في ذلك يتحملها الناخب نفسه الذي دأب على اختيار أحد المرشحين منذ أكثر من عشر سنوات، وبعد انتخابه بأسابيع يبدأ حملة مضادة له تستغرق مدة أربع سنوات بحجة أنه يتجاهله، ولم يقدم له إنجازات ملموسة. ومن جهتها، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن البحرين تستعد لخوض تجربتها الانتخابية النيابية والبلدية الرابعة، وذلك يعني "التمسك بالطريق الذي اختارته الغالبية العظمى من أبناء البحرين قبل انطلاق الحراك الانتخابي الأول"، معتبرة أن وجود ثغرات أو نواقص لا يقلل من أهمية الحراك الانتخابي والسياسي ولا يجب أن يعطله، بل المهم هو "التمسك بهذا الحراك وبمواصلة العملية الديمقراطية والعمل بشتى الوسائل السلمية والحضارية على تطويرها". وأشارت صحيفة (الأيام) إلى تقديرات المراقبين التي تتوقع مشاركة كثيفة في الانتخابات القادمة نتيجة التطورات الأخيرة وخاصة ما يتعلق منها بما توصل إليه حوار التوافق الوطني في شقه السياسي من مواضيع تمثل قواسم مشتركة، مبرزة أن المرحلة القادمة تتطلب تعزيز العمل المشترك في إطار التمسك بالثوابت الوطنية من أجل "تحقيق المزيد من النجاحات والنهوض بالمكتسبات الديمقراطية التي تحققت بفعل الإرادة الواعية للشعب والقيادة. ومن جانبها، تحدثت صحيفة (البلاد) عن طغيان الجانب السياسي على بقية المجالات الأخرى في عمل المجالس النيابية السابقة، إذ كان نصيب القطاع التجاري رغم أهميته ضئيلا جدا، قائلة إن ما يأمله رجال الاقتصاد من البرلمان في دورته المقبلة هو التركيز على الملفات الاقتصادية باعتبار أن الاقتصاد هو الشريان الرئيسي للتنمية والمحرك الأساسي لأي توجه سياسي. أما صحيفة (الوسط)، فترى أنه من المفترض أن لا يترك وصول نواب مستقلين، ذوي توجه معارض، للصدفة، ذلك أن "من مصلحة الجميع وجود هذا النوع من النواب، مهما كان عددهم أو درجة معارضتهم"، مشيرة إلى أنه في جميع دول العالم يعتبر البرلمان جزءا من العملية السياسية المطلبية لا يمكن إغفاله حتى في أكثر الدول تخلفا، و"ما لم يتم استثمار هذا الجزء بشكل أو بآخر سيفقد الحراك المطلبي أداة ضغط مهمة على مدى الأربع سنوات المقبلة". واعتبرت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "الأقصى في المرمى"، أن الاعتداء الإسرائيلي الأخير على الأقصى الشريف يعد مؤشرا خطيرا على ما يعده الاحتلال الإسرائيلي للمقدسات الإسلامية، لافتة الانتباه إلى أن إسرائيل تدرك تماما أنها ستجد من يحميها ويوفر لها التبريرات ويحول دون ردعها مما قامت به من عربدة وعدوان ومجازر ومصادرة للأرض وانتهاك للحرمات والمقدسات. أما صحيفة (البيان)، فتطرقت للمشهد اليمني، حيث اعتبرت أن إجماع القوى السياسية اليمنية على تسمية السياسي المخضرم خالد بحاح لتشكيل الحكومة اليمنية بموجب "اتفاق السلام"، الذي تم توقيعه مع الحوثيين في ظل التدهور السياسي والأمني الذي تعيشه البلاد، يعد خطوة حاسمة تعكس رغبة يمنية حقيقية في تحمل المسؤولية في هذه المرحلة الدقيقة. وأبرزت في افتتاحية بعنوان "إجماع يمني حاسم" أن من شأن هذه الخطوة أن تساهم في تجاوز الأزمة الخطيرة التي يمر بها اليمن عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وفي ظل تمددهم العسكري في أكثر من منطقة. ومن جانبها، وصفت صحيفة (الوطن)، في افتتاحية بعنوان "شكرا للشعب البريطاني"، تصويت البرلمان البريطاني لصالح القضية الفلسطينية ب"التاريخي"، مشيرة إلى أنه يشكل تأييدا للخطوات الفلسطينية التي تتسارع نحو تحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية. في لبنان، اهتمت صحيفة (النهار) بعودة الملف الرئاسي إلى الواجهة "هذه المرة من روما"، في أعقاب لقاء زعيم تيار المستقبل سعد الحريري والبطريرك بشارة بطرس الراعي بروما. وأشارت الصحيفة إلى أن "جهات لبنانية بحثت مع مسؤولين في الفاتيكان في إمكانية قيام مبادرة لفك الارتباط الرئاسي اللبناني عن الأزمة المستمرة في المنطقة". وفي ذات السياق، لفتت الانتباه إلى أن هناك "مسعى جديدا لتحريك الجمود في الاستحقاق الرئاسي، مفاده أن يطلب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من رئيس حزب (القوات اللبنانية) سمير جعجع إعلان انسحابه من السباق الرئاسي، تمهيدا لمطالبة رئيس (التيار الوطني الحر) العماد ميشال عون بخطوة مماثلة، فيتمكن البطريرك من المضي في البحث عن مرشح يحظى بموافقة القوى السياسية عليه". وأوضحت أن هناك تحديا أمام الفكرة "يكمن أولا في موافقة جعجع عليها، وتاليا إقناع (حزب الله) بضرورة إقناع حليفه عون بالسير نحو بلورة خيار مشترك لجميع اللبنانيين في هذا المجال". وفي ذات السياق، تابعت صحيفة (المستقبل) تركيزها على الوضع الأمني وعلاقته بملفات أخرى، مؤكدة أن خارطة الأحداث الميدانية "تتقاطع عسكريا وسياسيا". ومن جهتها، كتبت صحيفة (السفير) أنه " بينما يستمر الهاجس الأمني محور أحاديث اللبنانيين ويومياتهم، فإن المواقف التي أطلقها رئيس (تيار المستقبل) سعد الحريري من روما، في الساعات الأخيرة، ومنها إعلانه عن قرار العودة إلى بيروت، تضع الاستحقاقات الداخلية، وفي الأولوية منها التمديد النيابي، على السكة السياسية، برغم التقديرات المتشائمة، في الموضوع الرئاسي". وإقليميا، لفتت صحيفة (الجمهورية) الانتباه إلى أن دخول موسكو للتحالف الدولي الإقليمي ضد (داعش) "قد يعجل بتصعيد الحرب برا وجوا، فيما هي مقتصرة حتى الآن على القصف الجوي لمواقع هذا التنظيم في سوريا والعراق"، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي كان القادة العسكريون للتحالف يضعون اللمسات الأخيرة في واشنطن لخططهم المشتركة للمرحلة المقبلة من هذه الحرب وتنسيق المواقف بين الأطراف المشاركة في التحالف، أعلن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري أنه قرر ونظيره الروسي، سيرغي لافروف "تكثيف" تبادل المعلومات الاستخباراتية في شأن (داعش). وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد) أن التحالف الدولي ضد الإرهاب يواجه إشكالية عويصة تتمثل في غياب الرؤية الاستراتيجية، مشيرة إلى أن الأردن قال منذ البداية إنه يدخل التحالف دفاعا عن مصالحه الوطنية المهددة من الجماعات الإرهابية. وأضافت الصحيفة أن الحرب على الإرهاب في المنطقة طويلة، كما يؤكد الساسة الغربيون والعرب، وبالتالي "ينبغي أن يبادر الأردن إلى إعادة تعريف دوره في التحالف، وترسيم حدود" هذا الدور، و"تلك مسألة وطنية بامتياز، ينبغي إنجازها بنقاش داخلي مسؤول، كي لا نفاجأ يوما بقواتنا تدخل منطقة العمليات". أما صحيفة (السبيل)، فكتبت أن الحكومة الأردنية حين قررت رفع أسعار المشتقات النفطية كانت الحجة أن أسعار النفط ارتفعت إلى مدى لا يمكن تحمله ويجب على المواطن أن يساهم في تحمل المسؤولية، وقالت "فهمنا حينها أن المعادلة بسيطة : ترتفع أسعار النفط عالميا فيرفعون أسعار الوقود وإذا انخفضت عالميا تنخفض الأسعار محليا". وبعد أن سجلت الصحيفة أن أسعار النفط العالمية تتراجع اليوم إلى ما يقارب التسعين دولارا في أدنى مستوى منذ 2010 ، قالت "ننتظر أن نرى تخفيضا للأسعار يتناسب مع حجم التراجع"، معتبرة أن التسعيرة القادمة ستكون "تحايلية"، في اعتقاد الكثيرين، بمعنى أنها ستسجل انخفاضا "لا يرقى ولا يقترب من النسبة الحقيقية للأسعار وتغيرها". وتطرقت صحيفة (الرأي)، من جهتها، لاعتراف مجلس العموم البريطاني بدولة فلسطين، في تصويت غير ملزم، فقالت "ليواصل بنيامين نتنياهو الصراخ والكذب والتهويل كما يشاء، فلحظة الحقيقة قد حانت"، معتبرة أنه "سيدفع بالتأكيد ثمن عناده وعناد إسرائيل غاليا" إن لم يدرك، "كرئيس وزراء لدولة محتلة ومغتصبة وقمعية، أن هذا الصراع قد وصل إلى نهاية الشوط، وأن العالم، بما فيه بريطانيا والولايات المتحدة، لم يعد يقبل بهذا الاحتلال الغاشم الذي هو آخر احتلال في الكرة الأرضية". وحسب الصحيفة فإن الثمن "سيتضاعف كثيرا، وقد يكلف نتنياهو على المدى الأبعد وجود دولته إن هو بقي متمسكا بمواقفه العدمية هذه وإن هو بقي مصرا عليها". أما صحيفة (الدستور) فقالت، في مقال بعنوان "بيئتنا الاستثمارية إلى أين"، إن تشجيع الاستثمارات واستقطاب المزيد من المستثمرين يجب أن يحقق للمستثمر وللخزينة وللمجتمع منافع بشكل "متوازن، بعيدا عن احتكار المعرفة والمصلحة". وأضافت أن "المبالغة" في فرض الضرائب والرسوم على قطاعات الاتصالات والتعدين وتقنية المعلومات سيفضي إلى تباطؤ الاستثمارات، وتناقص إيرادات الخزينة، وهو "ما تحقق قبل أن ينتهي العام المالي الحالي بعد أن بالغت الحكومة في زيادة كلفة الإنتاج من ناحية، وزيادة الضرائب الخاصة من ناحية أخرى"، لتخلص إلى القول "ليس بهذه الطريقة يمكن الارتقاء ببيئة الاستثمار". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد)، عن تأكيد وزارة الاقتصاد أمس على أن انخفاض أسعار النفط مؤخرا لن يؤثر على خطط التنمية بالإمارات. وأشارت الصحيفة إلى أن القطاع النفطي يسهم بنحو ثلاثين في المائة من الناتج الداخلي الخام، في مقابل سبعين في المائة للقطاعات غير النفطية، حيث اعتمدت الدولة مبكرا سياسة التنوع الاقتصادي، وهو ما يشكل مواجهة صحيحة لتقلبات أسعار النفط العالمية.