حذر المسؤول السياسي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، من إمكانية اشتعال حرب جديدة في السودان إذا لم يستكمل ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، قبل الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير، لتحديد مصير جنوب السودان، إما بالانفصال أو البقاء ضمن سودان موحد. وقال الدكتور إبراهيم غندور: لن نكون طرفًا في استفتاء ما لم يكتمل ترسيم الحدود، محذرًا من أن النزاع على الحدود يمكن أن يقود إلى حرب أهلية جديدة في حال لم يحسم قبل موعد الاستفتاء مثلما حدث بين إريتريا وإثيوبيا. وتجري الحكومة السودانية وحكومة جنوب السودان مفاوضات حاليًا حول بعض القضايا المهمة المرتبطة بالاستفتاء، مثل ترسيم الحدود، والمواطنة، والثروة النفطية، وسط مؤشرات قوية على اتجاه الجنوب للانفصال. غير أن غندور بدا متفائلاً بأن الجنوبيين سيختارون الوحدة عبر الاستفتاء المقرر في يناير المقبل، نافيا في شدة اتهام حزبه بالسعي إلى عرقلة إجراء الاستفتاء في موعده. وبموجب اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في كينيا عام ,2005 والذي وضع حدًا لأكثر من عقدين من الحرب الأهلية، فإنه سيتم دعوة سكان جنوب السودان في التاسع من يناير إلى استفتاء حول استقلالهم. ورفض غندور في تصريحات لصحيفة الحياة اللندنية، نشرتها الأحد، تحميل الإسلاميين الذي يحكمون السودان منذ أكثر 20 عامًا المسؤولية عن انفصال محتمل لجنوب البلاد، مشددًا على أن كل القوى السياسية في الحكم والمعارضة وافقت على مبدأ حق تقرير مصير الجنوب. وأعرب عن مخاوفه من تعقيد جديد في أزمة دارفور في حال انفصال الجنوب وتدخل قوى أجنبية لاستخدام قضية الإقليم في مواجهة الخرطوم، موضحًا أن الحكومة السودانية حريصة على تسوية أزمة دارفور قبل موعد الاستفتاء، مستبعدًا في الوقت ذاته تحول دارفور إلى جنوب جديد. وكانت الحركة الشعبية طرحت على المؤتمر الوطني الحاكم مشروعًا لوحدة السودان الطوعية مقابل التنازل عن التشريعات الإسلامية، إلا أن القيادي بالحزب الحاكم بالسودان رفض حزبه تقديم تنازلات بهذا الشأن. وقال غندور إنهم لا يساومون وهذه قضية ليست قابلة للمساومة والحوار وهذا حق ديمقراطي أيضًا أكده أهل السودان عبر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة التي منحت تفويضًا لحزبنا الذي يستند إلى مبادئ إسلامية. من جانب آخر، قال مسؤول سوداني، أول أمس، إن استفتاء على انفصال جنوب السودان في يناير قد يتأجل مما يثير احتمال نشوب توترات بين الشمال والجنوب. وقال محمد خليل رئيس لجنة استفتاء جنوب السودان لقناة الجزيرة إنه سيكون من الصعب الوفاء بموعد يناير لتنظيم الإستفتاء. وأضاف حتى لو توفرت لدينا سجلات تسجيل الناخبين ونشرت اليوم، فإن إجراء ألإستفتاء في الموعد الحالي سيظل صعبا. وكان الحزب الرئيسي في جنوب السودان حركة التحرير الشعبية السودانية حذر مرارا من إنه لن يقر أي تأجيل للإستفتاء وهدد بالإنفصال بشكل فردي. يذكر أن الشمال الذي يسيطر عليه المسلمون برئاسة الرئيس عمر البشير والجنوب المسيحي والوثني خاضا حربا لعشرات السنين حصدت أرواح ما يزيد عن مليوني شخص. ويشعر الكثير بمخاوف من أن الاستفتاء قد يؤدي إلى العنف ويواجه كلا من الشمال والجنوب اتهامات مستمرة بإعادة التسليح.