رفضت الأممالمتحدة دعوات من حكومة جنوب السودان لإرسال قوات لحفظ السلام وإنشاء منطقة عازلة على امتداد الحدود بين الشمال والجنوب، قبل نحو شهرين من الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، في حين أجري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأميركي ، جون كيري ، محادثات في جوبا لتضييق الخلاف بين الطرفين بشأن الحدود ومنطقة أبيي. وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام ، آلان لو روي، للصحفيين -بعد فترة وجيزة من انتهاء اجتماع مع ممثلي الاتحاد الأفريقي ودول أخرى في العاصمة الإثيوبية- إنه لن تكون هناك قوات لحفظ السلام من الأممالمتحدة في المنطقة العازلة. وبرر ذلك بقوله إن «الخط الحدودي المشترك واسع جدا، ومن غير الواقعي نشر قوات هناك». وكان رئيس حكومة جنوب السودان ، سلفاكير ميارديت، طالب بمنطقة عازلة عرضها 16 كلم، تديرها الأممالمتحدة على طول الحدود بين الشمال والجنوب، وهو ما رفضته الحكومة السودانية. وأمام جنوب السودان 66 يوما قبل الموعد المقرر لإجراء الاستفتاء الذي سيقرر فيه سكان الجنوب ما إذا كان سينفصل عن الشمال أم سيبقى في دولة موحدة، وهو استفتاء تم التعهد به في اتفاق السلام الشامل عام 2005 الذي أنهى حربا استمرت أكثر من عشرين عاما. ومؤخرا أعلنت لجنة ترسيم الحدود ببين الشمال والجنوب إكمال ترسيم الحدود المشكلة من الجانبين 80% من الحدود، لكنها أكدت وجود خلافات بشأن أربع مناطق حدودية هي «جودة، وكاكا التجارية، والمقينص، وحفرة النحاس». من جهة أخرى أجرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي ، جون كيري، محادثات في جوبا بعد اجتماعه مع علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني، تركزت على حل النزاع بأبيي وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب. وقال غازي صلاح الدين ، مستشار الرئيس السوداني ، إن كيري قدم مقترحات للحل وستقوم الحكومة بدراستها. ومن جهة أخرى، قال وزير الخارجية السوداني ، علي كرتي ، إن اجتماعات ستعقد في العاصمة الخرطوم برئاسة الأممالمتحدة وأخرى في النمسا، لتضييق فجوة الخلاف بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان بشأن منطقة أبيي المتنازع عليها. وجاءت تصريحات المسؤول السوداني بعد عودته من اجتماع في العاصمة الإثيوبية أديس بابا بحضور أطراف دولية، مؤكدا أن هناك خلافا بين شريكيْ الحكم بشأن تفسير ما يتعلق بقضية أبيي. في نفس السياق، أوضح دبلوماسيون من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي أنه ستجرى محادثات «مكثفة» على مدى أشهر، تبدأ باجتماع يستمر خمسة أيام في الخرطوم للتوصل إلى إجماع بشأن أبيي النفطية المتنازع عليها. وكان حزب المؤتمر الوطني اتهم الحركة الشعبية لتحرير السودان بتكريس الخلافات بشأن أبيي وإعاقة الجولة المقبلة من المفاوضات بشأنها، وهو ما رفضته الحركة، معتبرة أن الاتهامات محاولة من المؤتمر الوطني للضغط عليها، وأكدت استعدادها للمفاوضات.