اتهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير، المتمردين الجنوبيين السابقين بالتراجع عن بنود اتفاقية للسلام، وحذر من خطر تفجر صراع أسوأ إذا لم يتوصل الجانبان لتسوية الخلافات قبل إجراء استفتاء هناك بشان انفصال الجنوب. وزادت التصريحات التي أدلى بها البشير ونشرتها وسائل الإعلام الرسمية، المخاطر في إطار حرب كلامية متصاعدة بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة في جنوب السودان، بعد خمسة أعوام من إنهاء الجانبين حربا أهلية استمرت عشرات السنين باتفاقية أبرمت عام 2005.ولم يتبق سوى ثلاثة أشهر على الموعد المقرر لإجراء الاستفتاء على استقلال الجنوب الغني بالنفط وهو استفتاء يعطى الحق لسكان الجنوب كي يقرروا إما إعلان الاستقلال وإما أن يظلوا جزءا من السودان. وقال البشير، في مؤتمر في سرت بليبيا، انه يأسف لان زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير، أوضح علنا نية الانفصال. وقالت وكالة الأنباء السودانية، إن هذا يتناقض وبنود اتفاق السلام المبرم عام 2005 والذي نص على انه يتعين على الشماليين والجنوبيين محاولة جعل الوحدة أمرا ذي جاذبية بالنسبة للجنوبيين قبل إجراء الاستفتاء. وقال البشير، انه لايزال ملتزما بإجراء الاستفتاء إلا انه يتعين على الجانبين أولا تسوية خلافاتهما بشأن ترسيم الحدود وكيفية اقتسام عائدات النفط والديون والمياه. ونقلت وكالة الأنباء السودانية، عن البشير قوله، في كلمة ألقاها في سرت بليبيا، أن «الفشل في معالجة هذه الاستحقاقات قبل الاستفتاء سيجعل من العملية مشروعا لصراع جديد بين الشمال والجنوب قد يكون أخطر من الصراع الذي كان دائرا قبل اتفاقية السلام.» وتحدث البشير، فيما اختتم مندوبون من مجلس الأمن الدولي زيارة للسودان تهدف إلى حث الجانبين على إجراء الاستفتاء في موعده تجنبا لنشوب حرب أهلية. وقد يؤدي تجدد الصراع في اكبر دولة افريقية، إلى امتداده إلى الدول التسع المتاخمة للسودان وهي اريتريا واثيوبيا وكينيا واوغندا وجمهورية الكونجو الديمقراطية وجمهورية افريقيا الوسطى وتشاد وليبيا ومصر مهددا قصص النجاح الاقتصادي بالمنطقة ومعقدا الصراعات القائمة. وقال دبلوماسيون في بعثة الأممالمتحدة، إن كير طلب منهم الأسبوع الماضي نشر قوات لحفظ السلام وإنشاء منطقة عازلة على امتداد الحدود بين الشمال والجنوب قبل الاستفتاء. وأغضب كير الذي يشغل أيضا منصب النائب الأول للرئيس السوداني، الخرطوم، حين قال انه لن يصوت لصالح الوحدة خلال الاستفتاء في كلمة ألقاها أمام مؤيدين بالعاصمة الجنوبيةجوبا في وقت سابق هذا الشهر.وقال أحد كبار مساعديه لرويترز فيما بعد، أن كير لم يقصد أن يعبر عما يحبذه في التصويت لكنه كان يريد أن يشير وحسب إلى أن الجنوب فشل في أن يجعل الوحدة جذابة للناخب الجنوبي. ويخوض زعماء الشمال والجنوب مفاوضات منذ عدة أشهر بشأن قضايا من بينها كيفية اقتسام عائدات النفط بعد الاستفتاء. ويوجد معظم النفط السوداني في الجنوب لكنه يمر عبر خطوط الأنابيب والميناء في الشمال لتوصيله إلى الأسواق. وأكدت الحركة الشعبية لتحرير السودان انه يجب ألا يستغل عدم إحراز تقدم في المحادثات كمبرر لإرجاء الموعد المقرر لبدء الاستفتاء في التاسع من يناير 2011.