اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت، بتطورات الأوضاع السياسية والأمنية في كل من لبنان واليمن ومصر وليبيا، وكذا بزيارة بابا الفاتيكان إلى الأردن. ففي لبنان، اهتمت الصحف بموضوع انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان اليوم ودخول البلاد مرحلة الفراغ بعد فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد للبلاد، حيث كتبت صحيفة (المستقبل) أن الرئيس ميشال سليمان "يودع قصر بعبدا اليوم رئيسا فخورا بعهد أعاد للقصر هيبته وحزينا لشغور كرسي الرئاسة الأولى مع انتهاء المهلة الدستورية منتصف هذه الليلة من دون تسليم خلفه". وأضافت أنه "وحتى ينتصف الليل سيحاول نواب الرابع عشر من آذار عقد جلسة مكتملة النصاب لانتخاب الرئيس العتيد"، موضحة أن نواب تيار المستقبل سيذهبون مساء اليوم إلى مجلس النواب "حيث يطالبون رئيس المجلس نبيه بري بعقد جلسة انتخاب مفتوحة حتى منتصف الليل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل انتهاء المهلة الدستورية غدا الأحد". وذكرت بآخر جلسة لمجلس الوزراء في عهد سليمان والتي ترأسها أمس ، مشيرة الى أن الجلسة طغت عليها "أجواء وداعية". من جهتها سجلت (السفير) أنه "ومع النهاية الذهبية لولاية الرئيس ميشال سليمان، اليوم، تنتهي حقبة من عمر الجمهورية نسجتها تسوية الدوحة قبل ست سنوات، لتبدأ مرحلة جديدة لا أحد يستطيع التنبؤ بمساراتها ونتائجها وأي رئيس جديد ستأتي به". وقالت إن رئيس الجمهورية المنتهية ولايته اليوم لم يجد رئيسا يستلم منه، ولا وجد رئيسا يسلمه "وهكذا دخل القصر الجمهوري من باب الفراغ وخرج مخلفا وراءه الفراغ". وفي السياق ذاته أشارت (النهار) إلى أنه "قبل أقل من 12 ساعة من نهاية ولايته الدستورية التي بدأت في 25 مارس 2008، يغادر الرئيس الثاني عشر للجمهورية اللبنانية ميشال سليمان قصر بعبدا ليصير من غد رئيسا سابقا، فيما يغرق القصر ومعه الجمهورية في فراغ رئاسي نتيجة تعطيل الانتخابات الرئاسية على أيدي القوى التي سخرت مفهوما وممارسات للتعطيل تحت ستار حق ديموقراطي في إفقاد الجلسات الانتخابية النصاب، منتهكة بذلك جوهر التزام الدستور في تداول السلطة ومنع الشغور في المنصب الدستوري الأول في البلاد". على صعيد آخر، وبخصوص زيارة البطريرك الراعي للأراضي الفلسطينيةالمحتلة، حيث سيكون من ضمن مستقبلي بابا الفاتيكان فرانسيس، اعتبرت صحيفة (الأخبار) أن "البطريرك بشارة الراعي أحرق كل مراكبه. لا يريد أن يناقش أحدا. أنا البطريرك. قالها بكل ما تختزنه من سلطة. كأنه أراد أن يقول: أنا القرار وأنا المشورة وأنا الرأي الذي ليس له آخر. قرر الذهاب إلى فلسطين، وهي تحت الاحتلال. لا يكترث لكل ما ستخلفه هذه الزيارة". أما في اليمن، فقد تركز اهتمام الصحف على تفجر الوضع الأمني والعسكري في شمال وجنوب البلاد، وسعي الحكومة إلى معالجة الأزمة الاقتصادية برفع الدعم عن المشتقات النفطية وفق ما جاء في خطاب الرئيس هادي اول أمس. وهكذا أبرزت صحيفة (الأولى) توسع المواجهات بين الحوثيين واللواء 310 مدعوما بمسلحين في عمران، مشيرة في هذا الصدد إلى حديث الحوثيين عن "سيطرتهم على عدد من المواقع في المحافظة مثل قهال والخدرة، وأيضا تفجيرهم لدار للقرآن يديرها نشطاء من حزب الإصلاح". ووصفت صحيفة (اليمن اليوم)، المقربة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح تطورات الوضع في عمران بكونها مثلت "هزائم جديدة وقاسية للإخوان ... حيث ضم الحوثيون مديريتي عيال سريح والجبل الى سيطرتهم ونسفوا معهدا"، مشيرة الى مصرع 4 اشخاص واصابة 3 آخرين من الحوثيين في الجوف ومقتل 2 في كمين بحجة. وبالنسبة للوضع في جنوب البلاد، أبرزت صحيفة (أخبار اليوم) الهجوم الذي شنته عناصر القاعدة على متن 30 سيارة بمدينة سيئون بمحافظة حضرموت (جنوب شرق)، موضحة أن هذه العناصر هاجمت المنطقة الأولى والأمن المركزي والمجمع الحكومي وسيطرت على 3 مقرات أمنية ومؤسسة البنك الزراعي بالمدينة، مشيرة الى تحليق منخفض للطيران في أجواء المدينة. وبخصوص الوضع الاقتصادي، كتبت صحيفة (الاولى) تحت عنوان "الحكومة ترمي بالجرعة على ظهر هادي"، أن مجلس الوزراء أعلن أنه "سيكون في حالة انعقاد دائم لتنفيذ توجيهات الرئيس"، وبعدما أشارت الصحيفة الى ان "الحكومة ستتخذ قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية استنادا الى خطاب الرئيس عشية ذكرى عيد الوحدة"، نقلت عن ممثل البنك الدولي في صنعاء قوله "ان البنك لا يشترط تطبيق إصلاحات سعرية وعلى الحكومة مساعدة الفقراء". وعلى العكس من ذلك ذكرت صحيفة (أخبار اليوم) أن وزير المالية صخر الوجيه توجه الى الأردن "في مسعى لتأجيل الجرعة (رفع الدعم) بعد توجيهات رئاسية بتعجيل رفع الدعم"، وأشارت الى أن مهمة الوزير اليمني في عمان "تتمثل في انهاء المفاوضات القائمة بين الحكومة وصندوق النقد والبنك الدوليين حول حصول اليمن على قرض بمبلغ 560 مليون دولار"، مشيرة الى ان نتائج هذه المفاوضات هي التي ستؤجل او تعجل برفع الدعم. من جهتها واصلت الصحف المصرية اهتمامها بموضوع الانتخابات الرئاسية والوضع الأمني في البلاد، بعد سلسلة التفجيرات التي شهدتها عدة مناطق في اليومين الأخيرين. وهكذا كتبت جريدة (الأهرام) أنه قبل ساعات من انطلاق عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المصرية وفي ثاني استحقاق لخارطة المستقبل، انتهت المنظمات والجمعيات الأهلية المصرية من توزيع 26 ألف مراقب وطني، على خريطة أعمال المراقبة في كافة اللجان العامة والفرعية في 25 محافظة بداخل وخارج ومحيط اللجان. وأشارت إلى بدء أعمال مايزيد على 82 غرفة عمليات رئيسية للمنظمات، منها تسع غرف عمليات كبرى و38 غرفة متوسطة و26غرفة صغيرة للمنظمات الحديثة وخمس غرف عمليات للمجلس القومي لحقوق الإنسان، وغرفة عمليات بالمجلس القومى لشؤون الإعاقة والمجلس القومي للمرأة ومرصد المجلس القومي للطفولة ، بعد إتمامها لتدريب المراقبين على المعايير الدولية للأمم المتحدة لمراقبة الانتخابات الحرة والنزيهة. وتحت عنوان "صمت 48 ساعة..ويعلو صوت الشعب" كتبت جريدة (الجمهورية)، أن اللجنة العليا للانتخابات حذرت من خرق فترة الصمت الانتخابي التي بدأت منتصف ليلة اليوم لمدة 48 ساعة، وأكدت أنه في حالة رصد أي مخالفات سوف تحال للنيابة للتحقيق لاتخاذ قرار فيها، مضيفة أن اللجنة شددت على أنها ستطبق القانون بحزم علي المخالفين، سواء كانوا من المرشحين أومؤيديهما. أما جريدة (الوطن ) فاتهمت جماعة " الإخوان المسلمين " بالوقوف وراء التفجيرات الأخيرة في البلاد وكتبت تحت عنوان "الإخوان تعود لÜ"التفجيرات" فى بروفة إفساد الرئاسية"، أن تنظيم "الإخوان المسلمين" ، "عاد" إلى "التفجيرات" أمس الجمعة، بعد تأكيد تحالف دعم الإخوان، في بيان له، أول أمس، أن الأيام المقبلة ستشهد "إجراءات ثورية"، وهو ما رأت فيه الصحيفة إشارة إلى عمليات نوعية، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية. وأشارت في هذا الصدد إلى انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع، بمحيط مسجد السلام بالحي العاشر بمدينة نصر( ضاحية القاهرة)، أثناء تمشيط قوات الأمن محيط المسجد والشوارع الجانبية بعد تفريق مسيرة لأنصار الإخوان. وأضافت الصحيفة أن العبوة كانت تستهدف أفراد الشرطة أثناء مرورهم أمام مسجد السلام، لكن القنبلة انفجرت فى إحدى السيارات، ما أسفر عن تحطم الزجاج فقط، دون إصابة أي مواطنين، فيما استطاعت قوات الأمن وخبراء المفرقعات إبطال مفعول 4 قنابل جرى العثور عليها أعلى الطريق الدائري بمنطقة الطالبية وأعلى كوبرى( جسر) المنيب بالقاهرة. وحول الانفلات الأمني الذي تعيش على إيقاعه ليبيا و ينذر بوقوع حرب أهلية في البلاد، شددت صحيفة (الراية ) القطرية في افتتاحيتها تحت عنوان " نعم للرأي والحوار"، على أن الأزمة التي تشهدها ليبيا حاليا "غير مقبولة وغير مبررة وإنها تهدف لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وتدمير البلاد (..) وإذا لم يلتزم جميع الأطراف بحلها سياسيا فإنها ستقود ليبيا إلى مفترق طرق ونفق مظلم بل وتدخلها في حرب أهلية تفتت كيان الدولة". وأكدت الصحيفة على ضرورة أن تدرك جميع الأطراف الليبية المتصارعة "أن مهمتهم يجب أن تنصب نحو إنجاز العملية الانتقالية من خلال العملية السياسية وصياغة ميثاق الدستور على أساس المبادئ المتفق عليها وطنيا ، بهدف تحقيق أهداف ثورة 17 فبراير 2011 "، داعية الجميع الى العمل على تعزيز سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان ورفاه المواطنين الليبيين "بدلا من نشر حالة من الفوضى والتشرذم والعنف التي لن تنفع ليبيا ولا شعبها وإنما تقودها للوراء". من جهتها، لاحظت صحيفة (الشرق)، من خلال افتتاحيتها تحت عنوان "ليبيا والطريق المسدود" أن الوضع في البلاد "يثير قلقا متزايدا على مستوى العالم بعد أن وصل الى طريق مسدود أفقد أصدقاء ليبيا القدرة على مساعدتها للخروج من الأزمة التي وصلت اليها ، الأمر الذي ينبئ بوضع خطير يهدد بظهور بؤرة جديدة للتوتر ومصدر دائم للمخاطر في الشمال الإفريقي ومنطقة الصحراء والساحل". وأضافت أن تعبير معظم دول العالم وخصوصا الولاياتالمتحدة ودول أوروبية وروسيا عن قلقها العميق تجاه العنف المتصاعد في ليبيا والتحذير من أن البلاد تقف على مفترق طرق يؤكد أهمية مواصلة الطريق نحو تحول سياسي سلمي لمواجهة الفوضى والانقسام والإرهاب ، داعية في هذا السياق الجامعة العربية والمجتمع الدولي والشعب الليبي بشكل خاص "وبكل جدية وإصرار إلى الوقوف بحزم وقوة بوجه المحاولات التي تستهدف اجهاض الثورة واهدار مكتسباتها" . وفي قراءتها لعملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط ، شددت صحيفة ( الوطن) على ضرورة تقوية المفاوض الفلسطيني، من خلال عدة توجهات أساسية، في مقدمتها "المضي في إنفاذ مشروع المصالحة الفلسطينية، والذي يشكل صمام الأمان لوحدة الشعب الفلسطيني، مدعوما بالدول العربية والإسلامية، التي تسانده في مطلبه بالحصول على كافة حقوقه المشروعة، التي أقرتها المواثيق والقرارات الدولية". وسجلت الصحيفة، في افتتاحيتها تحت عنوان "إسرائيل تتجاوز أسس السلام"، أن عدة خطوات وإجراءات، أعلنت عنها إسرائيل، "تكشف أنها تواصل تعنتها، وتعمل بإصرار شديد على نسف عملية السلام، ومحاولة تطبيق ما تراه، من جانبها، صحيحا في التعامل مع الواقع" ، مبرزة أن ذلك التعنت يتجلى في عدة تصريحات لمسؤولين إسرائيليين، في مقدمتهم رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي زعم بالأمس بأن هناك إجماع يتكون في الكيان الإسرائيلي "على أنه لا يوجد شريك فلسطيني حقيقي للتسوية.". وفي الأردن خصصت الصحف حيزا واسعا من اهتماماتها لزيارة بابا الفاتيكان، متوقفة على الخصوص عند دلالاتها وأبعادها الدينية والدبلوماسية والسياسية. ففي مقال بعنوان "زيارة البابا ... والدبلوماسية الدينية"، كتبت صحيفة (الدستور)، أن "أهمية زيارة البابا إلى الأردن، بعيدا عن منطق التهوين والتهويل ، تستند الى ثلاثة اعتبارات، أولها ما يمثله بابا الفاتيكان من (وزن) ديني وأخلاقي في العالم، فهو (رمز) لأكثر من 2,7 مليار من المسيحيين يشكلون ثلث سكان البشرية، أما الاعتبار الثاني فيتعلق بإمكانية استثمار هذه الزيارة في مجال تقديم صورة الأردن السياسية والسياحية معا، بما تمثله من نموذج للتعددية و الاعتدال و السماحة". وأضافت أن الاعتبار الثالث لأهمية زيارة البابا يتعلق بالتوقيت، ف"مع اشتعال المحيط و الإقليم بالحروب الدينية والسياسية، ومع تنامي مشاعر الخوف من التطرف- السياسي والديني أيضا- تشكل الزيارة في توقيتها مناسبة للطرفين لإبراز الصورة الحقيقية، سواء للدين المعتدل، أو السياسة المعتدلة، في مواجهة الصورة النمطية والمتخيلة عن الأديان وأتباعها، كما تمنح البابا فرصة للمساهمة بتحرير الذهنية الغربية من هذه النمطية المغشوشة". من جهتها، كتبت صحيفة (الرأي)، تحت عنوان "زيارة قداسة البابا ومدلولاتها السياسية"، أن هذه الزيارة تختلف عن سابقاتها، فهي تأتي بعد أن تم التأكيد على الوصاية الأردنية على المقدسات بالقدس، من خلال الاتفاقية التي وقعت من قبل الملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عباس، بعد تصاعد الهجمة الصهيونية على المدينة المقدسة، بمقدساتها، وسكانها. واعتبرت أن تأكيد هذا الاعتراف يأتي بالربط بين زيارة المغطس (موقع تعميد السيد المسيح)، شرق نهر الأردن، وزيارة الكنائس في القدس غرب النهر، و"لذلك، بتنا نسمع أصواتا عديدة في دولة الاحتلال، تحتج على هذه الزيارة، ورغم أن هذه الاصوات ليست رسمية، ولا تمثل ما يسمى بدولة الاحتلال، الا انها تظهر بجلاء ما يحمله هؤلاء القوم من نوايا مبيتة تجاه المدينة ومقدساتها". من جانبها، قالت صحيفة (الغد) إنه "منذ أسابيع، تعمل ماكينة الدولة بكل طاقتها لجعل زيارة بابا الفاتيكان إلى الأردن، اليوم، حدثا إعلاميا عالميا. شخصية البابا، بما تتمتع به من مكانة، تجذب تحركاتها في العادة اهتمام وسائل الإعلام. لكن الأردن يريد أن ينال جانبا من الاهتمام والسمعة، ويستغل الزيارة للتعريف بمزاياه السياحية والدينية، وبكونه أنموذجا للتعايش والسلم الأهليين".