استأثرت القضية الفلسطينية، سواء في شقها المتعلق بمفاوضات السلام أو ملابسات تسميم الرئيس الراحل ياسر عرفات، باهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم السبت، والتي اهتمت أيضا بالشأنين المصري والسوداني وبالملف النووي الإيراني. فتحت عنوان"السلطة الفلسطينية تتهم رسميا إسرائيل باغتيال عرفات" كتبت صحيفة "الأهرام" المصرية أن توفيق الطيراوي، رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة ياسر عرفات، اتهم أمس إسرائيل باغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل، بعد تسلم اللجنة نتائج تحاليل أجريت على عينات من رفات عرفات، وكشفت أن الوفاة لا تعود لأسباب طبيعية، وأن الحالة المرضية التي تعرض لها قبيل وفاته ناجمة عن وجود مادة سامة. وبخصوص زيارة وزير الخارجية الروسي للقاهرة، أبرزت صحيفة "الأهرام" أن وزيري خارجية ودفاع روسيا يصلان إلى القاهرة يوم الأربعاء المقبل، في ما وصف بأنه تمهيد لزيارة الرئيس فلاديمير بوتين لمصر قبل نهاية الشهر الجاري. وأضافت أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية صرح أمس أن كلا من وزيري الدفاع الروسي سيرجي شويجو والخارجية سيرجي لافروف، سيعقدان اجتماعا مع عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع المصري، ووزير الخارجية نبيل فهمي. ومن جانبها، أشارت جريدة "الأخبار" إلى تأكيد المبعوث الشخصي للرئيس الروسي فلادمير بوتين ونائب وزير الخارجية، ميخائيل بورداوف، أن الزيارة المرتقبة لوزيري الخارجية والدفاع الروسيين لمصر هي مقدمة لزيارة مرتقبة لمسؤولين روسيين على مستوى أعلى لمصر لبحث أواصر التعاون المشترك بين البلدين والدفع بها قدما، والتنسيق والتشاور بشأن جميع القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. وتناولت الصحف الأردنية قضية اغتيال الرئيس الفلسطيني حيث قالت صحيفة (الدستور) إن "العلماء الذين كلفوا بفحص عينات من رفات ياسر عرفات، عثروا على مقادير تصل إلى 18 ضعف المعدل الاعتيادي من مادة البولونيوم المشع، مما يرفع إلى 83 في المائة نسبة الاشتباه بأنه مات مسموما بهذه المادة"، مضيفة أنه "لا ينبغي إخضاع هذه الفعلة النكراء لمآلات التفاوض ومساراته ... فالجريمة، وإن كانت سياسية بامتياز، تتوافر على أبعاد جنائية وحقوقية لا يجوز بحال التفريط بها أو التسامح بشأنها". وفي ما يتعلق بالمفاوضات حول الملف النووي الإيراني، كتبت صحيفة (الغد)، أنه "معروف تماما، وليس محلا للجدال أبدا، أن العقبة الأهم التي تعترض الاتفاق الإيراني-الغربي حول هذا الملف، هي نيل موافقة إسرائيل ورضاها، بحيث لا يتم المساس بأمنها بمعناه شديد الاتساع، كما عدم المساس بتفوقها الإقليمي"، متسائلة "هل قدمت إيران الضمانات الضرورية إسرائيليا". من جهتها، قالت صحيفة (الرأي)، إن "إيران الآن تعاني من العقوبات الاقتصادية الدولية، وهي مستعدة لقبول الرقابة الدولية على منشآتها النووية، والأمريكيون مهتمون الآن بعروض جانبية ثنائية يطرحونها على طهران، تتناول سورية أولا، وخروج مجموعاتها المقاتلة التي تبلغ الآن 70 ألفا من الحرس الثوري، وحزب الله وأبو الفضل العباس. فبهذه المجموعات لا يمكن السيطرة على أحلام الأسد في الاستمرار بحكم سورية، أو إرغامه على الجلوس إلى مائدة التفاوض". وأوردت افتتاحيات الصحف الإماراتية بشارة وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية عن تقدم المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، حيث كتبت صحيفة "الخليج" تحت عنوان "أين التقدم الملموس"، أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "يبشرنا بتقدم ملموس في المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، فيما الشواهد الميدانية والتصريحات الصادرة من الجانبين تؤكد العكس تماما، إلى درجة أن الفريق الفلسطيني المفاوض برئاسة صائب عريقات قدم استقالته إلى الرئيس محمود عباس احتجاجا على المفاوضات العقيمة، والتوسع في الاستيطان الصهيوني، مضيفة أن كيري لم يشرح أسباب تفاؤله أو معطيات"التقدم الملموس" الذي تحدث عنه، فيما كان صرح قبل ذلك بأن "الاستيطان غير شرعي" في إشارة إلى الجهود "الإسرائيلية" الحثيثة والمتسارعة في تنفيذ مخططات تهويدية غير مسبوقة في الضفة الغربية والقدس. واهتمت الصحف الإماراتية، من جهة أخرى، بالوضع في السودان، حيث تناولت صحيفة "البيان" في مقال افتتاحي تحت عنوان "أبيي : التوافق ممكن"، الأزمة بين السودانيين، التي ما إن هدأت في أعقاب زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لدولة جنوب السودان ولقائه نظيره سلفاكير ميارديت، بما أوحى أن حلا وشيكا وتوافقا في كل قضايا الخلاف يقترب، حتى انفجرت أزمة أبيي في وجه الجميع بما أقدمت عليه قبيلة "دينكا نقوك" التي تقاسم قبيلة المسيرية المنطقة من إجراء لاستفتاء أحادي الجانب أفرزت نتيجته التي بلغت 99.9 بالمائة عن رغبة في الانضمام لدولة جنوب السودان ،على الرغم من عدم الاعتراف الجماعي بهذا الاستفتاء لا من جانب الخرطوم ولا جوبا ولا الاتحاد الإفريقي أيضا. وارتباطا بذات الموضوع، سلطت الصحف السودانية الأضواء على موضوع الاستفتاء الأحادي الجانب في منطقة آبيي، فكتبت صحيفة (الانتباهة) أن إجراء استفتاء أحادي غير قانوني ومخالف للأعراف الدولية بمنطقة آبيي تم بمباركة قوى دولية بزعامة الولاياتالمتحدةالأمريكية، بل من غير المستبعد أن يكون مقترح الاستفتاء مقترح أمريكي، مشيرة إلى أن ذلك تجسد من خلال تصريحات للسفيرة الأمريكيةبجوبا التي قالت إن بلادها ستضغط على الخرطوم لقبول نتائج هذا الاستفتاء. ونقلت صحيفة ( الرأي العام) عن مسؤول بحزب المؤتمر الوطني الحاكم بآبيي قوله إنه من غير المستبعد أن يدين مجلس وزراء دولة جنوب السودان الاستفتاء الذي نظمته قبيلة دينكانوك من جانب واحد، داعيا مكونات هذه القبيلة إلى العمل على توحيد صفوفهم من أجل السلام والاستقرار في المنطقة. من جهة أخرى، تطرقت الصحف السودانية للقرار الأمريكي الأخير القاضي بتمديد العقوبات المفروضة على السودان من قبل واشنطن منذ سنة 1987، لفترة سنة أخرى، حيث قالت صحيفة ( التغيير) إن هذه العقوبات التي ظلت تتجدد كل عام، أضاعت على السودان 65 معاملة بقيمة تزيد على مليار و117 مليون دولار. وأشارت صحيفة (الخرطوم)، نقلا عن مصدر مسؤول بمجلس الولايات، إلى أن العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي تجدد دون دراسة عام بعد عام على السودان، أثرت إلى حد كبير في مسيرة اقتصاد البلاد وحدث من تدفق رؤوس أموال المستثمرين. وعادت الصحف القطرية للإهتمام بتداعيات نتائج تحليل رفات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حيث طالبت صحيفة (الراية) بملاحقة الجناة المتسببين في مقتله دوليا، باعتبار أن ما تم ليس جريمة عادية، إنما جريمة ضد الإنسانية وضد القانون الدولي وجريمة ضد رئيس دولة، داعية المجتمع الدولي ممثلا في مجلس حقوق الإنسان والجنائية الدولية أن يعمل على "ملاحقة إسرائيل ليس باعتبارها متهمة رئيسية ووحيدة، بل المستفيدة الأولى من غياب عرفات، خاصة أنها أعلنت في أكثر من مناسبة استهدافها الرئيس الراحل". واستطردت الصحيفة قائلة إن "السلطة الفلسطينية التي اتهمت إسرائيل رسميا بالضلوع في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات مطالبة بتصعيد الأمر إقليميا ودوليا وبدعم عربي لإجبار المجتمع الدولي على ملاحقة إسرائيل جنائيا وفضحها في المحافل الدولية من خلال التقدم بالتقارير الصادرة عن جهات التحقيق الأجنبية للجنائية الدولية باعتبار أن جريمة مقتل عرفات لا تختلف عن جرائم الاغتيالات التي تمت بالمنطقة والعالم". وتطرقت صحيفة (الوطن) للشأن المصري، حيث شددت على أهمية قيام حوار وطني شامل في مصر لتجاوز الأزمة الراهنة، مسجلة أن "المواجهة السياسية في الساحة المصرية تتصاعد حاليا بين الحكومة من جهة، والقوى المعارضة، وفي مقدمتها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، من جهة أخرى". ولاحظت الصحيفة أن العديد من الناشطين السياسيين والحقوقيين "يدعون إلى معالجة شاملة للأزمة السياسية بمصر عبر حوار وطني يشارك فيه الجميع ويستند إلى ترسيخ روح المصالحة الوطنية واحترام الرأي الآخر، والبعد عن السياسات الإقصائية في العمل السياسي". وتابعت الصحف اليمنية اهتمامها بالأوضاع في محافظة صعدة في ظل المواجهات بين الحوثيين والسلفيين، وبتعثر أشغال مؤتمر الحوار الوطني، وعودة العمال اليمنيين من السعودية،فأبرزت صحيفتا (الأولى) و(أخبار اليوم) قصف الحوثيين مسجد دار الحديث بدماج أمس أثناء أداء صلاة الجمعة مما خلف عددا من القتلى والجرحى، وأشارتا أيضا إلى تمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من إجلاء دفعة ثانية من الجرحى تتكون من 45 شخصا. ونقلت (الأولى) عن مصدر حوثي قوله إن مدينة صعدة تتعرض بدورها لحصار خانق وأوضاع إنسانية سيئة، من طرف "جبهة النصرة" (سلفية)، في حين أشارت (أخبار اليوم) إلى اتهام الناطق باسم السلفيين في دماج، سرور الوادعي، لمحافظ صعدة، فارس مناع، بكونه أصبح موظفا لدى الحوثي وينفذ ما يمليه عليه. وعلى صعيد آخر أفادت صحيفة (اليمن اليوم) بأن الدول العشر الراعية لمؤتمر الحوار الوطني ترى أنه لا يمكن التمديد للرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي، الذي تنتهي ولايته الرئاسية في فبراير القادم، لأكثر من 6 أشهر كحد أقصى. وذكرت (أخبار اليوم) من جهتها أن الرئيس هادي رفض اللقاء بقيادي الحراك الجنوبي المثير للجدل، بن علي، ورفض شروطه للعودة للحوار، كما أشارت إلى "اندهاش جمال بنعمر من الممارسات الابتزازية لبن علي". أما في ما يتعلق بعودة العمال اليمنيين من السعودية فذكرت (الأولى) استنادا إلى مصدر في مصلحة الجوازات في منفذ حرض الحدودي مع السعودية انه تم ترحيل أكثر من 41 ألف يمني في ظرف 4 أيام، ونشرت في هذا الإطار ملفا تحت عنوان "ضحايا العدو "الشقيق".