أعلن زعماء شمال وجنوب السودان، يوم السبت 10 يوليوز 2010، عزمهم على بحث تشكيل اتحاد كونفيدرالي أو سوق مشتركة لو اختار الجنوبيون الانفصال عن السودان في الاستفتاء القادم. وذكرت وكالة رويترز أنه لم يتبق أمام مواطني جنوب السودان المنتج للنفط سوى ستة أشهر قبل التصويت على البقاء كجزء من السودان أو الانفصال كدولة في استفتاء تم التعهد به في اتفاقية عام 2005 التي أنهت عقودًا من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. وبدأ زعماء من الشمال وأطراف جنوبية، أول أمس، مفاوضات رسمية حول كيفية اقتسام إيرادات النفط وقضايا أُخرى بعد الاستفتاء. وأخبر المفاوضون الصحافيين خلال الغداء عن نيتهم في بحث أربعة خيارات اقترحتها لجنة تابعة للاتحاد الأفريقي برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي. وقال مبيكي الذي تحدث خلال الغداء في الخرطوم: في أحد الخيارات بحثنا إمكانية إقامة دولتين مستقلتين تتفاوضان بشأن إطار عمل للتعاون يشمل إقامة مؤسسات حكومية مشتركة في ترتيب كونفيدرالي. وأضاف مبيكي: هناك خيار آخر يقضي بإقامة دولتين منفصلتين مع حدود مشتركة مرنة تسمح بحرية تحرك الأشخاص والبضائع. وأردف أن الخيار الثالث يتعلق بالفصل الكامل الذي يتعين فيه على المواطنين الحصول على تأشيرات لعبور الحدود، بينما ينص الخيار الأخير على استمرار الوحدة بين الشمال والجنوب لو اختار السودانيون ذلك الوضع في الاستفتاء. وقال سيد الخطيب العضو البارز بحزب المؤتمر الوطني لشمال السودان: هذه الخيارات الأربعة ستكون جزءًا من القضايا التي سيناقشها الجانبان. وعلّق باجان أموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان التي لها الهيمنة في الجنوب على ذلك بقوله: الاستفتاء سيسمح للجنوبيين بإعادة ضبط علاقاتهم المضطربة مع الشمال سواء اختار الجنوبيون الوحدة أو الانفصال. وأضاف: إذا كان الخيار هو الانفصال فحينئذ سنؤكد أنه سيكون هناك تعاون جيد بين الدولتين المستقلتين، وقد يأخذ التعاون شكل اتحاد كونفيدرالي وقد يأخذ شكل سوق مشتركة. وفي غضون ذلك، ذكرت مصادر إعلامية، أنّ عدة اعتصامات نُظمت في شمال السودان للتعبير عن رفض مبدأ الاستفتاء والدعوة للوحدة، حيث نظم عدد من أعضاء حزب التحرير السوداني اعتصامًا في العاصمة السودانية الخرطوم، عبروا خلاله عن رفضهم المطلق لكل محاولات انفصال جنوب السودان عن شماله. وانتقد المعتصمون اتفاق نيفاشا الموقع بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية، والّذي أقر مبدأ الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، واصفين الاتفاق بأنّه جريمة نكراء. وجاءت تلك الاعتصامات بعد يوم من مظاهرات في عدد من ولايات الجنوب شاركت فيها تنظيمات سياسية مختلفة للمطالبة بانفصال الجنوب عن السودان وإقامة دولة مستقلة، حتى قبل الاستفتاء المقبل لتقرير المصير. وشاركت عدة تنظيمات سياسية في هذه المظاهرات التي نظمت بمدن الجنوب وخاصة العاصمة جوبا ومدينتي واو وملكال، وأكّد المشاركون رفضهم البقاء في إطار دولة واحدة مع شمال السودان. وطلب هؤلاء المتظاهرون من حكومة جنوب السودان بألا تنتظر حتى الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل، وأن تعلن فورًا دولة في الجنوب. يُذكر أن اتفاق السلام نص على إجراء استفتاء على استقلال الجنوب في بداية 2011, كما أسس حكومة شبه مستقلة في الجنوب.