اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، بالانتخابات الرئاسية المقبلة في كل من لبنان ومصر، ومستجدات أزمة سد النهضة الإثيوبي، وبزيارة رئيس دولة جنوب السودان سالفا كير إلى الخرطوم، وبتعثر مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، وكذا بالخطة العشرية للنهوض بالاقتصاد الأردني. فبلبنان، اهتمت الصحف بإعلان حزب "القوات"، أمس، ترشيح رئيسه سمير جعجع للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها قبل 25 مايو المقبل، موعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان. وعلقت (النهار) قائلة إنه "بمعزل عن المواقف السياسية المسبقة لمختلف الفرقاء السياسيين من المرشحين لرئاسة الجمهورية، والاحتمالات التي يجري تداولها حيال مسار الاستحقاق الرئاسي، اكتسبت مبادرة حزب (القوات اللبنانية) لترشيح رئيسه جعجع للرئاسة أمس، مطلقا السباق إلى قصر بعبدا، أبعادا إيجابية أخرجت الاستحقاق للمرة الأولى من إطار الترشيحات النظرية والمبدئية إلى مسار علني شفاف ورسمي". وأضافت أن "جعجع بات المرشح العلني الأول رسميا في استحقاق 2014 قبل 51 يوما من نهاية المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس الثالث عشر للجمهورية، (...) ومع أن هذه الخطوة كانت متوقعة، فإن ترشحه أضفى حيوية سياسية على المشهد الرئاسي بالنظر إلى مجموعة من الأبعاد، منها استعجال حسم فريق سياسي أساسي هو فريق 14 آذار/مارس موقفه من ترشيح شخصية واحدة منه سواء وقع الاختيار على جعجع نفسه أم على شخصية أخرى من ثلاثة مرشحين آخرين هم الرئيس امين الجميل والنائبان بطرس حرب وروبير غانم، إلى جانب دفع فريق 8 آذار لتبني ترشيح العماد ميشال عون قبل الموعد المتوقع للجلسة الانتخابية الأولى التي من المنتظر أن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إليها قبل نهاية أبريل الجاري. من جهتها، قالت (السفير) إن ترشيح جعجع "خطوة أحرجت رئيس (تيار المستقبل) سعد الحريري الذي لم يحسم حتى الآن اسم مرشح 14 آذار الرسمي، فيما أظهر استطلاع رأي أجرته إحدى المؤسسات الإحصائية، بناء على طلب البطريركية المارونية (أعلى منصب ماروني بلبنان)، تقدم العماد ميشال عون، على باقي المرشحين الموارنة في الشارع المسيحي". وفي الوقت نفسه، أظهر استطلاع رأي أجرته شركة (آراء) بالتعاون مع الجريدة، وتنشر نتائجه في الأسبوع المقبل، تقدم العماد عون عن باقي المرشحين على الصعيد الوطني، واحتل المرتبة الثانية النائب سليمان فرنجية، بينما حل في المرتبة الثالثة كلñ من جعجع والوزير الأسبق زياد بارود". أما (الجمهورية) فنقلت عن مصادر بارزة من 8 آذار، تأكيدها أن الفريق، "يتحضر للرد على خطوة جعجع، بغية استرداد المبادرة الرئاسية ووضع الكتل النيابية أمام مسؤولياتها، والتسريع في العملية الانتخابية"، مشيرة إلى أن هناك مشاورات مكثفة بقيت وراء الكواليس". وبخصوص الانتخابات الرئاسية في مصر، ذكرت صحيفة (أخبار اليوم)، أن وزارة الخارجية استعدت لمشاركة المصريين بالخارج في التصويت بالانتخابات الرئاسية القادمة، وذلك في 141 لجنة فرعية ب124 دولة، تمثل جميع دول التمثيل الدبلوماسي والقنصلي لمصر، مع استبعاد كل من ليبيا وسوريا والصومال وإفريقيا الوسطي، لظروف أمنية مؤقتة. على صعيد آخر، وفي معرض تناولها لأزمة سد النهضة الإثيوبي، كتبت صحيفة (الشروق)، أن السلطات الاثيوبية واصلت تحديها للتحفظات المصرية على بناء سد ''النهضة''، وأعلنت أن موقف مصر مجرد إدعاءات وليس ناجما عن اعتبارات فنية بشأن السد، مؤكدة أن هذا الأمر لن يوقف عملية البناء. ونقلت الصحيفة عن مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات بوزارة المياه والري الاثيوبية، بشيت ديميك، قوله إن "حكومة مصر تواصل إثارة القضية بين منظمات دولية وحكومات مختلفة مثل روسيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي ودول الخليج وتنزانيا"، مشيرا إلى أن تلك الإجراءات لن تثني إثيوبيا عن بناء السد، طالما يتم تنفيذ المشروع من خلال القدرات المالية المحلية. ومن جهة أخرى، قالت صحيفة (أخبار اليوم)، إن مصدرا مطلعا على التحقيقات البريطانية حول مدى ضلوع الإخوان المسلمين في عمليات إرهابية في مصر، "أكد أن هناك بعض الأدلة الضئيلة التي تشير إلى تورطهم في موجة هجمات بالقنابل والمتفجرات لقتل رجال الأمن". أما الصحف السودانية فقد اهتمت أساسا بالزيارة التي يقوم بها اليوم للخرطوم رئيس دولة جنوب السودان سالفا كير، حيث كتبت صحيفة (آخر لحظة) أنه من المؤكد أن زيارة سيلفا كير، التي تندرج في إطار قمم التفاهمات التي تحتضنها جوبا والخرطوم بالتبادل، ستبحث ملفات عديدة، في مقدمتها تنفيذ اتفاقات التعاون بين البلدين الشقيقين، وقضية آبيي. وأشارت صحيفة (اليوم التالي) إلى أن زيارة رئيس دولة جنوب السودان الحالية تعتبر الأولى له للخرطوم عقب اندلاع الأحداث في بلاده، (..) مما يجعلها "تأتي في ظروف مختلفة ومغايرة تماما لآخر زيارة له إلى السودان في الثاني من شتنبر 2013، والتي كانت نقطة انطلاق لتعزيز العلاقات بين الخرطوم وجوبا، بعد اتهامات حكومة سودان لجوبا بدعم قوات الجبهة الثورية، و"التماطل" في ترسيم الحدود، علما بأن تلك الزيارة سبقها التسديد الكامل لمستحقات السودان من عبور النفط والتي بلغت 239 مليون دولار". وتحدثت صحيفة (الانتباهة)، من جهة أخرى، عن قرار الرئيس الأمريكي الأخير القاضي بفرض عقوبات على دولة جنوب السودان تتمثل في منع مسؤولين في حكومة جوبا وقيادات من التمرد من زيارة الولاياتالمتحدة وتجميد أرصدتهم وحساباتهم، مبرزة أنه إذا طبقت واشنطن عقوباتها على دولة جنوب السودان التي هللت لها الولاياتالمتحدة فيتعين على جوبا أن "تبحث منذ الآن عن بدائل سريعة تقوي إرادتها في مواجهة مثل هذه العقوبات". وعادت صحيفة (التغيير) للحديث عن الزيارة التي قام بها أمير دولة قطر إلى السودان والدور الذي ظلت تقوم به الدوحة من أجل توحيد إسلاميي السودان، خاصة بعد أن نجحت إلى حد ما في محاولاتها لإحلال السلام في إقليم دارفو، ملاحظة أن "زيارة الشيخ تميم للخرطوم أثارت العديد من المخاوف لدى بعض دول المنطقة، سيما مصر التي عبرت مجتمعاتها السياسية في أكثر من محفل عن قلقها من أن يصبح التقارب السوداني القطري على حساب علاقات الخرطوم بالقاهرة". وأعربت صحيفة (الرأي العام) عن اعتقادها بأن "ما جاء بالأمير القطري إلى الخرطوم وذهب به إلى تونس والجزائر والأردن، وربما تركيا قريبا، يدخل في إطار ما تمر به المنطقة العربية من حالة استقطاب سياسي وإعلامي، تشبه في كثير من جوانبها ما جرى في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وهي الحالة التي أنتجت الأحلاف العربية آنذاك. وحول عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط بفعل التعنت الإسرائيلي، طالبت الصحف القطرية، من جهة، الولاياتالمتحدة بأن تلعب دور الوسيط النزيه من خلال ممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل، ومن جهة أخرى، الأطراف الدولية بالقيام بجهود جديدة، تتم وفقا لمبادئ البحث عن تسوية عادلة وشاملة. ففي افتتاحيتها، تحت عنوان "قتل جهود السلام عمدا"، ترى صحيفة (الراية) أنه "من المهم أن يدرك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أهمية التحرك السريع لمواجهة إسرائيل من أجل إنقاذ عملية السلام المتعثرة، بدلا من التحذير من أن هناك حدودا للمدى الذي يمكن لبلاده أن تصل إليه في جهودها بالتوسط بين الفلسطينيين وإسرائيل". وأضافت أن تقييم الوضع مثلما ترغب واشنطن يجب أن يبدأ بمواجهة إسرائيل التي عرقلت جهود السلام عمدا، وتحاول الآن إلقاء اللوم على الفلسطينيين بحجة أنهم تقدموا بطلبات للانضمام إلى 15 منظمة دولية، "ولذلك وجدت الفرصة للتنصل من جميع التزاماتها وتعهداتها تجاه السلام، ومن بينها إلغاء إطلاق سراح الأسرى وتهديد السلطة الوطنية الفلسطينية بسلسلة عقوبات انتقامية". بدورها، سجلت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها تحت عنوان "تعقيدات تواجه الجهود الأمريكية لإنقاذ المفاوضات"، أن مسار محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل "ظل يراوح، لوقت طويل، بين مد التفاؤل وجزر التشاؤم"، مشيرة إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت "حبسا للأنفاس وترقبا لما قد تسفر عنه الجولات المكوكية لرئيس الدبلوماسية الأمريكية". وكتبت أن ما وصلت إليه عملية المفاوضات من انسداد أفق واضح "يجب أن يدفع الأطراف الدولية والإقليمية للقيام بجهود جديدة لإنقاذ عملية السلام، ولكن بشرط أن يتم ذلك وفقا لمبادئ البحث عن تسوية عادلة وشاملة للنزاع يقبل بها الفلسطينيون في المقام الأول وتستند على مقررات مؤسسات الشرعية الدولية". من جهتها، انتقدت صحيفة (الشرق) المخططات الاستيطانية الإسرائيلية خاصة في مدينة القدسالمحتلة، مشيرة إلى أن إسرائيل عمدت طوال العقود الماضية إلى مصادرة آلاف الدونمات وإقامة المستوطنات عليها وتطويق التجمعات السكنية الفلسطينية بالمدينة المقدسة وضواحيها وتشويه النمط العمراني الرائع للقدس العتيقة والقرى الفلسطينية المحيطة. واستطردت الصحيفة قائلة إن "الفلسطينيين الذين تحملوا الكثير من الخداع والكذب والتضليل الإسرائيلي يتوجهون نحو المجتمع الدولي لنزع فتيل الأزمة بدلا من الاستمرار في تجاهل مطالبهم المحقة والعادلة، وهى ليست مطالب فلسطينية فحسب بل عربية وإسلامية"، مبرزة أن المدينة المقدسة تخص كل العرب وكل المسلمين وسياسة فرض الأمر الواقع في المدينة المقدسة لن تكون مقبولة، ولابد من الوقوف بوجه سياسة قضم الأرض المقدسة وتهويدها بشكل حازم وحاسم. وعلى صعيد متصل، كتبت صحيفة (الدستور) الأردنية، أن المشهد يبدو اليوم أمام خيارين اثنين، فإما تمديد التفاوض لعام جديد مع بعض الحوافز العابرة للسلطة الوطنية الفلسطينية، مقابل حافز لبنيامين نتنياهو (الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي بولارد المعتقل بالولاياتالمتحدة)، وإما الخيار الثاني المتمثل في لجوء السلطة للمؤسسات الدولية، معتبرة أن "الشيء الوحيد الذي يمكن أن نجنيه من المؤسسات الدولية هو الاعتراف بالوضع القائم وتأبيده، أي وجود سلطة تحت الاحتلال، تبقى في حالة نزاع حدودي مع جارتها". وفي ما يتعلق بالخطة العشرية للنهوض بالاقتصاد الأردني، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "هل تنهض حكومة النسور بالمهمة¿"، أنه "مضى أسبوع على تكليف الملك عبد الله الثاني، الحكومة لإعداد خطة عشرية للنهوض بالاقتصاد الوطني، ترتكز على سبعة مبادئ. المهمة ثقيلة بلا شكº فالمطلوب ليس مجرد إجراءات قصيرة المدى، وإنما خطة لعقد قادم من الزمن، تتطلب من القائمين عليها بعد نظر، وقدرة على توقع الانعطافات المفاجئة والتحسب لها في بلد يعيش وسط إقليم مضطرب، وتحيط به الأزمات من كل صوب". وأضافت أن "الأردن جرب من قبل وضع خطط طويلة المدى، لكن المتغيرات كانت تعصف بأفكار المخططين وبرامجهم. وفي أحيان كثيرة، كان العمل تنقصه الجدية والإرادة، ويسقط في فخ الارتجال، ما دفع بقطاعات واسعة إلى الاعتقاد بأن هدف مثل هذه اللجان والخطط هو تسكين الشارع وشراء الوقت ليس إلا". وفي مقال آخر بعنوان "نهاية الحكومة: الجدل لا يتوقف" أن شعور رئيس الوزراء، عبد الله النسور، بالارتياح قد تعمق، بعد توجيه الرسالة الملكية لرئيس الوزراء، لوضع خطة عشرية لإدارة الاقتصاد، الأمر الذي يعني أن رحيل الحكومة في هذا التوقيت غير وارد لدى مطبخ القرار، معتبرة أن الرسالة الملكية تقرأ باتجاه مغاير من قبل البعض، إذ يرون فيها "تذكيرا بضعف الحكومة على صعيد تنفيذ خطة تحقق التنمية المستدامة، وأنها مؤشر على تراجع الرضا عن أداء الفريق الاقتصادي، الذي يعاني من حلقات ضعف، تؤثر في مستوى إنجازه وسرعته".