تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين بالخصوص حول جهود المصالحة الوطنية في مصر وتشكيل حكومة جديدة واحتفالات ليبيا بالذكرى الثانية لثورتها وتطورات قضية درافور في السودان والحوار الوطني في اليمن والوضع الميداني على الحدود اللبنانية السورية ٬بعد مقتل عناصر من حزب الله اللبناني وتردي الوضع الأمني في العراق وكذا التحركات الروسية الامريكية لبحث تداعيات الأزمة السورية وتطورات الازمة السياسية في تونس. وهكذا تصدر الشأن الداخلي اهتمامات الصحف المصرية ٬وخاصة جهود المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة جديدة ٬حيث أفادت صحيفة "الأخبار" أن مؤسسة الرئاسة تجري مشاورات موسعة لبحث تشكيل حكومة إنقاذ وطني استجابة لمطالب القوي السياسية واحتواء الأزمة الراهنة والتي أسفرت عن تعثر الحوار الوطني٬مشيرة إلى أن من أبرز الأسماء المتداولة لتولي منصب رئيس الوزراء الخبير الاقتصادي محمد العريان ٬ وكمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق ومحمود مكي ٬نائب الرئيس السابق والسفير الحالي لدولة الفاتيكان وأبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط وأيمن نور رئيس حزب غد الثورة والذي اعتبرت صحيفة "الاهرام" أن الأنباء التي ترددت عن ترشيحه لتشكيل حكومة جديدة أمر سابق لأوانه. وأضافت "الاهرام" أن هناك تطابقا فى وجهات النظر بين العديد من القوى السياسية لتأجيل الانتخابات البرلمانية وتشكيل حكومة ائتلافية للخروج من الأزمة الراهنة٬ فيما كتبت جريدة "الوفد" أن هناك توجها رئاسيا للتضحية بالحكومة من أجل إنجاح الحوار الوطني. وابرزت صحيفة "المصري اليوم" اللقاء الذي جمع بين سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة ومحمد البرادعي عضو جبهة الانقاذ مشيرة الى أن الكتاتني تمسك خلال اللقاء ببقاء حكومة هشام قنديل حتى يتم انتخاب مجلس النواب الجديد وعرض إمكانية تغيير عدد من الوزارات ومشاركة جبهة الإنقاذ الوطني في طرح مرشحين لتولي حقائب معينة يتم تحديدها من خلال جلسات الحوار الوطني الذي تديره رئاسة الجمهورية. ومن جهتها لاحظت صحيفة "الشروق" أن اللقاء جاء في إطار محاولات إخوانية لتفكيك الجبهة واستبعاد مؤسس "التيار الشعبي" وزعيمه حمدين صباحي٬ بالإضافة إلى إسقاط حزب النور من اللعبة السياسية وتدشين روابط جديدة بين الأطراف الثلاثة٬فيما اعتبرت صحيفة "روز اليوسف " في السايق ذاته أن هناك تحركات إخوانية لتفكيك جبهة الانقاذ ٬تمثلت في طلب الكتاتني من البرادعي الدخول في مفاوضات مباشرة مع الرئاسة للخروج من المأزق الحالي الذي تعيشه البلاد. ومن جهتها سلطت الصحف العربية الصادرة من لندن٬ الضوء على تطورات الأوضاع على الساحة العربية وخاصة في المناطق المتوترة سياسيا وعسكريا كمصر وسورية وليبيا والعراق. وأشارت صحيفة "الحياة" إلى كسر طرفي الأزمة السياسية في مصر مقاطعة أحدهما الآخر بلقاء بين سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة الحاكم ومحمد البرادعي زعيم جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة٬مبرزة أنه بالرغم من أن اللقاء لم ينتهي إلى أي اتفاق او تفاهم٬ إلا أنه شكل اختراقا رمزيا تمثل بلقاء طرفي الأزمة. وبشأن الأزمة السورية٬ أشارت صحيفة "الحياة" إلى دعوة المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أطراف الأزمة وقادة المنطقة العربية والمجتمع الدولي الى السعي لإنجاح مبادرة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب لفتح حوار مع النظام السوري٬ ودعا إلى إجراء محادثات بين المعارضة ووفد مقبول من الحكومة السورية للتوصل إلى حل سياسي للصراع المندلع منذ 23 شهرا. ومن جانبها٬ أشارت صحيفة "الزمان" إلى اجتماع قوى مسيحية سورية٬ من الداخل والخارج٬ في تركيا٬ لتشكيل هيئة سياسية خاصة بهم٬ تسعى إلى هدم الهوة بين المسيحيين الذين ما يزالون يؤيدون النظام السوري وبين الثورة السورية٬ لتحقيق موقف مشترك بين أغلبية المسيحيين وأغلبية السوريين. وتحدثت الصحيفة في المقابل عن اعلان حزب الله اللبناني عن مقتل ثلاثة من عناصره وجرح 14 آخرين في معارك في سورية٬ واعترافه بالدعم العسكري الذي يقدمه لقوات الرئيس بشار الاسد ضد مقاتلي الجيش السوري الحر في مدينة حمص٬ كما أشارت" الزمان" إلى تواجد 50 ألف من عناصر الحرس الثوري الإيراني على الأرض السورية لدعم نظام الاسد. وتطرقت صحيفة "القدس العربي" من جانبها الى تدفق الجماعات الجهادية على سورية بعد نحو عامين من اندلاع الأزمة فيها٬ وهو ما يهدد بطغيانها على فصائل المعارضة الرئيسية وانتزاع السلطة من الجيش السوري الحر٬ والانتشار في الدول المجاورة. وأشارت الصحيفة الى قبول الجيش السوري الحر بلعب هؤلاء الجهاديين دورا في المستقبل في صياغة مرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد. وبخصوص الأحداث الدامية التي يعيشها العراق٬أشارت صحيفة "القدس العربي" إلى تصاعد التوتر الطائفي في العراق أمس اثر هجمات جديدة استهدفت مناطق شيعية في بغداد ٬ وأوقعت نحو 150 قتيلا وجريحا٬ مشيرة إلى ان التفجيرات الجديدة تكرس حالة العجز الامني والتوتر السياسي والانقسام الطائفي في ظل اتساع المظاهرات في المناطق ذات الغالبية السنية المطالبة برحيل المالكي. ومن جهة أخرى٬ نشرت صحيفة "الشرق الأوسط"٬ وثائق تابعة لعملاء الاستخبارات الليبية السابقة تكشف عن دعم عناصر في نظام القذافي لتنظيم القاعدة في مالي٬ وتعاون مخابرات العقيد وتنظيم القاعدة في الجزائر في عمليات تتعلق بتجارة الكوكايين بتنسيق مع حركة فارك الكولومبية (اليسارية المتمردة)٬مشيرة إلى محاولات لتجنيد 13 ألفا من المرتزقة والمنتمين لحركة شباب المجاهدين المرتبطة بتنظيم القاعدة في الصومال وعناصر من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب باليمن٬ لتنفيذ أعمال تخريبية متزامنة في مدن سعودية. أما الصحف الليبية فقد خصصت حيزا كبيرا من صفحاتها للاحتفالات الشعبية العارمة التي شهدتها مختلف مدن ليبيا بمناسبة الذكرى الثانية لثورة 17 فبراير. وأفردت الصحف افتتاحياتها لإبراز دلالات هذا الحدث الوطني٬كما نشرت صورا تبرز مظاهر الفرح والسعادة التي علت وجوه الليبيين بهذه المناسبة وحولت مدنهم وقراهم الى كرنفال من الالوان والعروض الفنية المختلفة. وتحت عنوان" عندما اجتمع الليبيون على حب ليبيا" كتبت صحيفة "فبراير" أن ثورة 17 فبراير"كانت الحدث الأبرز في تاريخ هذا الشعب الذي صبر على الظلم أربعة عقود٬ لكنه عندما ثار غير الموازين وقلب المعادلات" مستعرضة أبرز محطات الثورة الليبية منذ اندلاع شرارتها الاولى في مدينة بنغازي والى أن كللت بإعلان النصر والتحرير في 23 اكتوبر2011. وبدورها كتبت صحيفة "ليبيا الجديدة" بعنوان بارز تصدر صفحتها الاولى "احتفالات كرنفالية تشهدها جميع المدن الليبية" مشيرة الى ان هذه الاحتفالات اتسمت بطابع العفوية والتلقائية. ووصفت الاجواء التي ميزت احياء ذكرى الثورة هذه السنة بأنها "اروع احتفالات تلقائية تجري بهذا المستوى من حيث التنظيم والعفوية رغم أن الحكومة لم تسطر أي برنامج احتفالي ولم تصرف اي مبالغ لهذا الغرض". وفي السياق نفسه٬ اكدت صحيفة "ليبيا الاخبارية" ان الاحتفالات المخلدة للثورة الليبية "رسمت الفرحة والابتسامة على شفاه كل الليبيين الذين خرجوا في مسيرات حاشدة للتعبير عن سعادتهم "٬ مؤكدة ان الليبيين"استقبلوا هذه الذكرى المجيدة وهم أكثر تصميما على بناء دولة ليبيا الجديدة دولة الدستور والقانون والمؤسسات والحريات والحقوق". وتحدثت صحيفة (الوطن )القطرية عن التطورات التي تشهدها قضية دارفور٬خاصة بعد دعوة مجلس الامن الدولي لحركات دارفور المتمردة التي لم تلحق بقطار السلام للانضمام فورا ودون اي شروط لوثيقة الدوحة. وحذرت الصحيفة في افتتاحيتها من أن "تلك الحركات المتمردة ستجد نفسها عما قريب مهمشة تماما من قبل الدارفوريين الذين أعطتهم وثيقة الدوحة الأمل في الحياة الامنة المستقرة "٬ معربة عن أسفها لكون بعض هذه الحركات "ظلت تجنح إلى القتال٬ الذي كما تقول كل شواهد النزاعات الداخلية لن يفضي إلى حل" في السودان. وترى الصحيفة أن "قطار السلام في دارفور لن يتوقف اطلاقا وإنما سيمضي في سكته التي رسمتها وثيقة الدوحة بمنتهى الشجاعة والحكمة" لارساء الامن والاستقرا ر في السودان. واهتمت الصحف الإماراتية بالخصوص بموضوع الحوار الوطني في اليمن٬ وقضية الجاسوس الأسترالي الذي مات مقتولا في سجون الكيان الاسرائيلي. وكتبت صحيفة (البيان) أن الحوار الوطني في اليمن أصبح ضرورة ملحة الآن ربما أكثر من أي وقت مضى في ظل التحديات التي تجابه حكومة صنعاء في الوفاء باستحقاقات عاجلة يعصف تأجيلها بالبلاد نحو أتون الاضطراب والفوضى والعجز عن الدفع إلى الأمام بعجلة التنمية وبناء الدولة المدنية الحديثة. وأضافت في افتتاحية بعنوان "اليمن.. انتظار منقذ الحوار" أنه قبيل انطلاق الحوار الشامل في مارس المقبل٬ هناك الكثير من الاستحقاقات العاجلة التي ما زالت تنتظر اليمن وعلى رأسها الأزمة الأمنية التي تتطلب تظافر الجهود لتطويقها وضرورة إيجاد توافق سياسي بين مختلف المكوí¸نات والطوائف..يفضي إلى وضع قطار التنمية في المسار الصحيح وإخراج البلاد من أزماتها المتعددة. ونبهت (البيان) إلى أن مشكل الجنوب والمطالب بالانفصال"تقف كأكبر التحديات التي تجابه اليمنيين والتي تتطلب حوارا جادا وبقلوب مفتوحة بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وقادة الحراك الجنوبي للتوصل إلى نقاط التقاء تجنب البلاد شرور التقسيم وتعزز الوحدة الوطنية بين شطري اليمن اللذين تجمعهما كل عوامل الوحدة ولا تفرقهما إلا الخصومات الحزبية وإرث السياسات الخاطئة". ومن جهتها٬ كتبت صحيفة (الخليج) أن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية يعارض نشر المعلومات الاستخبارية في شأن الجاسوس الأسترالي الذي مات انتحارا أو قتلا في سجون كيانه وهو في صياغته لمطلب الإفصاح عما حدث لهذا الجاسوس يحاول الهرب من متطلبات معرفة الحقيقة ٬فالمسألة لا علاقة لها بمعلومات عن إسرائيل نفسها وإنما كيف مات الرجل وكل ما أدى إلى قبوعه في السجون الإسرائيلية بلا اسم يدل عليه. وأوضحت (الخليج) في افتتاحية بعنوان "الأذرع الإسرائيلية"أن المعلومات القليلة التي تتناقلها وسائل الإعلام وبالذات الأسترالية٬ تشير إلى أن الرجل كان على وشك الإفشاء بمعلومات تفضح الممارسات الإسرائيلية في تجنيد مواطني البلدان الأخرى للتجسس على بلدانهم لمصلحة الكيان الصهيوني٬ مشيرة إلى أن حبس الجاسوس من دون ما يدل عليه٬ "ليس غباء فحسب وإنما يعبر عن استهتار بالرأي العام العالمي وبردود أفعال البلدان الأخرى لأن الغباء في الظن أن العالم قد لا يعرف ما جرى يفوقه الاستهتار بمواقف الآخرين من ذلك حين انكشاف الأمر". واهتمت الصحف اللبنانية٬ بمقتل عناصر من حزب الله على الحدود اللبنانية السورية٬ واتفاق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على اللقاء مجددا في غضون أسابيع لبحث الوضع في سورية. فتحت عنوان (الوقائع السورية ترد على كلام نصر الله)٬ كتبت صحيفة (النهار)انه " فيما كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يقول السبت (إن كل ما يؤدي إلى انتقال الصراع السوري إلى لبنان خطأ٬ وهذا ما نقوم به)٬ كانت الوقائع الميدانية تسابقه لتكشف عن مقتل ثلاثة لبنانيين وجرح 14 آخرين في معارك في سورية٬ كما أفاد مصدر في الحزب٬ مشيرا إلى أنهم كانوا (في مواجهة للدفاع عن النفس)". ومن جهتها كتبت صحيفة (السفير)٬أنه "لم يعد سرا التقارب الروسي الأمريكي٬ الذي بدأ يتقدم مؤخرا في سورية٬ تقارب تؤكده قناعة باتت راسخة لدى الطرفين٬ مفادها أن استمرار النزاع سيجعل من الإسلاميين٬والجهاديين بشكل خاص ٬ قوة وازنة في سورية مستقبلا"٬ مضيفة أن "الأمريكيين خرجوا عن صمت دام لعدة أشهر٬ أنهاه البانتاغون أمس الأول بالدعوة إلى (حل سلمي)". وأوضحت أن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت بيانا كشف عن اتصال أجراه كيري مع لافروف٬ تناول الوضع في سورية٬ وتم الاتفاق على عقد أول اجتماع ثنائي بينهما في الأسابيع المقبلة"٬ مشيرة إلى أن الجانبين تطرقا إلى "أهمية أن تستخدم كل من واشنطن وموسكو نفوذهما على الأطراف لدعم عملية انتقال سياسي قابلة للحياة"٬ وأن كيري شدد على "الضرورة الملحة لإنهاء سفك الدماء ومنع المزيد من التدهور في مؤسسات الدولة وحماية حقوق كل السوريين ومساعدتهم على مقاومة التطرف والمزيد من الصراع الطائفي". وواصلت الصحف التونسية تناولها لتطورات الأزمة السياسية في البلاد والمشاورات بين رئيس الحكومة ٬ حمادي الجبالي وزعماء الأحزاب السياسية ٬ والتي ستجري اليوم الاثنين٬ جولتها الأخيرة على أمل التوصل إلى توافق حول شكل الحكومة التي ستقود البلاد خلال الفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية الحالية. وكتبت جربدة "الصحافة" في افتتاحيتها بعنوان "هل هي بداية الخروج من الأزمة.." أن تصريحات رئيس الحكومة٬ والتي قال فيها ان الجولة الأولى التي جرت الجمعة الأخيرة حققت" تقدما في كل النقاط وأن المفاوضين خرجوا بنتائج مشجعة"٬ رأى فيها السياسيون "مؤشرا على أن هناك قابلية للتنازل من قبل الأطراف المتفاوضة بشأن التوصل إلى حل توافقي يضع حدا للأزمة التي تهدد استقرار البلاد". ونوهت الصحيفة بجهوده الجبالي وانفتاحه على الأحزاب السياسية الفاعلة وعزمه على الاستئناس بآراء الخبراء والشخصيات الوطنية في التوصل إلى"أرضية سياسية توافقية تنأى بالبلاد عن مخاطر لم يتردد بعض السياسيين في التحذير من أنها قد تصل إلى انهيار مؤسسات الدولة ودخول البلاد في حرب أهلية لا قدر الله". وفي السياق ذاته تحدثت صحيفة "الصباح الأسبوعي" عن الاجتماع الذي عقده أمس مجلس الشورى التابع لحركة النهضة ٬وهو الهيئة التقريرية العليا في الحزب وخصص للحسم في الموقف النهائي للحركة بالنسبة للتشكيلة الحكومية٬ حيث أوردت في هذا الصدد تصريحا لعلي العريض وزير الداخلية والقيادي في الحركة ٬ قال فيه أن الاجتماع "يرفض رفضا قاطعا" مبادرة حكومة تكنوقراط كما يقترحها رئيس الحكومة ٬ حمادي الجبالي. وأضاف أن النهضة ترى أن المرحلة القادمة تستوجب حكومة ائتلافية تضم أكبر عدد من الأحزاب "٬ مشيرة إلى أن النهضة مستعدة " للتنازل عم بعض وزارات السيادة لانجاح مقترح الحكومة الائتلافية"٬ فيما صرح القيادي الآخر في الحركة ٬رفيق عبد السلام ٬ وزير الخارجية للصحفية ذاتها أن اقتراح "حكومة سياسية يرجع لكون المرحلة القادمة هي مرحلة حساسة للغاية لأن الأحزاب تلتقي على الأفكار والبرامج وليس على الأشخاص". ومن جهتها اعتبرت صحيفة "الصريح" أن الخطب "التحريضية" هي التي "صعدت درجت الاحتقان في البلاد ورفعت من درجة العنف بجميع أشكاله وحولت التنافس السياسي إلى عداء مفتوح على كل الاحتمالات وأغرقت الشعب بأكمله في دهاليز الخوف والارتباك"٬ قبل أن تخلص إلى أن مثل هذه المواقف "اللامسئولة" تمثل "خطرا جسيما على استقرار البلاد وتعطل المسار الديمقراطي وتعرقل كل محاولات الاصلاح وتدفع بالبلاد إلى الهاوية". ومن جهتها واصلت الصحف الجزائرية ٬ اهتمامها بالمخاض السياسي الذي تعرفه تونس حاليا. وكتبت صحيفة (الشعب) أن "الأحداث المتعاقبة الجارية في الساحة السياسية بالشقيقة تونس لم ترسو٬إلى حد اليوم٬ على حال٬رغم مرور أزيد من عامين على الربيع الذي دخلته ولم تر فصلا آخر غيره منذئذ .. تزودت بمؤسسات انتقالية (رئاسة مؤقتة٬ حكومة ائتلافية ومجلس تأسيسي منتخب) في إطار وفاق تام ومثالي من أجل ضمان عبور تشاركي وسلس إلى مرحلة بناء مؤسسات شرعية٬ لكن الوتيرة بدأت فجأة تتعطل". وأضافت أنه "عبر مختلف محطات هذا المسعى شهدت الساحة هناك عدة معطيات جعلتنا نتذكر التجربة التي مرت بها الجزائر في التسعينات٬ أبرزها استعجال التيار الإسلامي الوصول إلى الحكم وظهور جماعات من الشباب المتدين المندفع والمتشدد وانتشار بعض مظاهر العنف٬ إلى أن جاءت عملية اغتيال الناشط السياسي الشهيد شكري بلعيد التي هزت التونسيين وجعلتهم يستشعرون مخاطر استمرار تعطيل إرساء المؤسسات الشرعية للدولة". ولاحظت الصحيفة أن تبعات هذه الهزة "لم تنعكس على الترويكا الحاكمة بقدر ما أصابت حزب النهضة ٬صاحب الأغلبية حيث كان وقعها عليه أشد٬ وجاء رد فعله في شكل انقسام داخلي ٬كشف عن وجود تيارات عديدة ورؤى مختلفة حول كيفية مواجهة رهانات هذه المرحلة٬ خصوصا وأن المواطن التونسي البسيط لم يعد بإمكانه الصبر أكثر على الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية الطاحنة التي يواجهها منذ عامين". وانفردت صحيفة (جريدتي) بنشر حوار مطول مع باجي قايد السبسي رئيس (حركة نداء تونس)٬ اعتبر فيه أن حركة النهضة فشلت في إدارة دفة الحكم في البلاد.