اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء، بالوضع الأمني المتدهور في ليبيا، والذي ينذر بدخول البلاد في حرب أهلية، وبالأزمة السورية، وكذا بالنتائج الأولية لتصويت المصريين في الخارج في الانتخابات الرئاسية، وبالمستجدات السياسية في اليمن وبزيارة العاهل البحريني للفاتيكان، بالإضافة إلى تعثر مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية وبمساعي سلطات الاحتلال لتقسيم المسجد الأقصى. فبخصوص الوضع الامني في ليبيا، اعتبرت صحيفة (الشرق) القطرية أن ما يحدث في ليبيا من اقتتال "أمر مؤسف، ولا يمكن الاستهانة بنتائجه، (..) فليس مقبولا أن يكون الرصاص هو لغة الحوار"، واصفة ما يجري في بنغازي والعاصمة الليبية طرابلس "بأنه خطير ويهدد الأمن والاستقرار والمنجزات التي تحققت، والتي يستوجب العض عليها بالنواجذ وضمان الانتقال من الثورة إلى الدولة وتقوية مؤسساتها وتعزيز حكم القانون". وأكدت أن ما تحتاجه ليبيا الآن، أكثر من أي وقت مضى، "هو حوار وطني جاد، يناقش القضايا الامنية وفي مقدمتها بناء جيش وطني قادر على النهوض بواجباته، وإنهاء كافة المظاهر المسلحة وحل المليشيات وادماج القادرين، بعد تأهيلهم ، ليكونوا في خدمة الوطن، واحترام المسار السياسي ومؤسساته، ومنح الحكومة الحالية برئاسة أحمد معيتيق فرصتها الكاملة لإنجاح استحقاقات المرحلة". ومن جهتها، لاحظت صحيفة (الوطن) أن ليبيا " تغرق في الفوضى"، وهو ما ينذر باندلاع حرب أهلية في البلاد، متسائلة "ماذا سيفعل العالم العربي كي يجنب هذا الشعب كارثة تلك الحرب الأهلية التي تقترب بشدة من واقعه". وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى ما عبر عنه نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية من قلق بالغ إزاء تصاعد أعمال العنف هناك وتنديده باستخدام العنف كوسيلة للتعبير عن الآراء السياسية ، غير أنها سجلت أن "ذلك كله يبقى في مرحلة البيانات والتصريحات دون أن يتجاوزها إلى التحرك الفعلي (..) بينما الواقع على الأرض يقول إن قتالا يجري بين الليبيين وإن دماء عربية تسيل". أما في الشأن السوري، فقد طالبت صحيفة (الراية) القطري المجتمع الدولي "بوقف أبشع حرب تطهير عرفها التاريخ يقوم بها النظام السوري ضد الشعب"، مبرزة أن نظام دمشق "لم يدخر سلاحا إلا وقتل شعبه به، فالسوريون توزعوا بين قتيل وجريح ومنكوب وملايين المهجرين في الداخل ودول الجوار ومنهم من ركب البحر بحثا عن الأمان". ونددت الصحيفة في افتتاحيتها بوقوف العالم "موقف المتفرج على قتل الشعب السوري الأعزل"، مبرزة أن قضية الشعب السوري المصيرية "ضاعت بين أروقة الأممالمتحدة ومجلس الأمن العاجز عن حماية الإنسانية". وفي ما يتعلق بالنتائج الأولية غير الرسمية لتصويت المصريين في الخارج في الانتخابات الرئاسية، كتبت صحيفة (الأهرام) تحت عنوان "النتائج الأولية لتصويت الخارج تظهر تقدم السيسي"، أن المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسى يتقدم بشكل كبير على منافسه حمدين صباحى. من جهتها، نقلت صحيفة (الأخبار) عن بدر عبد العاطى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية قوله إن عملية الإقتراع فى الانتخابات الرئاسية استمرت في 141 لجنة انتخابية فرعية بÜ 124 دولة لمدة 5 أيام، وأن المؤشرات الأولية غير الرسمية لتصويت المصريين فى الخارج قبل ساعات قليلة من إنتهاء التصويت مساء أمس تظهر أن عدد من أدلوا بأصواتهم حتى الثالثة عصرا أمس الاثنين بلغ حوالي 310 آلاف ناخب. بدورها، قالت صحيفة (الجمهورية) إن السفارات المصرية بدأت فرز الأصوات في العواصم العالمية، وإبلاغ النتائج لوزارة الخارجية واللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، حيث أظهرت المؤشرات الأولية غير الرسمية تفوق المشير السيسي في أستراليا في 3 لجان وحصل على 4672 صوتا بنسبة 3ر96 في المائة، في حين حصل حمدين صباحى على 146 صوتا وفي نيوزيلاندا حصل السيسي على 41 صوتا وصباحي على 3 أصوات، وفي جاكرتا حصل السيسي على 59 من 65 صوتا وفي الفلبين حصل على 30 من 39 صوتا. وفي اليمن، تابعت الصحف مستجدات الساحة السياسية، في ضوء المواجهات التي يخوضها الجيش ضد "تنظيم القاعدة"، واستجواب البرلمان اليمني لحكومة الوفاق الوطني. وأبرزت صحيفة (الثورة) في هذا الإطار "استهجان" مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية ونفيه لما نشرته صحيفة (الأولى) أمس حول إغلاق الرئيس عبد ربه منصور هادي لأجنحة القصر الرئاسي في وجه مستشاره لشؤون الدفاع والامن علي محسن الأحمر ومساعديه، وأيضا ما نسبته للرئيس من حديث خلال لقائه مع ممثلي عدد من القوى السياسية. ونقلت الصحيفة الرسمية عن المصدر نفسه وصفه لما نشرته (الأولى) بكونه "افتراءات وفبركات مغرضة وشطحات خيالية لا أساس لها من الصحة" وبكونه ليس "سوى من نسج خيال القائمين على هذه الصحيفة ونسبت زورا وبهتانا إلى رئيس الجمهورية بقصد خلق البلبلة وإثارة الرأي العام". وعلى صعيد آخر، كتب المحرر السياسي للصحيفة " أن "الانتصارات الكبيرة التي حققها أبطال القوات المسلحة في الأيام الماضية في مواجهة مرتزقة الإرهاب" عكست "حجم الإرادة السياسية الحازمة والحاسمة التي كان أعلنها الرئيس عبد ربه منصور لاجتثاث آفة الإرهاب من اليمن باعتبارها من أهم الأولويات. وأكد الكاتب في هذا السياق "إنها معركة وطن بأسره ابتدأت ولن تنتهي حتى تأتي على أوكار الدبابير وتلاحق عناصر الفتنة والقتل قاطبة وتقضي على مشاريعهم الغارقة في الإفك والبهتان والتطرف"، معتبرا أن الأمر يتعلق بÜ "معركة العقيدة الدينية والوطنية الحقة في مواجهة عقائد الظلام والاوهام الباطلة". وأوردت صحيفة (أخبار اليوم) مضمون كلمة رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة خلال جلسة استجواب الحكومة من طرف البرلمان مشيرة بالخصوص إلى قوله "أنا رئيس حكومة أحزاب متنازعة ولست ضعيفا ومستعد للمحاكمة" وأيضا تأكيده أن الحكومة التي يرأسها "هي حكومة طرفين متضادين ومتنازعين ... أحرص على تحقيق التوافق بينهما". أما صحيفة (الأولى) فذكرت أن جلسة استجواب الحكومة "ناقشت قضايا الاختلالات والانفلات الأمني والاغتيالات والتقطعات والاختطافات وشحة المشتقات النفطية وتخريب أنابيب النفط وأبراج نقل التيار الكهربائي". وفي البحرين، اهتمت الصحف بالزيارة التي يقوم بها عاهل البلاد، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لحاضرة الفاتيكان تلبية لدعوة تلقاها من البابا فرنسيس. وأشارت صحف (الأيام) و(الوسط) و(الوطن) و(البلاد) و(أخبار الخليج) إلى أن الملك حمد بحث مع بابا الفاتيكان، أمس الاثنين، "العمل من أجل نبذ التطرف الديني بكل أشكاله بما يحقق من إرساء التسامح والسلم الأهليين"، مؤكدا "حرص مملكة البحرين الدائم على تعزيز وتوثيق علاقات الصداقة والتعاون مع الفاتيكان بما يساهم في ترسيخ مفاهيم المحبة والوئام بين الأمم والشعوب وتحقيق السلام والاستقرار". وأضافت أن الملك حمد أبرز أن "توافق الديانات السماوية وتعدد الثقافات بحاجة إلى أن يصبحا جزءا من الحل، وليس جزءا من المشكلة، وكلاهما يجب أن يكون متكاملا مع التنمية"، مشددا على أن "التنوع في المعتقد والثقافة واللغة ينبغي أن يكون هو الأصل الذي ننطلق منه، ولا نتعامل معه بمجرد دعوات للتسامح"، وأن السبيل الوحيد للتنمية الناجحة هي تلك التي تنطلق من هوية المجتمع نفسه.. وحول انهيار مفاوضات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية، كتبت صحيفة (الغد) الأردنية، أن بنيامين نتنياهو لم يحصل على تأييد ودعم من الطرف الأمريكي كالذي حصل عليه إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، عقب انهيار مفاوضات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية العام 2000º عندما حمل الأمريكيون الجانب الفلسطيني، وخصوصا الرئيس الراحل ياسر عرفات، مسؤولية فشل المفاوضات. وأضافت أن هذه المرة، حتى مارتن إنديك، الذي عين مبعوثا أمريكيا للسلام، حمل الاستيطان الإسرائيلي والسياسات ضد الفلسطينيين مسؤولية فشل المفاوضات، بل إن الموقف الأمريكي من حكومة الوحدة الفلسطينية والمصالحة، بدا هادئا ومتقبلا إلى حد ما، في انعكاس آخر لتقييم الموقف بشأن المسؤولية الإسرائيلية عن فشل المفاوضات. وفي ما يتعلق بمساعي سلطات الاحتلال لتقسيم المسجد الأقصى، كتبت صحيفة (الدستور) أن "كل المؤشرات تتحدث عن نية إسرائيلية مؤكدة لتقسيم الحرم القدسي. والتقسيم الذي تسعى إليه اسرائيل سيعيد أنموذج الحرم الابراهيمي في الخليل، أي التقسيم المكاني والزمني". وأضافت أن في إسرائيل أكثر من وجهة نظر إزاء الاقصى، إذ أن هناك من يريد هدم مسجدي الأقصى وقبة الصخرة معا، وهناك من يرى أن التوقيت غير مناسب أساسا لأي تصرف تجاه هذه المنطقة حاليا، فيما طرح أعضاء في الكنيست سابقا مشروع التقسيم المكاني والزمني باعتباره حلا مؤقتا قد يكون أقل كلفة على إسرائيل أمام العالم. وقالت إن "الجديد في كل القصة ارتفاع منسوب الاقتحامات اليومية للأقصى لتطويع الفلسطينيين والعرب والمسلمين على فكرة الدخول اليومي للحرم القدسي، وهذا التطويع وجعل التواجد اليومي مألوفا توطئة للتقسيم".