شكلت تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في كل من مصر وتونس واليمن وليبيا ٬أبرز اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد. وهكذا اعتبر الوضع الاقتصادي المتردي في مصر الموضوع الأبرز في الصحف المصرية فكشفت صحيفة "الأهرام" أن الاحتياطي من النقد الأجنبي وصل إلى مرحلة الخطر بعد تراجعه إلى ما دون 13 مليار دولار وهو ما يكفي لتأمين واردات البلاد لمدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر. وعادت صحيفة "الشروق" إلى الحديث عن العراقيل التي تحول دون التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة خمسة ملايير دولار٬ مبرزة أن المجموعة الاقتصادية للحكومة عقدت اجتماعا راجعت فيه الموقف الاقتصادي بصفة عامة تمهيدا لإجراء جولة جديدة من المفاوضات مع هذه المؤسسة المالية العالمية. وكشفت صحيفة "الأخبار" من جهتها عن خطة أطلقها عمرو موسى المرشح السابق للرئاسة لإنقاذ الاقتصاد المصري تتضمن بالخصوص الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لمساندة مصر وتوفير سلة نقدية لتشكيل خط ائتماني في حدود 12 مليار دولار تشارك في تمويله الاقتصاديات الكبرى بالاضافة إلى دول الخليج. ومن جهتها كتبت صحيفة "اليوم السابع" أن الإخوان المسلمين والسلفيين يسعون الى تمرير قرضين من اوروبا والسعودية لسد العجز في الاحتياطي النقدي والموازنة العامة للدولة ٬ فيما حذرت جريدة "الوطن" من انفجار الوضع الاجتماعي بسبب الزيادة في الأسعار والبطالة وتراجع الخدمات وغياب أي أفق للخروج من الازمة التي تعيشها البلاد. وتناولت الصحف التونسية مواضيع داخلية على رأسها الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد ومبادرة رئيس الحكومة ٬ حمادي الجبالي للخروج من الأزمة وتفاعلها مع تداعيات اغتيال المعارض السياسي شكري بلعيد. وفي هذا السياق أبرزت الصحف تصريحات لحمادي الجبالي قال فيها إنه يعتزم تقديم التشكيلة الجديدة لحكومته في أواسط الأسبوع القادم على أقصى تقدير. وأوضح أنه وأعضاء حكومته الجديدة ٬التي قال انها ستضم مجموعة من "الكفاءات الوطنية" لن يتقدموا إلى الانتخابات القادمة٬مشيرا إلى أنه وجه رسائل إلى زعماء الأحزاب السياسية ليطلب منهم "النصح من خلال تقديم مقترحات بخصوص هذه التشكيلة"٬مشددا على أنه "لن يقبل بشروط أي حزب". وتعليقا على هذه المبادرة كتبت جريدة "الصريح" أن رئيس الحكومة دعا جميع الأطراف إلى"الاتفاق حول هذه المبادرة باعتبارها أحسن الخيارات المطروحة " للخروج من الأزمة. واعتبرت أن الجبالي "كان شجاعا وجريئا وصادقا في اختيار المنهج الأسلم الذي يمهد للخروج بالبلاد من المأزق الخطير الذي تردت فيه ومحاولة تحقيق ما يمكن تحقيقه من إصلاحات هيكلية في الأشهر القادمة قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية الذي لا بد من تحديده في أقرب وقت ممكن "٬ مشيرة إلى أن الجبالي قد "يكسب بذلك أيضا نقاطا هامة حلى حساب حزبه (حركة النهضة) وبقية أحزاب الموالاة والممانعة وظهر هذه المرة في ثوب السياسي المسئول الذي يمكن أن يحدث حوله الإجماع". في سياق متصل٬قالت صحيفة "الشروق" إن حادث الاغتيال "سيبقى علامة فارقة في التاريخ السياسي لتونس من حيث أنها كانت حصادا مرا لأزمة الأحزاب والنخب السياسية وتعبيرا واضحا وجليا عن خيبتهم في التأسيس لثقافة بديلة في التعايش واحترام المخالف والإيمان بالتعددية وبالفكر الديمقراطي الذي يحترم إرادة الشعب وينحاز ضرورة إلى مبادئ المنافسة الشريفة". موضوع آخر استأثر باهتمام الصحف التونسية ويتعلق بالمؤسسة العسكرية التونسية ٬ والدعوة إلى إبقائها بعيدة عن الصراعات السياسية التي تشهدها البلاد. وفي هذا السياق أبرزت جريدة "المغرب" تصريحات نادرة لوزير الدفاع التونسي ٬عبد الكريم الزبيدي في تدخله معلقا على ما جاء في أحد البرامج الحوارية بإحدى القنوات التلفزيونية الخاصة لدى تطرقها إلى الموضوع ٬ فأبرز أن الجيش التونسي "لا يخدم بالتعليمات لأنه يعلم ماذا يفعل بعيدا عن التجاذبات السياسية" ٬ وقال إن المؤسسة العسكرية "استهدفت في مناسبات عدة وفي مستويات متعددة ولكنها بقيت محايدة ٬ وأنها ظلت في منأى عن كل الاستفزازات "٬ مؤكدة ضرورة الابتعاد عن "توظيف أو استغلال المؤسسة العسكرية لأغراض شخصية أو حزبية". ومن جهتها واصلت الصحف الجزائرية اهتمامها بحادث اغتيال المناضل اليساري التونسي شكري بلعيد وتداعياته على مستقبل البلاد. وكتبت صحيفة (الخبر) في هذا السياق " يبدو أن الأوضاع في تونس لا تتجه إلى حالة من الاستقرار٬ الأحزاب السياسية اليسارية والديمقراطية والإسلامية٬ متمسكة بمواقفها٬ ومازالت تحجم عن المبادرة بالحوار الوطني المؤدي إلى وفاق يخرج تونس من مستنقع الخطر٬ ومن الانزلاق إلى نفق المواجهة مع المجهول٬ والعودة بها إلى اتجاه غير اتجاه الحالة اللبنانية أو المشهد الجزائري الدامي في التسعينات". وتحت عنوان "تونس بين الاغتيال السياسي واحتمالات انهيار الائتلاف الحاكم"٬ كتبت صحيفة (الجزائر) أن " المحظور حصل٬ ودخلت تونس بعد اغتيال السياسي المعارض شكري بلعيد على أيدي مجهولين٬ مرحلة جديدة (..) وجدت حركة النهضة نفسها في منعرج خطير وحاسم". وتساءلت إن "كانت أهمí¸ حركة سياسية في تونس ستنجح اليوم في تجاوز هذا المأزق غير المسبوق٬ فتحمي وحدتها من الانقسام وتحفظ ماء وجه أحد قادتها٬ الذي قضى جزءً هاما من عíµمره في سجون بن علي". وانصب اهتمام الصحف الإماراتية حول المشهد المصري والحوارالوطني اليمني الذي سينطلق في18 مارس المقبل. فدعت جريدة (الخليج) إلى ضرورة الحوار ونبذ العنف في مصر٬ مؤكدة أن الدعوة للحوار لم تعد "ترفا أو مجرد شعار بلا مضمون أو شكلا من أشكال المبارزة السياسية..فما يجري على الأرض يجعلها ضرورة حتمية لابد منها لإنقاذ مصر مما يتربص بها من فوضى". وكتبت أن إفرازات وتداعيات ثورة 25 يناير "حملت معها نذر عواصف دموية قد تأتي على الأخضر واليابس وتقض المضاجع إذا لم يتم تدارك الأمر خصوصا مع صدور دعوات غريبة عن المجتمع المصري وعاداته وتراثه تدعو للقتل وتفتي في "حد الحرابة " بعدما استغل أصحاب هذه الدعوات حالة الفوضى والصراع في الساحات والميادين لينشروا دعواتهم الخبيثة التي تدخل مصر في أتون الفتنة". من جانبها أعربت صحيفة (البيان) عن تفاؤلها بموافقة كل الأحزاب والقوى السياسية في اليمن على الجلوس إلى مائدة الحوار الوطني الذي سينطلق في 18 مارس المقبل٬ لاستكمال العملية السياسية وتنفيذ باقي بنود المبادرة الخليجية٬ معتبرة أن ذلك يؤكد "الرغبة الصادقة لدى اليمنيين للخروج من الأزمة بأقل الخسائر الممكنة بعدما تعطلت البلاد وتوقف الاقتصاد لأكثر من عامين كاملين". وأشارت إلى حاجة اليمن إلى جلسات حوار مطولة ووقوف على المشكلات التي أدت إلى ما أدت إليه من تعطل اقتصاد البلد وغياب التنمية عنه في وقت كان يفترض أن يستفيد من محيطه الغني بدعم اقتصاده وتوطيد الاستقرار في ربوعه. وأكدت (البيان) أن طاولة الحوار "تتسع للجميع ويستطيع أي طرف أن يطرح ما عنده من أفكار وبرامج مشاريع وعلى طاولة الحوار تبحث هذه الأفكار وتؤخذ في الحسبان عند رسم صورة اليمن المستقبلية وليس أمام اليمنيين خيار آخر غير الحوار يضمن لهم الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية والبناء الوطني". أما الصحف الليبية فقد تركز اهتمامها على الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 17 فبراير وموضوع المصالحة الوطنية والمؤتمر الوزاري الدولي حول دعم ليبيا الذي ستحتضنه العاصمة الفرنسية يوم الثلاثاء القادم. فبخصوص إحياء الذكرى الثانية للثورة الليبية (17 فبراير) التي أطاحت بنظام القذافي كتبت صحيفتا "ليبيا الجديدة" و"ليبيا الاخبارية" أن مختلف المدن والقرى الليبية تستعد للاحتفال بهذا الحدث الوطني البارز ٬مشيرة الى أن العاصمة طرابلس ستشهد اليوم انطلاقة هذه الاحتفالات"ابتهاجا بالنصر الذي حققته ثورة التكبير وتخليص الشعب من الجهل والفقر بعد أربعة عقود ونيف من الحكم المستبد". ونقلت الصحيفتان عن مسؤول أمني محلي قوله إنه تم تشكيل غرف أمنية تضم الثوار من مختلف مناطق طرابلس وكافة الاجهزة الامنية وذلك تنفيذا للخطة الامنية التي وضعتها وزارة الداخلية الليبية لتأمين هذه الاحتفالات. من جهتها٬ اهتمت صحيفة "فبراير"بموضوع المصالحة الوطنية من خلال تغطيتها لوقائع المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الحكومة المؤقتة الليبية علي زيدان مؤخرا إثر لقاء جمعه بوفد المصالحة الوطنية بمدينة الكفرة جنوب البلاد. وبخصوص المؤتمر الوزاري الدولي لدعم ليبيا الذي ستحتضنه العاصمة الفرنسية الثلاثاء المقبل أشارت صحيفة"ليبيا الاخبارية" الى أن المؤتمر سيناقش وثيقتين تضمنتا أولويات ليبيا في مجالات الأمن والعدالة وسيادة القانون من بينها الجوانب الأمنية وهيكلة وبناء الجيش والشرطة وأمن وإدارة الحدود وتفعيل نظام العدالة والمصالحة الوطنية وتقصي الحقائق.